تفسير رؤية الرسول في المنام وفضل رؤية النبي ﷺ بالحلم
رؤيا الرسول محمد ﷺ في المنام رؤيا صادقة لا محالة، لقوله عليه الصلاة والسلام "مَن رآني في المنام فقد رآني حقّاً، ولا ينبغي للشيطان أن يتصوّر بصورتي" وبذلك تكون رؤية النبي ﷺ في المنام رؤيا صادقة في كل الأحوال، وهذا ما ذهب إليه كبار مفسري الأحلام استناداً إلى الأحاديث الشريفة التي تؤكد هذا المعنى.
وقد اجتهد مفسرو الأحلام بتفسير رؤية الرسول في المنام واختلفوا بمنهج تأويل هذه الرؤيا، نحاول في هذا المقال أن نجمع تفسير رؤية النبي في المنام بالتفصيل الممكن، ونبين حالات رؤيا الرسول في الحلم على هيئته أو رؤية الرسول في المنام على هيئة نور، أو رؤية النبي على غير هيئته في المنام، سائلين الله العفو والتوفيق.
- فضل رؤية الرسول عليه السلام في المنام
- تفسير رؤية الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في المنام
- تفسير رؤية الرسول في المنام على غير هيئته
- رؤية الرسول في المنام على هيئة شيخ أو شاب أو طفل
- تفسير رؤية الرسول في المنام على هيئة نور
- تفسير زيارة الرسول في المنام وزيارة قبر النبي
- تفسير الأخذ من النبي ورؤية الرسول يعطي في المنام
- إعطاء النبي في المنام وإهداء الرسول هدية في الحلم
- تفسير رؤية الحديث مع النبي وكلام الرسول في المنام
- رؤية مجالسة النبي والجلوس مع الرسول في المنام
- رؤية الرسول يبتسم في المنام
- جنازة الرسول ﷺ بالحلم ورؤية موت النبي في المنام
- تفسير رؤية الرسول في المنام للمتزوجة وللمرأة عموماً
- تفسير رؤية الرسول في المنام للحامل
- رؤية الرسول في المنام للعزباء وغير المتزوجة
- رؤية قبر الرسول ﷺ ونبش قبر النبي في المنام
- تفسير اسم محمّد في المنام وذكر النبي في الحلم
- رؤية يد النبي في المنام وأعضاء جسد الرسول عليه السلام
- حالات أخرى لرؤية الرسول في المنام
- المصادر و المراجع
- أول فضل رؤية الرسول ﷺ في المنام أنها رؤيا حقٍّ عند معظم المفسرين، إلّا من قال منهم أن الرائي قد يختلط عليه المنام فيظن أنه رأى النبي وهو ليس كذلك، فقيل إن ابن سيرين كان يسأل الرائي عن أوصاف من رآه في المنام، فإما أن يقول له "هو الرسول ﷺ" وإما أن يقول له "لم تره!".
- وقال ﷺ "من رآني فقد رأى الحقَّ" ما يؤيد أن رؤيا النبي في المنام إنما رؤيا حقّ، والشيطان ممنوعٌ عن التمثل بصورة النبي للرائي، وأما تأويلها فيكون على الهيئة التي يرى النائمُ الرسولَ ﷺ فيها، وهذا نفصِّله في الفقرات القادمة إن شاء الله.
- ومن فضل رؤية الرسول الكريم في المنام أيضاً قوله ﷺ "من رآني فلن يدخلَ النّارَ" وهي من مبشرات رؤية الرسول ﷺ، لكن بعض المعبرين اشترطوا في هذه البشارة شروطاً نقف عندها في محلها.
- ورؤية الرسول محمد ﷺ في المنام لا تخصُّ الرائي وحده، بل تخص جميع المسلمين، حيث يقول ابن سيرين في كتابه "تفسير أحلام التفاؤل" أن رؤية النبي في المنام لا تختص بالرائي وحده، وإنما تعمّ جماعة المسلمين.
- ورؤية سيدنا محمد في المنام تدل على الخير أبداً بإذن الله، ورجّح بعض المفسرين أن رؤيته ﷺ على هيئته أقوى من رؤيته على غير هيئته، فيما قال آخرون أن رؤيا نور النبي محمد في المنام خيرٌ على كل حال.
- وذهب بعض المفسرين للقول إن رؤية النبي ﷺ في المنام إنما كمن ينظر في مرآة؛ فإن رآه بحال حسنة دل ذلك على حسن حال الرائي، وإن رآه غير ذلك دل على سوء حال الرائي، وهذا من فضل رؤية الرسول عليه السلام في المنام أنّه إخبارٌ للعبد بحاله وحال دينه ودنياه، هذا ما ذهب إليه ابن أبي جمرة، والله أعلم.
وقبل أن ندخل في تفاصيل رؤية النبي في المنام وحالات رؤيا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، نتوقف مع المعنى العام والخطوط العريضة لرؤية الرسول ﷺ في الحلم، وهي كالآتي:
- رؤية الرسل والأنبياء في المنام تدل عموماً على العزِّة والشرف والخير، وتدل على الظفر والنصر، ورؤية النبي محمد ﷺ في المنام تدل على الفوز بالآخرة وحسن الختام، والله أعلم.
- وقال ابن سيرين كما نقل عنه ابن شاهين "رؤية الرسول محمد ﷺ في المنام تدل على دينٍ وديانة وأداء أمانة".
- رؤيا الرسول في المنام تدل على الفرح والبشارة، فمن رأى النبي مسروراً في المنام نال الرائي جاهاً وعزّاً، ومن رأى الرسول في المنام حزيناً أو عابس الوجه؛ دل ذلك على كرب وشدة يليها فرحٌ بإذن الله.
- وتدل رؤية الرسول في المنام على الفرج للمكروب والمهموم، وعلى الزيادة للميسور والغني، فمن رأى النبي ﷺ في المنام وكان غنياً بارك الله في ماله وزاده، وإن كان فقيراً رزقه، وإن كان الرائي مريضاً شفاه الله.
- ومن رأى النبي ﷺ في المنام وكان الرائي مديوناً قضى دينه وأدّى أمانته، وإن كان في قلّةٍ وقحط جاءه الرزق والخير، وإن كان سجيناً فرّج الله عليه، والله أجل وأعلم.
- ومن كان مغلوباً في اليقظة ورأى النبي في المنام أصبح غالباً، لأن رؤيته عليه السلام في الحلم تدل على الظفر، وكذلك هي رؤيا النبي للمظلوم تدل على النصرة والفرج.
- وأما من رأى أحد الأنبياء في المنام وفيه نقصان؛ فذلك يدل على نقصانٍ في دين الرائي، وهذه الرؤيا تحذير له أن اتّقِ الله.
- كما أن من رأى النبي ﷺ في المنام على صورة غير مستحبة، فإن الرائي قريب من ذلك، وتعبر الرؤيا على نقص في دين الرائي وفساد في حاله، والله أعلم.
- وآخر ما نذكره من معاني رؤية النبي ﷺ في المنام على وجه العموم؛ أن رؤية النبي في الحلم قد تدل على تفوّق الرائي وبروزه في صنعته أو حرفته أو علمه، وبلوغه مبلغاً لم يسبقه إليه أحد من أهله، وقد يكون بذلك موضع حسد وبغضاء.
رؤية الرسول في المنام على غير هيئته من الأمور التي اختلف فيها أهل التأويل وتفسير الرؤى، فمنهم من قال إن رؤيته على هيئته هي الحقُّ وما دونها أضغاث أحلام، ومنهم من قال إن رؤية الرسول في المنام على أي هيئة هي حقٌّ لكن رؤيته ﷺ على هيئته أقوى ولا تحتاج إلى التأويل وتدل على الخير أبداً، وأما رؤية الرسول على غير هيئته في المنام فلها تأويلها على حسب حال الرائي وما يراه في المنام.
ومنهم من قال إن رؤيا الرسول في كل أحوالها لا تختلف في المعنى وأنها حقٌّ، سواء رآه النائم على هيئته أو على غيرها، والله أعلم.
ومن رأى الرسول على غير هيئته في المنام قد يدل ذلك على الفتنة حسب ما ينقل ابن شاهين، فيقول إن رؤية النبي على غير هيئته في المنام إن ازداد طولاً أو عرضاً؛ دلّ ذلك فتنة تكون بين الناس، والله أعلم.
