متى يسمع الطفل حديث الولادة وما هي اختبارات السمع للرضيع؟
رغم أن أذني طفلك تكونان مكتملتين عند الولادة، إلا أن عملية فهم وتحليل الأصوات تستغرق وقتاً، لكنكِ ستظلين تغنين لصغيرك أغنيات ما قبل النوم، منذ لحظة الميلاد، إلى أن يأتي اليوم الذي يفهمك جيداً. فتعالي – سيدتي الكريمة – نتعرف على المزيد من المعلومات عن سمع الأطفال الرضع في هذا المقال، مثل؛ متى يسمع الطفل حديث الولادة ومتى ينتبه لاسمه؟ كيف أعرف أن طفلي لا يسمع؟ هل الطفل الذي لا يسمع يناغي؟ كيف أختبر سمع المولود؟ ما هي طريقة اختبار السمع للأطفال في المنزل؟ وغيرها الكثير.
متى ينتبه الطفل لاسمه؟
إذا كنتِ تتساءلين متى يبدأ المولود بالسمع؟ فلا بد أن تعلمي أن طفلك يستطيع السمع قبل الولادة، وبالتحديد منذ الثلث الثالث من الحمل، حيث يكون قادراً على استكشاف الأصوات بغموض، فيبدأ بالشعور بصوتكِ، ويألف وجوده، وكذلك من الممكن أن يشعر بألفة فيما بعد مع الأغنيات والقصص التي سمعها أثناء فترة الحمل. بل لقد كان يستطيع الإنصات بدقة إلى صوت نبضات قلبكِ أيضاً!
ورغم أن الأذنين تكونان متطورتين إلى حد كبير عند الميلاد، إلا أن عملية السمع لا تكون بدقة، فعند الميلاد تكون الأذن الوسطى مليئة بالسوائل، وهذا يقلل من دقة السمع، كما أن الأذنين لا تكونان في كامل النضج بعد. لذلك، إذا كنتِ تتساءلين: متى ينتبه الطفل للأصوات؟ فإن الأطفال حديثي الولادة ينتبهون للأصوات المرتفعة والمبالغ فيها أكثر من الأصوات الهادئة.[١] ومنذ الشهر الأول يمكن للطفل أن يتعرف على الفرق بين أصوات معينة، أصوات بسيطة للغاية، وبعد ذلك ستصل أذنا طفلك إلى اكتمال نموهما بين ٤ إلى ٧ أسابيع.
في هذا الجدول، سنرى مراحل تطور حاسة السمع عند الطفل حديث الولادة: [2،3]
- تطور سمع الطفل منذ الولادة إلى عمر الشهرين: يستطيع الرضيع بوضوح سماع الأصوات العالية، الصاخبة، والمبالغ فيها، أما بقية الأصوات فقد لا يستجيب إليها.
- تطور سمع الرضيع في عمر 3 شهور: من المتوقع في هذا العمر أن يكون لطفلكِ القدرة على رد الفعل والاستجابة للأصوات، مثل محاولة تقليد الصوت المسموع، ويمكنكِ أن تجدي طفلكِ يقوم بالمناغاةِ عند الاستماع إلى صوتكِ أو أي صوت آخر. عملية المناغاة هذه ضرورية للغاية، فمن خلال التقليد يطور الطفل قدرته على الكلام.
- تطور السمع عند الطفل في عمر 6 أشهر: تزداد عملية تقليد الطفل للأصوات في هذه المرحلة العمرية أكثر مما سبق، وذلك لأن طفلك يكون قادراً على الاستماع إلى الأصوات بشكل أكثر دقة ووضوح، وبالتالي الاستجابة لها بشكل أفضل. وفي هذه المرحلة العمرية والتي تليها يمكن للطفل أن يبدأ بالتعرف على اسمه أيضاً.
- تطور حاسة السمع عند الطفل في عمر سنة: وأخيراً، صار طفلكِ يتعرف على كل صوت، ويستطيع التعرف على الأغنيات المفضلة، وكذلك أصوات الشخصيات الكرتونية التي يحبها حتى وإن لم يرَ صورة الشخصية، وقد يضحك عندما تقلدين طريقتها في الكلام.
المناغاة عند الطفل ضعيف السمع
تفسر بعض الأمهات انعدام المناغاة عند الأطفال بأنها علامة على فقدان السمع أو ضعف السمع عند الطفل، ولذلك يتساءلن بشوق ولهفة: متى يبدأ الطفل بالمناغاة؟
في الحقيقة، لم ينبع هذا الاعتقاد عند الأمهات من فراغ، فالمناغاة علامة طيبة لدى الأطفال، وهناك دراسة حديثة أجريت في جامعة ميسوري، ونشرت في مجلة علم نفس الطفل التجريبية، تؤكد أن المناغاة عند الأطفال تزداد بسبب قدرتهم على سماع الكلام، ومحاولتهم لتقليد الأصوات، بينما الأطفال الذين يعانون من فقدان السمع العميق لا يصدرون نفس الأصوات بنفس الدرجة التي لدى الأطفال الذين يمتلكون قدرة نموذجية على السمع.
من المهم الإشارة إلى أن هناك 1.4 من كل 1000 طفل يعانون من فقدان السمع، لذلك فإن من المهم فحص الأطفال حديثي الولادة مبكراً، والتأكد من قدرتهم على السمع، فالتشخيص المبكر يساعد على العلاج المبكر وتجنيب الطفل آثار الإعاقة السمعية. [4]
لذلك، فإن العلماء يقومون بمتابعة عملية المناغاة لدى الأطفال الذين يعانون من مشكلات السمع، عند محاولة علاجهم، وكلما ازدادت عملية المناغاة اطمأنوا أكثر. وفي حالة غرس القوقعة الصناعية التي تعد البديل الطبي للأذنين، للمساعدة على السمع، فإن الأطفال الذين يعانون من فقدان السمع العميق يصلون إلى نفس المستويات لدى الأطفال الطبيعيين في غضون أربعة أشهر من زرع القوقعة، وذلك بعد عملية طويلة يقوم بها الأطفال من تكرار الأصوات والمناغاة بشكل متواصل. [5]
طفلي لا يلتفت للأصوات، فهل رضيعي لا يسمع؟
بما أن المناغاة علامة على السمع الجيد، فما هي علامات ضعف السمع أو فقدان السمع عند الطفل الرضيع؟ كيف أعرف أن طفلي حديث الولادة يسمع؟ أو كيف أعرف ضعف السمع عند الطفل؟ يردنا على موقع حلوها مثل هذه الأسئلة التي تتعلق بقلق الأم حول استجابة الطفل للأصوات، مثل: "طفلي لا يستجيب.. ابني لا ينتبه للصوت"، أو "رضيعي لا يسمع"، أو كما راسلتنا أم أخرى ضعف السمع أثر على ابنتي.
ليس الأمر هيناً إذاً، لذا علينا أن نعرف ما هي علامات ضعف السمع لدى الأطفال، وبذلك، يمكننا أن نسرع في العلاج المبكر، وأهم هذه الأعراض: [6]
- إذا تجاهل طفلك الأشخاص الذين يتحدثون إليه لبعض الوقت، فمن الممكن أن تكون هذه علامة على مشكلة.
- قد يكون طفلك قادراً على التحدث والاستماع بشكل جيد في المنزل، لكن إذا كان يعاني من ضعف السمع الخفيف أو المتوسط، فسيكون الأمر أصعب في المدرسة بسبب الضوضاء هناك.
- إذا كان طفلك ينمو بشكل جيد، ولكن هناك صعوبات اجتماعية أو سلوكية أو لغوية قمتِ بملاحظتها، فمن الممكن أن تكون هذه علامة أيضاً على ضعف السمع.
- إذا كان طفلك يعاني من صعوبة في النطق، أو تأخر في الكلام، فمن الممكن أن تكون هذه علامة أيضاً على ضعف السمع، أي عدم قدرته على سماع الكلمات بشكل جيد.
- إذا بدا على الطفل علامات متكررة على عدم الإنصات لكلامكِ، وسؤالك مرة بعد مرة، "ماذا قلتِ؟"، مع عدم وجود عوامل تشتيت مثل الألعاب والتلفاز، فمن الممكن أن يشير ذلك إلى وجود مشكلة في السمع أو ضعف لدى طفلك.
- إذا كان طفلك يرفع صوت التلفاز إلى درجة عالية، قد يعني ذلك ببساطة وجود مشكلة في السمع لدى الطفل.
أما علامات ضعف السمع عند الأطفال حديثي الولادة فهي: [7]
- من الممكن أن تكون علامة ضعف السمع عدم الالتفات إلى الأصوات بعد سن ٦ أشهر.
- لا يوجه طفلك نظره إليك عندما تنادين عليه، بل فقط عندما يراك قادمة، وهذا ما قد يجعلك تغفلين عن ملاحظة وجود مشكلة، وتظنين أن كل شيء على ما يرام، لكن عليكِ التأكد من قدرة طفلك على سماعك، بمناداة اسمه، وانتظار رد فعله.
- لا يندهش طفلك الوليد من الأصوات العالية، رغم أن الأطفال حديثي الولادة تجذبهم الأصوات العالية والصاخبة أكثر من أي شيء آخر، وقد تكون هذه علامة على وجود مشكلة.
- يبلغ طفلك سنة من العمر، ولا ينظق كلمات منفردة مثل ماما، بابا، وهذه قد تكون علامة على وجود مشكلة في السمع لدى الطفل، وعليكِ ملاحظة ذلك جيداً مبكراً.
- تبدو على طفلك علامات الشرود، كأنه يسمع بعض الأصوات ولا يسمعها، أو لا يحاول تمييزها، ومن الممكن أن تكون هذه علامة ظاهرة بالنسبة لك على وجود مشكلة.
