مشاكل الزوج السلوكية
كنا قد تحدثنا في مقال سابق عن المشاكل السلوكية عند الزوجة والتي تؤدي إلى زعزعة السكينة في الأسرة وتدمير العلاقة الزوجية. فهل المرأة وحدها مسؤولة عن الخلافات الزوجية؟ بالطبع لا!
لذا، سنتحدث في مقال اليوم عن مشاكل الزوج السلوكية والأفعال التي تصدر عن الرجل وتسبب غضب المرأة.
إليك أبرز المشاكل السلوكية عند الرجل:
1- التهديد بالطلاق والفراق: تصلنا على حلوها العديد من المشاكل تحت عنوان زوجي يهددني بالطلاق لأتفه الأسباب! فبعض الأزواج عند أتفه مشكلة يهدد زوجته بالطلاق وأخذ الأولاد وحرمانها منهم، وقد لا يريد ذلك حقيقة بل يقصد تأديب زوجته، ولكنه لا يدرك مدى تأثير هذا السلوك على نفسية زوجته وتقديرها لذاتها وإحساسها بالأمان والسكينة، واحترامها وحبها له! ففي هذا السلوك إساءة كبيرة للزوجة، وهذه الكلمات والتهديدات يمكنها أن تسبب دمار البيوت وتفكك الأسرة وضياع الأولاد.
2- إهمال الزوج لزوجته: بعض الأزواج يظن أن حقوق المرأة تنحصر في المأكل والمشرب والمسكن وغيرها من الأمور المادية! فنجده يصرخ في وجهها: "ماذا تريدين مني؟ لقد وفرت لك المسكن والأكل والمشرب!"
سيدي، إن المرأة لم تخرج من بيت أبيها جائعة، إن من واجبات الزوج تجاه زوجته أن يحنو عليها ويلاطفها ويمازحها ويعطيها من وقته وحبه واهتمامه، ولا يكون وقته فقط لأصدقائه وارتباطاته! اعلم أيها الزوج أن أجمل هدية تقدمها لزوجتك وأولادك هي الوقت النوعي، فخصص بعض الوقت للحديث معهم وللترفيه عنهم والخروج معهم بعيدًا عما يشغلك، وهي فرصة ممتازة للقرب منهم، وتجديد الحب والحياة الزوجية بعيدًا عن الملل والروتين.
3- عدم مراعاة مشاعر الزوجة: إن ثناء الزوج المبالغ على امرأة أخرى أو على زوجة سابقة طلقها أو فتاة أخرى خطبها في الماضي ولم يكمل معها، أو إحدى قريباته. غير مهتم بمشاعر زوجته، هذا كله يثير غيرة المرأة وإن لم يعلم الزوج بذلك. يجب عليك أيها الزوج أن تراعي مشاعر وأحاسيس زوجتك، وعليك أن تتعايش مع واقعك وليس مع ماضيك.
4- تجاهل رأي الزوجة والتقليل منها: إن التقليل من أهمية رأي الزوجة أو أي فكرة تطرحها غير مقبول بتاتًا، وهو من مشاكل الزوج السلوكية التي تترك في نفس الزوجة ألمًا وقهرًا وغضبًا وحزنًا يتراكم مع الأيام ويؤدي في النهاية إلى الانفجار.
إن من صور الاستهانة بالزوجة أن تتجاهل رأيها وتستهين بها وتحتقرها أمام أبنائها وتصفها بالجهل في التدبير.
هل تعلم سيدي أن المرأة تنظر لأي موضوع من زاوية مختلفة عن الرجل؟ فلربما أشارت عليك برأي كان بعيدًا عنك ولم يخطر ببالك! وكما قال المثل: ما خاب من استشار.
5- عدم مدح الزوج لزوجته: بعض الزوجات لا يسمعن من الرجل كلمة شكر أو مدح أو إعجاب أو ثناء على أناقتهن وجمالهن، مما يخلق داخلهن شعورًا بالنقص وعدم الاستحقاق، وقد تلجأ بعض النساء لتعويض هذا النقص بطرق أخرى قد تدمر الحياة الزوجية كاملة.
إن الكلمة الطيبة أساس متين تبنى عليه علاقات الحب والمودة والرحمة والتربية السليمة، فالمديح والتقدير والتعبير عن الحب والإعجاب يهيئ المناخ المناسب لنمو العلاقات ويزيدها بهجة وسعادة وفرحًا إيجابية.
عزيزي القارئ إن لمستك الحانية على كتف زوجتك مع ابتسامة جميلة مقرونة بكلمة طيبة ستنسيها كل تعب يومها.
6- معايرة الزوج لزوجته بأهلها: ليس من الخلق الحسن أن تهين زوجتك ولا أن تعايرها بأهلها إن كانوا أقل منك في المستوى العلمي أو الاجتماعي أو الاقتصادي وطالما أنك اخترتها بإرادتك وتزوجتها بغير إجبار فليس لك أن تتحدث عن تلك الأمور! بل يجب أن تحترمها وتحترم أهلها في كلامك وتعاملك وأن تحرص على وصلهم وزيارتهم.
7- إصدار الأوامر: إن الاستمرار في إصدار الأوامر ومطالبة الزوج من زوجته السرعة في تنفيذ أي أمر يطلبه دون نقاش، ورفض التأجيل من مشاكل الزوج السلوكية المزعجة جدًا.
وكثيرًا نجد بعض الأزواج يجلس كالسيد الآمر ليمارس هوايته في إذلال امرأته ويطلب أشياء تافهة، مع أن المرأة تكون تلفظ أنفاسها المرهقة المتعبة من يوم مكتظ بالمهام، وللأسف لا يقدّر ذلك ويأمر بما يريد هو فقط!
أيها الزوج، هذه زوجتك وشريكتك وليست خادمتك، فلا تأخذها من المسلمات كي لا تستيقظ يومًا فتجدها قد تركتك إلى الأبد!
8- الغضب من إنجاب البنات: يحمل بعض الأزواج من زوجته ما لا يد ولا قدرة لها عليه كأن تنجب عددًا من البنات فيغضب! وربما يهجرها ويسيء معاملتها ويهددها بالزواج من أخرى إذا جاء المولود بنتًا، وهذا من قصور عقله وضعف إيمانه، فجنس المولود يحدده الله سبحانه وتعالى وليس للمرأة أو الرجل يد فيه، وكره إنجاب البنات هو اعتراض على حكم الخالق جلّ وعلا.
9- لوم وانتقاد الزوج للزوجة: إن لوم الزوج للزوجة وانتقادها على كل كبيرة وصغيرة يعتبر من سلوكيات الزوج المنفرة والمدمرة للزوجة والعائلة. فتراه ينتقد الطعام الذي تعده، ويلومها إذا بكى الصغير، ويرميها بإهانة إن قصرت في شأن من شؤونه أو إن اشتكت المعلمة على أحد أبنائه.
كما قد ينتقد الزوج نحافة زوجته أو سمنتها أو ثيابها أو شعرها أو طريقتها في الحديث أو أي من ملامحها أو صفاتها أو تصرفاتها. وهذه كلها من السلوكيات الخاطئة التي يجب أن يتجنبها جميع الرجال.
فريق حلّوها يتمنى لكم حياة زوجية واعية وسعيدة.
المراجع:
كتاب المفاتيح الذهبية في احتواء المشكلات الزوجية، نبيل بن محمد محمود