الأم العاملة وتنظيم الوقت "تحديات الأم العاملة"
نقدم في هذا المقال نصائح في إدارة الوقت للأمّ العاملة، ونحاول أن نجيب عن أسئلة حول كيف أنظم وقتي بين المنزل والعمل والأطفال؟ وما هي الصعوبات التي تواجه المرأة العاملة؟ ونتكلم عن أخطاء يجب أن تتجنبها الأم العاملة لمساعدة النساء العاملات على إدارة وقتهن بما يضمن التوفيق بين مهام المنزل والعمل والعائلة.
نصائح في إدارة الوقت للمرأة العاملة والأم الموظفة
تواجه الأم العاملة تحديات يومية أثناء أداء مهام العمل وتنظيم أعمال المنزل فهي تحتاج دائماً إلى تطوير وتنمية مهارة إدارة الوقت لديها، لتتمكن من التعامل مع مهامها بفعالية وكفاءة، لذلك نقدم نصائح تساعدك في إدارة وتنظيم الوقت كامرأة عاملة وأمّ[1].
- ابدئي نهارك باكراً فيمكنك استغلال ساعات الصباح الباكر لتنظيم أولوياتك بعيداً عن ضغط التأخر عن المباشرة بالعمل، وهكذا تستطيعين اكتساب المزيد من الوقت للقيام ببعض الأعمال المنزلية وتأخذين وقتك للتفكير والاسترخاء والقيام ببعض التأمل في الصباح، ثم تختارين كيف يجب أن تباشري نهارك وما الأمور التي تريدين القيام بها لتمضي بتنفيذ مهامك بسهولة وسلاسة.
- وفري المزيد من الوقت فيمكنك القيام بالأعمال المنزلية في الصباح الباكر قبل ذهابك إلى العمل، والاستعانة بسيدة تنظيف لتقوم بالأعمال المنزلية الكبيرة وبذلك تجدين وقتاً إضافياً تمضينه مع عائلتك في نهاية يوم ا لعمل، كما يفضل أن تختاري طهي الأطعمة المغذية التي لا تحتاج إلى وقت طويل في التحضير، ويمكنك الانطلاق مبكراً إلى مكان العمل لتتمكني من العودة إلى المنزل دون تأخير.
- استغلي عطلة نهاية الأسبوع تستطيعين تأجيل أداء بعض الأعمال مثل التسوق لشراء حاجات المنزل إلى يوم العطلة لتقللي من مهامك خلال الأسبوع، ضعي لائحة بالأغراض والأعمال التي يجب عليك قضائها في العطلة، ويمكنك الاستعانة بالتكنولوجيا لتساعدك في تذكر مهام العطلة عن طريق استخدام تطبيقات مثل التقويم.
- كوني مهنية في عملك فلا تخلطي بين واجبات العمل والمنزل بل ضعي كل تركيزك على المهمة الواجب عليك أدائها خلال ساعات العمل، ويمكنك الاطمئنان على أطفالك خلال فترة الاستراحة دون أن تقصري في عملك أو تكوني مشتتة الذهن، لذا التزمي بواجبات العمل وكوني مسؤولة ومهنية في عملك.
- استخدمي تعدد المهام لاستغلال وقتك بفعالية أكبر؛ طبقي أسلوب تعدد المهام عن طريق أداءك في نفس الوقت لأكثر من مهمة لا تحتاج إلى تركيز عالي، مثل قيامك بتفقد البريد الإلكتروني أثناء قيامك بالغسيل وبذلك تستفيدي من كامل وقتك.
- استخدمي التخطيط المسبق حددي مهام كل يوم في الليلة السابقة واختاري ماذا سترتدين وماذا ستطهين على الغداء وبذلك توفرين الوقت اللازم للتفكير بهذه الأمور في اليوم التالي، وتتجنبين تعرضك للضغط أو الفوضى عن طريق ترتيب كل شيء مسبقاً؛ بالتالي تجدين الوقت اللازم للقيام بالمهام التي تحتاج إلى المزيد من الوقت مثل التحضير لمناسبة عائلية.
- ابتعدي عن التسويف فلا تأجلي الأعمال الكبيرة والمهمة للقيام بأخرى أقل صعوبة وأكثر متعة، وغالباً ما تقومين بذلك عندما تكون الأعمال مجهدة أو تسبب التوتر؛ التسويف لا يكون حل مناسب بل يصعب عليك إدارة الوقت بكفاءة لذلك حاولي التوفيق بين جميع أعمالك ولا تبتعدي عن المجهدة منها.
- لا تقبلي بأعمال إضافية عندما يطلب منك زملاءك في العمل أن تعاونيهم بأداء مهامهم لا تقبلي وتعلمي كيف تقولين "لا" في العمل بشكل مهذب، وذلك كي لا تتأخري عن أداء مهامك وتسببي تراكم أعمالك وحتى لو كان عملك قائم على العمل الجماعي؛ اعرفي متى يجب أن تساعدي زملاءك فلا تلتفتِ إلى أعمال الأخرين حتى تنهي عملك وواجباتك أولاً.
الأم العاملة وتربية الأبناء ... كيف أنظم وقتي بين البيت والعمل والأطفال؟
إذا كنتِ امرأة عاملة ترغب في إيجاد طرق للموازنة بين أعمال المنزل والاهتمام بأطفالها دون أن تقصر في أداء واجبات العمل يمكنك الاطلاع على الطرق التالية لتتمكني من الموازنة بين جميع التزاماتك[2]:
- تخلصي من شعور الذنب: قد يراودك الشعور بالذنب بسبب ابتعادك عن أطفالك خلال ساعات دوام العمل فتشعرين بالتقصير، ولكن هذا شعور خاطئ تخلصي منه وفكري بالمنافع التي ستعود عليكي وعلى عائلتك بسبب التزامك بالعمل، مثل المردود المادي الذي يساعدك في تأمين تعليم جيد للأطفال، وتذكري إنك لستِ وحيدة في مسؤولية تنظيم الوقت مع عائلتك لذا اتفقي مع الشريك لتحصلي على الدعم والنصيحة.
- استعيني بمربية أطفال: يمكن للمربية الجيدة أن تساعد في رعاية أطفالك أثناء غيابك عن المنزل لأجل العمل، قومي بسؤال زملاءك في العمل عن مربية صاحبة خبرة وسمعة طيبة، وراقبي فعاليتها مع طفلك عن طريق القيام بجلسة مراقبة تمضي فيها المربية بعض الوقت مع الطفل تحت إشرافك لتراقبي إن كانت لطيفة مع الصغير وقادرة على فهم احتياجاته ويمكنكِ أن تطلبي منها تقديم رعاية تعليمية عن طريق مراجعة دروس الطفل.
- نظمي أعمال الصباح: قومي بتحديد أعمال الصباح وجدوليها قبل النوم لتبتعدي عن الفوضى في تحضير الأطفال للذهاب إلى المدرسة، حضري في المساء ثياب الأطفال ووجباتهم واختاري ما ترغبين بإعداده للفطور واحزمي حقائب الأطفال، وعند إنهائك لهذه التفاصيل ستتمكنين من الحصول على وقت كافي لكِ تستمتعين فيه بتناول وجبة الفطور مع أطفالك.
- ضعي تقويم عمل للأسرة: اكتبي تقويم أسبوعي يحوي أعمال ووظائف جميع أفراد الأسرة؛ مثل موعد النشاطات المدرسية والامتحانات والفعاليات العائلية التي تساعدك في إمضاء الوقت مع أطفالك كالذهاب إلى مدينة ألعاب أو حديقة حيوانات، كما يمكنك وضع أشياء على التقويم مثل أعياد الميلاد وتلوين كل موعد حتى لا تفاجئك الأحداث ضمن الأسبوع؛ فلا تتمكنين من إيجاد وقت للتعامل مع الأمور الطارئة، واستعيني ببعض التقويمات الإلكترونية التي يمكنك مزامنتها مع الأجهزة المحمولة لجميع أفراد الأسرة.
- تحدثي مع مديرك في العمل: يمكنك أن تتكلمي مع مديرك في العمل أو مسؤول الموارد البشرية وتخبريه عن طبيعة وقتك والتزاماتك تجاه أطفالك وكوني صريحة معه، ففي حال تعاون مديرك سيقوم بتخصيص الأوقات المرنة لبعض الموظفين وتعديل مهامك بما يتوافق مع أوقات الجميع ويمكنك أن تعرضي عليه فترة تجريبية لتثبتِ له أن تعديل جدول مهامك يساعدك على الاستفادة من الوقت وزيادة إنتاجيتك في العمل.
- كوني على اتصال دائم مع أطفالك: لا تجعلي النهار يمضي دون أن تتواصلي مع طفلك مثل تسجيلك فيديو لنفسك وأنت تغنين أو قيامك بقراءة قصة أطفال ثم طلبك من المربية تشغيله في فترة غيابك وذلك في حال كان طفلك صغير السن ومن الأفضل أن تعلقي صور لك ولزوجك في المنزل حتى يتمكن طفلك من مشاهدتها وأنت في العمل، قومي بإجراء اتصال هاتفي لتفقد الأطفال خلال استراحة الغداء، وفي حال تغيبك عن مناسبة مدرسية مهمة مثل احتفال ما اطلبي مشاهدة تسجيل الفيديو الخاص بطفلك وعوضيه عن غيابك عنه عن طريق منحه مكافئة في الصباح مثل ملاحظة شخصية أو بطاقة مميزة.
- ابتعدي عن عوامل الإلهاء: يجب أن تقصي وسائل التشتت والإلهاء عن نهارك لتستفيدي من كل لحظة ممكنة وتفرغي المزيد من الوقت لتمضيه مع أطفالك، فباشري بتقليل أوقات تصفح مواقع التواصل الاجتماعي واستبدلي وقت مشاهدة التلفاز خلال المساء بإمضاء المزيد من الوقت مع الشريك وبالطبع يمكنك أن تكوني اجتماعية وتحصلي على صديقات من العمل لكن لا تصرفي وقتك معهن بالحديث عن النميمة وتبادل الرسائل والأحاديث الطويلة أثناء تواجدك مع أطفالك.
- خصصي وقت للأنشطة العائلية: احرصي دائماً على القيام بأنشطة عائلية مع أطفالك فيمكنك مشاهدة فيلم معهم أو لعب لعبة بطاقات خلال المساء أو الذهاب في رحلة بشكل منتظم ولا تتحدثي عن العمل أثناء الوقت المخصص لعائلتك، كما أنه بإمكانك سؤال أطفالك عن الأنشطة التي يرغبون بالقيام بها حتى تتأكدي أن الجميع يستمتع وبذلك تقوي الروابط الأسرية بينهم وتعوضيهم عن أوقات غيابك لأجل العمل.
وللمزيد حول تقسيم الوقت بين الزوج والمنزل والعمل يمكنك الاطلاع على مقال "تنظيم الوقت بين العائلة والعمل والمنزل".
ما هي الصعوبات التي تواجه المرأة العاملة؟
بالطبع ليس من السهل أن تكوني أم والأصعب من ذلك هو أن تكوني امرأة عاملة فيجب أن تعتني بحاجات أطفالك إلى جانب مسؤولياتك في العمل، قد تواجهين العديد من التحديات والصعوبات في أداء مهام الأمومة والعمل..
نلخص تحديات الأم العاملة بالنقاط التالية [3]:
- لا تتمكنين من أخذ وقت كافي لنفسك وحتى لا تستطيعين النوم لوقت إضافي، حيث يتوجب عليك الاستيقاظ باكراً في كل صباح لإيقاظ العائلة وإنجاز بعض مهام المنزل ثم الذهاب إلى العمل، دون أن تتمكني من الاستمتاع بوقت شخصي.
- يجب عليكِ دائماً أن تهتمي باحتياجات طفلك وتستمعي إلى تفاصيل نهاره ومشاكله في المدرسة وتبحثي عن حل لها، كما يجب أن تعلمي طفلك كيف يعتمد على نفسه.
- عند تعرض طفلك إلى وعكة صحية يجب أن تعطيه كامل وقتك وتعتني به وتقدمي له العلاج الضروري حتى يتعافى.
- يطلب منك الجميع أن تؤدي مهام الأمومة والعمل بمثالية وهذا بعيد عن ظروف الحياة الواقعية، الأمر الذي يدفعك إلى الشعور بالإحباط.
- قد لا يقدر مديرك في العمل وزملاءك التزاماتك تجاه أطفالك ومنزلك وبالتالي لا يتعاونون معك ويتوقعون منك أن تكوني منتجة طوال الوقت.
- لا تتمكنين دائماً من الالتزام بالمواعيد النهائية في العمل نتيجة التزامك بمهام الأمومة.
- عندما تطلبين الرحيل من العمل مبكراً قد لا يتفهم المدير أن هناك حدث طارئ مع طفلك.
- يعمد مديرك في العمل إلى إبعادك عن الانخراط في المهام الكبيرة والمشاريع المهمة التي من شأنها تحسين وضعك الوظيفي وذلك بسبب قناعته أن الأم العاملة غير جدية تجاه عملها.
ما الأشياء التي يجب أن تتجنبها الأمّ العاملة؟
عندما تكوني أم عاملة قد تقعين في بعض الأخطاء وتغفلين عن بعض الأمور المهمة التي تؤثر بشكل سلبي على طفلك، لذلك حاولي تجنب الأخطاء التالية لتضمنين تربية طفلك بشكل صحي رغم انشغالك في العمل [4]:
- تندفعين في تنفيذ المهام حيث إنه من الخطأ أن تكوني في حالة عجلة دائماً مثل عندما تجري في انحاء المنزل لإعداد الأطفال للمدرسة لأن ذلك يخلق جو من التوتر عند الأطفال ومع الوقت قد يكتسبون عادتك في العجلة والاندفاع ويصبح لديهم فرط نشاط فعوضاً عن ذلك قومي بتنظيم وقتك والعمل وفق خطة المهام.
- الشرود والتفكير في كل الأوقات ويحدث هذا عندما لا تصبين كامل تركيزك على المهمة بين يديك سواء كانت في العمل أو في المنزل فتفكرين بالعمل وأنتِ بين أطفالك أما عند تواجدك في العمل تشردين وتفكرين في أطفالك، وهذا أمر خاطئ ولا يجعلك فعالة في العمل ويبعدك عن أطفالك لذا ثقي بالشخص الذي أوكلت إليه العناية بطفلك وكوني فعالة في العمل.
- نقل مشاكل العمل إلى المنزل فتفرغين ضغوط العمل في جو المنزل وتقومين بالشكوى والتذمر من مشاكل العمل وتتحدثين بسلبية عن عملك أمام أطفالك، الأمر الذي ينقل جو من الضغوط والسلبية إلى أطفالك وبدلاً من التذمر من مشاكل العمل؛ يمكنك التحدث مع مديرك بشكل مباشر عنها للبحث عن الحلول.
- تبتعدين عن المرح في تعاملك مع أطفالك فتهملين أهمية المتعة والضحك أثناء تمضيتك الوقت مع أطفالك وتغرقين بالجدية بسبب مشاكل وضغوطات العمل والمنزل ومن الأفضل أن لا تغفلي عن أهمية المرح والسعادة في تأمين جو صحي لأطفالك وكوني مضحكة وممتعة مع طفلك والعبي معه بحيوية وبعد ذلك يمكنك الذهاب إلى العمل وأنت في جو من الإيجابية.
- تتعاملين بغير جدية مع وعودك لأطفالك فلا تقومين بنسيان أو تأجيل وعودك لأطفالك بسبب واجباتك في العمل لأن ذلك يوحي لطفلك أنه غير مهم في حياتك ويفقد ثقته بكلامك وقد يتعلم عادة كسر الوعود، ويمكنك تجنب كل ذلك بتدوينك لوعود لطفلك ضمن قائمة مهامك وجعلها أولوية قبل مهام العمل لأنه على المدى الطويل يكون كسب ثقة طفلك أمر غاية بالأهمية.
- ترهقين نفسك في أداء الكثير من المهام فتنجرين وراء واجباتك في العمل والمنزل التي لا تنتهي وتصابين بالتعب والإرهاق من العمل ظناً منك أن أداءك للمزيد من المهام يعود بالنفع على أطفالك، ولكن ذلك أمر خاطئ لأن عائلتك تحتاج إليكِ بكامل صحتك وتركيزك؛ لذا تعلمي كيف تقولي "لا" للأعمال الإضافية والالتزامات التي لا يمكنك تحملها وابتعدي عن الاستغراق والإنهاك في العمل.
سؤال من مجتمع حِلّوها حول كيفية التوفيق بين العمل والأطفال
سألت صديقة الموقع كيف يمكن التوفيق بين العمل والأطفال؟ وقالت:
"أنا مطلقة وأولادي معي والآن أنا ملتزمة بعملين أحدهما في الصباح والآخر بعده مباشرةً فلا يوجد فاصل بينهما سوى ساعة واحدة، والعمل الثاني يعود علي بأجر رمزي جداً، وأنا أخرج من المنزل في السابعة صباحاً وأعود إلى المنزل قرب العاشرة وأطفالي صغار يحتاجون إلى رعايتي لأجلس معهم وأراجع دروسهم"
وأضافت إنها ترغب في ترك عملها الثاني لتتفرغ لتربية أولادها ولكنها مترددة خوفاً من خسارة المردود المادي حتى لو كان ضئيل وطلبت نصيحة حول كيف يجب أن توافق بين عملها وأطفالها.
وردت عليها خبيرة تطوير الذات د. سناء عبده:
"هناك أولويات في الحياة والآن مسؤوليتك وأولياتك هي تربية أولادك وحفظهم من الضياع وتأمين مستقبلهم فأنت مسؤولة عنهم، ونصيحتي لك هي التخلي عن عملك الثاني بما أن أجره زهيد وعندما يكبر أولادك ويعتمدون على أنفسهم، يمكنك حينها ممارسة هواياتك ولو بالمجان ولكن الآن ركزي وقتك على أولادك"
في النهاية؛ أن تكوني امرأة عاملة يتطلب منك التضحية والكثير من الالتزام حتى تنجحين في التوفيق بين عملك وأطفالك، لذا التزمي بأساليب إدارة الوقت، وتذكري دائماً أنه مهما كانت ظروف العمل صعبة يبقى أطفالك بحاجة إلى أم سعيدة وصحية حتى يكبرون كأطفال صحيين؛ هم مرآة لك فتعاملي مع الحياة بإيجابية.