كيف أقوي شخصيتي في عملي؟ أسرار قوة الشخصية بالعمل
يشكل الحصول على عمل فرصة لإثبات مهاراتك وقدرتك على القيام بالمهام الموكلة لك، فما هي خطوات تقوية الشخصية في العمل، وما هي سمات الشخصية التي تعزز حياتك المهنية، كيف تقوي شخصيتك أمام الآخرين؟ وطرق بناء الشخصية القوية في العمل؛ سنتحدث عنها بالتفصيل في سياق هذا المقال.
ما هي خطوات تقوية الشخصية في العمل؟
تساهم تقوية شخصيتك في الارتقاء بالعمل لمستويات متطورة، وفي حال نجاحك في العمل قد تصبح قائداً لفريق، لذا من الضروري فهم طبيعة الأشخاص الذين يعملون معك كي تصبح قائداً ناجحاً لفريقك، ولتقوية شخصيتك وشخصية الموظفين في العمل بشكل عام يمكن القيام بالخطوات التالية [1]:
- المشاكل الشخصية تبقى شخصية: معاناتك من مشاكل شخصية سواء كانت صحية أو اجتماعية من شأنها أن تؤثر على تركيزك في العمل، لذا لا بد من فصل المشاكل الشخصية التي تعاني منها عن عملك، وإذا لم تستطع فعليك أخذ إجازة من عملك للتفرغ لحل مشاكلك الشخصية ومن ثم متابعة عملك، أما إذا كنت قائداً لفريق في عملك وكان أحد الموظفين يعاني من مشاكل شخصية فعليك منحه إجازة ليقوم بحل مشاكله الشخصية قبل أن يعود للعمل من جديد.
- تجنب المواقف السلبية: حتى تتمكن من تقوية شخصيتك في عملك عليك الابتعاد عن الشكوى والاحتجاج المستمر على ظروف العمل، لأن ذلك قد يضر بك وبزملائك، وإذا كنت قائداً لفريق عليك أخذ آراء الموظفين على محمل الجد وتبديد مخاوفهم من المتغيرات التي تحصل في العمل.
- وجود جلسات تنمية شخصية دورية: يساعدك انخراطك في جلسات لتنمية الشخصية بشكل دوري في تقوية شخصيتك في العمل، وفي حال كنت قائداً لفريق يمكنك أن تدير هذه الجلسات من خلال تشجيع الموظفين على التركيز في العمل والسماح لهم بالتعبير عن آرائهم بحرية، ووضع خطوات لتطوير الشخصية؛ قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، فعلى سبيل المثال: إذا كان بعض أعضاء الفريق يفتقرون للخبرة في أحد برامج الكمبيوتر، يمكن تنظيم دورة لإكسابهم هذه الخبرة وهذا يساهم في تطوير شخصياتهم وتقوية مهاراتهم في العمل.
- تحديد طبيعة المشاكل وحلها بالتدريج: من الضروري تحديد المشاكل التي تعترضك في عملك ومعرفة أسبابها ووضع آلية لحلها وتجاوزها، وإذا كنت قائداً لفريق في العمل فعليك تشخيص المشاكل التي تعترض فريقك في العمل ومن ثم وضع آلية لمواجهة هذه المشاكل والعقبات وإشراك فريق العمل في هذه الآلية باعتبارهم هم المستفيدون من حل هذه المشاكل، مما سينعكس إيجاباً على العمل.
- تعزيز تحمل المسؤولية: تحملك للمسؤولية يجعلك تسعى لتطوير مهاراتك والتعامل بجدية في عملك ما يفتح الباب واسعاً أمامك للارتقاء في العمل، وقد تصبح قائداً لفريق عندها يمكنك تعزيز المسؤولية لدى فريق عملك من خلال مبدأ المكافأة والعقاب الأمر، الذي سينعكس إيجاباً على العمل ككل وعلى تقوية شخصيات فريق العمل.
