أنواع الذاكرة عند الإنسان

ما هي الذاكرة وكيف تصنف وتخزن وتسترجع الذكريات؟ إليكم بحث عن مفهوم الذاكرة في علم النفس وطريقة عمل الذاكرة البشرية ومراحل وأنواع الذاكرة عند الإنسان.
أنواع الذاكرة عند الإنسان
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

عندما نتحدث عن الذاكرة فإننا نتحدث عن كم هائل من المعلومات والمواقف والصور والأشكال التي يتم حفظها واسترجاعها وقت الحاجة، ولكن ما هو تعريف الذاكرة بشكل مفصل؟ وكيف عرّف العلماء الذاكرة في علم النفس؟ وماهي مراحل الذاكرة؟ وما هي أنواع الذاكرة عند الإنسان؟ إليكم الإجابات في المقال التالي.

 

ما هي الذاكرة؟
يتم تعريف الذاكرة بأنها عبارة عن قدرة عقلية تتمثل بعمليات شديدة التعقيد تحدث بأعصاب الدماغ وفي أجزاء محددة منه، تسجل وتحفظ هذه العمليات الأحداث والخبرات والمعلومات المختلفة ومن ثم تتم عملية استرجاعها أو تذكر أجزاء منها وقت الحاجة لها.

وتوجد عدة أنواع من الذاكرة تم تصنيفها بحسب مدة الحفظ والكيفية التي تسترجع بها الذكريات الشعورية المحفوظة بها.

 

animate

يُعتبر علم النفس المعرفي أحد فروع علم النفس الذي يتمحور حول الذاكرة والعمليات العقلية بشكل مفصَّل، وتُعرَّف الذاكرة في علم النفس على أنها عملية عقلية معرفية تخزن العمليات والأحداث والخبرات والمعلومات المختلفة، وهي الإمكانية التي يتم بسببها تفعيل السلوكيات المختلفة بما يتوافق مع الخبرات التي مر بها الإنسان مسبقاً وحفظها في ذاكرته.

 

الذاكرة هي عبارة عن نشاط يحدث بين مئة مليار خلية عصبية في المخ، تقوم بتسجيل العمليات والأحداث والخبرات والمعلومات والمؤثرات ومن ثم يتم تصنيفها وتخزينها واسترجاعها وقت الحاجة.

ومن المهم معرفة أن الذاكرة تتألف من ثلاثة مستويات:

 المستوى الأول هو الذاكرة الحسية التي تستقبل المؤثرات عبر الحواس الخمسة وتستمر مدة الحفظ في هذه الحالة بضع ثوانٍ تسجل فيها انطباعات الحواس.

المستوى الآخر الذي تنتقل إليه هذه المعلومات هو الذاكرة قصيرة المدى التي تحفظها لمدة بضع دقائق فقط.

أما المستوى الأعلى فهو الذاكرة طويلة المدى حيث تبقى المعلومات المحفوظة فيها إلى الأبد أو إلى حين استبدالها بمعلومات أخرى، وتحفظ الذاكرة المعلومات أو لا تحفظها بحسب أهميتها للفرد.

فعلى سبيل المثال، عندما نتحدث عن طفلك الرضيع ماذا تتذكر؟! تتذكر شكله، ورائحته، وتتذكره وهو يبكي ويضحك، وفي حال كان طفلك مزعجاً كثير البكاء فمن الممكن أن تحتل هذه الذكريات غير السارة مكان الذكريات الأخرى وهكذا.

 

لا يمكننا أن نتعلم شيئاً في الحياة أو نعمل في الوقت الحاضر أو حتى نفكر في المستقبل، أو نتذكر ما فعلناه بالأمس، وما قمنا به اليوم أو ما نخطط للقيام به غداً بدون ذاكرة! فالذاكرة هي من تجسدنا.

ولتتحقق الأمور سابقة الذكر فإن هنالك مراحل للذاكرة تشارك في معالجة كميات هائلة من المعلومات ذات الأشكال المختلفة، مثل الصور والأصوات والمعاني. 

وبالنسبة للعلماء النفسيين فإن مراحل الذاكرة تتلخص بثلاثة مراحل أساسية:

1- تصنيف وترميز الذكريات:

تدخل المعلومات إلى نظام الذاكرة عبر المدخلات الحسية "الحواس الخمسة"، ومن ثم يتم تغييرها إلى الشكل الذي يجعل النظام العصبي قادراً على التعامل معها، ومن ثم تخزينها.

ويتم هذا التصنيف عبر ثلاث طرق رئيسية هي البصرية "الصورة"، والصوتية "الصوت"، والدلالية "المعنى".
وتُشير الدراسات إلى أن التصنيف الرئيسي في الذاكرة قصيرة المدى هو التصنيف الصوتي، بينما تعتمد الذاكرة طويلة المدى بشكلٍ رئيسي على التصنيف الدلالي، ولكن ذلك لا يعني أن هاتين الذاكرتين تعتمدان هذه التصنيفات وحسب.

