أسباب عصبية الرضيع أثناء الرضاعة الطبيعية (بكاء الرضيع)
بعض الأطفال يسببون بعض المتاعب لأمهاتهم أثناء عملية الرضاعة الطبيعية، فيملؤون الدنيا ضجيجاً وبكاءً وأصوتاً غريبة، ويتحركون بعصبية أثناء ذلك. ولا شك أن الأمهات اللاتي يعانين من هذا الأمر يبدأن بالبحث عن أسباب عصبية الرضيع أثناء الرضاعة الطبيعية وأسباب بكاء الرضيع أثناء الرضاعة الصناعية ومعنى الأصوات التي يطلقها الرضيع أثناء الرضاعة مثل الصفير والطقطقة والشهيق وأنين الأطفال. قبل التطرق إلى ذلك، علينا التأكيد أولاً، أن هذا السلوك شائع لدى الأطفال الذين يبلغون من العمر من ٦ إلى ٩ أسابيع، وهذا لا يمنع حدوث هذا السلوك في أعمار أخرى. لذلك، اطمئني سيدتي، ابنك طبيعي جداً، لكن دعينا نفهم الأسباب وراء أنين الطفل أثناء الرضاعة وعصبيته وبكائه.
أسباب حركة الرضيع أثناء الرضاعة
تردنا على موقع حِلّوها العديد من الأسئلة التي تتعلق بسبب عصبية الرضيع أثناء الرضاعة، فقد راسلتنا إحدى الأمهات تشتكي بقلق: طفلي يتحرك كثيراً اثناء الرضاعة الطبيعية، حيث تقول إن طفلها يبلغ من العمر شهرين، وعند الرضاعة الطبيعية يتحرك كثيراً، رغم أن ثديها مملوء بالحليب.
وتجيبها الدكتورة سندس العجرم، أخصائية الأطفال ومستشارة الرضاعة الطبيعية قائلة إن أسباب حركة الرضع أثناء الرضاعة كثيرة، منها زيادة الحليب، ويمكن من خلال الضغط على الثدي أن تكتشف الأم أن الحليب يتدفق كالشلال، وهذا ليس مفيداً للطفل، فمن الممكن أن يؤذي معدة الطفل. كما من الممكن أن يرجع سبب ذلك إلى نقص فيتامين D والماغنيسيوم عند الأم، مما يؤدي إلى تدفق الحليب بكثرة، بسبب عدم القدرة على التحكم بالعضلات.
كذلك من الممكن أن يكون هناك رباط تحت لسان الطفل يمنعه من عملية الرضاعة بشكل جيد، أو ربما ترجع حركة الرضيع إلى انشغال الأم أثناء الرضاعة، وحاجته إلى اهتمامها.
إذاً، كما قالت الدكتورة سندس العجرم، هناك أسباب كثيرة لعصبية الطفل وحركته المستمرة أثناء الرضاعة. لذلك، كي تحدد الأم أسباب حركة الرضيع أثناء الرضاعة عليها أن تسأل نفسها بعض الأسئلة: [1]
- كم عمر الطفل؟ فمن الممكن أن يكون الطفل العصبي في الرضاعة، يمر برحلة جديدة في عملية النمو، وذلك قد يجعل الطفل أكثر عصبية، مثل عملية التسنين.
- إذا كان الطفل الرضيع صغيراً جداً، ففي أي وقت يصبح أكثر عصبية: في النهار أم الليل؟! إذ كانت عصبية الطفل أثناء الرضاعة الطبيعية تزداد في النهار عن الليل، فقد يكون سبب ذلك هو أن الطفل نام أكثر مما ينبغي، وذلك أدى إلى امتلاء ثدي الأم بالحليب أكثر من اللازم. أما إذا كانت عصبية الرضيع أثناء الرضاعة الطبيعية في الليل أكثر من النهار، وغالباً يكون هذا الوقت الشائع بين معظم الأمهات، فربما يرجع ذلك إلى وجبة تتناولها الأم، بشكل متكرر في هذا التوقيت، ومن الأفضل عدم تناول هذا الطعام لمدة أسبوع أو أسبوعين، فقد يكون السبب وراء عدم تفاعل طفلك الرضيع معكِ بشكل جيد أثناء الرضاعة.
- في أي فترة من فترات الرضاعة تزيد عصبية الطفل؟ قبل الرضاعة الطبيعية أم خلالها أم في آخرها؟ في بداية الرضاعة يكون بعض الرضع غير صبورين خلال انتظار تدفق الحليب من الثدي، مما يشعرهم بالانزعاج فيتململون ويتحركون كثيراً. أما أثناء الرضاعة، فقد يكون تناقص الحليب وبطء تدفقه هو سبب عصبية الرضيع وحركته المستمرة، فمن الممكن أن الحليب قد نفد سريعاً، قبل أن يشبع الطفل. في نهاية عملية الرضاعة، من الممكن أن يكون سبب عصبية الطفل هو الحاجة إلى التجشؤ، أو عدم الرغبة في استمرار الرضاعة.
- هل ممكن أن يكون سبب عصبية الرضع أثناء الرضاعة مرضاً ما؟ نعم ممكن أن يكون السبب مشكلة ما يعاني منها الطفل. لذلك، إذا استمرت عصبية الطفل وبكاؤه رغم التغييرات التي أجريتها على عملية الرضاعة على مدى الأيام، ننصحك باستشارة الطبيب.
طفلي الرضيع يرضع ويبكي! بعض الأطفال الرضع لا يكتفون بالعصبية والحركة الكثيرة فقط عند عملية الرضاعة، فهناك من يبكون بصوت مرتفع، وإذا كنتِ تبحثين عن سبب بكاء الطفل عند الرضاعة الطبيعية، فلابد أن تعرفي يا سيدتي الكريمة أن ليس هناك سبب واحد، بل عدة أسباب، أهمها [2]:
- شعور الرضيع بالتشتت: من الممكن أن يكون سبب ذلك هو وجود ضوضاء عالية، خاصة أن من السهل تشتيت انتباه الأطفال الذين يبلغون من العمر ثلاثة أشهر أو أكثر، لذلك تحتاجين إلى بيئة مناسبة للرضاعة.
- توتر الرضيع: من الممكن أن تصل مشاعر القلق والإجهاد منكِ إلى طفلكِ، لذلك قد يبكي أثناء عملية الرضاعة.
- تعب الرضيع: ربما يكون طفلك لم ينل قسطاً وافياً من النوم، لذلك يبدأ بالبكاء أثناء عملية الرضاعة.
- تسنين الرضيع: يتألم الأطفال كثيراً في مرحلة التسنين، وذلك بسبب أن اللثة تؤلمهم أثناء عملية الرضاعة، لذلك يبكون.
- شعور الرضيع بالشبع: قد يبكي الطفل إذا شعر بالإجبار على الرضاعة، فهو لا يشعر بالجوع أو الرغبة بالحليب.
- حاجة الرضيع للتجشؤ: قد يكون سبب بكاء الطفل أثناء الرضاعة هو الحاجة إلى التجشؤ.
- إصابة الرضيع بمرض القلاع: ويسمى مرض القلاع الفموي أيضاً داء المبيضات الفموي، وهو تراكم الفطريات المبيضة على البطانة الداخلية للفم، وربما تكون هذه الفطريات سبب بكاء الطفل أثناء الرضاعة.
- تفضيل الرضيع لثدي عن الآخر: بعض الأطفال الرضع يحبون الرضاعة من ثدي معين، لذلك عندما يذهب إلى الثدي الآخر قد يبدأ بالبكاء، وقد يكون سبب تفضيل ثدي عن الآخر هو وجود مشاكل صحية مثل التهاب الأذن.
- رباط اللسان عند الرضيع: بعض الأطفال الرضع يولدون بحالة تسمى اللسان المربوط أو رباط اللسان، وهذه الحالة تعوق قدرتهم على الرضاعة بطريقة سليمة ومريحة، وقد يجعلهم يشرعون في البكاء خلال محاولة الرضاعة.
- أنف الرضيع مسدود: ربما يكون أنف الطفل مسدوداً، بسبب دور برد أو تغذية غير صحيحة، ولا يستطيع الرضاعة بشكل جيد.
- الرضاعة الكثيرة للرضيع: الرضاعة أكثر من اللازم قد تشعر الطفل بالتخمة والانتفاخ وتزيد الغازات وتسبب المغص، بالإضافة إلى أن ذلك قد يجعل طفلك ينفر من عملية الرضاعة ويكثر من البكاء.
- الارتجاع الحمضي عند الرضيع: الارتجاع الحمضي هو حالة يعود فيها الطعام إلى المريء من المعدة، مما يزعج الطفل ويجعله يبكي.
- حساسية الرضيع: قد يكون ذلك بسبب وجبة معينة تقومين بتناولها، تسبب الغازات للرضيع أو آلام البطن أو الانزعاج.
- انزعاج الرضيع من رائحة ما: قد يكون هناك رائحة تفوح منكِ أثناء الرضاعة، مثل الصابون أو عطر معين يزعجه أو يسبب له الحساسية.
- عدم تقبل الرضيع لحليب الأم: قد يكون بسبب بعض الأطعمة التي تتناولها الأم أو بسبب الدورة الشهرية أو بسبب حمل جديد.
لذلك، فإن على كل أم أن تراقب طفلها ونفسها، من أجل أن تتمكن من تحديد سبب بكاء الطفل الحقيقي من بين كل هذه الأسباب، فالأمر متروك لكِ سيدتي لتقييم الأعراض وتجاوز هذه المشكلة. كما ننصحك دوماً باستشارة الطبيب للاطمئنان على صحة طفلك.
طفلي يبكي أثناء الرضاعة الصناعية
لماذا يبكي الرضيع أثناء الرضاعة من الزجاجة؟ إن سبب بكاء الطفل الرضيع أثناء الرضاعة الصناعية لا يختلف عن مجموع الأسباب السابقة المذكورة في الرضاعة الطبيعية، إذ من الممكن أن يكون هناك مشاكل تتعلق بالإرهاق أو بمرحلة نمو معينة، أو علة مرضية يعاني منها الطفل مثل مرض القلاع أو انسداد الأنف أو رباط اللسان.
ومن الممكن أن يكون طفلك يتعرض للتشتيت بسبب الضوضاء المرتفعة، أو يشعر بالشبع أو الانتفاخ أو المغص، أو يرغب في التجشؤ.
هناك علامات من خلالها تستطيع كل أم أن تتعرف على ما إذا كان طفلها الرضيع يعاني من مشكلات أثناء الرضاعة الصناعية، مثل [3]:
- أن يبتعد الرضيع بنفور عن الزجاجة.
- أن يأخذ كمية قليلة ثم يرفض المزيد.
- أن يتساقط اللبن من فم الطفل الرضيع
- أن يرضع بسرعة كبيرة.
- أن ينام قبل اكتمال الرضعة.
أسباب طقطقة الرضيع أثناء الرضاعة... تتساءل الكثير من الأمهات حول أسباب أنين الطفل أثناء الرضاعة أو سبب سماع صوت صفير أثناء الرضاعة، وكذلك عن أسباب شهقة الرضيع أثناء الرضاعة، حتى أن إحدى الأمهات راسلتنا تقول "صوت الرضيع مثل الحصان!"، وأخرى تقول "طفلي الرضيع يصدر صوتاً غريباً!". فهل هذه الأصوات التي يصدرها الرضيع أثناء الرضاعة طبيعية؟!
إن صوت النقر أثناء الرضاعة يشير إلى الشفط بشكل متكرر، لكن سيكون هناك مشكلة إذا كان النقر دون زيادة في الوزن لدى الطفل، عندها قد يكون وراء ذلك مشكلة في الرضاعة عند الطفل، مثل زيادة الحليب، أو قد يكون الطفل يعاني من التسنين، فيقلل من الألم من خلال النقر أو الشفط بشكل متكرر.
وغالباً يندهش الوالدان عندما يسمعان الأصوات الغريبة التي يصدرها الأطفال؛ صوت في بطن الرضيع أثناء الرضاعة، وصوت آخر من الفم، وثالث ربما من مؤخرة الطفل بسبب خروج الغازات! لكن، لا داعي للقلق، إن صوت الطفل الرضيع أثناء الرضاعة أمر طبيعي، ففي الأيام الثلاثة إلى الخمسة الأولى من عمر الطفل يكون حجم حليب الأم صغيراً ليتناسب مع حجم بطن الطفل، قد يرضع الطفل عدة مرات قبل سماع صوت البلع، ثم بعد ذلك، مع زيادة حجم الحليب، يبدأ الطفل في الشفط عدة مرات، ليخرج الحليب، ثم يمص عادة مرة أو مرتين مع كل ابتلاع [4].
على كل أم أن تطمئن، فالرضيع الذي يحصل على جرعة جيدة من الحليب، يصدر هذه الأصوات اللطيفة المزعجة. إن الطفل يتعامل مع الثدي وفقاً لكمية الحليب المتدفق، فإذا كانت كمية قليلة، يقوم بالشفط أو النقر ليخرج المزيد، وإذا كانت كمية الحليب أكثر مما ينبغي فعلى كل أم أن تساعد ابنها، من خلال تعديل وضعيتها ووضعيته حتى يسترخي الطفل بين يديها.
على كل حال، من الجيد مشاهدة بعض الفيديوهات على شبكة الإنترنت، والاستماع إلى أصوات الرضاعة الطبيعية، والتي تتناسب مع وضعية الصغير من حيث كمية الحليب، بالإضافة إلى حالة الاسترخاء التي يكون فيها. [5]
ختاماً، إن عملية الرضاعة رابط قوي بين كل أم وطفلها، وفي هذه المرحلة العمرية التي يكون فيها طفلكِ عاجزاً عن الكلامِ، عاجزاً عن التعبير، فإن اللغة التي يتواصل بها من خلالك هي لغة الجسد، قد تكون حركة مبالغ فيها دليلاً على وجود مشكلة ما، أو عدم ارتياح، أو رغبة في التجشؤ، أو ألم في المعدة، او محاولة للفت الانتباه، أو محاولة للفوز بقبلة منكِ. وفي هذه المرحلة العمرية، يكون دوركِ سيدتي الكريمة أن تحلي هذه الشفرات التي يحاول صغيرك أن يتواصل بها معكِ، من أجل أن يكون لديكما سوياً، لغة خاصة، لغة لا يعرفها أحد من البشر. لغة تستطيعين فيها أن تقرأي عيني رضيعك، قبل أن يتأوه، وقبل أن يبكي. أليست هذه هي عاطفة الأمومة المعجزة التي أنعم بها الله على كل امرأة لتكون هي الجنة فوق الأرض؟
إذا كانت لديك عزيزتي أي استفسارات أو أسئلة حول الطفل الرضيع أو الرضاعة الطبيعية والصناعية، يمكنك طرح سؤالك أو مشكلتك هنا.
ننصحكم أيضاً بمشاهدة فيديو أسباب كثرة بكاء الطفل الرضيع وكيفية التعامل مع الطفل البكّاء، حيث تشرح أخصائية الأطفال والرضاعة الطبيعية د. سندس العجرم أبرز الأسباب التي تقف وراء عصبية الطفل الرضيع وكثرة البكاء، شاهد الفيديو من خلال النقر على علامة التشغيل أو من خلال الانتقال إلى هذا الرابط: