هل عمرك أكثر من 60؟ كيف تحمي نفسك من كورونا؟
إذا كان عمرك فوق الستين عاماً، فإن الحمى والسعال وضيق التنفس، هي من أهم أعراض مرض الفيروس التاجي المستجد كورونا، والتي عليك مراقبتها، ولا تفزع وتذهب مباشرة إلى المستشفى لأنه بيئة خطرة لانتشار عدوى فيروس كورونا بين أشخاص في مثل عمرك.
في هذا المقال.. توضيح أسباب ارتفاع مخاطر الوفاة بفيروس كورونا لدى الأشخاص فوق عمر 60 عاماً، ونصائح حول كيفية حماية نفسك من مخاطر عدوى فيروس كوفيد 19، وتعليمات الوقاية من كورونا لكبار السن.
- كبار السن أكثر عرضة لخطر الوفاة بفيروس كورونا
- مناعة كبار السن وخطر كورونا "كوفيد-19"
- العوامل المرضية التي تزيد خطورة كورونا
- هل كبار السن فقط هم المهددون بكورونا؟
- هل فيروس كورونا أخطر على الرجال من النساء؟
- كيفية تقليل مخاطر كورونا على كبار السن
- نصائح لمواجهة كورونا لمن هم فوق عمر 60 عاماً
- المصادر و المراجع
فتك كورونا بالمسنين... منذ بدأت جائحة كورونا بالانتشار عالمياً؛ تبين من معدلات الوفيات بسبب فيروس كوفيد 19، أن معدلات الوفيات الأعلى هي بين كبار السن، ومن تجاوزوا الثمانين من العمر، حيث تجاوزت نسبة الوفاة 14%، بينما تتراوح نسبة الوفيات بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً بين 0.2-0.4٪، كما تبلغ نسبة الوفاة بين الذين تتراوح أعمارهم بين 50-59 عاماً 1.3٪، وبالنسبة لأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و 69 عاماً، تبلغ نسبة الوفاة بكورونا 3.6٪، والأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 70 و79 عاماً تبلغ نسبة الوفيات 8.0٪، أما أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاماً؛ فقد بلغت الوفيات على وجه التحديد نسبة 14.8٪.
وأولئك الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية، فكانت الوفيات بكورونا بنسبة 10.5٪، وبين مرضى السكري المصابين بكورونا بلغت نسبة الوفيات 7.3٪، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة (مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن) بلغت نسبة الوفاة 6.3٪، أما نسبة وفيات مرضى ارتفاع ضغط الدم فهي 6.0٪، وتبلغ نسبة الوفيات ممن يعانون من مرض السرطان 5.6 ٪. [1]
إذاً ترتفع مخاطر فيروس كورونا بشكل كبير مع التقدم في العمر، حيث اختلفت معدلات الوفيات بسبب كوفيد 19؛ اختلافاً كبيراً بحسب دراسة أثبتت أن معدل الوفيات بين الأشخاص المصابين بالفيروس التاجي الجديد، يُقدر بنسبة أقل من 1٪، وبحسب الباحثين فإنه من بين الأشخاص المصابين بالمرض بسبب (COVID-19)، فإن معدل الوفيات يبلغ 1.38٪، على سبيل المثال يبلغ معدل الوفيات للأشخاص المصابين في العشرينات من العمر نسبة 0.03٪، مقارنة بنسبة 4.3٪ للأشخاص في السبعينيات من العمر، وبالمثل فإن معدل الوفيات في العشرينات مع (COVID-19) هو بنسبة 0.06٪، مقابل نسبة 8.6٪ لمن هم في السبعينيات. [2]
ما هو مدى الفتك بالبشر بسبب الفيروس التاجي المستجد؟
كتب مؤلفو الدراسة المشار إليها: "أن معدل الوفيات البالغ 1.38٪ بين الأشخاص الذين يصابون بـ (COVID-19) قد يتغير مع تطور الوباء، إلا أن هذه النسبة هي أفضل تقدير لدينا في الوقت الحالي"، كما أشاروا إلى أنها أقل من معدلات الوفاة بمتلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة (سارز) ومتلازمة انفلونزا الشرق الأوسط، وكلاهما ناتجتان عن الفيروسات التاجية أيضاً، ومع ذلك فإن هذه النسبة لفتك فيروس كورنا بالبشر "أعلى بكثير من التقديرات، التي سببتها مثلاً جائحة أنفلونزا الخنازير (إنفلونزا H1N1) في عام 2009"! ربما يكمن السبب في مخاطر انتشار هذا المرض من خلال الأعراض غير المرئية للكثير من المصابين الذين ينقلون المرض من دون أن يقصدوا، ومن دون أن يترك عليهم أثر، ربما سيقومون بنقله إلى الفئة الأضعف مناعة في المجتمع أي كبار السن[3].
فرط رد فعل نظام المناعة سبباً لوفاة الكبار بكورونا
تزداد احتمالية الإصابة بحالات مرضية مزمنة بشكل ملحوظ مع تقدمك في العمر، لكن وجود أمراض مزمنة يفسر وبشكل جزئي؛ ارتفاع معدل الوفيات بين كبار السن المصابين بكورنا، فمع تقدمنا في العمر يضعف جهاز المناعة لدينا، مما يجعلنا أكثر عرضة للإصابة بجميع أمراضها، وأي نوع من التحدي المفروض على الجسم لمقاومة فيروس ما، يمكن أن يسبب المزيد من الضرر.
عندما يستعد الجهاز المناعي لدى كبار السن للعمل ضد فيروس كورونا هناك أيضاً، احتمال كبير لظاهرة تسمى عاصفة السيتوكين (cytokine storm) أو فرط رد فعل الجهاز المناعي، بمعنى مبالغة الجهاز المناعي في رد فعله على العامل المُمرض؛ مما ينتج الكثير من المواد الكيميائية لمكافحة العدوى، بالتالي رد فعل التهابي شديد يمكن أن يسبب تلفاً كبيراً في الجسم، والتهاباً حاداً يقود إلى حمى شديدة وفشلاً في الأعضاء، وكما قال طبيب أمراض الشيخوخة وأستاذ الطب في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية، شون لينج: "السبب رقم 1 لوفاة كبار السن بسبب هذا الفيروس، هو فشل الجهاز التنفسي، ثم السبب رقم 2 للوفاة، ربما يكون عاصفة السيتوكين، لذا فإن علاجات متلازمة العاصفة السيتوكينية، يمكن أن تساعد في إنقاذ عدد كبير من الأرواح". [4] [5]
ماذا عن الأمراض المزمنة الأكثر خطورة في زيادة احتمال وفاة كبار السن؟
- أمراض القلب والأوعية الدموية: وهي أكبر عامل خطر للوفاة بسبب الفيروس التاجي من بين الأمراض المزمنة بنسبة وفيات 10.5 ٪ من معدل الوفيات العام بسبب كورونا، لكن لا يعرف الباحثون السبب بعد! وهذا لا يعني أن العدوى تتسبب بنوبة قلبية بشكل حتمي، لكن فقط فإن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل قلبية مزمنة، هم أكثر عرضة للإصابة بمرض خطير، ويموتون من مضاعفات الفيروس التاجي المستجد.
- مرض السكري: قد يكون من الأسهل فهم زيادة خطر الإصابة بأمراض خطيرة لمرضى السكري، حيث يخفض مرض السكري من وظائف المناعة ويجعل من الصعب مكافحة الالتهابات الفيروسية، فمن المحتمل أن توفر مستويات الجلوكوز المرتفعة (سكر الدم) لدى المرضى؛ بيئة أكثر من مثالية لازدهار هذه النوع من الفيروسات التاجية.
- أمراض الجهاز التنفسي: من المحتمل أن يزيد خطر الإصابة بمرض شديد بسبب فيروس (COVID-19) لدى الأشخاص الذين يعانون من الأمراض التنفسية المزمنة مثل: الربو وأمراض الرئة (مرض الانسداد الرئوي المزمن)، فمن المحتمل أن تتفاقم أمراض الجهاز التنفسي مع كوفيد19 لدى كبار السن الذي يعانون من هذه الأمراض بشكل مزمن.
ليس كبار السن هم وحدهم المعرضون لخطر الوفاة بكورونا!... لا يزال كبار السن هم أكثر عرضة للوفاة، حيث يواصل الفيروس التاجي الجديد انتشاره في جميع أنحاء العالم، مع ذلك وبينما ترتفع الحالات في الولايات المتحدة وأوروبا، أصبح من الواضح بشكل كبير أن مدى صحتك قبل أن يبدأ الوباء؛ يلعب دوراً رئيسياً في كيفية مقاومتك للعدوى بغض النظر عن عمرك، كما يبدو أن الرجال في وضع أسوأ من النساء مع هذا النوع من الفيروسات التاجية! دعن نستعرض بعض الأرقام والحقائق حول كورونا في تهديده بالوفاة وفق العمر والجنس:
- في الصين كانت نسبة 80٪ من الوفيات بين الأشخاص في الستينيات من العمر أو أكثر، وهذا هو الاتجاه العام للمرض في أمكنة أخرى، حيث أفادت إيطاليا أن أكثر من نسبة 80٪ من الوفيات حتى الآن؛ كانت لمصابين بين 70 أو أكبر.
- حذر رئيس قسم الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية الدكتور مايك رايان؛ من الفكرة القائلة بأن هذا مرض يسبب الوفاة لدى فئة كبار السن فقط، مضيفاً: "ما بين نسبة 10٪ إلى 15٪ من الأشخاص دون سن الخمسين يعانون من عدوى متوسطة إلى شديدة، حتى لو بقوا على قيد الحياة، فإنهم سيقضون أسابيع في المستشفى".
- في فرنسا مثلاً كان أكثر من نصف أول 300 حالة إصابة بكورونا تم إدخالهم إلى وحدات العناية المركزة؛ من هم في عمر أقل من 60 عاماً.
- قالت ماريا فان كيرخوف من منظمة الصحة العالمية أيضاً: "الشباب ليسوا خارقين في مقاومة المرض، وهناك حاجة لمزيد من المعلومات حول تأثير هذا المرض في جميع الفئات العمرية".
- في إيطاليا كانت ربع حالات الإصابة حتى الآن؛ بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم من 19 إلى 50 عاماً.
- في إسبانيا كانت الكثير من الحالات تحت سن 44.
- كذلك في الولايات المتحدة، فإن نسبة 29٪ من الحالات تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 44 عاماً. [6]
- ثم هناك الأطفال، الذين شكلوا جزءاً صغيراً من عدد الحالات في العالم حتى الآن، ولكن في حين أن معظمهم لا يُظهرون إلا أعراضاً خفيفة؛ فقد توصل باحثو طب الأطفال، من خلال تتبع 2100 طفل مصاب في الصين، إلى وجود حالة وفاة واحدة بعمر 14 عام، وكانت مريضة كثيراً في الأساس، لكن السؤال: ما هو دور الأطفال في نشر مرض كورونا؟ لا بد من بحث دورهم في سلسلة العدوى.
- كذلك الشباب وهم أكثر عرضة لحمل كوفيد19؛ دون أعراض وتداعيات كبيرة، وحتى مع عدم وجود أعراض، يمكنهم نقل المرض المميت دون قصد إلى الآخرين، بما في ذلك كبار السن الفئة الأكثر تعرضاً لخطر كورونا بشكل خاص.
وفيما يخص التوازن بين الجنسين، يبدو أن فيروس كورونا أشد خطراً على الذكور منه على الإناث، حيث كان أكثر من نصف وفيات (COVID-19) في الصين من الرجال، كما شهدت أجزاء أخرى من آسيا أرقاماً مماثلة، ثم رصدت أوروبا أيضاً ما وُصف بالاتجاه المقلق لإصابات الذكور بالفايروس مقابل الإناث، ففي إيطاليا يشكل الرجال حتى الآن نسبة 58 ٪ من معدل الإصابات الكلي بفيروس كورونا، ويفوق عدد وفيات الذكور وفيات الإناث، حيث يرتفع الخطر في سن الخمسين، وربما يعود السبب على الصعيد العالمي، إلى أن:
- الرجال أكثر عرضة للتدخين بشكل مكثف ولفترات أطول من النساء، لذلك يحث المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها؛ للبحث في علاقة التدخين بفيروس (COVID-19).
- قد تلعب الهرمونات دوراً في وفيات الذكور بكوفيد 19، ففي عام 2017 توصل باحثون من جامعة أيوا الأمريكية في بعد دراسة على الفئران أن "الذكور أكثر عرضة للوفاة بفيروس سارس وهذا الأمر ينطبق على البشر"، وذكر الفريق في مجلة علم المناعة أن "هرمون الأستروجين الأنثوي بدا وقائياً، وعندما تمت إزالة المبيضين، قفزت الوفيات بين الفئران الإناث في التجربة بسبب فيروس سارس".
[كيفية حماية كبار السن من فيروس كورونا.. إذا كنت تنتمي إلى مجموعة الضعيفة في مواجهة الفيروس التاجي المستجد؛ من كبار العمر فوق 60 عاماً، أو كنت ممن يعانون أحد الأمراض المزمنة التي أشرنا إليها أعلاه، أو لديك اتصال وثيق مع شخص ما من هذه المجموعات، فتوخ الحذر وإليك التوصيات التالية فيما يخص النظافة، خط الدفاع الأول ضد الإصابة بفيروس كوفيد 19: [7] [8] [9]
- تعقيم يديك كلما أمكن ذلك، بما في ذلك كلما دخلت وغادرت المنزل.
- احذر من لمس وجهك بعد استخدام النقود الكاش في عمليات الشراء، واغسل يديك وعقمها بعد ذلك مباشرة.
- السفر في أوقات هادئة ومحاولة تجنب الازدحام.
- مطالبة عمال النقل العام وسائقي سيارات الأجرة بفتح نوافذ المركبات إذا أمكن ذلك.
- تنظيف وتطهير الأسطح التي تلمسها بانتظام.
- الحد من استخدامك لوسائل النقل العام والسفر غير الضروري لتقليل فرص العدوى بالفيروس.
- اطلب من العائلة أو الأصدقاء عدم زيارتك عندما يكونون مرضى (بالرشح أو الأنفلونزا الموسمية مثلاً).
- إذا كنت شاباً وتتمتع بصحة جيدة ولست مهدداً بخطر الإصابة بالفيروس التاجي! تذكر أن لك دور مهم في وقف انتشار فيروس كورونا بين أولئك الأكثر ضعفاً من كبار العمر.
ما هي الاحتياطات التي يجب اتخاذها لمن هم فوق عمر 60 عاماً؟
- إذا كان لديك موعد مخطط لزيارة الطبيب، بسبب معاناتك من مرض مزمن؛ حاول تأجيل ذلك الآن، وبالطبع هذا إذا لم تكن الحالة طارئة ولم تكن مضطراً لزيارة الطبيب أو المستشفى في هذه الأيام.
- إذا كنت مضطراً للتواصل مع الطبيب؛ تتيح تقنية الرعاية الصحية عن بعد للأطباء؛ التشاور مع المرضى الذين قد لا يتمكنون من مغادرة منازلهم.
- عليك -إذا كنت تعيش وحيداً- أن تخبر أبنائك أو صديقاً مقرباً أو زميلاً في العمل أو جاراً؛ إذا كنت قلقاً بشأن المرض فيروس كوفيد19.
- قم بتعيين أحد أقاربك أو أصدقائك أو جيرانك؛ كجهة اتصال للطوارئ يمكنك الاتصال به بشأن مخاوف أو طلبات المساعدة.
- تجنب الأماكن العامة التي قد تتجمع فيها الحشود أو المباني سيئة التهوية، حيث يكون خطر انتقال العدوى أعلى.
- يجب أن تستمر في ممارسة الرياضة وتناول الطعام بشكل صحيح، مثلما تفعل في أي وقت آخر من العام.
- لا تقطع الاتصال بالعائلة أو الأصدقاء، وابق على اتصال مع أفراد العائلة في مدن أو بلدان أخرى.
- إذا كنت تعتقد أنك مصاب بالفيروس التاجي الجديد؛ ابق في المنزل واتصل بطبيبك، إذا اقترح أنه يجب أن تزوره للاختبار، فحد من تفاعلك مع الآخرين ولا تستخدم وسائل النقل العام، وعليك اتداء الكمامة في طريقك وأثناء وجودك في العيادة أو المستشفى.
- إذا لم يكن طبيبك متاحاً على الفور؛ فكر في الاتصال بالخط الساخن للإللاغ عن كورونا في منطقتك، لمناقشة الأعراض لديك ومعرفة المزيد عن تأثير الفيروس على المجتمع، وضع في اعتبارك أن هذا الاتصال هو مجرد وسيلة إعلامية حول كورونا والمخاطر الناجمة عن الإصابة به، ومن المستحيل تشخيصك بـ Covid-19 بدون اختبار.
- إذا تم تشخيصك بالفيروس التاجي الجديد وكانت أعراض مرضك معتدلة؛ قد ينصحك طبيبك بالبقاء في المنزل حتى تتعافى، لكن إذا كانت أعراضك أكثر حدة، فقد تدخل المستشفى حتى يتمكن الأطباء من مراقبة حالتك حتى تشفى.
في النهاية.. تلعب العوامل الاجتماعية بشكل أكبر من علم وظائف الأعضاء؛ دوراً رئيسياً في التعرض للمرض، وتلعب كيفية معاملة المجتمع لكبار السن دوراً كبيراً في تعرضهم لخطر الوفاة بسبب أمراض مثل (Covid-19)، في الوقت نفسه، تظل التدابير والاستراتيجيات مثل الابتعاد الاجتماعي والحجر الصحي؛ أكثر التكتيكات فعالية بالنسبة لنا جميعاً، وبشكل خاص لحماية أكثر الفئات ضعفاً خلال هذا الوباء.