اختبار الذّكاء للأطفال وأنواع اختبارات ذكاء الطفل
ينعم الله على الأزواج بنعمة الأطفال، فرغم مسؤولية تربيتهم والعناية بهم إلا أنهم هدية من الله وكما وصفهم الله بأنهم زينة الحياة الدنيا! لذا يحرص الأبوان على رعاية أطفالهم منذ نعومة أظفارهم والاهتمام بشؤونهم وتفاصيلهم، ولذلك سنتحدث اليوم عن اختبار الذكاء للأطفال
في هذه المقالة عن اختبار الذكاء للأطفال سنعرفكم أكثر عن تفاصيل اختبار الذكاء للأطفال! هل هنالك عمر محدد لإجراء اختبار الذكاء للأطفال؟ وما أهمية إجراء اختبار الذكاء للأطفال؟ وكيفية إجراء اختبار الذكاء للأطفال؟ كما سنتحدث عن نصائح لتنمية وتطوير الذكاء عند الأطفال وكيف يمكن تقييم سلوك الطفل وتحصيله الدراسي بعد إجراء اختبار الذكاء للأطفال.
اختبار الذّكاء للأطفال Intelligence quotient ويعرف اختصاراً بـ IQ؛ هو عبارة عن اختبار له أسس علمية نفسية يتم إجراؤه على الأطفال لقياس مدى التّقدم والتّفوق العلمي لدى الأطفال، كما يقوم بقياس مهاراتهم التركيزية والبصرية ومهارات الذّاكرة والتّركيب والتّحليل والرّبط بين الأمور. كل هذه التفاصيل عند إجراء اختبار الذّكاء للأطفال تعطي مؤشراً عن ذكاء الطّفل وتحدد نقاط القوة ونقاط الضعف لديه، ليعمل الأهل في البيت والمدرّسون في المدرسة على تقوية نقاط الضّعف وتحسين المهارات الأقل لديه وتعزيز المهارات التي يمتلك فيها نقاط قوة.
وبما أن أن قياس المهارات والقدرات العقلية عند الطّفل يتم ضمن معايير اختبار الذكاء للأطفال فإن ذلك يعني أن يحصل الطّفل في نهاية الاختبار على تقييم لمهارات اللفظ والتفكير وسرعة الذاكرة ومعالجة الأمور، كما تقييم لتركيزه المكاني والبصري وطبعاً يتم الاختبار على الأطفال حسب الفئة العمرية لكل طفل.
كما ذكرنا أن اختبار الذكاء للأطفال يعطي مدلولاً على المستوى الخاص بكل طفل من حيث المهارات والقدرات العقلية فهو يساعد على تصنيف الأطفال إلى: موهوبين أو متوسطين أو معرضين لخطر التعلم والقضايا السلوكية. وهنا تكمن أهمية اختبار الذكاء للأطفال.
في البداية يجب معرفة مهارات الطفل التي يتوقّع منه أن يتقنها ويتعلمها والتي تتناسب مع عمره، فالمهارات التي يتم اختباراها في عمر سنتين تختلف عن المهارات والقدرات التي يتم اختباراها لدى طفل في الخامسة.
إذا اعتمدنا على التحصيل الدراسي للأطفال من أجل تقييم قدراتهم العقلية والاستيعابية واللغوية؛ فإن في ذلك ظلم وانحراف عن واقعية معيار القياس! فالتحصيل الدراسي للطالب هو نتاج عدة عوامل: كميله لمواد معينة أكثر من غيرها، وحبه لمدرسي مواد معينة أكثر من مدرسي مواد أخرى، كما طبيعة المنهاج وقدرته على استيعاب الفروق الفردية بين الأطفال لها دور في تحصيل الطفل الدراسي.
لذا فيكون اختبار الذكاء للأطفال أكثر إنصافاً إذ أنه مجموعة من الأسئلة المقسمة على شكل مجموعات حسب ما سنشرح بعد قليل عن أنواع اختبار الذكاء وكيفية إجرائه، لكن الفكرة الجوهرية المشتركة أن الاختبار يقيس مهارات متنوعة في عدة مجالات لوضع مقياس لذكاء الطفل واستيعابه وحسن استخدامه للغة كأداة للتعبير وغيرها من المقاييس التي يرتكز عليها اختبار الذكاء للأطفال.
ومن أهم فوائد اختبار الذكاء للأطفال:
- التعرف على مهارات الطفل وقدراته والعمل في هذا الإطار على تعزيز القوي وتقوية الضعيف منها.
