الزوج البدين في العلاقة الجنسية وأثر السمنة على الزوجين
هل تغيرت مشاعرك تجاه زوجك الذي لطالما أحببته وحملتِ له مشاعر الحب والانجذاب العاطفي والجنسي؟ هل تتوقعين بأن وزن زوجك الذي زاد كثيراً هو السبب في برود المشاعر والرغبة الجنسية نحوه؟ هل من الإنصاف أن تطلبي من زوجك إنقاص وزنه أم عليكِ أن تتقبلي فكرة أن زيادة الوزن في الزواج هي مرحلة طبيعية يمر بها جميع الأزواج؟
في هذا المقال نحاول أن نناقش تأثير السمنة والبدانة على العلاقة الزوجية والمشاكل التي تواجه الزوج البدين في السرير، وكيف يمكن للزوجة أن تتعامل م الزوج البدين والمشاكل الجنسية الناتجة عن سمنة الزوج.
يقول ماثيو ميتز دكتوراه في الطب وهو خبير في جراحة علاج البدانة لدى بريسبيتريان سانت: "من يعانون من الوزن الزائد قد يواجهون صعوبة في إيجاد الشريك المناسب في أو عدم القدرة على الشعور بالحميمية والرضى الجنسي مع الشريك". [1]
إذا تزوجتِ من رجل كان نحيفًا من البداية وانجذبتِ إليه جسديًا فليس من العدل أن تتوقعي حفاظه على وزنه وصحته على مر السنين معك، أما إذا تزوجتِ من رجلٍ كان يعاني من زيادة الوزن منذ بداية علاقتكما، أو كان يعاني من مشاكل في تناول الطعام أو كان يعاني من الكسل والخمول؛ فمن غير المعقول أن تغضبي أو تتغير مشاعرك اتجاهه، فأنتِ تعرفينه منذ البداية ويجب أن تقبلي أي تغيير ممكن أن يحصل.
لكن مهما كان الأمر من واجبكِ كزوجة مساعدة زوجكِ على فقدان الوزن الزائد؛ ليس فقط من باب الحفاظ على العلاقة الجنسية السليمة والممتعة، بل لحمايته أيضاً من أخطار السمنة التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وارتفاع الكوليسترول في الدم وآلام المفاصل وتوقف التنفس أثناء النوم... إلخ.
سنساعدكِ في الفقرات القادمة لتعرفي أكثر طبيعة المشاكل الجنسية والصحية التي يعاني منها الزوج البدين وتؤثر على أدائه في السرير، قبل أن ننتقل لحلول العلاقة الحميمة مع الزوج البدين.
يمكن النظر إلى تأثير بدانة الزوج على العلاقة الحميمة من ناحيتين، الأولى تتعلق بالقدرة الجسدية العامة أو اللياقة ومرونة الحركة، والثانية تتعلق بتأثير البدانة على القدرة والرغبة الجنسية، وإليكِ التفاصيل:
- حركة الزوج البدين في العلاقة الحميمة وتأثر الدهون المتراكمة: قد يكون من الصعب ممارسة الجنس إذا كانت الدهون الزائدة تعيق الأعضاء الحيوية لإتمام الأمر، يقول ميتز: "يمكن أن يتراجع القضيب عند الرجل البدين بالفعل إلى الحوض الدهني ويمنع الرجال من الإيلاج العميق في المهبل". [1]
- اللياقة البدنية في العلاقة الزوجية: ربما يكون الزوج البدين سليماً من الناحية الصحية -حتى الآن على الأقل- لكنه بلا شك يواجه مشاكل حقيقية في اللياقة البدنية والقدرة على الحركة بليونة وسهولة، ما سيؤثر على وضعيات الجماع ويجعلها محدودة للغاية، كما أن السمنة غالباً ما تترافق مع الخمول والكسل والرغبة بتجنب الأنشطة المجهدة ومن بينها الجنس.
- أمراض الأوعية الدموية وتأثيرها على العلاقة الحميمة: السمنة المفرطة والزيادة في الوزن تؤثر على قدرة الأوعية الدموية على ضخ الدم في جميع أنحاء الجسم، وهذا يمكن أن يؤثر بشكل كبير على ضخ الدم بشكل جيد إلى الحوض ما يعني بالتالي صعفاً بالانتصاب عند الرجل البدين.
- انخفاض الرغبة الجنسية: الغريزة الجنسية يمكن أن تنخفض لعدة أسباب بما في ذلك التعب والسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب ومضاعفات البدانة عند الزوج.
- هرمونات الزوج البدين تؤثر على الرغبة الجنسية: الهرمونات تلعب أيضا دوراً كبيراً في أداء الرجل الجنسي، فالدهون الزائدة تغيّر مستويات هرمون الجنس، مما يقلل الرغبة الجنسية ، والشعور بالرضا الجنسي والتحفيز.
- العامل النفسي: تدني احترام الذات وعدم الرضا عن النفس هما عاملان نفسيان يقللان الرغبة الجنسية بلا شك، وغالبًا ما ترتبط قلة احترام الذات مع زيادة الوزن وذلك وفقًا للأبحاث، ما يعني أن الزوج البدين قد يعاني في العلاقة الحميمة من تدني احترامه لذاته وتوقعاته المنخفضة تجاه قدرته على إرضاء زوجته.
- الخروج من معركة السرير: قد تكون واحدة من المشاكل التي يواجهها الزوج السمين في العلاقة الجنسية هي ما بعد انتهاء العلاقة الحميمة، حيث يتعرق بشدة ويلهث ويصاب بحالة من الإرهاق الشديد الذي قد يؤثر على نظرة زوجته إليه وعلى انجذابه نحوه؛ كما سنرى في فقرة لاحقة عن تجارب مجتمع حِلّوها مع مشكلة الزوج البدين.
- الصحة مقابل المظهر: يجب أن ينبع شعورك بالإحباط من زيادة وزن زوجك لا لأجل مظهره العام وشكله بل يجب أن ينبع بسبب خوفك وحرصك على صحته، ولأنك تريدين قضاء كل أيامك وسنواتك معه وبجانبه، فإذا كان زوجك يعاني من زيادة الوزن فسيكون أكثر عرضةً للإصابة بأمراض السمنة التي تطرقنا إليها في فقرة سابقة، كما أنه سيكون غير قادر على القيام بأنشطة بدنية يمكن أن تستمتعان بها أنتِ وزوجك.
- نظام الغذاء الصحي: عدم تناول الطعام الصحي وقلة ممارسة التمارين الرياضية تدل على إهمال الإنسان لنفسه وصحته، وهذا شيء يجب أن يدركه أي شخص يعاني من زيادة الوزن ويجب التركيز عليه بدلاً من التركيز فقط على المظهر الخارجي والرغبة الجنسية[2]، ساعدي زوجكِ على روتين حياة صحي.
- المساعدة مقابل الإيذاء: هناك خط رفيع بين مساعدة وإيذاء شخص يعاني من زيادة الوزن، يمكن للحب الصادق في بعض الأحيان أن يكون هو الدافع الوحيد الذي يحفز الشخص على علاج مشكلة السمنة، ويمكن للنقد المستمر أن يدفع زوجك إلى تناول المزيد من الطعام والإفراط بالوزن.
- هل يمكن أن تكوني أنتِ سبباً للبدانة؟! يجب عليكِ كزوجة أن تسألي نفسك عمّا إذا كان هناك أي شيء نفسي أو عاطفي تقومين به يدفع زوجك لتناول الطعام أكثر من اللازم، فإن الإفراط في تناول الطعام يمكن أن يكون رد فعل عاطفي بالنسبة للكثيرين الذين يلجؤون إلى الطعام لتحقيق شيء مفقود أو للتغلب على النقد القاسي.
- تحفيز الزوج على فقدان الوزن: للمساعدة على تحفيز زوجك لأجل فقدان وزنه الزائد عليكِ أن ترسمي الخط الفاصل بين التشجيع والإحباط، فمثلاً يمكن أن تكوني قدوة له وتحفيزه دون تجريح من خلال ممارستك للتمارين الرياضية وتناول الطعام الصحي حتى لو كنتِ تتمتعين بصحة ووزن مثالي.
- يجب أن يكون زوجكِ مقتنعاً بضرورة فقدان الوزن وسعيداً بالتجربة: عليكِ أن تدركي أن زوجك الذي يعاني من زيادة الوزن لن ينقص وزنه إلا عندما يريد هو ذلك، الأمر الذي يجعلك في بعض الأحيان خارج المعادلة، وللعودة إلى المعادلة:
- يجب عليك أولاً أن تعرفي ما الذي يحتاج إليه، فعلى سبيل المثال هل يحتاج زوجك إلى مساعدة في طهي وإعداد الطعام الصحي؟ فإذا تأكدتِ من ذلك بعدها يمكنك إجراء إصلاح شامل لمطبخك عن طريق التخلص من الأطعمة غير الصحية وشراء الأطعمة الصحية فقط.
- كما يمكنك مرافقة زوجك في ممارسة أنشطة ممتعة وصحية، وغالبًا ما يكون المشي طريقة سهلة وفعالة لفقدان الوزن خاصة للمبتدئين فضلاً عن كونها وسيلة رائعة للترابط.
- ويمكنك أيضًا الخروج معه بالأنشطة الترفيهية الممتعة والتي تعزز النشاط البدني بشكل غير مباشر.
- التركيز على الجوانب الأخرى التي تجدينها جذابة في زوجك: وزن زوجك ليس هو العامل الوحيد المؤثر في جاذبيتك وشعورك نحوه، فيمكن أن تضيف عيناه وصوته ورائحته وغيرها المزيد بالانجذاب نحوه، فالجاذبية الجسدية لزوجك ليست هي النهاية، ففي بعض الأحيان يمكن أن تكون الجاذبية الذهنية والعاطفية والتوافق بين شخصين كافيين للحفاظ على علاقة صحية وعاطفية. [2]
من الاستشارات التي وردت إلى مجتمع حِلّوها حول العلاقة الحميمة مع الزوج البدين؛ فتاة غير سعيدة بحياتها الجنسية بسبب سمنة زوجها على الرغم من أنه شاب خلوق وجميل الروح، وأكثر ما يزعجها ويشعرها بالضيق أن زوجها عندما ينهي العلاقة الحميمة يكون كالخارج من معركة، حتى وصل الأمر بها لتهديده بالطلاق إن لم يفقد وزنه الزائد، يمكنك مراجعة الاستشارة كاملة من خلال النقر هنا.
وكانت نصيحة الخبيرة ومدربة الحياة ميساء حموري كالآتي:
"لا يوجد خطأ بتصرفك ومعك حق ولكن هناك طرق أخرى حتى تحصلي على نتيجة إيجابية دون أن تحزني زوجك وتشعريه بعدم التقبل وخصوصاً أنك قبلت به منذ البداية وهو بهذا الوضع.
كوني شفافة معه بلطف و أخبريه أنك تحبينه كثيراً وتخافي أن تفقدية وكذلك أنت تريدين أن تستمتعي معه بالعلاقة من جهة أخرى، وهذا من حقك؛ وصوري له مدى السعادة التي ستكونون بها إذا أنقص من وزنه، ولكن انتبهي لمشاعره ونفسيته ولا تعيريه بوزنه وشكله لأنه شعور مؤذٍ جداً وسيتحول حبه لكراهية، وأريد أن أنصحك باستشارة الطبيب المختص للقيام بإحدى العمليات مثل ربط المعدة أو قصها وهي عمليات قد أثبتت نجاحها وسرعتها في تقديم النتائج."
السمنة والبدانة لها تأثير مباشر على العلاقة الجنسية سواءً بالنسبة للرجل أو المرأة، فالنساء البدينات قد يواجهن أيضًا بعض الصعوبات خلال ممارسة العلاقة الحميمة، لأن تراكم الدهون في الفخذين والأرداف وحتى على الحوض يمكن أن يؤثر على عملية إدخال القضيب.
كما أن ضعف تدفق الدم إلى الحوض –الناتج عن السمنة- يمكن أن يؤثر على النساء بنفس الطريقة التي يؤثر بها على الرجال، كذلك أمراض الأوعية الدموية تقلل من كمية تدفق الدم إلى البظر، مما يمكن أن يقلل من الحساسية والتحفيز والقدرة على الوصول إلى النشوة الجنسية.
كل هذا إلى جانب جاذبية المرأة والعلاقة بين رغبة الزوج بزوجته وبين مظهرها الخارجي واعتدال وزنها إن لم نقل رشاقتها، والصعوبات التي تواجهها المرأة البدينة في الحركة أثناء العلاقة الجنسية.
بالمحصلة؛ السمنة والبدانة ليست معاناة في العلاقة الجنسية بين الزوجين فحسب؛ بل أن الوزن الزائد والسمنة المفرطة داء لا بد من علاجه بشتى الطرق المتاحة للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية، وللحفاظ على العلاقة الزوجية أيضاً.