حبس الزوجة في البيت وعزل الزوجة عن المجتمع والأهل
تشكّل الأسرة نواة المجتمع وعنصر بنائه الأساسي، لذلك فسلامة وصحّة بناء الأسري تعني حتماً مجتمعاً قوياً متيناً سويّاً ومنتجاً. وترتكز الحياة الأسرية على عدة عناصر من أهمها الاحترام والثقة والرّاحة النّفسيّة التي يفترض أن يعمل الشريكان على توفيرها في جوّ البيت. لكن هنالك رجال يقومون بسلوك غير صحيح وهو حبس الزوجة في البيت وعزلها عن المجتمع والأهل.
في هذه المقالة عن الزّوج الذي ينمع زوجته من زيارة أهلها والاختلاط بالمجتمع المحيط بها بل ويحبسها في البيت، وهي مشكلة يعاني منها عدد من النّساء! فكثيراً ما تصلنا على موقع حِلّوها أسئلة واستفسارات وطلبات للنّصيحة والإرشاد في مثل الحالة التي يتم فيها يحبس الزوجة في البيت وعزلها عن المجتمع والأهل. لذلك سنتحدث بالتفصيل في هذه المقالة عن هذا الموضوع.
- أساسيّات الحياة الزّوجية المستقرّة
- لماذا يحبس الرجل زوجته في البيت ويعزلها عن الأهل والمجتمع؟
- "زوجي يحبسني في البيت" صفات الزوج الذي يقوم بهذا التصرّف
- تأثير حبس الزوجة في البيت وعزلها عن محيطها الأسري والمجتمعي!
- كيفية التعامل مع الزوج الذي يحبس زوجته في المنزل
- تجارب مع حبس الزوج لزوجته وعزلها عن الناس
- المصادر و المراجع
"زوجي بطلع وبسكر الباب علي فسألته حكى بتطمن أكتر لأننا بغربة"!
من أهم عناصر نجاح الحياة الزّوجيّة هو التّناغم بين الزوجين، أي أن يكون الزّوجان مرتبطين بعلاقة روحية متينة تضمن استمرار الحب والمودّة بينهما. وقد تحدثنا في مقال سابق بعنوان "كيف أنجح في حياتي الزوجية؟ مفاتيح نجاح الحياة الزوجية" والذي ننصحك بقراءته، إذ وضّحنا أن الإخلاص والصّبر والاحترام هي أبرز مفاتيح نجاح الحياة الزّوجية واستمرارها بعيداً عن المشاكل الكبيرة والجوهريّة وبعيداً عن الرّوتين والملل.
إذاً نحن متّفقون بأن نجاح الحياة الزّوجية موضوع يحتاج جهداً من الزّوج والزّوجة، فالحياة مشتركة بينهما وكذلك الصّعاب والمواقف التي تحتاج إلى حلول فهي مشتركة. ولتخطي كافة العقبات يجب أن يكون التفاهم والثّقة والاحترام حاضرين في كل المواقف الجيّدة والسيّئة بين الزّوجين.
لكن ميل بعض الرجال للسيطرة أو معاناتهم من الشك المرضي والخوف غير الطبيعي من الخيانة؛ قد يدفعهم إلى واحدة من أسوأ الممارسات السلوكية بل والإنسانية، حيث يقوم الزوج بحبس الزوجة في البيت وعزلها عن العالم، ومنعها حتى عن أهلها ومحيطها القريب، ما يعني انهيار الأساسات التي تقوم عليها العلاقة الزوجية الناجحة وهي الثقة والاحترام، لنتعرف أكثر إلى دوافع الزوج التي تقوده إلى حبس الزوجة في المنزل.
نصل هنا إلى جوهر الحديث عن المشكلة التي تعاني منها كثير من النّساء وبشكل خاصّ في المنطقة العربيّة، حيث يقوم بعض الأزواج بحبس الزوجة في البيت وعزلها عن المجتمع والأهل. وسنحلل هذه المشكلة في هذا المقال ونتعرف إلى الجوانب المتعلّقة فيها!
السؤال الأول هو لماذا يقوم الزوج بمنع زوجته من الخروج من المنزل إلا بإذنه بل وفي بعض الحالات وبحسب ما يردنا من متابعات موقع حِلّوها بأن بعض الأزواج يقومون بإغلاق أبواب المنزل والمنافذ وقطع وسائل الاتصال عن زوجاتهم حين مغادرتهم المنزل!
يتنافى سلوك حبس الزوجة في البيت مع مبادئ الاحترام والمودّة. فلماذا يتصرّف الزوج بهذا الطريقة؟
قد تعزى التبريرات التي يتبنّاها الزّوج الذي يحبس زوجته في البيت ويعزلها عن محيطها وأهلها لعدة أسباب أكثرها انتشاراً الغيرة! وقد تحدثنا مطولاً في مقال سابق تحت عنوان "مرض الغيرة عند الرجال وكيفية التخلص من الغيرة المفرطة" وقدّمنا مجموعة نصائح للتعامل مع غيرة الزوج وتحدثنا أن تحوّل الغيرة لمرض أو غيرة مفرطة قد يدمّر الحياة الزوجية وبنية الأسرة ككل! فقد يغار الزوج من نجاح زوجته أو يغار عليها من الرّجال الآخرين.
أما السّبب الثاني وهو أيضاً منتشر وشائع بكثرة هو الشّك! وكذلك كنا قد خصصنا مقالاً مستقلاً للحديث عن طرق التعامل مع الزوج الشكاك لكن دعونا نفكّر لماذا يكون الشّك عند الزوج سبباً في منع زوجتع من التعامل مع أقرانها ومحيطها والقيام بحبسها في البيت ومنعها من الخروج؟
قد يكون السبب نقص ثقة الزوج بنفسه أو عدم ثقته بزوجته ربما بسبب قصص حقيقية عن الغيرة الزوجية أو الخيانة الزّوجية والمواضيع التي تنتشر بين النّاس في المجتمعات المختلفة. ويمكن أن يكون سلوك الزوج الهمجي الذي يمنع الزوجة من مغادرة المنزل سببه قلة الوعي لديه.
المشكلة تصبح مضاعفة عندما يتمادى سلوك هذا الزوج من حبس الزوجة وعزلها عن المجتمع والأهل إلى التّعنيف والضّرب والإهانة. كما يمكن أن يكون الزّوج قد واجه خيانةً زوجيةً أو سلوكاً ناشزاً من زوجته ويقوم بسلوك حبسها لمنعها من القيام بفعل خادش أو لا أخلاقي أو ما فيه مصلحتها حسب اعتقاده. هنا لن نقيّم أو نحكم على حالة دون معرفة الحيثيات ولكن المتفق عليه بأن سلوك الحبس ليس سلوكاً صحيحاً مهما كانت الدّوافع والأسباب. وسكن سنتابع الحديث عن الموضوع وصولاً للنصائح والإرشادات التي نقدمها من خلال حِلّوها لقرّائنا الأعزاء.
نظرة المجتمع للزوج الذي يحبس زوجته في البيت ويعزلها عن المجتمع والأهل وتفسير علم النفس لظاهرة حبس الزوجة في البيت!
بالطّبع الزوج الذي يحجر على زوجته ويمنعها من ممارسة حياتها بشكل طبيعي والخروج لزيارة أهلها أو جيرانها أو أقربائها أو حتى يمنعها من التحرّك في حال عدم وجوده يعاني من مشاكل في الثّقة بنفسه وبزوجته وبالآخرين. كما أنه لا يكون متزناً وسوياً حينما يعامل زوجته معاملة خالية من الاحترام لكينونتها وشخصيتها.
في دراسة ميدانية نشرتها المجلة الأردنية للعلوم الاجتماعية حول قياس مستوى العنف المنزلي ضد الزوجات في المناطق الريفية في الأردن وعلاقته بالخصائص الديموغرافية والاجتماعية. أظهرت النتائج أن 32٪ من الزوجات في الريف الأردني تعرضن لأحد أشكال العنف من قبل أزواجهن.
فيما عزت الدراسة ارتباط العنف ضد الزوجات بشكل رئيسي إلى الوضع الاقتصادي المنخفض وارتفاع حجم الأسرة وتعطّل الزوج عن العمل، كما المستوى الأكاديمي للزوجين والفارق العمري بينهما. بينما أظهرت الدراسة أن النساء العاملات واللاتي يساهمن في الإنفاق على أسرهن هن أقل عرضة للتعنيف من قبل الأزواج. [1]
حبس الزوجة في البيت وعزلها عن المجتمع والأهل هو شكل واضح من أشكال العنف المنزلي أو العنف داخل الأسرة حيث يمارس الزوجة سطوته المجتمعية وصلاحياته الدّينية ويستند للأعراف والأحكام المجتمعية التي قد تعطيه مساحةً لتقييد حرية الزوجة ومنعها من زيارة أهلها أو استقبالهم في منزلها.
في دراسة نشرت عام 1979 خرجت الدّراسة بتوصية مفادها أنه يجب على جميع أعضاء المجتمع إدانة سوء معاملة الزوج للزوجة ، ورفض سلطة الأزواج على زوجاتهم ، ومحاولة تغيير علاقات القوى بينهم. [2]
وقد يحاول الزوج الذي يقوم بحبس زوجته وعزلها عن أهلها ومجتمعها باستخدام ألفظ مهينة وسلبية ومحطّمة لعزيمة ونظرة المرأة لنفسها لتصبح ضعيفة ويبقى هو المسيطر عليها وعلى حياتها. [3]
أثر سلوك الزوج الذي يمنع زوجته من الخروج من البيت على نفسية الزوجة وعلى الحياة الأسرية!
تُعرِّف وزارة العدل الأمريكية العنف الأسري على أنه شكل من أشكال السلوك التعسفي في أي علاقة يستخدمها أحد الزوجين لكسب أو الحفاظ على السلطة والسيطرة على الشريك الآخر. وحددوا أشكال العنف الأسري بأنه قد يكن أفعالًا بدنية أو جنسية أو عاطفية أو اقتصادية أو نفسية أو تهديدات بأفعال تؤثر على الشريك الآخر. ما يعني أي سلوكيات تحمل طابع التخويف أو الإذلال أو العزل أو الإكراه أو التهديد. وكلّها تعتبر جرائم يعاقب عليها القانون الأمريكي. [4]
طبعاً الوضع يختلف بعض الشيء في المجتمعات العربية الأكثر انغلاقاً وتقييداً للمرأة إذ يعطى الزوج صلاحية حبس الزوجة في حال ارتأى هو أن ذلك هو الأفضل، بينما تناصر مجتمعات أخرى حقوق المرأة وترفض بشدة حبس الزوجة في البيت وعزلها عن المجتمع والأهل لأي سبب من الأسباب.
إنّ إساءة معاملة الزّوج للزوجة وحبسها ومنعها من الخروج من المنزل إلا بإذنه وبشروط منهكة يعتبر منذراً بصعوبة استمرار نجاح هذا الزّواج، فللزوجة أهل وأقارب وجيران ومجتمع يجب أن تختلط به سواء في بيئة العمل أو الحياة الخاصة والاجتماعية، ومنعها من التعامل معهم وحبسها قد يقلب مشاعر الزوجة تجاه زوجها لأن تكرهه وتكره العيشة معه. وقد تطلب الطّلاق ما سيدمّر الأسرة وسيكون صعباً على الأطفال في حال وجودهم.
إنّ الشعور بالعيش مع شريك لا يثق بك، لا يعطيك مساحتك الخاصة، لا يسمح لك بالتواصل مع الأهل والمجتمع ويقوم بحبس الزوجة في البيت؛ سيوصل الزوجة لطريق مسدود وسيؤثر على نفسيتها وقد يتولد لدى بعض الزوجات رغبة بالانتقام من ظلم الزوج وحبسه لها ما قد يدفعها للقيام بأفعال منافية للأخلاق في سبيل الانتقام.
بالطّبع نحن لا نتحدث في مقالتنا عن فكرة عصيان أوامر الزوج والنشوز الأخلاقي، نحن نتحدث عن الحالة التي يقرر فيها الزوج حبس الزوجة في البيت وعزلها عن المجتمع والأهل دون وجه حق وكما أشرنا فأسلوب الحبس لا يليق بالإنسان وليس تصرفاً إنسانياً! وفي حالات نشوز الزوجة وعصيانها فهنالك عشرات الخيارات لتصويب الأوضاع ولكن دون إهدار كرامة الزوجة وحبسها وتقييدها وضربها وتعنيفها!
بداية ننصح بقراءة مقالة سابقة لنا بعنوان: "أسباب التّعاسة الزّوجية" والتي قد تفيد في حل بعض الخلافات والأسباب المؤدية لحبس الزوجة ومنعها من الخروج من المنزل، والنّصيحة الأقوى والأهم لا تقبلي بالظّلم وتقييد حرّيتك! تحدثي لزوجك باللطف واللين والكلام الحسن وإن لم يستجب فاطلب تدخل أحد العقلاء من أهلك وأحد العقلاء من أهل زوجك وناقشوا الخلاف بعقلانية وهدوء.
أما في حال استمرار الحال كذلك فقد يكون الطّلاق هو الخلاص من حياة الظّلم والسجن والحبس في المنزل، فالعزلة عن الأهل والمجتمع هي حبس نفسي سيضر بنفسيتك وسيؤثر على حياتك ككل.
في إحدى الحالات التي تطلب استشارة من موقع حلوها عبرت الزوجة عن استيائها قائلة:
"زوجي حبسني في البيت كي ألبي كل طلباته.. يخونني ويهاتف البنات، ويشوّه سمعتي أمام أبنائي وأمام أهله وأهلي، ويستغلي مالي كما أشعر أنه يغار من نجاحي..."
أجابتها أخصائية علم النفس والتثقيف الصحي في موقع حلوها ميساء النحلاوي:
"الضرب مرفوض تماماً فلا تسكتِ عليه أبداً، لا تخافي الطلاق فزوجك يستغلك أسوأ استغلال، يسجنك في البيت، ويستفيد من مالك وفوق هذا كله يريد أن يتزوج عليكِ! لا تستسلمي له ولا تتنازلي عن حقك وكرامتك.." راجع الاستشارة كاملة من خلال النقر على هذا الرابط.
وأجابت كذلك الأخصائية ميساء النحلاوي في موقع حلوها على تساؤل "هل تصدقون أن زوجي يحبسني في المنزل كلما خرج!":
"لا يحق له أبداً حجز حريتك وتعريضك للخطر بقفل باب البيت الذي هو السبيل الوحيد للوصول إليك في حالات الطوارئ مثلاً، الحياه معه -كما تصفينها- لا تبشر بالخير أبداً، احذري من الحمل الآن لأنك قد لا تستمرين معه".
راجع الاستشارة كاملة من خلال الضغط على هذا الرابط.
ومن الاستفسارات التي وصلتنا على موقع حِلّوها أيضاً: "زوجي يحبسني في البيت.. حتى البلكونة ممنوعة!" فأجابتها المدربة ميساء حموري:
"أنت تصفين شخصاً أنانياً ولا يحب إلا نفسه ويعيش لإرضاء نفسه ولكن ما يحيرني فعلاً لماذا تسكتين ولماذا تخافين منه ومن هو هذا الشخص ومن أعطاه الحق أن يوقف حياتك ويضعك خادمة له!
أنا لا أقول لك تطلقي ولكن طالبي بحقوقك العادية زيارة أهلك وأقاربك، وجود أصدقاء في حياتك، الإنفاق عليك...إلخ إذا بقيت صامته سيزيد ويستمر في معاملته."
راجع الاستشارة كاملة من خلال النقر هنا