وكل ما يراه النائم مما لا يليق أو لا يناسب رؤيا الرسول في المنام فتأويلها عكس ذلك، وذهب البعض للقول إن رؤية النبي على هيئته في المنام تفسر بحسن حال الرائي، ورؤية الرسول على غير هيئته في الحلم تفسر على سوء حال الرائي.
رؤية الرسل والأنبياء في المنام على هيئة حسنة تدل عموماً على الخير والصلاح في الدين والدنيا للرائي وللجماعة، أما رؤية الرسول في المنام على هيئة شيخ كبير؛ فتدل على أن أهل ذلك المكان ينالون راحة بإذن الله.
وقد ذهب بعض أهل العلم للقول إن رؤية الرسول في المنام لا تحتاج إلى تأويل سواء إن كان ﷺ في الحلم شاباً أم شيخاً، وقيل أن رؤية الرسول في المنام وهو شاب إنما تدل على السلم، ورؤية النبي وهو شيخ في الحلم إنما تدل على غاية الحرب.
ولم يأتِ كبار المفسرين على ذكر رؤية النبي محمد ﷺ على هيئة طفل في المنام، لكن مجمل رؤيا الرسول الكريم في الحلم أنها تدل على الرحمة والإنذار والدعوة للتوبة لقوله تعالى " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" وقوله تعالى "إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا".
سبحان الله؛ فإنه من الشائع أن يرى الإنسان الرسول محمد ﷺ في المنام على هيئة نور، وقد ذكرنا أن رؤية النبي في المنام على هيئته أو على غير هيئته هي على كل حال خيرٌ للرائي ولعامة المسلمين، وهذا الخير بشارة أو إنذارٌ وتحذير.
ورؤية نور الرسول في المنام تدل على الهدى والتوبة، وتدل على فهم الرائي لسنَّة النبي التي تنير له دربه وعلى اتباعه لها، ويكون في رؤية النبي ﷺ على هيئة نور خيرٌ للرائي وللمسلمين في ذلك المكان.
وللتنويه فإن ابن سيرين لم يأتِ على ذكر تفسير رؤية الرسول على هيئة نور، وكذلك لم يأتِ على ذكرها كبار المفسرين من الشيخ النابلسي إلى ابن شاهين والقادري وابن غنام وغيرهم، وإنما اكتفوا ببيان أن رؤية النبي على هيئته أو غير هيئته تدل على نذير أو بشارة وفي كلٍّ خير أو فرصة للخير، للرائي وللمسلمين.
وعن تفسير زيارة الرسول ﷺ في الحلم يقول ابن شاهين، أن زيارة الأنبياء في المنام لها ثلاثة أوجه في التأويل:
- من رأى أنه يزور النبي في المنام فإن كان الرائي تقيّاً زاده الله، وإن كان غير ذلك دلت رؤياه على التوبة.
- وقد تدل زيارة الرسول في المنام على زيارته في اليقظة، بحجٍّ أو عمرة والله أعلم، أو تدل على حصول الخير والبركة للرائي.
- وإن لم تدل زيارة الرسول في المنام على هذا ولا ذاك، فقد تدل على أن الرائي يكون من أهل الآخرة ومن الفائزين، فتكون رؤية زيارة النبي في المنام بشارة بالجنة، والله أعلم.
- على وجه العموم من قال "رأيت في المنام أني آخذ من الرسول، أو رأيت أن الرسول يعطيني في المنام" فهذا يدل أن الرائي يأخذ من علم النبي الذي أعطاه، ويكون بما يأخذ فرحاً، والله أعلم.
- ورؤية النبي محمد ﷺ في المنام يعطي الرائي شيئاً أو يلبسه شيئاً تدل على الشفاعة يوم القيامة، والأخذ من النبي في المنام يدل على حصول البركة، كما تدل رؤية لبس لباس النبي في المنام على صلاح دين الرائي.
- ومن أخذ من النبي في المنام حبوباً أو بقولاً دل ذلك على نجاة الرائي من الكرب والهموم.
- وأما من قال رأيت النبي يعطيني العسل في المنام؛ فذلك يدل أن الرائي بحفظ من القرآن وينال من العلم بقدر ما يأخذ من الرسول ﷺ، وكذلك من أعطاه الرسول في المنام رطباً أو تمراً، والله أعلم.
- ومن قال "رأيت النبي يعطيني الطعام في المنام" أو من رأى الرسول يعطيه شيء من الشرب؛ فذلك يدل على خير ومنفعة ينالها الرائي بقدر ما يأخذ من النبي، إلا إن كان ما يأخذه النائم من الرسول ﷺ رديء الجوهر، عندها يدل على النجاة من أمر جلل بعد معاناة.
- ومن أعطاه الرسول في المنام خاتمه أو سيفه أو رداءه؛ نال رفعة عمّا هو فيه حسب حاله، فإن كان ضعيفاً قوّاه الله، وإن كان قوياً زاده قوة.
- ومن رفض عطاء النبي أو رد ما أعطاه إياه الرسول محمد ﷺ في المنام؛ فإن الرائي داخل في البدع.
وأما إعطاء وإهداء النبي ﷺ في المنام فله شأنٌ آخر، حيث يقول ابن شاهين: من أعطى الرسول في المنام شيئاً دنيوياً دل ذلك على تقصير الرائي بسنّته وإهمالها وليس ذلك خير، وأما من أعطى الرسول ﷺ في المنام شئياً محموداً فذلك يدل على أن الرائي يفعل الخير.
وليس كلام النبي ﷺ في المنام إلّا على وجهين، بشارةٌ للرائي أو إنذارٌ له، حيث يقول ابن شاهين في تفسير كلام النبي والحديث مع الرسول في المنام:
- من رأى الرسول يأمره بالمعصية في المنام أو من رأى في الحلم الرسول يأمره بما يخالف الشرع، فذلك تحذيرٌ للرائي وتهديد له، ولا يأخذ أمر النبي ﷺ في المنام إن كان مخالفاً للشرع إلّا من باب التحذير والزجر، والله أعلم.
- أما من رأى أنه يجادل الرسول في المنام ويناقشه؛ فالرائي صاحب بدعة، كذلك من رأى أنه يرفع صوته على النبي ﷺ في المنام؛ فالرائي صاحب بدعة في الدين والسّنّة، ليتّقِ الله.
- ومن رأى الرسول مقبلاً عليه في المنام فذلك خيرٌ للرائي، وأما من رأى الرسول معرضاً عنه في المنام؛ ليرجع إلى ربه ويتب عما هو فيه.
- وكل ما يراه النائم من حديث النبي إليه في المنام فهو انتقال من حاله إلى أفضل منها بإذن الله، فمن كان ذا سلطان ورأى النبي يدعو له في المنام؛ ازداد سلطانه، ومن كان عابداً ازدادا إيمانه، ومن رأى أنه يصلي خلف النبي في الحلم فإن كان مهموماً فرج الله همه، وإن كان عاصياً تاب، وإن كان ميسوراً زاده الله.
- والحديث مع النبي في الحلم إن لم يكن بشارة بالخير فهو دعوة للتوبة، حسب حال الرائي والهيئة التي يرى عليها النبي في المنام.
ورؤية النبي ﷺ في المنام جالساً في مكان؛ إنما تدل على حدوث عبرة في هذا المكان، كما تدل رؤيته عليه السلام في مكانٍ خراب أن هذا المكان يعمر ببركة منه ﷺ، ومصافحة الرسول في المنام والسلام على النبي في الحلم إنما يدل على اتباع الرائي للسُّنَّة.
وأما من رأى أنه يجلس يأكل مع النبي في المنام فذلك أمر للرائي أن يخرج زكاة ماله، وأما من رأى النبي يأكل وحده في المنام فهو يحبس الزكاة ولا يتصدق، وهذه الرؤيا أمر له بالصدقة وإجابة السائل.
وأما تفسير رؤية الرسول يبتسم في المنام فتدل على تمسُّك الرائي بسنّة النبي محمد ﷺ، وهي من مبشرات رؤية الرسول في المنام، كما يدل ابتسام الرسول في المنام على صلاح دين الرائي ودنياه، وفي ذلك بشارة وشفاعة بإذن الله.
من رأى النبي عليه الصلاة والسلام يموت في المنام قد يدل ذلك على موت رجل شريف من نسل النبي، وأما رؤية جنازة الرسول في الحلم؛ فذلك قد يدل على مصيبة عظيمة تقع في ذلك المكان، ومن مشى في الجنازة إلى القبر قد يدل ذلك على ميل الرائي إلى البدعة والله أعلم، وهذا ما ينقله الشيخ النابلسي.
وقيل إن رؤية موت الرسول محمد ﷺ في المنام إنما تدل على موت سُنّته في ذلك المكان، والله أعلم.
وأما رؤية الرسول سيدنا محمد ﷺ في المنام للمرأة المتزوجة؛ فذلك إضافة إلى ما ذكرناه قد يدل على:
- رؤية الرسول في المنام للمتزوجة قد تدل على الضرائر، وأن المرأة تكون ضرةً أو يكون له ضرائر، والله أعلم.
- رؤية الرسول في المنام للمرأة المتزوجة قد تدل أيضاً على صلاح أبنائها ونسلها.
- ومن رأت النبي في المنام وكانت ميسورة الحال؛ أنفقت مالها بما يرضي الله.
- ورؤية سيدنا محمد ﷺ في المنام للمرأة تدل على أمانتها وعفتها، وأنها تصون نفسها.
- ومن رأت الرسول الأكرم في الحلم فهي تنال شهرة بالخير والصلاح.
- كما تدل رؤية النبي في المنام للمرأة أنها تبلغ رتبة رفيعة بين أهلها وقومها وبين المسلمين، والله تعالى أعلم بكل حال.
- ومن كانت مظلومة ورأت النبي في المنام؛ فرؤيته ﷺ تدل على الصبر، وتدل على الفرج والنصرة بإذن الله.
تفسير رؤية سيدنا محمد ﷺ في المنام للحامل تدل على أن مولودها ذكر بإذن الله، وكذلك من رأى الرسول الكريم في المنام وكانت زوجته حامل رزقه الله غلاماً ذكراً، والله أعلم بما في الأرحام.
ورؤية الرسول في المنام للحامل قد تدل على أن مولودها يكون مباركاً وله شأنٌ في قومه، ويكون تقياً عابداً سالكاً لمسلك السّنّة، والله أعلم.
تفسير رؤية سيدنا محمد في المنام للعزباء أنه يدل على حسن دينها وعفتها وتمسُّكها بدينها، ما دام حسن الحال بشوشاً مقبلاً، كما قد تدل رؤية النبي ﷺ في المنام لغير المتزوجة أنها تتزوج من رجل تقي صاحب دين وورع.
وقد تدل رؤية الرسول في المنام للعزباء على شهرتها بالخير والصلاح، وأنها تكون من خير النساء، وتدل رؤيته ﷺ على الخير للرائية وعلى فعلها للخير أيضاً.
قبر النبي في المنام يدل على الخير والفرج للرائي كلٌّ حسب حاله، فمن كان في ضائقة أو همٍّ فرج الله عليه، ومن كان في سعة ويسر زاده الله، وأما نبش قبر النبي في المنام فيدل على اتباع سُنَّته ونهجه، إلا أن يصل الرائي إلى العظام أو يتلف شيئاً منها والعياذ بالله، فذلك يدل على اتباع الرائي لبدعة، وقد توقفنا عند هذه النقطة في مقالنا عن تفسير رؤية القبور والمقابر في المنام، راجع المقال من خلال النقر على هذا الرابط.
وأمّا تفسير رؤية اسم محمّد في المنام أو سماع وقراءة اسم الرسول عليه الصلاة والسلام؛ فهي تدل على حصول الخير أبداً، وذلك لوجهين:
- أما الأول أن أسماء الأنبياء في المنام تدل جميعها على الخير، سواء سماع اسم النبي في المنام أو ذكر اسم الرسول أو قراءة اسمه أو كتابته.
- وأما الثاني أن الأسماء في المنام يتم تأويلها على معناها، فمن قرأ أو كتب أو سمع أو ذكر اسم محمّد وإن لم يدلّ على سيدنا محمدٍ ﷺ؛ دلّ على الخير، ذلك لمعنى الاسم من الحمد، وكذلك أسماء وألقاب النبي في المنام من أحمد والمصطفى وغيرها، والله تعالى أجل وأعلم.
وقد يتم تفسير رؤية اسم النبي في الحلم على حال الرائي، فإن كان مقبلاً على أمرٍ كان فيه الخير، وإن كان خائفاً نال أمناً، وتفسير اسم محمد في المنام للحامل يدل على سلامة المولود ويكون ذَكراً والله أعلم، وتفسير ذِكر وسماع اسم النبي في المنام للعزباء قد يدل على الزواج من رجل صاحب دين، أو يكون دليلاً على صيانتها لنفسها وعفتها وسمعتها الطيبة المحمودة بين الناس.
- رؤية لحية النبي في المنام إن كانت سوداء لا بياض فيها، تدل أن الرائي ينال خيراً كثيراً بإذن الله.
- وأما رؤية الرسول ﷺ يمشِّط لحيته في المنام؛ فتدل أن الرائي يزول جميع همه.
- كذلك رؤية النبي عليه السلام يمشِّط شعره في الحلم تدل على زوال الهموم عن الرائي، والله أعلم، ومن رأى النبي يكتحل في الحلم، فالرائي آمنٌ بدينه ودنياه.
- ومن رأى عنق الرسول الكريم غليظةً في المنام دل ذلك أن السلطان يحفظ الأمانة.
- وأما من رأى صدر النبي ﷺ واسعاً في المنام؛ فذلك يدل على سخاء السلطان، ومن رأى الرسول وبطنه خالية في الحلم، دل ذلك على إفلاس الدولة وخلو بيت المال.
- ومن رأى يد النبي مضمومة مقبوضة في المنام، دل ذلك على حبس السلطان للمال عن الرعية والجند، ودل أيضاً أن الرائي لا يحج ولا يجاهد ولا ينفق على أهل بيته، ويد النبي المضمومة في المنام إن كانت اليسرى دلت أيضاً أن الرائي يحبس الزكاة.
- وأما من رأى يد النبي مفرودة في المنام، دل ذلك على أنه يؤدي ما عليه من الزكاة، والرائي يحج ويجاهد.
- وفخذ النبي ﷺ في المنام قد يدل على عشيرة الرائي واتساعها وكثرتها وقوتها.
- وتمام جسد الرسول في المنام وحسن شكله وتعابيره إنما تدل على حال المسلمين وصلاحهم، وكل نقص في أعضاء النبي في المنام إنما يدل على نقص في دين أهل ذلك المكان أو في دين الرائي وأهله، وكذلك كل شحوب في وجه الرسول بالمنام أو عبوس أو ما شابه، والكلام هنا للقادري، والله تعالى أعلم.
- ومن استأثر بعضو من أعضاء الرسول الكريم عليه السلام؛ تمسّك ببدعة دون المسلمين.
- من رأى النبي راكباً في المنام، قد يزور الرائي قبر النبي راكباً، ومن رأى النبي ماشياً في الحلم، زاره ماشياً.
- ورؤية النبي واقفاً في المنام تدل على استقامة أمور الرائي واستقامة أولي الأمر في ذلك البلد.
- من قال "رأيت أني ابن النبي في المنام" دل ذلك على إخلاص الرائي بإيمانه وسلامة يقينه، وأما من رأى أنه والد الرسول في المنام فهو قليل الإيمان ضعيف اليقين.
- من رأى أنه صار نبياً في المنام مات شهيداً والله أعلم، ومن رأى أنه يشرب من دم النبي في المنام خلسة وحباً به ﷺ؛ فكذلك يدل على الشهادة والجهاد، وأما من رأى أنه يشرب من دمه ﷺ علانية؛ فذلك يدل على نفاق الرائي.
- رؤية النبي يؤذن في المنام تدل على ازدياد الخير في ذلك المكان واتساع الرزق، كذلك رؤية الرسول يصلي في الحلم تدل على اجتماع المسلمين وانتهاء فرقتهم في ذلك المكان.
- رؤية النبي محمد ﷺ في الحلم وهو بثياب الحرب ومعه جندٌ يضحكون تدل على هزيمة تقع بالمسلمين، وعلى العكس من ذلك من رأى الرسول ﷺ في الحلم مع قلة من الجند وقلة من العتاد، فهذه تدل على نصرة المسلمين وظفرهم، وذلك لقوله تعالى "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ".
- ومن رأى في الحلم أنه يمشي وراء سيدنا محمد ﷺ فهو يتبع السنة.
- من رأى النبي حافياً في المنام فالرائي يفوَت صلاة الجماعة وعليه أن يلتزم بها.