هل يتزايد الطلاق بسبب كورونا؟ نصائح إنقاذ الزواج من كورونا
ربما لن يؤثر كورونا على العلاقات الزوجية بشكل مباشر، إلا أنه يسرّع شكل العلاقة بين الزوجين بسبب بقائهما مع بعضهما البعض طوال الوقت، فإذا كانت العلاقة جيدة في الأساس؛ سيستمر هذا الوضع، أما إذا كانت العلاقة بين الزوجين سيئة أساساً؛ فالحجر وحظر التجول لمنع انتشار مرض كورونا، سيزيد من المشاكل وقد يؤدي إلى الطلاق!
في هذا المقال.. كيف يؤثركورونا كوفيد-19 على العلاقة الزوجية؟ كيف تمنع تأثير الحجر الصحي والبقاء في المنزل على علاقتكما؟ وحلول بسيطة تمنع تهديد الزواج بالانفصال والطلاق.
هل يسبب كورونا المرض للأزواج من بعضهم البعض!
ربما من السابق لأوانه الحديث عن ازدياد عدد حالات الطلاق بعد انتهاء الحجر المنزلي بسبب فيروس كورونا، كما أن من أهم عوامل استقرار الزواج هو أن السكان المتزوجين هم في النسبة الأكبر من المتعلمين والناضجين ولن يكون للخلافات الزوجية في زمن الكورونا؛ أي تأثيرات سلبية قد تكون نتيجتها.. الطلاق!
ما تثبته التجارب أن قضاء الوقت الطويل معاً، يمكن أن يثبّت العلاقة بين الزوجين ويزيدها متانة، أو أن يخرب قضاء كامل الوقت معاً ولأسابيع أو أشهر؛ هذه العلاقة ويقضي عليها بالطلاق!
فهل يكون فيروس كورونا كوفيد19؛ اختبار حقيقي لمؤسسة الزواج؟! وخاصة أن فترة العزلة هذه قد تكون صعبة على الأزواج؛ لعدم وجود نهاية محددة في الأفق! هذا ولأنك تمر بوقت صعب، فإن ذلك يدفع أحدكما أو كليكما لإدراك أنه ليس الشخص الذي تريد البقاء معه في الأوقات الصعبة! حيث لا تختار شريك حياتك والزواج على أساس؛ أن الحياة بهيجة دوماً وشمس السعادة لا تغيب عنها!
فإذا كان الأزواج غير قادرين على اتخاذ قرارات مشتركة وليس لديهم اتصال جيد، فإنهم يعانون من مشاكل أساسية في زواجهم، ويمكن أن تسرع مثل هذه المشاكل في ظل الحجر المنزلي؛ تفسخ العلاقة الزوجية وتؤدي إلى الطلاق، لأنك عندما تخرج من هذه الفترة والتي ستنتهي حتماً، وتعرف أنك لم تحتج شريك حياتك في هذه الأوقات الصعبة، ربما ستختار الانفصال! وهنا نذكر أن تقارير عديدة تحدثت عن ارتفاع نسبة طلبات الطلاق في الصين بعد فترة الحجر الصحي المنزلي بسبب كورونا! [1]
لذا فإن تأثيرات كورونا السلبية على الحياة الزوجية؛ لن تكون واضحة قبل مدة 3-4 أشهر قادمة، في حال لم تستمر فترة العزلة المنزلية والعمل عن بعد والابتعاد الاجتماعي كإجراءات لمنع تفشي كوفيد 19.
"زوجتي تقودوني إلى الجنون.. إنها أخطر من كوفيد-19.. سيقتلني البقاء معها!"
في ظل تهديد المرض المفاجئ وربما الوفاة الذي يملأ الأخبار اليومية؛ فإن على الزوجين إعادة تقييم كيف يريدون قضاء بقية حياتهما معاً، وربما العديد من الأزواج والزوجات يتساءلون: "لماذا أبقى في هذا الزواج الفاشل والعلاقة السامّة لحياتي"، وتعلم أن النكت التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي؛ ما هي إلا دليل لا يمكن دحضه على فشل الكثير من العلاقات الزوجية في المجتمع قبل أزمة كورونا حتى، حيث تعطي بعض النكات؛ محاكاة شبه حقيقية لما يحدث على أرض الواقع.
