اختبارات كشف فيروس كورونا واختبار كورونا السريع في 10دقائق

أنواع اختبارات الكشف عن فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، الكاشفات السريعة ومدة الكشف عن كورونا، اختبار كورنا بوخز الإصبع وفحوصات كورونا بالدم واللعاب
اختبارات كشف فيروس كورونا واختبار كورونا السريع في 10دقائق
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تتسابق دول العالم لابتكار طرق أكثر فاعلية وسرعة للكشف عن فيروس كورونا لدى الأشخاص المشتبه بإصابتهم، حيث أن الطاقة الاستيعابية لمعامل التحاليل الطبية والمختبرات كانت عقبة كبيرة في وجه السيطرة على انتشار كوفيد-19، خاصّةً في الدول التي تشهد أعداداً كبيرة من الإصابات يومياً.

وعلى الرغم من التشاؤم الكبير الذي حلّ على العالم من الأيام الأولى لتفشي وباء كورونا المستجد؛ إلّا أن النتائج التي تظهر في الأيام القليلة الماضية تدعو للتفاؤل، ومن بينها تطوير طرق سريعة للكشف عن فيروس كورونا قد تصل إلى إمكانية تحديد حامل الفيروس بدقائق قليلة ودون الحاجة لنقل العينات إلى المخابر المركزية، نحاول أن نتعرف معاً إلى أنواع اختبارات الكشف عن فيروس كورونا وتطور سرعة تقنيات الكشف عن كوفيد-19، ومعلومات تدعو للتفاؤل حول القضاء على كورونا بوقت قريب من خلال اختبارات الكشف السريع.

تعمل المخابر الطبية على استقصاء وجود فيروس كورونا لدى الأفراد من خلال إخضاعهم لنوعين رئيسيين من التحاليل، وسنقوم بذكر آلية عمل كل نوع من أنواع اختبارات الكشف عن كورونا المستجد:

  1. اختبار عينات من مسحات الجهاز التنفسي للكشف عن كورونا:
    • تعتبر هذه الطريقة هي ذاتها المعتمدة في الكشف عن فيروسات كورونا الأقدم -متلازمة الشرق الأوسط التنفسية والسارس-[1]، حيث يقوم فني المعمل المختص بالحصول على عينات من الجهاز التنفسي العلوي والجهاز التنفسي السفلي لنقلها إلى المعمل وإجراء اختبار الكشف عن فيروس كورونا.
    • في ظروف تفشي وباء كوفيد-19 يتم أخذ عينات من اللعاب والمخاط والحلق والبلغم ليتم التأكد من وجود الفيروس والتأكد من انتقاله إلى الجهاز التنفسي السفلي.
    • آلية عمل الاختبار تعتمد على البحث عن السلسلة الوراثية للفيروس في العينات، ويسمى هذا الإجراء RT-PCR.
    • في بعض الدول قد يأخذ الاختبار أسبوعاً كاملاً حتى تظهر النتائج، في دول أخرى يكون الأمر أسرع؛ فالوقت اللازم لظهور نتائج الكشف عن كورونا لا يتعلق فقط بالأجهزة المستخدمة، بل أيضاً بالقدرة الاستيعابية للمختبرات التي توفر هذا الاختبار[2].
  2. اختبار عينات الدم والأمصال للكشف عن الأجسام المضادة لفيروس كورونا:
    تعمل هذه التقنية في الكشف عن فيروس كورونا من خلال تحديد الأجسام المضادة في المناعة البشرية التي يتم استنفارها للدفاع عن الجسم بمواجهة فيروس كورونا[3]، هذه الأجسام المضادة يتم إطلاقها بعد وقت قصير من العدوى، ووجودها يؤكد وجود الفيروس بغض النظر عن الأعراض.

ملاحظة مهمة: يتم استخدام مصطلح "نتيجة سلبية" للتعبير عن الحالات السليمة التي لا تحمل الفيروس، ويتم استخدام مصطلح "نتيجة إيجابية" للحالات المصابة بالفيروس.

animate

بالنسبة للاختبارات المعملية للكشف عن كورونا فهي تحتاج نظرياً إلى حوالي 8 ساعات، لكن كما ذكرنا فإن المدة اللازمة لظهور نتيجة اختبار الكشف عن كورونا مرهونة بالقدرة الاستيعابية للمختبرات والمعامل المركزية، حيث تستطيع بعض المختبرات تقديم النتيجة في نفس اليوم، فيما يتطلب الأمر مدة أطول في مختبرات أخرى؛ خاصّةً في الدول التي تواجه انتشاراً أوسع لكورونا وضغط أكبر على طلب التحاليل.

أما بالنسبة لاختبار كورونا عن طريق فحص الدم فهو متطور بسرعة، بدأ الأمر بحوالي 30 دقيقة للحصول على نتيجة الكشف عن الأجسام المضادة لكورونا أو الحمض النووي للفيروس؛ ثم تم إيجاد وسائل أسرع تصل إلى 10 دقائق فقط للكشف عن كورونا.

اعتباراً من يوم 18 مارس/آذار 2020 بدأت الشركات المصنّعة للكاشفات السريعة عن فيروس كورونا بتصدير هذه التقنيات إلى دول العالم، وتقنية الكشف السريع تشبه إلى حدٍّ بعيد طريقة إجراء فحص السكر في الدم.
حيث يتم وخز الإصبع وأخذ نقطة من الدم على شريحة ويتم الكشف عن النتيجة من خلال الخطوط التي ستظهر على الشريحة -اختبارات الحمل- وتحتاج نتيجة الكشف السريع عن كورونا بهذه التقنية 10-15 دقائق فقط.
أ
نتجت شركات عدة هذا النوع السريع ومنخفض التكلفة للكشف عن فيروس كورونا، وبدأت معظمها بتوزيعه قبل المصادقة عليه ضمن حالة الطوارئ التي تبيح استخدام الاختبارات قبل المصادقة عليها في الظروف الاستثنائية[4].
في حال أظهر الاختبار السريع نتيجة إيجابية (حامل للفيروس) ينصح باللجوء للاختبارات التقليدية لفحص وجود فيروس كورونا في مسحات الجهاز التنفسي العلوي والسفلي للحصول على نتيجة قاطعة، تزامناً مع عزل المريض.

بطبيعة الحال عند الحصول على اختبار كورونا بوخز الإصبع سيكون مرفقاً بتعليمات الاستخدام، علماً أن بعض الدول ما تزل ترفض استيراد هذا النوع من الاختبارات قبل اعتماده عالمياً.
على سبيل المثال الاختبار السريع للكشف عن كورونا بوخز الإصبع الذي أنتجته شركة BioMedomics يحتاج إلى 15 دقيقة لإظهار النتائج، وذلك بعد أخذ عينة الدم من وخز الإصبع وعزلها وانتظار ظهور الخطوط[5]:

  1. خط واحد يعني نتيجة سلبية والشخص سليم.
  2. ظهور خطين يعني النتيجة إيجابية والشخص يحمل أجسام مضادة للفيروس، وهي التي ينتجها الجسم بعد فترة قليلة من الإصابة، وعندها يتم أخذ الإجراءات اللازمة لعزل المصاب والتأكد من النتائج، ثم البدء بالعلاج.

اختبار كورونا السريع من شركة BioMedomics

بالنسبة لفحص المسحات يمكن تخزين العينات المعدّة لاختبار كورونا لمدة ثلاثة أيام على الأكثر، وعندما تفرض الظروف على المعامل الاحتفاظ بالعينة لفترة أطول وتأخير إجراء اختبار الكشف عن كورونا؛ فإنهم يلجؤون إلى الثلج الجاف والذي يسمح بالحفاظ على العينة لفترة أطول، لكن تخزين العينة لفترات طويلة قد يكون مسؤولاً عن إعطاء نتائج سلبية كاذبة، والمقصود بالسلبية هنا هو عدم وجود الفيروس.
حيث يتسبب تأخير اختبار العيّنة بتلف المعلومات الوراثية للفيروس ما يؤدي إلى فشل الاختبار بإعطاء نتائج دقيقة[2]، وللأسف لا يمكن التأكّد من نتائج الاختبار في هذه الحالة إلى من خلال إعادته بظروف أفضل.

حتى الآن ما تزال معظم دول العالم تعاني من مشاكل في اختبارات الكشف عن فيروس كورونا، هذه الصعوبات تعيق إتاحة الفحص للجميع، وتجعل معظم الدول تشترط على من يطلب الفحص أن يكون قد عانى من أعراض تنفسية استثنائية؛ أو أن يحصل على توصية من طبيب، لذلك فإن هناك ثلاث حالات رئيسية تستدعي التوجه لإجراء فحص الكشف عن فيروس كورونا المستجد؛ وهي:[6,7]

  1. إذا كنت تعاني من أعراض تنفسية غير اعتيادية أهمها:
    • السعال الجاف.
    • صعوبة التنفس والشعور بالاختناق.
    • الحرارة والحمى.
    • أعراض نزلات البرد الشديدة المرافقة لمشاكل الجهاز التنفسي السفلي.
  2. إذا كنت مخالطاً لشخص مصاب بفيروس كورونا.
  3. إذا كنت تعيش في مناطق العزل وانتشار فيروس كورونا؛ وهنا تقرر المخابر المركزية أولوية إجراء الفحص حسب الحالة وتوصيات الطبيب.

يعتقد أن هذا الحال سيتغير تدريجياً خاصة مع ظهور التقنيات السريعة للكشف عن كوفيد-19، وباعتبارها تعطي نتائج أولية على الأقل وبسرعة فائقة وتكلفة قليلة، ما سيتيح إجراء فحوصات الكشف عن الفيروس للجميع، ما سيؤدي أيضاً إلى تطويق الفيروس بشكل أسرع وفاعلية أكبر من خلال عزل أصحاب النتيجة الإيجابية ريثما تتم إجراءات الفحص التقليدية لهم.

أخيراً... على الرغم أن المسحات هي الطريقة الأكثر شيوعاً للكشف عن حاملي كورونا؛ إلا إن فحص الدم والأمصال للبحث عن الأجسام المضادة لكورونا له مستقبل واعد ليس للكشف عن المصابين فقط بل أيضاً لأهداف أخرى، مثل الاستفادة من الأشخاص الذين تعافوا ذاتياً سواءً من خلال التبرع بالدم للمصابين أو تقديم الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية، واتاحة المجال لتوسيع رقعة الفحص وتحديد نسبة الوفيات الفعلية عبر اكتشاف المصابين الذين تعافوا بأعراض قليلة أو معدومة ودون الحاجة للأدوية.

المراجع