2- تخزين الذكريات:

وهذا يتعلق بطبيعة مخازن الذاكرة، أي المكان الذي يتم فيه تخزين المعلومات، وعلى مدة الذاكرة، وبهذا نستنتج أن الكيفية التي نخزن بها المعلومات تؤثر على طريقة استرجاعها.

فمثلاً يتراوح متوسط المعلومات التي يتم تخزينها بالذاكرة قصيرة المدى بين ٥ و٩ بنود فقط تبقى محفوظة لبضع دقائق، بينما قدرة تخزين المعلومات في الذاكرة طويلة المدى غير محدودة، ويُمكن أن تستمر مدى الحياة.

3- استرجاع الذكريات:

يعني ذلك استرجاع المعلومات من الذاكرة. ويحدث في بعض الأحيان أن نحاول تذكر أمر ما دون جدوى، ونجد أننا غير قادرين على استرداد المعلومات المخزنة بالذاكرة، مما يعني أن تلك المعلومات قد تكون حفظت بالذاكرة قصيرة المدى دون أن تنتقل إلى الذاكرة طويلة المدى، أو أن الذاكرة تعرضت لعوامل خارجية عصبية أو نفسية جعلتها تحجب أو تفقد تلك المعلومات مؤقتاً كما يحدث مع الطالب خلال الامتحان.

وتجدر الإشارة إلى أن استرجاع المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى ممكن بالتتابع، فعلى سبيل المثال إذا كنت في الطابق العلوي تحاول أن تتذكر ما جئت من أجله يُمكنك استرجاع التفكير من المكان السابق الذي كنت فيه بحيث تسترجع الأحداث لتتذكر أخيراً لماذا أنت بالطابق العلوي.

 

تصنف أنواع الذاكرة عند الإنسان إلى نوعين رئيسيين هما:

1- الذاكرة قصيرة المدى: وهي الذاكرة التي تحفظ وتخزن المعلومات لوقت قصير جداً لا يتجاوز بضع دقائق، ومن ثم يتم نقل المعلومات إلى الذاكرة طويلة المدى أو يتم استبعادها وهذا يعتمد على أهمية المعلومات بالنسبة للفرد.

2- الذاكرة طويلة المدى: وهي الذاكرة الأكثر تعقيداً التي تحفظ وتخزن المعلومات بأنظمة الذاكرة المنفصلة بعدد غير محدود وإلى وقت يستمر مدى الحياة، في النظام الدماغي مع إمكانية استرجاع المعلومات، وتنقسم إلى عدة أنواع هي:

- الذاكرة الضمنية:

تُسمى أيضاً بالذاكرة الإجرائية، وهي شكل رئيسي من الذاكرة طويلة الأمد التي لا تتطلب الفكر الواعي، فهي تسمح لك أن تفعل الأشياء عن ظهر قلب، بحيث تُشير إلى الإجراءات مباشرةً مثل كيفية فتح الباب أو قيادة السيارة.

- الذاكرة الصريحة:

تُسمى أيضاً بالذاكرة التعريفية، وهي نوع من الذاكرة طويلة الأمد التي تتطلب الفكر الواعي.

- الذاكرة العرضية: 

وهي الذاكرة المسؤولة عن استرجاع أحداث معينة في الوقت المناسب، مثل تذكر ما حدث بين شخصين خلال اللقاء السابق.

- ذاكرة السيرة الذاتية:

معظمنا لدينا جزء واحد من الحياة التي نتذكرها أفضل من غيرها، وهذه الذاكرة هي التي تخزن الأحداث والتجارب الشخصية التي تتعلق مباشرةً بالفرد ذاته.

- الذاكرة الدلالية:

وهي الذاكرة المسؤولة عن معرفة المعلومات الواقعية، مثل تذكر معاني الكلمات بمختلف اللغات.

 

إليكم قائمة من الكتب التي تقدم شرحاً تفصيلياً عن مفهوم الذاكرة في علم النفس وطريقة عمل الذاكرة البشرية وأنواع الذاكرة عند الإنسان وتتحدث أيضاً عن الآليات والاستراتيجيات الهامة لتقوية الذاكرة وتطويرها:

- كتاب الذاكرة والتذكر، إبراهيم الفقي.
- كتاب الذاكرة، جوناثان كيه فوستر.
- كتاب مهارات تنشيط الذاكرة، مادلين آلين.
- كتاب الذاكرة واللغة، بنعيسى زغبوش.
- كتاب الذاكرة أسرارها وآلياتها، لورون بوتي.
- كتاب الذاكرة البشرية أسرار وخفايا، زهرة وهيب خدرج.
- كتاب المخ المعجزة، جين كاربر.
- كتاب المرجع الأساسي للذاكرة، جاري سمول.
- كتاب كيف تتخلص من النسيان وضعف الذاكرة؟، يوسف الأقصري.
- كتاب الذاكرة الفائقة، غريغور شتاوب.