قد تكمن الوصفة السحرية لنجاح العلاقة الزوجية في ظل الصعاب (مثل انتشار فيروس وبائي)؛ في القدرة على تحمل المسئولية، بالتالي تكون المحبة عملية موحدة تشمل جميع الأشخاص والأشياء والأنشطة المهمة في حياتك، والحب ليس تجربة أو بعض التعويذات والكلمات التي تؤثر عليك (حتى لو كنا نتحدث عن وصفة سحرية)، بل هي مهارة تتعلمها لأن الحب عمل وليس مجرد كلام، يبدأ من الخطوة الأولى في تحقيق نكران الذات وإظهار ذلك على أرض الواقع، من خلال تحملك مسئولية العلاقة الأهم في حياتك.
تقول أخصائية علم النفس والتثقيف الصحي لدى موقع حلوها، ميساء نحلاوي خلال استشارتها لإحدى صديقات الموقع حول إهمال زوجها لها خلال فترة الحجر المنزلي بسبب كورونا: "مشكلتك هي مشكلة معظم العائلات في زمن كورونا، بعض الناس يصيبهم الملل بسرعة ولا يحبون البقاء في المنزل لوقت طويل، وزوجك يسلي نفسه من دون أن يسبب لكِ أي إزعاج، ولا يعني تعلقه بهاتفه أنه يخونك مثلاً، لكنه يستطيع من خلاله التحاور مع جميع أصدقائه والاطمئنان عليهم، كما يتابع الأخبار أو يتسلى ببعض الألعاب، وما دام لا يتدخل في شؤون البيت ولا ينتقدك طيلة النهار، فاتركيه يسلي نفسه كما يحب حتى تمر هذه الإقامة الجبرية في البيت!".
ربما تنفع هذه النصيحة في كثير من الأحيان، مع أنها تعني تحمل الزوجة لأغلب وربما كامل المسئولية في المنزل خلال الحجر، وكما تقول النكتة: "يا أولاد دعوا والدكم يلعب معكم قليلاً.. حرام"، وسنقدم بعض النصائح أيضاً، لنساعدك في المحافظة على علاقتك الزوجية وعدم تراكم المشاكل بسبب البقاء الطويل في المنزل.
"زواجك ليس ضحية كورونا" كيف يمكن ألا يتأثر الزواج بفيروس كوفيد-19؟ قد يكون الحجر المنزلي لبعض الأزواج وصفة للانفصال فيما بعد، خاصة مع التوتر والقلق لتحقيق التوازن بين المنزل والعمل عن بعد والأطفال بين لعب وتعليم ودراسة في المنزل، وأغلب الضغوطات المرافقة لانتشار مرض كورونا، هي ضغوطات غير مرئية، تتعلق بالعبء العاطفي والخوف والتفكير بمستقبل الأطفال، إضافة إلى التفكير الزائد بالجانب المادي والاقتصادي للأسرة، خاصة أن الكثيرين باتوا اليوم مهددين بالبطالة، ورغم كل هذه المصاعب يمكنك إنقاذ علاقتك من خلال بعض الإجراءات البسيطة [2] [3] [4]:
- أولى الخطوات التي يمكنك القيام بها، هي توقع ألا يكون المنزل مثالياً في الوقت الحالي.
- التواصل أهم الأمور التي تضمن استمرار العلاقة الصحية، بالطبع في ظل الحياة الطبيعية ولا نتحدث عن وقت الحروب والأوبئة، حيث تختلف القدرة على التواصل في زمن كورونا، بناء على قدرة كل من الزوجين على النظر إلى ما يجري من زاوية مختلفة، فقد تكون الزوجة مذعورة وخائفة على أهلها المقيمين في مدينة بعيدة، وقد يكون الزوج قلقاً من احتمالات خسارته لعمله، وهنا تكمن أهمية التواصل بوضوح والتعاطف بين الزوجين.