- ومن هنا نصل لأهمية أخرى وهي تحديد تحديات التعلّم لدى الطّفل من خلال دراسة نتائج اختبار الذكاء الذي يخضع له. فيتنبه الأهل والمدرسون في حال وجود مشاكل مثل مشكلة التركيز عند الأطفال أو مشكلة تأخر الكلام عند الطفل أو مشكلة بطء التعلم عند الأطفال.
- ولأن اختبار الذكاء للأطفال يقيم المهارات المنطقية والمكانية والذاكرة والمهارات اللفظية المحددة فإنه مهم لتحديد أسباب نقص الأداء في المدرسة وهذا يسهّل حل المشكلة ومعالجة المهارات الأقل تمكناً لدى الطّفل عن طريق تمارين وتدريبات وألعاب مخصصة لتنمية تلك المهارات والقدرات.[1]
متى يمكن إجراء اختبار الذكاء للأطفال؟ كيف يكون اختبار الذكاء للأطفال! بداية ينصح بإجراء اختبار الذكاء للأطفال يعد تجاوزهم السنة الخامسة من العمر، إذ يتم فصلهم إلى مجموعات عمرية حسب أنواع الاختبار.
وأشهر الاختبارات المتعلقة بقياس مدى ذكاء الأطفال هي:
- اختبار ستنافورد بينيه.
- اختبار ويكسلر.
- اختبار تفاضل القدرات.
- واختبار كوفمان.
وبالطبع يوجد غيرها لكنها الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، وتعتبر هذه الاختبارات النّفسية هي الأكثر انتشاراً واعتماداً في المراكز والعيادات والدّراسات الجامعية، وهنا يجب أن نؤكد على ضرورة إجراء الاختبار من قبل أخصائي علم نفس أو أخصائي تربوي قادر على استخدام إختبارات الذكاء ونتائجها، وسنتوقف مع شرح كل نوع من أنواع اختبارات الذكاء للأطفال.
اختبار ويكسلر
اختبار الذكاء الأكثر استخدامًا في العالم ويصلح اختبار الذكاء للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4-6 سنوات واختبار آخر للفئة العمرية بين 6-16 سنة. ويقيس المهارات اللفظية من خلال قياس الاستدلال والذاكرة والمعرفة العامة واللغة والمهارات والأدائية من التسلسل وحل المشكلات والمهارات المكانية.
يقدم ويكسلر تقييماً لدرجة الذكاء اللفظي ودرجة الذكاء الأدائي ودرجة الذكاء الكلية. ويستغرق إجراء الاختبار حوالي 90 دقيقة. [2] [3]
اختبار ستنافورد بينيه
يقسم الاختبار الى مستويات حسب الفئات العمرية: 3 – 6 سنوات، 6 سنوات، 13 سنة بالنسبة للأطفال غير أنه قابل للتطبيق على الأشخاص الكبار حتى أواخر الثمانين.
يقوم هذا الاختبار على 30 سؤال وهو أول اختبار لقياس الذكاء وأول اختبار يستخدم العمر العقلي كوحدة قياس. وفي كل مرحلة عمرية تختلف طبيعة الأسئلة، ويقوم هذا الاختبار بالتدرج حسب الفئات العمرية لقياس:
- الاستدلال اللفظي (المفردات - الفهم - السخافات - العَلاقات اللفظية).
- الاستدلال المجرد البصري (تحليل النمط - النسخ - المصفوفات - ثَنْي قطع الورق).
- الاستدلال الكمِّي (الاختبار الكمي - سلاسل الأعداد - بناء المعادلات).
- الذاكرة قصيرة المدى (ذاكرة الخرز - ذاكرة الجُمَل - ذاكرة الأرقام - ذاكرة الأشياء).
- ويستغرق الاختبار بين 45 و 90 دقيقة. [4]
اختبار القدرة التفاضلية (تفاضل الخبرات)
يطبق هذا الاختبار على الأطفال بين عمر 2-17 عام. يركز اختبار الذكاء هذا على القدرة والمفاهيم المعرفية مثل التفكير المجرد والتفكير النقدي، يستخدم لقياس القدرات العقلية مثل التفكير الاستقرائي واللفظي والقدرة المكانية
اختبار كوفمان
يجرى هذا الاختبار على الأطفال بين عمر 3 – 18 عاماً الذين يعانون من صعوبات تعلّم أو الأطفال غير النّشيطين لغوياً أي الذين لا يستطيعون الكلام بشكل صحيح وواضح، أو يعانون مشاكل في النّطق. ويتكون من 16 اختبار فرعي مقسمة على مراحل فالأطفال الأصغر سناً يأخذون 7 أسئلة منه. ويستغرق إجراء الاختبار مدة تتراوح بين 25 – 70 دقيقة.[3]
وعن كيفية إجراء اختبار الذّكاء للأطفال فالموضوع بسيط، انه جلسات تختلف مدتها الزمنية حسب نوع الاختبار لكن يوجد وقت تقديري ذكرناه بجانب كل نوع من أنواع الاختبارات، طيلة هذه المدّة يجلس أخصائي علم النفس مع الطّفل ويقوم بإجراء الاختبار حسب طبيعته إذ أن بعض الاختبارات تتطلب عرض صور فيقوم الأخصائي بذلك. وأقسام أخرى في الاختبار تطلب من الطفل الإجابة على أسئلة وقد يكون القسم مرتبطاً بنشاط أو فعل يقوم به الطّفل حسب طلب الأخصائي.
مجموع العلامات العظمى للاختبار هي 150 وبناء على تجميع كل طفل، وهناك حالات خاصة تتخطى هذه الدرجات وتصعد إلى فئة العباقرة محقّقةً درجات أعلى من العظمى، والجدير بالذكر هنا أن المعدل الطبيعي لذكاء الطفل سيكون بين 85 و115 درجة وهو المتوسط الذي يحققه معظم الأطفال في اختبارات الذكاء، وعندما يتخطى الطفل مستوى 129 درجة يدخل في فئة الموهوبين والعباقرة.
بعد إجراء اختبار الذكاء للأطفال يمكن أن يصنّف ضمن المجموعات التالية: [5]
- إدراك متأخر وصعوبات تعلّم: أقل من 70
- مستوى الذكاء أقل من الحد الأدنى: 70 إلى 84
- متوسط الذكاء: 85 إلى 114
- موهوب بشكل معتدل: 115 إلى 129، ومن عنا يبدأ التصنيف الذي يعرف بـ "فئة الموهوبين" وهم من يحققون دراجات أعلى من 115.
- موهوب باعتدال والذكاء مرتفع: 130 إلى 144
- موهوب للغاية والذكاء مرتفع جداً: 145 إلى 159
- موهوب بشكل استثنائي والذكاء عبقري: 160 إلى 179
- موهوب بعمق والذكاء فائق: 180
ستلاقى معظم الأطفال عند نقطة 100 درجة، والأطفال الذين يحصلون على مجموع أقل من 70 يعانون من مشاكل في الذكاء والمهارات ولديهم صعوبات في التعلم، إذ يجب العمل على تطوير وتنمية مهاراتهم العقلية واللفظية ويمكن تحديد النقاط التي يجب العمل عليها مع أخصائي علم نفس ويفضل أن يكون هو نفس الأخصائي الذي أجرى الاختبار للطفل لأنه لاحظ مناطق القوة والضعف من خلال الإجابات والتواصل معه أثناء إجراء اختبار الذكاء الخاص بالأطفال.
وهنالك ملاحظة مهمة حول نسبة الذكاء أو مجموع ما حصل عليه الطفل نتيجة اختبار الذكاء الخاص بالأطفال وعلاقتها بالعمر العقلي، إذ كلما كانت النسبة قليلة كان العمر العقلي قليلاً وقد تكون هنالك فجوة بين العمر العقلي والعمر الحقيقي للطفل.
الانفوجرافيك التالي يوضح نتائج اختبارات الذكاء وتوزيع فئات الأطفال من الإدراك المتأخر وحتى الذكاء الفائق:
في مقال سابق بعنوان: "كيف أنمي ذكاء طفلي عمره سنتين؟" كنّا قد شرحنا كيفية العمل على تنمية وتطوير الذّكاء عند الطّفل ووضحنا أيضاً علامات الذّكاء عند الأطفال، لذلك ننصح بقراءة المقال.
إن تعليم الطفل قبل دخول المدرسة له دور بارز في تنمية مهارات وقدرات الطّفل واجراء اختبار الذكاء للأطفال يساعد في نتائجه وتقييمه على معرفة الآلية الأفضل لتنمية مهارات الطفل.
وهنا سنقدم مجموعة من الاقتراحات والنصائح لتنمية الذكاء عند الأطفال:
- استغلال وتشجيع طاقات الطفل وقدراته: مثلاً إذا لاحظ الأبوان أن ابنهم لديه قدرة عالية على حفظ وتذكّر الأرقام لمجرد النّظر إليها مرة واحد على سبيل المثال يجب تحدّيه وتقديم هدية أو جائزة له، كما لو مثلاً لوحظ حركة زائدة ونشاط لدى الطّفل يمكن استغلالها في طلب مساعدة منه في أشياء بسيطة ولكن تشعره بالإنجاز ويتم مدحه بعد إتمامها.
- تعليم الطّفل اللغة: حيث تقول بعض الدّراسات أن الأطفال الذين يتحدّون أكثر من لغة واحدة لديم نسبة ذكاء ومهارات أعلى من أقرانهم الذين يتحدّثون لغةً واحدةً فقط. وهنا يوجد أكثر من طريقة لتعليم الطّفل اللغات إما عبر عرض أفلام رسوم متحركة باللغة التي يراد تعليمها له، أو قراءة قصص له بتلك اللغة وطبعاً بعد شرح معاني المفردات فيها. كما المحادثة مهمة في تطوير مهارات اللغة لدى الأطفال.
- مراعاة ميول الطّفل وهواياته ورغباته الخاصة وعدم فرضها عليه: فنجد مثلاً الآباء والأمهات الأطباء يجبرون أطفالهم على اللعب بألعاب طبية أو من يحلمون أن يصبح أطفالهم أطباء يقومون بنفس الفعل! هكذا تقيّد حرية الطّفل في التسلية واللعب وهذا لن يساعد على تطوير مهاراته، الحل هو عرض الخيارات أمامه وإعطاؤه الحرية المطلقة لاختيار ما يريده منها طبعاً ضمن ما يضمن سلامته وصحته.
- مشاركة الطّفل باللعب: وهذا يساهم في تنمية مهاراته اللفظية التي يحتاجها للتعبير عن أفكاره وكذلك مهارات التواصل الاجتماعي مع المحيط والآخرين إضافة لتنمية المهارات المكتسبة من اللعب وخاصة إذا كانت الألعاب تعليميةً.
- مراعاة قدرة الطّفل على التعلّم وعدم إجباره على التّعلم كرهاً وغصباً لأنه حتماً سيكره العلم والدّراسة وخاصة في سنواته الأولى التي يكون شغفه للاكتشاف والمعرفة من خلال الألعاب.
- إظهار الاهتمام الكامل من قبل الكبار بكل ما يقوله أو يتصرفه الطّفل وهذا سينمي مهاراته ويعزز ثقته بنفسه أيضاً.
- التحفيز المادي والمعنوي عن طريق تقديم الجوائز والهدايا وتنفيذ طلباته -ضمن المعقول- كما الثناء والمدح والشكر والإطراء كلها تحفز الطفل وبالتالي تساهم في تنمية مهاراته وقدراته ورفع مستوى ذكائه.
- التركيز على التعليم النوعي والإمكانات العامة للطفل: لأن الدرجات والعلامات الكمية ليس دائماً هي الحكم. فقد يكون الطّفل ذكياً لكن لديه مشكلة في التواصل أو صدمة نتيجة حادثة أو مشكلة طبية. [6]
- أخذ الطّفل إلى نشاطات تفاعلية وعروض مسرحية كمسرح الدمي ومسرحيات الأطفال وتشجيعه للمشاركة في الأنشطة المدرسيّة والصّفيّة.
- الاهتمام بالرياضة والسلامة البدنية للطفل فكما يقال العقل السليم في الجسم السليم.
- الإجابة على كل أسئلة الطّفل قدر المستطاع وبحسب قدرته الاستيعابية، إذ أن الإجابة على استفساراته وأسئلته تحفزه على توسيع الأفق وفهم الأمور وربطها وتحليلها.
- الاستفادة من التكنولوجيا والقنوات التعليمية للأطفال على موقع يوتيوب واختيار ما يتعامل معه الطفل على الانترنت بعناية، دون الاستغناء عن الألعاب والوسائل التقليدية لتنمية مهارات الطفل.
في الإنفوجرافك التالي نلخّص لكم أهم نصائح تنمية الذكاء عند الأطفال:
من الأسئلة التي وصلتنا على موقع حِلّوها لأم تستفسر حول اختبار الذكاء للأطفال: "هل نشاط ابني مرتبط بنسبة الذكاء لديه أم ماذا؟" حيث نصحتها معلمة الطفل أن تخضعه لاختبار الذكاء بعد ما لمست لديه تفوّقاً ملحوظاً، وذلك بهدف دمج سنتين دراسيتين معاً.
أجابتها الخبيرة بتربية الطفل في موقع حِلّوها: " الإجراءات التي تود المعلمة اتخاذها مع الطفل ناتجة عن إدراكها أن الطفل يحقق مستوى أعلى في الدراسة ويمكن تصنيفه من بين الموهوبين، لذلك تريد التأكد من خلال تطبيق اختبار الذكاء، فاختبارات الذكاء هي متعددة منها اختبار وكسلر، واختبار رافن، اختبار كاتل، كل هذه الاختبارات يمكن لها تحديد نسبة الذكاء الخاصة بالطفل شرط أن يتم تطبيقها من طرف مختص نفسي. لذلك يجب عليك التوجه إلى مختص نفسي والطلب منه تحديد نسبة ذكاء بالطفل".