أعداؤنا الأربعة في تجربة فايروس الكورونا

كيف يجب أن ننظر لفيروس كورونا المستجد؟ لماذا يشكل كورونا تهديداً لنا؟ وماذا تعلمت البشرية من تجربة انتشار كورونا وتفشي الوباء؟
أعداؤنا الأربعة في تجربة فايروس الكورونا
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات
animate

ما هو العدو؟ هو كل من يقلق راحتنا، يزعجنا، ويقف حائلا امام مقاصدنا وأهدافنا.
وبما أن الإنسان يتكون من كيانات أربعة:

  • الكيان المادي
  • الكيان الوجداني
  • الكيان الداخلي الابداعي
  • والكيان الفكري

فإن تأملنا هذه التجربة العالمية التي يمر بها العالم مع فايروس كورونا؛ لوجدنا أن هذا العدو يمثل لنا عدواً على هذه الكيانات الأربعة.

فهو خطر على كياننا المادي "الجسدي، حياتنا، اقتصادنا"
وهو عدو وجداني جعلنا نشعر بالخوف على أوطاننا، شعوبنا، مجتمعاتنا وأحبتنا، جعلنا نشعر بالحزن الشديد لفقدنا الكثير من الأحبة.
هو عدو لأعمق قدراتنا ولإرادتنا وحريتنا، هو عدو للتعبير عن أنفسنا في المجالات التي تميزنا في الوقت الحالي،
هو عدو لما نعتقد سواء معتقداتنا القدرية، أو الدينية أو العلمية، يمس أفكارنا وآراؤنا  وأولوياتنا.

كيف نتعامل مع العدو؟ وكيف نهزم فيروس كورونا؟
عموماً هناك طريقتان: الطريقة السريعة بالدفاع عن النفس وأنا قبل كل شيء وأهم شيء حياتي، والطريقة الأهدأ والأعمق بالتفكر والهدوء والنظر للمسألة بعمق وتروي ودراسة.
المطلوب اذن الطريقة الثانية ولو أطول وتحتاج إلى ضبط النفس والتضحيات والولادة من جديد
كيف؟ أولاً أن نحترم عدونا، وثانياً أن نجد تقصيرنا

لمواجهة تمر بأربع خطوات: الفزع والانزعاج. وقدمت بها العالم من حولنا وتتبعها فترة من الفوضى. إما أن نبقى ندور حولها أو ندرسها ونفعل شيئاً. هذا ما مر به العالم. ثم قرر عدم الاستسلام، والتعاون لمواجهة هذا العدو الشرس.
درسنا الحالة علميًا وبدأ العلماء بالبحث وفهم كيف يفعل الفيروس
درسنا نقاط ضعفنا وتعاملنا مع الحدث أحيانا باللامبالاة وأحيانا بالأنانية وأحيانا أخرى بالشماتة؛ درسنا علاقاتنا الاجتماعية وعاداتنا اليومية وأثرها ومخاطرها في وجود عدو كهذا وبدأت التوجيهات المحلية أولاً ثم العالمية بحجر البلدان وتقليل التعرض رغم الخسائر المادية ولا يزال العالم يعمل بجدية ونية خالصة للمواجهة الجماعية
هذا الفايروس وهذه الحالة جعلتنا نتعلم من عدونا بما ينفعنا الان ولاحقاً تعلمنا من عدونا كيف ننظم حياتنا ونترك بعض العادات السيئة، التي أصابتنا وتصيبنا بأمراض قديمة وجديدة، تعملنا أهمية الطعام المتوازن والحياة المتوازنة وعدم الاستهتار بحياتنا وحياة الآخرين. تعلمنا أهمية تعاون الجميع دولًا وأفراداً في مقاومة التحديات وأن ما يصيب الواحد قد يصيب الكل.

ربما يوماً نشكر هذا العدو الذي علمنا أن نكون إنساناً أفضل أمام التحديات الأكبر.