- إعطاء مساحة من الوقت والمكان للشريك، قد تكون من الأشخاص الذين يحبون قضاء الوقت والتفكير لوحدك، وربما تحب أن تشارك مشاعرك ومخاوفك مع الآخرين بشكل دائم، لكل منكما طباعه؛ لا بد من مراعاتها وخاصة في أوقات المصاعب والأزمات، فقد لا يفضل زوجك التحدث عن مشاكله في العمل عن بعد الآن، اتركيه ليختار الوقت المناسب وأمني له الراحة بترك الغرفة التي يعمل فيها، وقد تكون زوجتك منهكة من تدبير المنزل والتنظيف مع مسئوليات إتمام عملها عن بعد؛ فلا بأس أن تأخذ مسئولية العناية بالأطفال وتدريسهم ريثما تنام هي قليلاً أو تنتهي من مهام عملها.
- إنشاء روتين يومي للأسرة، من خلال توزيع المهام اليومية وتبادل الأدوار بين الزوجين في العناية بالمنزل والأطفال، خاصة عندما يكون لدى أحدكما ضغوطاً إضافية لإتمام مهامه الوظيفية عن بعد.
- تخصيص الوقت للتحدث والتواصل بعمق بين الزوجين، كما قلنا هو من أهم الخطوات في العلاقة الصحية، ويمكن أن يكون هذا الوقت قبل النوم مباشرة، للتحدث حول ما تتوقعانه وأسوأ احتمالات الحياة والظروف القادمة، ولا بأس من بعض التفاؤل وتشجيع بعضكما البعض على تنمية بعض المهارات المهنية والشخصية خلال الحجر المنزلي.
- لا تضغط لممارسة العلاقة الحميمة، فضلاً عن مخاطر انتقال عدوى الفيروس التاجي المستجد، خاصة إذا كان أحدكما يخرج من المنزل كثيراً أو ما زال بإمكانه العمل خارج المنزل؛ فإن الإجهاد الجسدي والنفسي خلال هذه الفترة، لن يسمح بأن تكون العلاقة الزوجية الجنسية كالمعتاد.
- تقبل هذا الظرف (المحنة).. كاختبار شخصي، تذكر أن هناك العديد من الطرق المختلفة للتعامل مع المواقف العصيبة وطريقتك ليست الطريقة الوحيدة، فقد يكون لزوجتك رغبة في متابعة تفاصيل التفاصيل حول ما يحدث، وأنت تفضل الاطلاع بشكل عام على ما يحدث.
- حاول تأجيل المناوشات على القضايا الكبرى في علاقتكما، على الرغم أنه من الطبيعي توقع بعض التوتر خلال هذا الوضع المستمر! إلا أنه لا ينبغي عليك استخدامه كفرصة للتنفيس عن جميع مشاكل علاقتك المستمرة منذ ما قبل أزمة كورونا!
- حاول ألا تعمل طوال الوقت، فإذا كنت تكافح أنت وشريكك لإدارة العمل من المنزل وتدبير شؤون الأسرة، فحاول إنشاء "حياة منزلية" و "حياة عمل" أكثر وضوحاً من الآن فصاعداً.
حلول عزلة كورونا لحماية العلاقات الزوجية من الخلافات أو قرار الطلاق
يجب على الزوجين احترام بعضهما البعض والقيام بأنشطة يستمتعان بها معاً؛ حتى لا يتأثرا سلباً خلال فترة حظر التجول والحجر الصحي، وهناك بعض الممارسات البسيطة التي يمكن أن تساعدك في التخفيف من العبء النفسي المرافق لهذه المرحلة، بحيث لا نعرف متى تنتهي إجراءات البعد الاجتماعي، وهكذا لا تعني العزلة مع الزوجة عقوبة للذات أيها الزوج! [5]
- إعداد عشاء خفيف مع مشاهدة فيلم: يمكنكما أن تعدا وجبة خفيفة بعد نوم الأطفال، ومشاهدة فيلم تحبانه.
- اكتبا مسرحية! يمكنكما أن تحاولا ذلك مهما كان أسلوب الكتابة لدى أحدكما سيئاً! كما يمكنكما أن تتذكرا مرحلة التعارف الأولى والأشياء التي جعلت كل منكما يحب الآخر.
- قوما بممارسة أعمال التنظيف السنوية للمنزل، وابتكرا ألعاباً جديدة لكما وللأطفال، خلال تمضية أيام الحجر في المنزل.
- قوما بتحدي مضحك: مثل أن تتوقفا عن التحدث إلى بعضكما البعض، ومن يتحدث أولاً يخسر! يمكن أن يشترك الأطفال معكما في هذه التحديات.
- تعليم بعضكما البعض مهارة ما: مثل تعليم زوجتك عزف الغيتار، أو تعليم زوجك الخياطة أو رتق الجوارب وتركيب الأزرار.
ربما تكون هذه الفترة فرصة ذهبية، كي تعيدا ترتيب علاقتكما وتوثيق أواصر الارتباط المقدس بينكما، فالحياة الزوجية ليست فقط مسئوليات مادية وتربية أطفال، وفي كتابه "العادات السبعة للناس الأكثر فعالية"، يقول ستيفن كوفي في معرض حديثه عن تجربة فريدة في حياته الخاصة وعلاقته مع زوجته واكتشافهما عالماً عجيباً لعيش علاقتهما بشكل متوازن إلى أبعد حد: "كنا كثيراً ما نصطدم ببعض الأعصاب الخام والتجارب المؤلمة والتجارب المحرجة التي تعرّي الذات وتكشفها، تجارب جعلتنا منفتحين وضعفاء أمام بعضنا البعض، ولكننا اكتشفنا أننا كنا ننتظر طيلة تلك السنوات لنغوص داخل هذا العالم، وعندما غصنا داخل المشكلات الأكثر عمقاً وحساسية وبعد ذلك خرجنا منها، شعرت أننا قد شُفينا بطريقة ما.. وأصبحنا أكثر دعماً وتعاطفاً تجاه بعضنا البعض، مما يسّر علينا اكتشاف ما بداخل كل منا".
في النهاية.. نعم.. يبدو أن التأثير المضاعف للفيروس التاجي المستجد أصاب كل شيء، حيث ازدادت الخلافات الزوجية التي قد تقود إلى خيار الطلاق مع كورونا، بسبب فترة العزل المنزلي التي يعيشها الأزواج في مختلف أنحاء العالم، لكن لا نعرف حتى الآن فيما إذا كانت هذه الفترة غير المحددة للبقاء معاً تحت سقف واحد! قد تشكل فرصة ذهبية للتأمل الذاتي أولاً، والتأمل في العلاقة مع شريك الحياة بالضرورة، شاركنا رأيك من خلال التعليق على هذا المقال.
ربما أكثر ما يحتاجه الزوجان في هذه الفترة هو إتقان كلّ منهما إدارة مشاعره والتحكم بها، التحكم بالقلق والغضب والخوف وكل المشاعر السلبية التي نتجت عن أزمة كورونا أو رافقتها، وفي هذا الفيديو تقدم المدربة والمتخصصة الإرشادية هيلينا الصايغ نصائحها لمتابعي موقع حِلّوها حول الآليات الأكثر فاعلية للتحكم بالمشاعر السلبية في ظل الأزمات مثل أزمة كورونا، بعض هذه التقنيات قد تكون كفيلة بإنقاذ زواجك! يمكنك أن تشاهد الفيديو من خلال النقر على علامة التشغيل أو الانتقال إلى هذا الرابط: