تعليم الطفل النظافة الشخصية والاهتمام بنفسه
كيف أعود طفلي على النظافة؟ ما طرق الحفاظ على نظافة أطفالي؟ كيف أحبب طفلي بالنظافة وأعلمه الحفاظ عليها؟... وكثير من التساؤلات الأخرى التي تدور في بال أي أمّ ترغب بتربية طفلها تربية جيدة وصالحة.
النظافة من الأيمان، وهي أساس الصحة وعنوان الأناقة، ومن البديهي أن نهتم بالعناية بنظافة أطفالنا الشخصية ونعلمهم كيف يحافظون عليها ونعودهم على الاهتمام بأنفسهم، أما عن كيف نستطيع تحقيق هذه الغاية وما هي الوسائل والخطوات الصحيحة لتعليم الطفل النظافة الشخصية؛ فهذا ما سوف نحاول الإجابة عنه في هذا المقال.
كيف أعلم ابني النظافة الشخصية؟ في البداية يجب أن نتفق أن عملية الحفاظ على نظافة طفلك الشخصية هي عملية مشتركة بينك وبينه بحيث أنه يوجد بعض النواحي من واجبك العناية بها بنفسك كون طفلك مازال صغيراً ولا يستطيع القيام بكل شيء بنفسه، وهناك نواحٍ أخرى يجب أن يتعلمها طفلك كعادات يومية في سلوكه للحفاظ على نظافته الشخصية، مثلاً:
- يجب أن تتوفر ملابس نظيفة دائماً في خزانة الطفل فالأطفال يتحركون ويلعبون ويقومون بالكثير من النشاطات ولذلك هم عرضة لتوسخ ملابسهم أكثر من الكبار.
- ومن مهامك أيضاً أن يتعلم الطفل كل عادة من عادات النظافة بطريقة صحيحة وليس مجرد واجب يجب تأديته دون رغبة أو اهتمام.
- لا يجب التعامل مع عادات الصحة والنظافة الشخصية وكأنها أوامر مفروضة بصرامة؛ وإنما الأمر يحتاج لبعض المرونة، فمثلاً استخدمي الوقت المناسب لتطلبي منه غسيل يديه أو قدميه، وليس أثناء انهماكه في لعبة محببة أو نشاط يهمه.
- منذ الصغر يجب أن يتعلم طفلك غسل أسنانه بطريقه تجذبه مثل استخدام فراشي ومعجون مخصص للأطفال بأشكال وطعمات لا تجعله ينفر منها.
- كما أن هناك بعض العادات الجيدة التي تعتبر أساس في النظافة الشخصية للأطفال[1] ويجب أن تكون من بديهيات سلوك الطفل ونشاطاته الروتينية وجزء من شخصيته مثل:
- أن يعتاد الطفل على غسيل اليدين باستمرار قبل وبعد الطعام أو الدخول والخروج من الحمام، وبعد الدخول إلى المنزل من الخارج.
- أن يعتاد الطفل على غسل أسنانه بعد الطعام وقبل النوم.
- تعليم الطفل أن يعتني بنظافة وترتيب ملابسه الشخصية وتغييريها بشكل يومي، والامتناع عن ارتداء الملابس المتسخة.
- غسل القدمين باستمرار بعد العودة إلى المنزل سواء من المدرسة أو اللعب أو الزيارات.
- ويجب أن يتعلم الطفل بعض الإجراءات الوقائية عند المرض حتى لا يعدي غيره من جهة، ولا يزيد مرضه من جهة أخرى، مثل استخدام المناديل عند السعال والعطاس، وعدم الاقتراب الشديد من الأشخاص المرضى.
لكي تضمني النظافة الشخصية لطفلك لا يكفي أن يقوم فقط بعادات النظافة وكأنها مجرد واجبات يجب عليه تأديتها كيف ما اتفق؛ وإنما يجب القيام بها بالشكل الصحيح بهدف تحقيق الغاية المرجوة منها، فغالباً ما يرتبط الموضوع بالعادات كيف تعلمينه ويراك سوف يقلدك ويتعلم منك.
حيث يجب أن تكون خطوات العادات الصحية وكأنها برنامج متكامل يبقي طفلك بشكل دائم ضمن مربع الأمان بالنسبة لنظافته الشخصية، ويمكن ذكر بعض خطوات تعليم الطفل الاهتمام بنفسه وبنظافته كما يلي[2]:
- غسيل اليدين والقدمين: فأيدي الأطفال واقدامهم من أكثر أعضاء جسم الطفل تعرضاً للأوساخ، ولذلك يجب غسيلهما بشكل جيد بالماء والصابون بشكل كامل وبين الأصابع وأخذ الوقت الكافي في فركهم من كافة الجوانب والنواحي الخفية.
- غسيل الرأس: فروة الرأس معرضة جداً لالتقاط للأوساخ وتعلقها واختفائها بها مثل الغبار أو بعض القشريات، ولذلك يجب أن يتعلم الطفل كيف يغسلها بشكل جيد، فمثلاُ يمكن تقسم فروة الرأس لعدة أقسام وفرك كل منها على حدة بالماء والصابون أو الشامبو، ثم غسلها بالماء بشكل كامل، وتكرار هذه العملية لمرتين.