ما هي سمات الشخصية التي تساعدك في النجاح بحياتك المهنية؟
إذا كنت تسعى لتعزيز مكانك في العمل، وتسعى للارتقاء في مجال عملك، فعليك أن تمتلك الشخصية القوية التي ستساعدك في تحقيق هدفك، وسمات الشخصية القوية خمس سنتعرف عليها في سياق هذه الفقرة [2]:
- الشغف والحماسة للعمل: يعد التحمس للعمل أحد أبرز سمات الشخصية القوية، وهو يعطي انطباعاً إيجابياً لدى أصحاب العمل بأنك شخص نشيط ومستعد للقيام بأي مهمة قد توكل إليك وبالسرعة الضرورية، وإذا فقدت حماسك للعمل فعليك معرفة السبب ومعالجته، فإذا كنت تشعر بالملل على سبيل المثال فلا مانع من أخذ إجازة، ومن ثم تعود للعمل وأنت بكامل طاقتك، وإذا كنت تشعر بالضغط فيمكنك طلب مساعدة زملائك في العمل، وهذا سيجعلك تركز أكثر في أداء مهامك.
- القدرة على التكيف: تعد القدرة على التكيف أبرز سمات الشخصية القوية في العمل، وبحكم تطور أساليب العمل باستمرار فمن المهم أن تكون مستعداً لهذه التغييرات وقادراً على التكيف معها، فعلى سبيل المثال إذا كنت معتاداً على برنامج معين للعمل على الكمبيوتر ثم ظهر برنامج جديد أكثر تطوراً؛ عليك أن تحضر نفسك لتعلمه والعمل عليه بدلاً من الاعتراض على استخدامه وتمسكك بالبرنامج القديم.
- النزاهة: تمتعك بالنزاهة والضمير الحي (إن صح التعبير)، يعني امتلاكك لسمة مهمة من سمات الشخصية القوية في العمل، ويقصد بالنزاهة والضمير الحي القيام بالعمل بتفاني حتى لو يكن أحد يرصد تحركاتك ويراقبك وعدم ترك العمل قبل انتهاء وقت الدوام، والقيام بالعمل الصحيح وعدم الانخراط في الفساد مهما كانت المغريات كبيرة.
- القدرة على الانضباط: تعد القدرة على الانضباط أبرز سمات الشخصية القوية في العمل، لاسيما إذا كانت ظروف العمل متعبة أو مملة، فقد تضطر لتحمل ساعات طويلة من الاجتماعات والتركيز في كل الآراء خلال هذه الاجتماعات، وهذا يتطلب أن تكون منضبطاً بشكل كبير، وبنفس الوقت قدرتك على الانضباط تخلق طابعاً إيجابياً لدى أصحاب العمل، وقد يرشحونك لشغل منصب وظيفي أعلى.
- كن لطيفاً: من المهم أن تكون دمث الخلق ولطيفاً في علاقتك مع زملاء العمل، وهذا يعكس شخصيتك القوية، فامتلاكك للمهارات لا يكفي لارتقائك الوظيفي، بل أخلاقك في العمل تلعب دوراً محورياً في ذلك، على سبيل المثال إذا كانت علاقتك جيدة بزملائك قد يساعدونك في تجاوز عقبات قد تواجهها في عملك، وهذا سيجعلك تتقدم أكثر في عملك، أما إذا كانت علاقتك بزملائك سيئة فستتحول العقبات التي تواجهها إلى عبء عليك ولن تجد من يساعدك لتجاوزها أو حتى لاكتشافها ما يوقعك في مشاكل أكبر مع أصحاب العمل لعدم قدرتك على أداء مهامك بكفاءة عالية كما كانوا ينتظرون منك، وقد يكون أحد أسباب العلاقة السيئة مع زملاءك سرقتك لأفكارهم أو جهودهم على سبيل المثال لذا فكر مرتين قبل أن تقدم على ذلك.
كيف تقوي شخصيتك أمام الزملاء في العمل؟
كل منا يحب أن يظهر بأفضل صورة أمام الآخرين، لا سيما إذا كنا أمام حدث جديد في حياتنا (الدخول إلى الجامعة، الحصول على وظيفة جديدة.. إلخ)، توجد طرق عديدة لإظهار شخصيتك أمام الآخرين بأفضل شكل ممكن، ومن هذه الطرق [3]:
- خلق الانطباع الجيد: يشكل الانطباع الأول عن الآخرين أساساً للعلاقات معهم، لذا تركك انطباعاً إيجابياً سيجعل علاقتك تتطور أكثر مع الزملاء، فعلى سبيل المثال إلقاء التحية وأنت مبتسم على زملائك في العمل سيجعلهم يشعرون بأنك شخص لطيف وودود.
- حسن الخلق: احترامك للآخرين يساهم في تقوية علاقتك بهم، فيمكنك على سبيل المثال إظهار احترامك للغير من خلال استخدام الألقاب أستاذ فلان مثلاً، السيدة فلانة. الخ.
- اطرح أسئلة مفتوحة: عند لقائك شخصاً جديداً تعرف عليه واطرح عليه أسئلة مفتوحة على سبيل المثال ما الذي تحبه في عملك؟ كيف تقضي يومك؟، وتجنب الحديث الكثير عن نفسك كي لا تخلق انطباعاً بأنك تبالغ في تقدير نفسك أو أنك مغرور.
- نفذ وعودك: إذا كنت لا تستطيع القيام بشيء فلا تعد الآخرين بالقيام به، فتعزيز الثقة موضوع أساسي في العلاقات مع الغير، لذا فكر جيداً قبل أن تعد غيرك بشيء ما وإذا وعدته فعليك تنفيذ هذا الوعد مهما كان الثمن، على سبيل المثال، إذا كان لديك اجتماع معيّن في الساعة 10 صباحاً، فعليك الوصول قبل دقائق قليلة، هذا سيُظهر أنك تحترم وقت الزملاء.
- ساعد غيرك: من المهم أن تكون لديك الرغبة والقدرة على مساعدة الآخرين وهذا سيجعل علاقتك بهم أقوى، فما المانع من مساعدة شخص قصير على الحصول على كتاب في موجود في رفٍّ عالٍ، أو مساعدة زميلك في إتمام مهامه المتراكمة.
كيف تجعل شخصيتك أكثر حيوية؟
كل منا يسعى لأن يمتلك شخصية قوية مفعمة بالحيوية والنشاط، فكم جميل أن يصفك الآخرون بأنك نشيط وحيوي وقوي الشخصية، يمكنك أن تتمتع بكل هذه الميزات إذا اتبعت النصائح التالية [4]:
- ثق بنفسك ولا تقارن نفسك بغيرك: من المهم أن تثق بذاتك وقدراتك، وأن تدرك بأنك تختلف عن غيرك بالتالي لا داعي لأن تقارن نفسك بهم، فهذا يضعف شخصيتك.
- أحب نفسك وكن لطيفاً معها: قبل أن تكون لطيفاً مع الآخرين عليك أن تكون لطيفاً مع نفسك وتقدرها، فأنت تستحق الاهتمام مثلك مثل غيرك، وبالوقت ذاته لديك مشاعرك وأحاسيسك الخاصة، وقد تنجح وقد تفشل في مجال ما من حياتك ولكن هذا ليس نهاية العالم.
- تقبل عيوب الغير: لا أحد كامل في هذه الحياة، لذا عليك أن تتقبل ما لدى الناس من عيوب بدلاً من التذمر.
- كن عفوياً: فالعفوية مفتاح النجاح في الحياة، فأنت لست مضطراً لتصنّع ردود فعلك، لذا تصرف ببساطة وعفوية؛ عندها ستكسب الآخرين من دون عناء.
- قلل من التفكير والتحليل: تصادف في الحياة الكثير من المواقف التي تجعلك تغضب أو تنزعج لذا حاول ألا تفكر كثيراً في تلك المواقف ولا تجعلها تأخذ مساحة في تفكيرك، وإذا أخطأ أحد بحقك واعتذر فسامحه ولا تحقد عليه.
- حافظ على حماسك: تحمسك للعمل أو للحياة معدي ينتقل للآخرين بسهولة، فحافظ على حماسك وانقله للآخرين بكل ما أوتيت من قوة.
- أحسن استخدام كلماتك: استخدم كلماتك كي تسعد الآخرين وتفرحهم وتجنب الكلمات التي تجرحهم أو تؤذي مشاعرهم كي لا تخسرهم.
- كن ودوداً وابتسم: كلما كنت شخصاً ودوداً ومبتسماً كلما سهل التعامل معك، وتشجع الآخرون للتواصل معك وتعزيز علاقتهم بك.
- ركز في عملك وتصرف بطريقتك: إضفاء أسلوبك على أداء عملك يعطيك ميزة خاصة بك، بحيث كل من يرى نتائج عملك يعرف أنك أنت من قمت به، لذا ركز انتباهك في العمل ولا تترك أي شخص أو شيء يشتت انتباهك.
- لا تستسلم للضغوط: تعلم كيف تواجه الضغوط وتتكيف معها فهي تزيد من خبرتك في الحياة وفي مجال عملك، ولا تستسلم لها وتجعلها تثنيك عما تنوي القيام به.
- حافظ على هدوءك: من المهم أن تحافظ على هدوءك في العمل مهما واجهت من صعوبات، وقد يكون ذلك صعباً عندما يكون لديك صداع أو ضغط عمل، لذا حاول أن تتنفس بعمق في هذه الحالة كي يخف توترك.
- لا تدع الإجهاد يفقدك حيويتك: مارس عملك بإتقان وثقة ولكن لا تجهد نفسك إلى درجة أن تصبح متعباً وشاحباً، عليك أن تبقى مفعماً بالحياة وهذا يتحقق عندما تخصص جزء من وقتك للتأمل والاسترخاء.
كيف تقوي شخصيتك أمام الجميع؟
تقوية الشخصية هدف لكل شخص يشعر أن لديه شخصية ضعيفة نوعاً ما، يمكن تجاوز ضعف الشخصية والوصول إلى شخصية قوية من خلال اتخاذ قرار بتغيير نفسك وتصرفاتك، وضعت الخبيرة في تطوير الذات في موقع حلوها الدكتورة سناء عبده؛ خطوات لتقوية الشخصية تندرج فيما يلي:
- مراقبة الذات ومعرفة ما هي الأشياء التي تقوم بها وتترك انطباعاً سلبياً لدى الآخرين بأنك ضعيف الشخصية.
- الاستعانة بشخص مقرب وإخباره بما تشعر، واطلب منه أن يكون صريحاً معك ويخبرك عن التصرفات التي تجعلك تظهر أمام الآخرين بمظهر ضعيف الشخصية.
- الاهتمام بذاتك وتقديرها واحترامها.
- استبدال الكلمات السلبية التي كنت توجهها لنفسك بكلمات إيجابية، فإذا كنت تقول لنفسك أنا ضعيف الشخصية، ولا أثق بتصرفاتي، قُل لنفسك أنا شخصيتي قوية وأستطيع القيام بهذا العمل بكفاءة عالية.
- ركز على مهاراتك وأظهرها أمام الآخرين كي يرونها، ويغيرون انطباعهم عنك.
- لا تقارن نفسك بغيرك، بل قارن نفسك بنفسك مع مرور الوقت.
في النهاية.. الإرادة هي مفتاح النجاح دائماً في أي شيء، وبمجرد توفر الإرادة والرغبة في تقوية الشخصية، يمكنك تذليل كل العقبات والوصول إليها، من خلال اتباع مجموعة من الخطوات والطرق، التي ذكرناها في سياق هذا المقال.