تعليم الأطفال في المنزل خلال عزل كورونا وتنمية مهاراتهم
على الرغم من المأساة التي يعيشها العالم بسبب انتشار وباء كورونا المستجد كوفيد-19؛ إلّا أن ظروف الحجر المنزل والعزل بسبب كورونا أتاحت للآباء والأمهات فرصة نادرة للبقاء مع أطفالهم لأوقات أطول، وربما أعاد الحجر المنزل إلى الأذهان شكل الأسرة التقليدية الذي كنا نظنه قد انتهى إلى الأبد بعد تفشي التكنولوجيا وقضائها على التواصل الطبيعي المباشر حتى بين الآباء والأبناء.
في هذا المقال نحاول أن نقدم مجموعة من النصائح التي تساعد على تدريس وتعليم الأطفال بالمنزل في فترة الحجر بسبب كورونا، والحفاظ على اكتساب الطفل للمهارات والمعارف اللازمة في غياب المدارس النظامية، كما نتحدث عن أهمية تنمية مهارات الأطفال خلال العزل بسبب كورونا والمهارات التي يجب أن يكتسبها الطفل خلال فترة البقاء بالمنزل.
أول ما يجب أن نفكر به هو كيفية الحديث مع الطفل حول ظروف انتشار وباء كورونا المستجد، وكيف نشرح للأطفال الظروف التي يعيشها العالم بسبب انتشار الوباء والعزل والابتعاد الاجتماعي، إليكم بعض النصائح المهمة للحديث مع الطفل حول فيروس كورونا والحجر المنزلي: [1]
- تأكد أن تكون هادئاً عند الحديث مع أطفالك عن كورونا وانتشار الوباء، لأن الأطفال يستمدون منك مشاعر القلق والخوف، وكذلك الهدوء والطمأنينة.
- حاول أن تقرأ شخصية طفلك جيداً قبل الحديث عن فيروس كورونا، إذا كنت تعتقد أنه يستريح لمعرفة معلومات كثيرة عن الموضوع فعليك تقديم هذه المعلومات له، أما إذا كنت تعتقد أنه يستريح أكثر لتطمينات بدون معلومات فعليك بذلك.
- اسأل طفلك عما يعرفه أو يعتقده حول فيروس كورونا والوباء، صحح له معلوماته وأجبه عن أسئلته.
- حاول أن تقدم لأطفالك معلومات علمية ودقيقة حول فيروس كورونا المستجد، ابتعد عن الإشاعات والأخبار المزيفة.
- بطبيعة الحال عليك أن تهتم بتثقيف أطفالك صحياً، من خلال تعليمهم أساسيات الوقاية من فيروس كورونا المستجد، وكيفية التعامل مع الناس في ظروف الابتعاد الاجتماعي.
- يجب أن يفهم أطفالك من حديثك دائماً أن ما نمر به اليوم هو أزمة مؤقتة لا بد أن تنتهي، وأن البقاء في المنزل ليس لحماية أنفسنا فقط وإنما لحماية المجتمع وحماية الإنسانية بأسرها من خطورة تفشي الوباء أكثر.
بعد أن يفهم الأطفال هدف البقاء في المنزل والمسؤولية التي تقع على عاتقهم لحماية أنفسهم والآخرين من عدوى كورونا؛ يمكن البدء بتنظيم دراسة الطفل في فترة الحجر المنزلي والعزل، وهذه أهم النصائح لتعليم وتدريس الأطفال في فترة الحجر المنزلي:
- إذا كان الطفل يتلقى تعليمه المدرسي عبر الانترنت وفق خطة تضعها المدرسة والمعلمون؛ عليك إذاً اتباع هذه الخطة والحفاظ على التواصل مع المعلمين للاستفادة من نصائحهم وتوجيهاتهم، لا تحاول أن تخلق تعارضاً بين الخطة التعليمية التي يتبعها المعلمون لتعليم الأطفال عن بعد وبين ما تحاول أنت أن تقدمه لطفلك [2].