- متى يمكنني ترك ابني يستحم لوحده: لا بد أن يأتي الوقت لتتركي فيه طفلك يستحم لوحده في عمر معين عندما يكمل خمسة أعوام مثلاً، ويجب قبل هذا أن تعلميه الخطوات الصحيحة للحمام والكافية لتنظيف كامل جسمه، بدأً من فروة الرأس وانتهاء بالقدمين دون أن يترك أي جزء من جسمه دون فرك وتنظيف، وتكرار الخطوات عدة مرات.
- كيف أعلم طفلي تنظيف نفسه في دورة المياه: حيث أن دورة المياه من أكثر الأماكن حاجة للتعقيم والتنظيف بعد الانتهاء من استعمالها، يجب أن تعلمي طفلك أن يغسل يديه قبل الدخول وأن ينظف نفسه جيداً بعد الانتهاء باستخدام الماء والمناديل، وبعد الخروج يجب أن يغسل يديه جيداً بالماء والصابون ويفركهما بشكل جيد حتى لا يبقى أي أثر للأوساخ.
- تعليم الطفل العناية بنظافة ملابسه: العناية بكل قطعة من الملابس على حدة من الطاقية حتى الجوارب والحذاء بما في ذلك الملابس الداخلية، فيجب أن لا يرتدي إلا الملابس النظيفة ويبدلها بشكل يومي وخاصة الداخلية، ويمسح حذائه باستمرار.
- غسيل الأسنان: لحماية الطفل من مشاكل ألم الأسنان وأمراضه، لا بد أن يعتاد على غسل أسنانه بشكل روتيني وأن يكون هذا الغسيل بطريقة صحيحة [3] تضمن إزالة كل البقايا من الفم قبل النوم وعند الاستيقاظ وبعد كل وجبة طعام.
- تنظيف الأنف: وذلك باستخدام المناديل والأدوات المخصصة ليبقى نظيف بشكل دائم ولا يحتوي على أي أوساخ، بالإضافة لغسله أثناء الحمام وإبقاء بعض المناديل دائماً بجيب الطفل لاستخدامها عند الحاجة.
- تنظيف الأذنين: حيث يجب إزالة المواد الشمعية من أذني الطفل وهذه مهمة الأم عندما يكون بعمر صغير [4] أقل من خمسة أعوام باستخدام أدوات مخصصة، كما يجب تجيفيفهما جيداً بعد الاستحمام.
- تقليم الأظافر: تجتمع الكثير من الأوساخ وأنواع البكتريا والجراثيم تحت الأظافر أثناء لعب الطفل وممارسته لنشاطاته اليومية، ولذلك يجب تقليمها وعدم السماع بأن تنمو كثيراً، ويجب أن يتعلم الطفل كيف يقلمها بحيث يزيل الزوائد دون أن يؤذي يده بالإضافة لبردها لإزالة البقايا.
- الطعام: ربما تعد النظافة بالطعام من أهم الخطوات حيث يجب أن يعتاد الطفل غسل يديه جيداً قبل البدء بالطعام وبعده، وعدم لمس ملابسه أو شعره أثناء الأكل وتنظيف أسنانه بعد كل وجبة.
الأطفال معرضون أكثر للجراثيم والمكروبات خلال حياتهم اليومية وذلك كون مناعتهم أقل من الكبار من جهة، وأنهم خلال لعبهم في المدرسة أو الشارع واستكشافهم لمحيطهم وقيامهم بالعديد من التجارب واختبار الأشياء يتعرضون بشكل دائم لمختلف أنواع الجراثيم والأوساخ من جهة أخرى. ولهذه الأسباب فهم معرضين للأمراض والتقاط الفيروسات والجراثيم المنتشرة في محيطهم. لذلك فإن النظافة الشخصية ستساهم بشكل كبير في حماية طفلك من الأمراض والعدوى.
هذا بالإضافة لأن نظافة الأطفال الشخصية لها دور في تقديم صورة جيدة عنهم وعن ذويهم أمام المجتمع سواء في المدرسة أو حتى بين المعارف والأقرباء وكل من يتعاملون معهم خلال حياتهم.
كما أن عادات النظافة الشخصية ترافق الطفل طيلة حياته، وستنعكس في وقت لاحق على ثقته بنفسه وعنايته بمظهره، وعلى علاقته مع الآخرين، فطفلك الذي تعلم قواعد النظافة الشخصية منذ الصغر؛ لن يقبل عندما يكبر أن يترك رائحة العرق الكريهة في ثيابه أو أن تكون رائحة فمه كريهة.
عندما نرغب بغرس عادة معينة في سلوك الطفل لا بد أن نجد الوسيلة المناسبة لذلك، وفي إطار الحديث عن النظافة يوجد بعض الأدوات التي تساهم في ترغيب الأطفال بتعلم عادات النظافة الشخصية، كما تتكفل بتحقيق الغرض منها، فمثلاً:
- يوجد أشكال وأولوان معينة من فراشي الأسنان: التي تبدو كألعاب حيث يشعر الطفل أثناء استخدامها وكأنه يلعب ويوجد أيضاً ما هو مخصص للذكور وآخر مخصص للإناث.
- المعقمات: يوجد بعض أنواع المعقمات التي صنعت خصيصاً للبقاء بحوزة الطفل أو والدته أين ما وجد وذلك لتعقيم يديه بها مثلاً عندما لا يكون الغسيل متاحاً.
- مقص الأظافر: قد يخيف مقص الأظافر الطفل حيث يبدو بالنسبة له بأنه مؤلم وخطير ولذلك قد يرفض تقليم أظافره، ولهذا يجب استخدام مقص مخصص للأطفال وأيديهم الصغيرة، بالإضافة لاستخدام وسائل تريح الطفل أثناء عملية التقليم وتلهيه عن مخاوفه.
- الصابون: حتى الصابون والشامبو يوجد أنواع تجارية برسوم وألوان وأشكال وروائح معينة تراعي ذوق الأطفال ورغباتهم ويجب استخدامها بما يتناسب مع عمر الطفل.
- العطورات والروائح: من الضروري أن يعتاد الطفل على رش العطر حتى تبدو رائحته جيدة ونظيفة بالنسبة للآخرين، وليس من الخطأ ترك الخيار للطفل بالنسبة لرائحة العطر التي يفضلها.
- المناديل المعطرة: وهي من الأشياء التي من الجيد أن يعتاد الطفل على حملها لتعقيم يديه في أي مكان، بالمدرسة أو النزهة أو الرحلات.
إحدى المتابعات على موقع حلوها شبّهت منزلها بأنه أصبح مثل "مكب نفايات" في إطار وصفها لحجم المشكلة التي تعاني منها مع بناتها، وأضافت بأن ابنتيها لا تهتمان بالنظافة أبداً وهنّ عنيدات جداً وقد حاولت معهن بكافة الطرق لتصحيح سلوكهن هذا دون جدو.
وقد أصبحت شديدة التوتر والعصبية بسبب هذه المشكلة حتى أنها أصبحت حسب قولها تكره رؤيتهما، وهي ترغب في رؤيتهما مرتبتين نظيفتين وأن يتعلما الأدب والتربيب في الكلام والتصرفات، وقد طلبت النصيحة من موقع حلوها حول هذه المشكلة.
وقد أجابتها الخبيرة التربوية في مجتمع حلوها الدكتورة في الهداية النفسية وتربية الطفل:
"تربية الأطفال سواء على عادات النظافة والترتيب أو السلوكيات الإيجابية تأتي في مرحلة مبكرة من عمرهم، حيث يجب منذ مرحلة الطفولة المبكرة تدريب الأطفال وتعوديهم مثلاً على رمي الأوساخ في مكانها المخصص بالإضافة لمساعدة والدتهم على قدر امكاناتهم بهدف تنمية روح المشاركة لديهم والتعاون، وهكذا سوف تجد الأم نتائج هذه التربية في مرحلة لاحقة من عمر الطفل".
وأضافت بعض النصائح لهذه الأم صاحبة المشكلة منها:
- وضع بعض الشروط على أطفالها والامتناع عن تنظيف وترتيب أغراضهم بالإضافة للتشديد على ضرورة أن تقوم كل واحدة منهن بأمورها لوحدها وعدم الاتكال على الأم
- إيصال فكرة أنه إن لم يقمن بترتيب أغراضهن بأنفسهن فهي سوف تبقى مبعثرة ووسخة على حالها دون أن يأتي أحد لترتيبها، فهذا من وجهة نظر الخبيرة من شأنه جعل الطفلتين أكثر حرصاً على تنظيف ما خربنه بأنفسهن.
- وأيضاً يمكن استخدام بعض المحفزات في ضوء ما سبق مثل التعزيزات المادية والمعنوية بهدف ضمان استمرارية سلوكيات الأطفال الجيدة، فهذه النصائح من شأنها تعزيز شعور أطفالها بالمسؤولية.
لمراجعة الاستشارة الكاملة مع أراء الخبراء وتفاعل مجتمع حلوها انقر على الرابط، كما يمكنكم في أي وقت طلب الاستشارة من الخبراء المختصين في موقع حِلّوها من خلال النقر على هذا الرابط.
- مقال "تعليم الأطفال العادات الأساسية للنظافة" منشور في east coast rodio.za تمت مراجعته بتاريخ 15/3/2020.
- مقال Carly Werner "عادات النظافة للأطفال" منشور في healthline.com تمت مراجعته بتاريخ 15/3/2020.
- مقال Kriteen Cherney "ماذا يحدث أثناء تنظيف الأسنان" منشور في healthline.com تمت مراجعته بتاريخ 15/3/2020.
- مقال "النظافة والرعاية اليومية للأطفال أقل من 18 شهر" منشور في raisingchldren.net.AU تمت مراجعته بتاريخ 15/3/2020.