وقد راسلتنا إحدى أمهات حلوها تحت عنوان "كيف أعرف أن طفلي لا يسمع؟"، تقول في مشكلتها أن طفلها البالغ من العمر 3 أشهر لا يلتفت لصوتها أو ندائها أو كلامها، ولا حتى لصوت التلفاز أو الأشخاص أو الضوضاء المحيطة. وهو أيضاً لم يبدأ المناغاة بعد. وتتساءل إن كانت هذه علامات على مشكلة في السمع عند الطفل.
وأجابتها الخبيرة بتربية الطفل في موقع حلوها قائلة:
"عزيزتي الأم إن كان الطفل فعلاً لا ينتبه للأصوات ولا يستجيب للمناغاة، نحن إذاً بحاجة إلى عرضه على طبيب مختص من أجل معرفة ما إذا كان هناك مشكلة في السمع عند الطفل. حاولي أن تستثيري في البداية السمع عند الطفل عن طريق الغناء له أو التصفيق دون أن تكوني أمامه مباشرة وحاولي أن تنظري إذا انتبه أو على الأقل قام بحركات دالة على إحساسه بوجودك. نتمنى له العافية".
كيف أختبر سمع المولود وما هي طريقة قياس السمع عند الرضع؟
لا يجب أن ينتابك الفزع إذا ما توجست بوجود مشكلة لدى طفلك، وإذا كنت تسألين نفسك: كيف أختبر سمع المولود؟ فإن هناك طرقاً يمكن من خلالها قياس السمع وضغط الأذن للأطفال، وأصبح الأمر سهلاً الآن من خلال المسح السمعي للأطفال حديثي الولادة، وعليك أن تكوني مدركة بأن هناك مشكلات قد تكون سبب ضعف السمع لدى طفلك، مثل التهاب الأذن الوسطى.
اختبارات السمع للأطفال تتوفر بمجموعة متنوعة، ويتم تحديد الطريقة المناسبة وفقاً للاستعداد الوراثي، بالإضافة إلى تحديد إذا ما كان هناك عوامل خطر قد تعرض لها الطفل، ووفقاً للعمر المناسب.
فبالنسبة لفحوصات حديثي الولادة، أصبحت أساسية للأطفال قبل مغادرتهم المستشفى أو جناح الولادة، فمن المهم تشخيص ضعف السمع عند الطفل قبل ثلاثة أشهر، حتى يستطيع أن يبدأ بالعلاج قبل ستة أشهر، مما يساعد الطفل في تجاوز هذه المشكلة وتعلم الكلام بشكل مناسب، وإدراك ماهية اللغة، وبالتالي يصبح في مستوى أقرانه عند الدخول إلى المدرسة، دون وجود أي فارق كبير أو مشكلة.
هناك نوعان من اختبارات الفحص الأولية للسمع لحديثي الولادة، غير مؤلمة، ولا تستغرق وقتاً، ومن الأفضل أن تتم أثناء نوم الطفل: [8]
- النوع الأول اختبار OAE للسمع عند الرضع
يوضع ميكروفون صغير في أذن الطفل. تنتقل الأصوات إلى الأذن، ويتم تسجيل الأصوات المنبعثة من قوقعة الأذن في قناة الأذن. ويتم تحديد العتبات عند ترددات معينة من خلال تحليل الانبعاثات. وإذا كان الطفل يعاني من فقدان السمع فلن يكون هناك أي انبعاث للصوت، وبذلك يتم تحديد المشكلة. - النوع الثاني: اختبار الاستجابة السمعية للدماغ ABR
تستخدم أقطاب كهربائية موضوعة في عدة مواقع على رأس الطفل وأذنه. ويتم تقديم حافز صوتي لكل أذن إما من خلال سماعات الرأس أو سماعات الأذن الداخلية، وبهذه الطريقة يتم كشف النشاط في الدماغ.
أما بالنسبة للأطفال الأكبر فتوجد العديد من المواقع الإلكترونية التي توفر خدمة اختبار السمع، ويمكن من خلالها قياس السمع عند الطفل، عن طريق تحديد الجنس والعمر وضبط إعدادات الصوت بشكل صحيح، ثم البحث عن منطقة هادئة لإكمال اختبار السمع، ويمكنك الاختيار بين سماعات الصوت الكبيرة أو سماعة الرأس الخاصة، وإن كانت سماعة الرأس توفر لك نتائج أكثر دقة.
وسيساعد اختبار السمع عبر الإنترنت طفلك على تحديد الصعوبات في فهم الكلام من بين الضوضاء.[9]
وختاماً، لابد أن نؤكد إلى أن الكشف عن وجود أي مشكلات لدى الطفل قبل سن الستة أشهر يساعد كثيراً في العلاج المبكر، عبر الطرق المختلفة. لذلك، عليكِ أن تحرصي على اكتشاف المشكلة في أبكر وقت ممكن، حتى تنعمي بطفلك، وينعم طفلك بحياة سعيدة، دون وجود أي مشكلات قد تؤثر على حياته في المستقبل.