- حافظ على الروتين قدر الممكن، فحتى وإن لم يكن هناك فرصة للخروج من المنزل لا بد أن يحافظ الأطفال على روتينهم اليومي، خاصة مواعيد النوم والاستيقاظ والدراسة والواجبات المنزلية، بل أن الأطفال يجب أن يشعروا بعطلة نهاية الأسبوع وكأنهم على قيد الدراسة.
- لكن لا تكن صارماً في الحفاظ على الروتين في فترة العزل المنزلي بسبب كورونا، قدِّر أن الأطفال يحبون الخروج من المنزل ولقاء أصدقائهم، وأن المدرسة بالنسبة لهم ليست مجرد مكان للدراسة بل هي أيضاً مكان يلتقون فيه مع أصدقائهم ويمرحون[3].
- اعتمد على التعليم التفاعلي، من خلال مشاركة طفلك الدراسة والتفاعل مع أسئلته، واستخدام الوسائل الإيضاحية الملائمة، واتباع مبادئ التعليم باللعب.
- استعن بالتكنولوجيا لتعليم الأطفال في فترة الحظر المنزلي، فإلى جانب ما يقدمه المعلمون والمدارس من متابعة التلاميذ عبر وسائل التواصل الحديثة، ستجد عشرات المواقع والقنوات التعليمية المناسبة لتعليم الأطفال في فترة الحجر المنزلي بسبب كورونا.
- تعرف إلى نظريات وتقنيات التعليم المنزلي الشهيرة التي ستساعدك كثيراً في ظروف العزل والحجر المنزلي، اقرأ مقالنا عن فوائد وسلبيات التعليم المنزلي ونظريات التعليم في المنزل من النقر على هذا الرابط.
- اطلب الاستشارة من المتخصصين، بطبيعة الحال لسنا جميعاً مؤهلين بنفس الدرجة للتعامل مع الأطفال على مدار ساعات اليوم، وربما يواجه بعضنا صعوبات في تعليم وتدريس الأطفال إذا كانت هذه المرة الأولى التي يتصدى لمهمة كهذه، لذلك عليك أن تطلب المساعدة من متخصص.
واحد من أهم الأهداف التي يجب أن يفكر بها الأهل هي تحضير الطفل للعودة إلى المدرسة النظامية بعد انتهاء وباء كورونا المستجد، حيث يجب أن يعرف الطفل ويدرك أن ما يمر به هو مرحلة استثنائية، قد لا تتكرر طيلة حياته، لذلك يجب أن يكون مستعداً للخروج من الحظر المنزلي والعودة إلى الحياة الطبيعية.
- أخبر طفلك بشكل مباشر أن المدرسة لم تنتهِ إلى الأبد! وأنه سيعود إلى المدرسة بعد فترة عندما ينتهي وباء كورونا.
- معظم المدارس والمؤسسات التعليمية تحاول ألّا تكون فترة الحجر المنزلي ضائعة على الطالب، حيث لن يكون هناك في معظم المدارس إعادة للدروس التي درسها الطالب عن بعد خلال فترة الحجر المنزلي، هذا ما يجب أن يفهمه طفلك ويعرفه كي لا يشعر أن الدراسة خلال فترة الحجر بلا جدوى.
- حاول أن يبقى طفلك على تواصل مع أصدقائه في المدرسة في فترة الحظر المنزلي، ربما ينظمون نشاطات مشتركة معاً أو حتى حلقات دراسية عبر الانترنت، هذا سيساعد طفلك على البقاء في جو المدرسة المألوف.
على الرغم من أهمية إبقاء الطفل على اتصال مع التعليم المدرسي خلال فترة الحجر المنزلي بسبب فيروس كورونا، إلَا أن البقاء في المنزل بوجود العائلة كلها ولهذه الفترة الطويلة نسبياً قد يكون أيضاً فرصة مناسبة لتعلم بعض المهارات الإضافية والتدرّب على المهارات السابقة وتنميتها، وهذه بعض النصائح لتنمية مهارات الأطفال في فترة الحجر المنزلي وعزل كورونا:
- تعليم الطفل مهارة تنظيم الوقت: عادةً ما تلعب المدرسة -الدوام المدرسي- دوراً رئيسياً في تنظيم وقت الأطفال، ومع تعطّل الدوام المدرسي بسبب انتشار كورونا يجب أن يتعلم الطفل أكثر عن مهارات إدارة الوقت، اقرأ مقالنا عن مهارة إدارة الوقت عن الأطفال من خلال النقر هنا.
- تعليم الطفل المهارات الاجتماعية: اجتماع العائلة بجميع أفرادها في البيت ولوقت طويل هي تجربة لم يعشها الطفل قبل الآن في معظم العائلات، ويمكن من خلال تنظيم الأنشطة والألعاب العائلية المشتركة أن يكسب الطفل مهارات اجتماعية مهمة.
- تنمية مواهب الأطفال في الحجر الصحي: بالنسبة للآباء والأمهات الذين لم يجدوا وقتاً قبل الآن لاكتشاف مواهب أطفالهم وتنميتها؛ ربما يكون الحجر المنزلي وقتاً جيداً للبحث عن المواهب المميزة لدى الطفل، وأفضل طرق اكتشاف المواهب هي مشاركة الطفل بالتجريب والتعرف إلى الأنشطة المختلفة التي قد يبرع بأحدها بشكل استثنائي.
- تنمية مهارات الشك والبحث عن الطفل: نحن نعيش في عالم مليء بالشائعات، سيكون من الجيد أن تجلس مع طفلك لتبحثا معاً عن حقيقة الأخبار التي يتم تداولها عن فيروس كورونا وانتشار الوباء، سيتعلم الطفل كيفية موازنة المعلومات والمفاضلة بينها للوصول إلى المعلومة الصحيحة، انقر على هذا الرابط للوصول إلى منشور منظمة الصحة العالمية حول فيروس كورونا المستجد[5].
- تنمية المعرفة العامة للطفل: اعتماداً على الأفلام الوثائقية المخصصة للأطفال، القصص والحكايات، البحث عن بعض المعلومات المتعلقة بأسئلة الطفل، ومشاركة الطفل الاطلاع على ثقافات الشعوب واللغات ...إلخ.
- مهارات إدارة القلق والتوتر: معظم العائلات تعيش جواً من الخوف والقلق بسبب تداعيات انتشار وباء كورونا المستجد، وكما ذكرنا في البداية "الأطفال يستمدون مشاعرهم من محيطهم" لذلك يجب تنمية مهارات إدارة القلق والتوتر، والتحكم بالعواطف والمشاعر لدى الطفل.
- المتعة والترفيه: عملياً يوفّر الحظر والحجر المنزلي بسبب ظروف كورونا الكثير من الوقت للأطفال، وليس من الحكمة أن يتحول الحجر المنزلي لمعسكر دراسي، بل لا بد من إتاحة المجال للمتعة والمرح.
- التعاون والمشاركة: لا بد أيضاً أن يشارك الأطفال بالأعمال المنزلية وإعداد الطعام وأن يتحملوا بعض المسؤوليات المناسبة لعمرهم.
إضافة إلى التعليم في المنزل متابعة الدراسة وتنمية المهارات الشخصية التي يمكن تنميتها خلال فترة الحجر المنزلي، فهناك بعض الأمور التي من المهم تعليمها للطفل في مثل هذه الظروف:
- الأولوية في هذه الظروف تعليم الأطفال الوقاية من فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، وتعليمهم الحفاظ على النظافة الشخصية لتجنب نقل العدوى.
- يمكن تعليم الطفل التعامل مع حالات الطوارئ المختلفة، من خلال تعليم الأطفال طلب المساعدة وإبقاء أرقام الطوارئ الرئيسية في مكان ظاهر أو يسهل الوصول إليه.
- تدريب الأطفال على مهارات التعامل مع الحريق وحماية أنفسهم في حالات اندلاع النيران.
- تعليم الأطفال الإسعافات الأولية الأساسية التي يستطيعون القيام بها.
- إذا كان هناك في المنزل كبار بالسن يمكن تعليم الأطفال أيضاً استخدام أجهزة قياس الضغط وقياس السكر.