زوجتي مبذرة! التعامل مع الزوجة المسرفة
يشكو أزواج كثر من ظاهرة الزوجة المسرفة، أي تلك التي لا تقيم وزناً للاعتبارات المادية والالتزامات الحياتية التي يرزح الزوج والعائلة تحتها، وكثيراً ما يتساءل أزواج عن الوسيلة المثلى للتعامل مع الزوجة المسرفة، وعمّا إذا كانت الزوجة المسرفة سبباً في اكتساب الأطفال لسلوك الإسراف والتبذير.
في وقت يقترح فيه الخبراء العمل والوظيفة كحلّ للزوجة المسرفة، فإن آخرين يطرحون حلولاً أخرى تقوم على الحوار والإقناع ومحاولة تقنين مصادر المال قبل أي شيء آخر.
ونحن بدورنا نحاول في هذا المقال أن نساعدكَ كزوج يشكو من زوجته المسرفة، فنقدّم إفادات حول كيفية التعامل مع الزوجة المسرفة، والحيلولة دون اكتساب الأطفال هذا الطبع الاستهلاكي منها، أما إذا لم تكن قد تزوجت بعد سنقدم لك نصائح لمعرفة إن كانت زوجتك المستقبلية مسرفة أو مبذرة.
ما هي الطريقة المثالية للتعامل مع الزوجة المسرفة والمبذرة؟
ثمة طرق عدة للتعامل الناجح مع الزوجة المسرفة، لكن يجدر بك بداية أن تضع نصب عينيك أن الزوجة المسرفة ليست عدوة لك، ولا أنها إنسانة سلبية بالكامل. كل ما يجدر بك فعله هو التحكم في أعصابك وتدبّر أمر النفقات بطريقة معقولة ومنطقية لا ظلم فيها ولا مبالغة في الوقت ذاته.
إليك أهم الوسائل التي بإمكانك من خلالها التعامل مع الزوجة المسرفة [1,2,3]:
- الحوار الإيجابي والإقناع بالمنطق والتفكير العقلاني: ببساطة قل لزوجتك المسرفة إنه ما عاد بوسعك اللحاق بسيل طلباتها الذي لا ينتهي وإنك غير قادر على تلبية كل ما تتوقعه منك وأن هذا يقود الزواج نحو مأزق كبير، لا تيأس من الحوار، أي كرّره مراراً وكن هادئاً وفي الوقت ذاته حاسماً في كلامك، وتأكد من كون فكرتك وصلت كاملة.
- تحدّث بالأرقام ولا تجعل حديثك عاماً: لاتقل لها إنها مسرفة فقط، لكن عليك تدعيم كلامك بالأرقام والدلائل، من دون عدوانية في الطرح
- أخبر الزوجة المسرفة أنها بالغت في الإنفاق على كذا وكذا وأن نسبة مشترياتها على بطاقة البنك يظهر فيه كذا وكذا وأن هذا يفوق ميزانيتك التي تبلغ كذا.
- تميل الزوجة المسرفة دوماً للاقتناع والتريّث حين تستمع لأرقام وحقائق واضحة تحرجها من خلالها
- لا أن تجرحها بكلمات واتهامات حول كونها مسرفة من دون تدعيم ذلك بالأرقام.
- ابتعد عن المقارنة التي عادة ما تستفز النساء وتسبّب لهن الضيق: لكن استخدم هذه المقارنات بذكاء، قل لها مثلاً إن زميلي الذي يقبض الراتب نفسه لا يعاني من وجود زوجة مسرفة، والدليل أنه يقول لي إنه قادر بأريحية تدبّر مصاريف بيته وحياتهما معاً من دون ضيق.
- لا تحاول أن تكون بخيلاً في محاولة منك لضبط الزوجة المسرفة: على العكس، أشعر الزوجة المسرفة بكثير من الاطمئنان وأنك لن تبخل عليها، لكن لست قادراً على مجاراة الإسراف الذي تصل حدوده حين تنفق.
- يجب أن تكون الزوجة المسرفة مطمئنة! في العادة، يكون سلوك التبذير والإسراف انعكاساً لحالة من القلق الداخلي لدى الشخص المسرف، يحاول الشخص المسرف والزوجة المسرفة مداراة كثير من القلق بعمليات الشراء المبالغ بها؛ كمحاولة لتحقيق شيء من التوازن النفسي والاطمئنان[5].
- لا تترك مبالغ كثيرة من المال في متناول الزوجة المسرفة: من دون أن تصرّح بهذا، لا سيما إن لم تفلح محاولاتك في كبح جماح الإسراف لديها. لا تترك أموالاً كثيرة في رصيدك البنكي الذي تملك هي بطاقة سحب عليه، ولا تبالغ في ترك نقود في البيت إن كان لها خاصية الوصول إليها من دون محاسبة. ضع المبلغ الذي تسمح أنت أن تراوغ الزوجة المسرفة ضمن إطاره.
- أوجد للزوجة المسرفة بدائل اجتماعية: من قبيل تكريس العلاقات الاجتماعية مع الصديقات والأهل، وشجّعها على ممارسة الهوايات، ولا بأس أن تساعدها على الانخراط في الأنشطة الخيرية؛ ذلك أن هذا النشاط التطوعي والخيري هو القادر دوماً على تنمية حس المسؤولية لدى الفرد.
وكانت الخبيرة في تطوير الذات د. سناء عبده، قد أشارت عبر موقع "حلوّها" للفرق بين الكرم والإسراف، من خلال إجابة إحدى القارئات اللاتي تذمّرن من اقتراب كرم الزوج نحو الإسراف، مقترحة عليها الحسم في الإنفاق وطرح رؤية المال والاستهلاك في العائلة. (السؤال بالتفصيل على الرابط)
كما اقترحت عبده في إجابة أخرى على سؤال حول زوجة مسرفة، اقترحت على الزوج الإغداق في الحب والعطاء ومنح الأمر فرصة وصبراً، كوسيلة للحلّ. (السؤال بالتفصيل على الرابط)
هل الحل أن أكون زوجاً بخيلاً مع زوجتي المسرفة؟
ليس البخل هو الحل؛ إذ كثيراً ما يعكس السلوك الاستهلاكي المفرط والمتمثل في الإسراف والتبذير مثلاً يعكس حالة من القلق وعدم الشعور بالأمان والارتياح [5].
لذا، فإن محاولتك أن تكون زوجاً بخيلاً لحلّ مشكلة الزوجة المسرفة هي محاولة غير موفقة أبداً؛ على العكس، أشعر الزوجة المسرفة بكثير من تأنيب الضمير، وبكثير من الإحساس بالمسؤولية، وفي الوقت ذاته بكثير من الأمان والرضا، وكن حاسماً في حديثك حول ضرورة ألا تكون زوجة مسرفة، وفي الوقت ذاته لا تكن قاسياً ولا بخيلاً ولا تسبّب لها المزيد من مشاعر الجزع وعدم الارتياح [2].
الحل الأمثل في حالة الزوجة المسرفة هو تأمين احتياجاتها واحتياجات البيت والأبناء، وفي الوقت ذاته عدم ترك كمية كبيرة من النقود في متناولها، بل اسع دوماً لجعل المبلغ المتروك في عهدتها في البيت أو في حسابكما البنكي المشترك أو في حسابك الذي تملك هي خاصية السحب عليه اجعله معقولاً؛ لئلا يشجعها على مزيد من الإسراف والتبذير.
للأسف، ستكون الإجابة نعم في معظم الحالات؛ ذلك أن النمط الاستهلاكي الذي ينشأ لدى الفرد هو صنيعة والديه والبيئة التي تربّى فيها في المقام الأول. لذا، فإنه لطالما نصح الخبراء الوالدين بضرورة أن يقدما أنموذجاً متزناً ومتعقلاً في الإنفاق واستهلاك المال والامتيازات[1,5].
حاول أن تلعب على هذه النقطة كثيراً مع الزوجة المسرفة. أخبرها أن هذا الطبع غير الصائب سيقود لمشاكل لاحقة مع الأبناء حين يتعلمون النمط الاستهلاكي الفج والإسراف الذي سيستنزف ميزانية العائلة وميزانياتهم لاحقاً، والذي سيؤثر على سوية حياتهم لاحقاً، كما سيعرّضهم لأشكال من الانحرافات السلوكية في ما بعد.
ليس الحل أن تسعى لتصويب الزوجة المسرفة أمام الأولاد مباشرة؛ لئلا يتسبّب هذا في جرحهم أو ضيقهم، لكن قدّم النموذج الصائب في الصرف والاستهلاك وافرضه بحسم في المنزل، من دون تخطئة الزوجة بشكل سافر. كن أنت النموذج الصائب في الصرف أمام أبنائك وتحدّث إليهم عن فلسفتك في الإنفاق، وقل لهم إن هذا المال الذي يسرفونه سيقلّل من فرصة حصولهم على تعليم جيد أو غذاء جيد أو سوية حياة ترفيهية جيدة. إن أنت أقرنت الحديث عن الإسراف بهذه الأمور التي تنال من مصلحة كل فرد في العائلة إن حدثت، فإنك تقنعهم بشكل أو بآخر بضرورة ألا يكونوا مسرفين [3].
يعدّ العمل واحداً من الاقتراحات الجيدة في حالة الزوجة المسرفة. يجدر بك توجيه الزوجة المسرفة نحو العمل وكسب العيش؛ لتعرف قيمة النقود التي تبدّدها من دون حساب. وإن كانت الزوجة المسرفة تعمل، فإن هذا سيسهل عليك وضع حدود مادية جيدة، كأن تقول لها إنه يُسمَح لها فقط تبديد مالها الخاص، لكن من دون النيل من مخصصات العائلة ومصاريفها [2].
حين تنخرط الزوجة المسرفة في العمل وتجد الصعوبات التي تواجه الموظف في نيل رزقه، فإنها ستتغير تلقائياً في ما يتعلق بالإسراف والصرف غير المبرّر، كما ستخلق الوظيفة مناخاً إيجابياً لعمل أنشطة جيدة خلال النهار، ولن يترك هذا وقت فراغ قد يكون هو المحرّض على الترف في الصرف [5].
حاول مع الزوجة المسرفة دوماً ولا تستسلم، وتذكّر أن هذا النمط الاستهلاكي هو صنيعة الطفولة والنماذج التي عايشتها الزوجة المسرفة في بيت عائلتها او من خلال نماذج صديقاتها اللاتي كانت تخالطهن. لذا، لا تكن قاسياً في أحكامك وطريقة تعاملك، لكن كن حاسماً وأدر كزوج مسؤول دفة الأمر في البيت من خلال ضبط النفقات من دون ظلم وجور على الآخرين، وفي الوقت ذاته من دون تبديد وتبذير سيؤثر سلباً على العائلة برمتها.
هل تظهر على المرأة علامات الإسراف منذ فترة الخطوبة؟ وهل يمكن أن تتنبأ بزوجة مسرفة قبل الزواج؟
علامات عدة بوسعك الاهتداء من خلالها لكون زوجتكِ المستقبلية مسرفة، وفي الغالب هي علامات تدعو للطرافة والتندّر في البداية، لكنها قد تغدو مصدر إزعاج لك في وقت لاحق.
إليك بعض العلامات التي تدلّك على المرأة المسرفة في فترة الخطوبة [2,4]:
- عادةً تكون المرأة المسرفة مسرفة في كل شيء: العاطفة والمال والانفعال والحزن وما إلى ذلك. أي أن الإسراف لا يكون على وجه سلبي دوماً. لذا، تذكّر دوماً أن هذا الطبع يستحق منك منح الفرص مراراً؛ ذلك أن الغدق صفة عامة تنسحب على كثير من مناحي حياة الشخص، في الغالب، وهي في مرات كثيرة إشارة لعدم الشعور بالأمان أو الخوف من نبذ الآخرين أو وجود علامات قلق وتوتر في التعاطي مع الضغوطات الحياتية [5].
- تجنح الفتاة المسرفة في ظاهر الأمر لاستنزاف كثير من المال في عمليات الشراء المستمرة، لكن المال ليس البند الوحيد الموحي بالإسراف، بل الاستهلاك عموماً. حتى عادات الطبخ ستشير للزوجة المسرفة: أن تستهلك الزوجة كمية كبيرة من الأطعمة والمعدّات لوجبة لا تحتاج أكثر من كمية مناسبة لشخصين أو بضعة أشخاص.
- تميل المرأة المسرفة لكثير من التذمر برغم الوفرة المادية في مرات، كلما أخذت الزوجة المسرفة المزيد من توقها نحو الكسب، كلما زاد التذمر واللهاث نحو القادم.
- ستلحظ دوماً أن المرأة المسرفة تفتعل المناسبات التي لا تكتفي فيها فقط بالفرح أو قضاء الوقت اللطيف، بل هي تنتظر خلالها هدية، وقد تقول هذا الشيء صراحة في حال لم تجدك متجاوباً منذ البدء. وفي مرات قد تجد سحوبات لم تخبرك عنها على بطاقتك الائتمانية.
- تسعى المرأة المسرفة في مرات كثيرة لمجاراة الطبقة التي تخالطها: لذا، تعاني كثير من الزوجات اللاتي يسايرن ويجارين طبقات مخملية في المجتمع من ظاهرة الإسراف. لذا، لربما تخبرك الطبقة التي تخالطها زوجتك المسرفة عمّا سيكون عليه الحال لاحقاً.
قم بإجراء اختبار الإسراف والتبذير مع زوجتك من خلال الإجابة على ثلاثين سؤالاً عن عادات الإنفاق والاستهلاك من خلال النقر على هذا الرابط.