الوقاية من فيروس كورونا بالأعشاب والطرق الطبيعية
مع اجتياح وباء كورونا لمعظم دول العالم بنسب متفاوتة؛ تتصاعد المخاوف حول قدرة الدول والحكومات على السيطرة والحد من انتشار الوباء ريثما يتم اكتشاف العلاج النهائي، ويتزامن ذلك مع التعويل أكثر على وعي الأفراد والمجتمعات بتطبيق معايير الأمان والسلامة للوقاية من كورونا المستجد كوفيد-19، والالتزام بتعليمات الحجر المنزلي وحظر التجول في الدول الأكثر تعرضاً للخطر.
وبطبيعة الحال معظمنا يفكر بالحلول البديلة للأدوية والعقاقير، وعلى رأسها إمكانية مواجهة فيروس كورونا بالأعشاب والطرق الطبيعية، ويتساءل إن كانت الأعشاب والأغذية قادرة على علاج كورونا أم أنها فقط تساهم في تعزيز المناعة لتجنب العدوى بكورونا المستجد، هذا ما نحاول أن نجيب عنه في هذا المقال.
- المناعة الذاتية والوقاية من كورونا
- الوقاية من كورونا بالأعشاب والأغذية
- هل شرب الماء والغرغرة يقضي على فيروس كورونا؟
- هل يمكن علاج كورونا طبيعياً بالأعشاب والغذاء؟
- الطرق الطبيعية للوقاية من فيروس كورونا
- تعليمات أساسية للوقاية من فيروس كورونا
- فيديو مواجهة أزمة كورونا وتهدئة النفس مع هيلينا الصايغ
- المصادر و المراجع
في البداية دعنا نتحدث عن دور المناعة في مواجهة فيروس كورونا، يعتقد الأطباء حتى الآن أن الجسم قادر على مواجهة فيروس كورونا ذاتياً إذا كان المصاب يتمتع بمناعة جيدة واستطاع الجسم الاستجابة للفيروس وإنتاج الأجسام المضادة قبل أن ينتقل الفيروس إلى الجهاز التنفسي السفلي ويخرج عن السيطرة، ويعتقد أن 80% من الحالات كانت قادرة على الشفاء من كورونا دون علاج خاص من خلال العزل والراحة[1].
وعلى الرغم أن الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض الإصابة بفيروس كورونا أكثر قدرةً على نقل العدوى؛ إلا أن وجود أشخاص مصابين بالفيروس بدون أعراض أو بأعراض خفيفة يشكل خطراً إضافياً يهدد بانتشار أكبر للوباء، ذلك أنهم سيكونون أقل حذراً والناس ستكون أقل حذراً بالتعامل معهم[2].
لكن الخبر الجيد هنا أن الاهتمام بتقوية المناعة والحفاظ على صحة جهاز المناعة وفاعليته؛ قد تكون من الطرق الفعالة أيضاً في الوقاية من فيروس كورونا وأعراضه الشديدة، فهل هناك أعشاب أو أطعمة للوقاية من فيروس كورونا؟.
الهدف من علاج كورونا أو الوقاية منه بالأعشاب هو تقوية جهاز المناعة والحفاظ على صحة الجسم وقدرته على مقاومة أعراض كورونا المستجد وليس القضاء على الفيروس نفسه بالمعنى الحرفي؛ وسنتناول في فقرة تالية فاعلية علاج كورونا بالأعشاب والطب البديل، لكن دعونا قبل ذلك نتوقف مع أبرز أنواع الأعشاب والخلطات المحتلمة لعلاج كورونا والوقاية من العدوى[3]:
- عرق السوس للوقاية من كورونا المستجد: تظهر الدراسات أن لمستخلص جذور عرق السوس فاعلية عالية في مقاومة العديد من الفيروسات، منها فيروسات نقص المناعة البشرية والهربس، ويعتقد أن جذور عرق السوس كانت فعالة في مقاومة فيروس السارس الذي ينتمي إلى العائلة التاجية، ولذلك قد يكون عرق السوس فعالاً أيضاً في الوقاية من كورونا المستجد[4].
- الأوريغانو أو المردقوش البري: حيث أثبتت تحاليل مخبرية سابقة قدرة الأوريجانو على مقاومة الفيروسات، من خلال التجارب على فيروسات العدوى التنفسية ونزلات البرد وفيروس الهربس البسيط، يمكن القول أن الأوريجانو من الخيارات الجيدة لمقاومة الفيروسات، وإن لم يكن هناك حتى الآن ما يثبت فاعلية الأوريجانو بمقاومة كوفيد-19 أو كورونا المستجد.
- الميرمية Sage والوقاية من كورونا: في بلاد الشام يتم استخدام الميرمية للوقاية من مشاكل الجهاز الهضمي وعلاج آلام البطن والمغص، وقد شاع استخدام الميرمية كمقاوم فيروسي في الطب البديل، فيما أثبتت التجارب فاعلية الميرمية في مقاومة فيروس الإيدز ومنعه من دخول الخلايا المستهدفة، وقد يكون للميرمية فاعلية محتملة في الوقاية من فيروس كورونا المستجد على الرغم من عدم وجود دراسات مثبتة.
- الثوم للوقاية من كورونا المستجد: أثبت الثوم فاعليته في مقاومة فيروسات الجهاز التنفسي والاتهاب الرؤي الحاد والانفلونزا، كما يعتبر الثوم من العناصر المستخدمة الأكثر شيوعاً في الطب البديل، إلى جانب فاعليته الأكيدة في مقاومة طيف واسع من الفيروسات منها مثلاً الفيروس الحليمي البشري، ويعتقد أنصار الطب البديل أن الثوم سيكون من أعشاب الصف الأول لمقاومة فيروس كورونا.
ومن الجدير بالذكر هنا أن الثوم وإن لم تثبت فاعليته في مقاومة كورونا المستجد بعد؛ لكنه بلا شك قادر على تحفيز المناعة لمقاومة العدوى الفيروسية عموماً، مع التحذير من مخاطر الإفراط بتناول الثوم والتأكيد أنه ليس وسيلة مثبتة للوقاية من كورونا[14]. - الزبادي الطبيعية للوقاية من كورونا: قد لا تكون الزبادي قادرة على مقاومة فيروس كورونا المستجد بشكل مباشر، لكن ينصح الأطباء بتناول الزبادي الطبيعية يومياً لتعزيز قدرة الجسم على مقاومة الفيروسات عموماً ولتعزيز البروبيوتيك في الجهاز الهضمي[5].
- العسل والليمون والزنجبيل: تعتبر خلطة العسل الطبيعي مع الليمون والزنجبيل من الخلطات الشائعة لمقاومة الانفلونزا ونزلات البرد ودعم مناعة الجسم، لكن على الرغم من ذلك لا يوجد ما يدل على أن العسل سيكون فعالاً في مقاومة كورونا فيروس، لكنه أيضاً من الأغذية الفعالة في دعم المناعة.
تنويه لا بد منه: حتى الآن لا يوجد ما يثبت فاعلية الأعشاب الطبيعية المذكورة في هذا المقال أو غيرها في مقاومة العدوى بكورونا أو علاج فيروس كورونا المستجد، وجميع هذه الأعشاب تمتلك خصائص داعمة للمناعة ومقاومة للفيروسات قد تكون جيدة لتعزيز صحة الجسم عموماً لكن لا يجدر بنا الاعتماد عليها كعلاج نهائي قبل ظهور نتائج الدراسات العلمية[6].
كما يجب أن تتجنب الإفراط بتناول أي نوع من الأعشاب بشكل أكيد، لأن معظمها تسبب آثاراً جانبية في حال الإفراط بتناولها؛ قد تكون موازية لخطر عدوى كورونا أحياناً.
تداول الناس حول العالم فاعلية شرب الماء الدافئ والغرغرة بالماء والملح للوقاية من كورونا، بل أن البعض ذهبوا للقول أن الغرغرة بالماء والملح والخل وشرب الماء بكثرة تقتل فيروس كورونا!
هل الغرغرة بالماء والملح والخل أو شرب الماء بكثرة تمنع الإصابة بكورونا أو تمنع الفيروس من النزول إلى الرئتين؟ الجواب هو لا.
لن يكون لشرب الماء بكثر أو الغرغرة بالماء والملح والخل أو شرب الماء الدافئ؛ أي فاعلية بمواجهة فيروس كورونا، لا كنوع من الوقاية ولا كنوع من العلاج، وعلى الرغم أن بعض من روّجوا لهذه النصيحة المزيفة كانوا أطباء؛ إلا أن منظمة الصحة العالمية تؤكد أنه لا يوجد حتى الآن ما يدل على فاعلية مثل هذه الإجراءات[7,8].
أما عن الإشاعة التي مفادها "فيروس كورونا يبقى في الحنجرة أربعة أيام والماء يجبره على النزول إلى المعدة!" فهي أيضاً معلومة غير دقيقة، والفيروس يعشش في الجهاز التنفسي لمدة متوسطها خمسة أيام قبل ظهور الأعراض، لكن الأعراض قد تبدأ من اليوم الأول، والأكثر شيوعاً أن تبدأ بعد 11 يوم، ولن يكون شرب الكثير من الماء مهماً على الإطلاق لدفع الفيروس إلى المعدة!.
شرب الماء نصيحة مهمة للحفاظ على رطوبة الجسم عموماً، ومساعدة المصاب على تقوية جسمه لمكافحة الفيروس، في حين لا يوجد فاعلية للماء أو الماء الدافئ أو الخل أو الماء والملح -غرغرة أو شرب- في علاج أو قتل فيروس كورونا[9].
ومن الخرافات المماثلة أيضاً أن الكوكايين قادر على علاج الكورونا! وأن تجنب تناول الآيسكريم سيكون كفيلاً بالحماية من عدوى كورونا، لكن القضية أخطر من ذلك بكثير وليست بهذه البساطة.
في الصين التي تعتبر مكان انطلاق كورونا المستجد وواحدة من أكثر الدول تضرراً بسبب الوباء؛ خضع 85% من المصابين لعلاج تقليدي بالطب الصيني الشعبي عن طريق خلطات الأعشاب، حيث تعتقد السلطات الصحية في الصين أن علاج كورونا بالأعشاب والطب الصيني التقليدي سيكون فعالاً[10] بناء على تجربة سابقة مع السارس في 2003-2002 والذي يعتبر التطور السابق لفيروس كورونا كوفيد-19.
حيث أشارت دراسات في الصين إلى أن نسبة الشفاء بين المصابين بفيروس كورونا الذين تلقوا العلاج البديل أعلى بنسبة 33% مقارنة بمن اعتمدوا على العلاج الدوائي فقط[11].
لكن بمواجهة فيروس كورونا المستجد ما يزال الحديث عن العلاج بالأعشاب نوعاً من التفاؤل، بل أن العقاقير والأغذية الأمريكية أخطرت عدداً من الشركات والأسواق الإلكترونية بالتوقف عن الترويج للأدوية العشبية بوصفها أدوية فعالة لعلاج كورونا[12].
إلى جانب الحصول على الأعشاب المضادة للفيروسات والتي تعزز جهاز المناعة دون أن يتم تصنيفها كعلاج أو طريقة وقاية نهائية؛ هناك مجموعة من النصائح الطبيعية التي يمكن أن تلعب دوراً في تقليل خطر الإصابة بفيروس كورونا، أبرزها[5]:
- حافظ على الحد الأدنى من مستويات التوتر لديك، الإجهاد والتوتر يؤثر سلباً على المناعة ويضعف قدرة الجسم على المقاومة، وفي ظروف الخوف من انتشار كورونا والخوف من العدوى؛ لا بد أن تحاول ضبط أعصابك وتهدئة نفسك كجزء أساسي من دعم صحة جهاز المناعة لديك.
- مارس الرياضة بانتظام: تعتبر الرياضة من أهم الممارسات التي تعزز قوة جهاز المناعة وتحافظ على نشاط الجسم، كما أن الرياضة ستكون خياراً مثالياً في ظروف الحجر المنزلي.
- النوم الجيد: عملية النوم من المراحل الأساسية التي تؤثر على عمل الجسم بالمجمل، الإرهاق والتعب والحصول على نوم متقطع وغير كافٍ قد يكون لها آثار سلبية كبيرة على جهاز المناعة.
- اتبع نظام غذائي متوازن: حيث ينصح خبراء التغذية بالحصول على حصص جيدة من الفاكهة والخضروات والاهتمام بمستويات الفيتامينات لديك وبالأخص فيتامين د، والحفاظ على نسب المعادن الطبيعية.
- ابتعد عن السموم: تؤثر السموم بشكل كبير على عمل جهاز المناعة، مثل المياه الملوثة والمبيدات الحشرية وسموم العفن، إلى جانب التدخين والكحول، يجب أن تبتعد عن هذه السموم كجزء من دعم جهاز المناعة لمواجهة عدوى كورونا[13].
على الرغم من الادعاءات الكثيرة حول فاعلية الثوم أو العسل أو الغرغرة بالماء للوقاية من كورونا؛ لكن حتى الآن نصائح الوقاية الأساسية من كورونا هي التالية:[14]
- لا تغادر منزلك إلا للضرورة، والتزم بتعليمات الحجر المنزلي والحظر التي تفرضها الحكومات.
- اغسل يديك لمدة 20ثانية بالماء والصابون المطهّر أكثر من مرة في اليوم، وبشكل أساسي بعد عودتك إلى المنزل، أو بعد السعال والعطاس.
- حافظ على أدنى قدر من الاحتكاك مع الآخرين، واترك مسافة أمان لا تقل عن متر ونصف عند التعامل مع الآخرين.
- لا تصافح، لا تحتضن، لا تقبّل، ولا تستخدم الأدوات الشخصية للآخرين.
- تجنب ملامسة الأسطح في المتاجر والأماكن العامة قدر الممكن، واقرأ مقالنا عن الوقاية من كورونا أثناء التسوّق.
- تجنب ملامسة الوجه، الفيروس ينتقل من ملامسة العينين أو الأنف أو الفم.
- اطلب المساعدة فور شعورك بأعراض تدل على إصابتك بكورونا، واحجر نفسك في المنزل ريثما تظهر نتائج التحاليل.
- إذا كنت من المخالطين لشخص مصاب قم بالإبلاغ عن ذلك فوراً وتعاون مع الجهات الصحية ريثما تظهر نتائج الاختبارات.
- لا تفكر فقط في تجنب العدوى، بل فكر بدورك المهم في منع انتشار العدوى إن كنت حاملاً للفيروس بدون أعراض.
- الأقنعة والقفازات لا تحمي من فيروس كورونا 100%، لكن إذا كنت تعاني من السعال أو أعراض نزلات البرد من الأفضل أن ترتدي الكمامة، وأن تلتزم البيت.
معظمنا يقضي وقته في البيت الآن استجابة لتعليمات الحجر المنزلي في معظم الدول، أو بشكل طوعي، وقد يكون من المهم أن نتعلم مهارات إدارة المشاعر والتحكم بالقلق والخوف المصاحب لأزمة انتشار كورونا.
الأخصائية الإرشادية والمدربة هيلينا الصايغ تقدم لكم في هذا الفيديو نصائح لإدارة المشاعر والتحكم بالقلق بمواجهة أزمة كورونا، شاهد الفيديو من خلال النقر على علامة التشغيل أو الانتقال إلى هذا الرابط: