"العمل في زمن الكورونا" نصائح للعمل من المنزل خلال الحجر

العمل في زمن فيروس كورونا، نصائح الخبراء للعمل من المنزل في زمن كورونا، لماذا يكون العمل من المنزل أكثر إرهاقاً؟ ولماذا لا يمكنك الاهتمام بالإنتاجية خلا ل العمل في الحجر المنزلي؟
"العمل في زمن الكورونا" نصائح للعمل من المنزل خلال الحجر
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعاني الكثيرون اليوم في بيئات عملهم أو في منازلهم بعد أن بدأوا العمل عن بعد، وفي ظل عدم اليقين وغموض المستقبل وتهديد ملايين البشر بخسارة وظائفهم؛ تجد أنك شخص محظوظ لاحتفاظك بعملك.
في هذا المقال.. العمل في ظل انتشار كورونا والحجر الصحي، كيف لك أن تتكيف مع العمل من المنزل؟ وهل من المهم التركيز على الإنتاجية فقط؟ أهمية اكتسابك مهارات لبيئة العمل المستقبلية بعد فيروس كوفيد-19، وأهم النصائح التي تجعل من المنزل بيئة عمل منظمة.

كيف تتكيف مع العمل عن بعد خلال حجر كورونا الصحي؟
لا بد أن البعض مستمر في العمل من المكتب خلال الفترة الماضي وحتى اليوم، لكن العمل من المنزل في ظل الحجر الصحي الحالي، مرهق بصورة تبدو لدى البعض أكثر من إرهاق يوم عملي طويل في المكتب، فما هو السبب؟ حيث يعمل بعض الأشخاص اليوم طوال اليوم ليصلوا إلى مرحلة من الإرهاق لم يختبروها خلال عملهم اليومي خارج المنزل، وكي تتكيف مع وضع العمل الجديد من المنزل خاصة خلال صيام الشهر الفضيل، يمكنك أخذ الأمور التالية بعين الاعتبار لتسهيل العمل من المنزل خلال الحجر [1]:

  • الوقت مختلف مع العمل في المنزل: هل شعرت بالذنب لتصفح الفيس بوك خلال أداء عملك هذا الصباح على طاولة المطبخ؟ لا تجزع وكن صريحاً! وتذكر أنك كنت تضيع أكثر من هذا الوقت خلال عملك في المكتب! بينما تشرب القهوة عندما تصل وترتب مكتبك أو تتحدث مع زميلك المجاور.. الخ، لذا ما عليك إلا أن تفكر في مقدار العمل الذي تقوم به عادةً أثناء دوامك في المكتب، مثلاً هل تقدم تقريرين؟ هل تكتب مقالاً واحداً؟ هل تنهي أربعة جداول بيانات؟ اكتشف ما هو إنتاجك النموذجي في العمل ثم حدده؛ ليكون هدف عملك من المنزل لليوم.
  • لا تبدأ العمل إلا في الوقت المعتاد: فإذا كنت تدخل المكتب عند الساعة 9 صباحاً وتباشر العمل عندها، هذا ما عليك فعله خلال عملك من المنزل، افتح الكمبيوتر عند الساعة التاسعة، وإذا كان لديك تقييد بالرد على مكالمات الفيديو أو اجتماع عمل عبر الفيديو؛ يمكنك أن تحدد الوقت أبكر من المعتاد شرط أن يكون باقي يومك بلا عمل، بحيث تنهي كل ما يترتب عليك من مهام باكراً، ولا تنسى على العموم أنك ستستفيد من الساعتين التي كنت تقضيهما في الاستعداد الصباحي قبل الانطلاق إلى العمل، حاول ممارسة بعض الرياضة وإعداد فطور مميز أو القراءة والتأمل؛ اختر أي نشاط أو عادة يومية.. تحب ممارستها عند الصباح.
  • اترك سريرك: حدد حظر تجوال بالقرب من غرفة النوم! لأنها المكان المقدس للراحة وإعادة الشحن وربما لقراءة كتاب ورقي ممتع قبل الخلود إلى النوم، وفي اللحظة التي يتسلل العمل إلى غرفة النوم والسرير، اعلم أنك تجازف براحتك الجسدية والنفسية، وعليك ترك هاتفك الجوال في غرفة مختلفة عندما تدخل لتنام كي تنعك بليلة هانئة.
  • ابتعد عن جهاز الكمبيوتر: عندما تتناول الطعام ولا تجرب أن تعمل، وعندما ترد على مكالمات والدتك لا تجلس على طاولة العمل، التزم بإغلاق جهاز الكمبيوتر المحمول بعد أن تنهي عملك في الساعة المحددة لإنهاء العمل، واخرج للمشي في حييك أو على سطح البناء الذي تسكنه، كذلك أعد الطعام بنفسك ولا تطلبه جاهزاً، التزم بوقت العمل ووقت الانتهاء من العمل.
  • اعثر على ما يناسبك للعمل من المنزل في وقت الحجر الصحي: قد يكون من الصعب عليك التزام روتين معين، خاصة إذا كنتِ أماً لطفلين مثلاً، لأن الحياة مع الأطفال مليئة بالمفاجآت دوماً، ولا يمكنك مع إلزامهم البقاء في المنزل التحكم بروتين دقيق لحياتهم بنسبة 100%، حتى لو حددتم جدولاً للأطفال في الدراسة وممارسة النشاطات اليومية المحصورة في المنزل، فإنكم لن ترفضوا طلب الصغار لمشاهدة فيلم ممتع معاً، لذا حاول إيجاد الروتين المناسب لعملك وحياتك وعائلتك، وعسى أن تستفيد مما قدمناه وسنقدمه خلال هذا المقال من نصائح، علها تخفف عنك أعباء العمل من المنزل في ظل الحجر الصحي لفيروس كورونا.
animate

العمل خلال الحجر الصحي في ظل كورونا والإنتاجية
على الرغم من أن الإنتاجية لدى الكثيرين قد تتضاعف خلال العمل من المنزل، كإجراء لتطبيق البعد الاجتماعي خلال انتشار فيروس "كوفيد19"، لكن بينما تتابع رسائل التحفيز على مواقع التواصل الاجتماعي للنهوض والعمل ومتابعة شغفك الوظيفي من المنزل! تشعر بانك لست في مزاج للإنتاج، لماذا؟
على الرغم من الانتشار الفيروسي للتحفيز على العمل والإنتاجية من المنزل، أو استخدام هذه الفترة من العزلة للعمل على بعض مشاريع التحسين الذاتي، فإن أغلبنا قد يمرّ به أيام لا يهمه إنتاجية العمل (بكل ما لكلمة لا يهمه) من معنى! ويختار الرقص أو إعداد الطعام وتناوله بدلاً من كل تلك (الإيجابية بسبب الإنجاز في العمل)، أليس تناول الطعام اللذيذ والرقص؛ من الأنشطة الإيجابية خلال فترات الضغط النفسي أيضاً؟!
بالنتيجة.. ربما ولا أجزم هنا؛ هذا ليس الوقت المناسب للضغط على أنفسنا للقيام بأي جهد إضافي لتحسين إنتاجية العمل أو القيام بمهام تحسين الذات، حان الوقت لأخذ نفَس عميق...  ثم نفَس آخر.

قد تشعر بأن التباطؤ في الإنتاج يسبب لك عدم الارتياح في الوقت الحالي، لهذا السبب هو شيء ضروري! وذلك لأسباب عدة منها [2]:

  • الإنتاجية ليست قيمة بحد ذاتها: لأن الإيمان بقيمة العمل، هي في العمل الذي يجعلك شخصاً أفضل، والعمل الذي يمنحك القيمة، لذا فإنه من السيئ أن يشعر الناس بالذنب إذا لم يعملوا، حتى خلال أزمة صحية عالمية! والفكرة المنتشرة حول ذلك أو التصوّر الذهني لقيمة العمل في الإنتاجية؛ هي أن الإنتاجية هي كل ما تعرفه في العمل، بعيداً عن محبتك لهذا العمل وشغفك لتطوير مهاراتك لأدائه مثلاً، لذا في أوقات المجهول وعدم اليقين والأزمات الاقتصادية، من الطبيعي أن تعتقد أن الإنتاجية والسعي للمزيد قد تنقذك وهي ما سيحدد قيمتك، وتذكر.. لا يهتم الاقتصاد بمدى حسن استغلالك لوقتك، كما أن الإفراط في العمل لدرجة الإرهاق حتى تحقق الشعور بالسيطرة؛ لن يمنحك ما تبحث عنه! مع الأسف طبعاً.
  • الإنتاجية ليست ترفاً: ليس بالنسبة لأشخاص كثيرين في مختلف دول العالم؛ تم تسريحهم بعد انتشار الفيروس التاجي المستجد وتأثيره العميق على اقتصادات الدول، كما أنك لو كنت مستمراً بالعمل من المنزل والحمد الله، فأنت بحاجة لراحة من أجل تعزيز مناعتك، إذ لا تنفع المشاعر المستمرة للقلق والتوتر، والإنتاجية المفرطة ليست خياراً، وعندما تحتاج إلى مزيد من التحفيز وتشعر بالملل، فإن العمل ليس هو الحل الوحيد! عليك أن تبحث عن الجِدة لتغذي عقلك، حتى لو عملت على تطوير مهاراتك المهنية؛ فاختر تلك الممتعة منها إن استطعت.
  • الإنتاجية ليست هي الحل السحري: تُبنى الثقافة الإنتاجية العالمية اليوم على الخوف؛ الخوف أن تكون بلا عمل والخوف من التوقف لفترة من دون ممارسة عمل يشغلك طوال اليوم، حيث تدرك حينها أنك شخص غير سعيد في حياته! أو تحاول السيطرة على حياتك من خلال انشغالك الدائم، لذا.. جرب أن تتوقف للحظة، لا شيء أكيد بنسبة 100%، أليس كذلك؟! توقف مؤقتاً عن الإنتاجية في العمل، وتذكر أنك إنسان، واقضِ وقتاً مهماً مع عائلتك و/ أو مع نفسك.

كيف تكون نشيطاً خلال عملك من المنزل بسبب حجر الفيروس التاجي؟

لا تتحمس كثيراً.. بعد حديثنا عن عدم أولوية الإنتاجية للعمل من المنزل! فهناك شعرة بين عدم تقييد حياتك بالإنتاجية بشكل مرَضي، وبين الإهمال النهائي للواجب المهني خلال عملك من المنزل، فمع اتباع الروتين الصحيح، يمكن أن يكون منزلك بيئة عمل أكثر صحة من المكتب، لذا إليك بعض النصائح التي يمكنك من خلالها إعداد نفسك للنجاح في العمل من المنزل [3]:

  • اتبع تقنية تناسب وقت عملك: مهما كانت التقنية التي ستدير وقتك من خلالها للعمل في المنزل؛ اتبعها بحذافيرها ولا تستهن في تنفيذ استراتيجيتك لأداء مهامك ضمن الوقت المحدد يومياً.
  • عيّن حدوداً على وقتك: كن حريصاً على تقسيم وقتك بين العمل والراحة والرياضة وإعداد الطعام والاعتناء بالأطفال وتدريسهم، وتذكر أهمية تعيين حدود على وقتك خاصةً في نهاية اليوم، من خلال الحفاظ على روتين يومك المعتاد في الصباح والمساء، حتى لا تتعرض لزحف العمل على كل وقتك بالتالي الإرهاق دون تحقيق نتيجة.
  • إنشاء مساحة عمل مريحة: وتحديد طاولة وكرسي مناسبان للعمل على الكمبيوتر والمحمول، كي لا تؤذي رقبتك، من خلال الحرص على جلوسك في زاوية قائمة وملامسة قدميك للأرض مع توازي أعلى شاشة المحمول أو الكمبيوتر مع مستوى عينيك، كي لا تسبب ساعات العمل ألماً للرقبة، كما يمكنك العمل على المحمول وأنت جالس على الأريكة لكن ليس لأكثر من ساعة.
  • اهتم بما تتناوله من طعام ووجبات خفيفة خلال العمل من المنزل: فآخر ما تريد أن تكسبه هو الوزن الزائد، بسبب العمل من المنزل.
  • إنشاء روتين يمكن أن يساعدك على أداء العمل: لا بد أن تعمل على بذل جهد أكثر صعوبة من يوم العمل في الخارج، هذا يحتاج جهداً لبناء رويتن العمل من المنزل، وإليك نصائح بناء روتين العمل من المنزل في ظروف الحجر المنزلي؛ تابع الفقرة القادمة

كما ذكرنا فإن إنشاء روتين مناسب للعمل من المنزل في ظروف انتشار كورونا سيسهِّل عليك المهمة، يمكنك الاستفادة من هذه النصائح: [4]

  1. حدد مكاناً للعمل؛ خالٍ من عوامل التشتيت قدر الإمكان.
  2. ابتكر روتين خاص بالعمل من خلال تحديد متى تبدأ ومتى تأخذ فترات راحة منتظمة بما في ذلك استراحة الغداء، ومتى تنتهي من العمل وتتوقف في الوقت المناسب.
  3. تجنب العمل وأنت ترتدي ملابس النوم طوال اليوم.
  4. حدد الأولويات في العمل وحاول وضع مهام واضحة ليومك؛ ثلاثة مهام أو أنشطة رئيسية للعمل الجاد في بداية اليوم، مع ضرورة مراقبة المهام الجارية والطارئة أيضاً.
  5. احصل على استراحة غداء مناسبة، وأعد الطعام بنفسك مع الاستماع إلى موسيقى تحبها أو مشاهدة برنامجك التلفزيوني المفضل.
  6. جرب الخروج واحصل على بعض ضوء الشمس، إذا كان يمكنك القيام بذلك بأمان، وجرب بعض التمارين في الهواء الطلق، ضمن الإرشادات المتعلقة بالابتعاد الاجتماعي.
  7. استخدم جدولة المكالمات الهامة الخاصة بالعمل بشكل يومي.
  8. اكتب يومياتك ومارس الامتنان.
  9. إذا كنت تدرس في المنزل أو تعتني بالأطفال أثناء محاولتك العمل، فقم بإجراء محادثة مع مديرك في العمل حول تلك الظروف، مع ضرورة الإعداد للعمل وللدراسة وللأطفال.

أهم ما تحتاجه مهارتك المهنية بعد انتهاء أزمة كورونا
يحيط الغموض مستقبل العالم اليوم في ظل انتشار وباء العصر الحديث، لن أقول إننا سنعود للتحفيز الخاص بتنمية المهارات خلال الحجر الصحي وبحسن نية (دوماً النية حسنة في أي كلمة تحفيزية للذات والآخرين)، لكن مع ذلك تأكد أنه يمكنك اغتنام هذه الفرصة النادرة لبناء مهارات جديدة وسدّ الفجوات المعرفية في مهنتك أو عملك الذي تطمح لبدئه، وكن متأكداً أنه في بيئة اقتصادية سريعة التغيير، يمكن فقط للأشخاص ذوي المهارات المتعددة؛ التكيف والازدهار بسهولة...

النصيحة الأهم هنا؛ اجعل نفسك (نادراً)، من خلال الجمع بين اثنين أو أكثر من المهارات "الجيدة جداً"، على اعتبار أنك لن تكون متكاملاً في شيء واحد محدد، لكن يمكنك أن تكون جيد جداً في شيئين اثنين [5].

يمكنك أن تحقق ما يُسمى بالمهارة البديهية البوليماث (A polymath)، أي الفرد الذي يحوز ويتقن معرفة في أكثر من موضوع؛ أنت في العصر الرقمي حيث يمكنك أن تتعلم وأنت في بيتك بسهولة، بشرط أن تمتلك عقلية منفتحة وغريبة وقدرة على تعلم معظم المهارات التي تحتاجها عبر الإنترنت.

إن مجرد تعلم مهارة جديدة يفتح العديد من الخيارات أمامك، نحن نحتاج جميعاً إلى تحسين أنفسنا لنصبح أشخاصاً (لا غنى عنهم) في العالم الجديد بعد جائحة (COVID-19)، وعندما تكتسب معرفة جديدة وتعزز مهاراتك، يتم تزويدك بالعديد من الفرص الأخرى، وترى أن "المزيد من الطرق؛ مفتوحة أمامك".

أخيراً.. لا ضير من التركيز على الإنتاجية طالما تحتفظ بعملك من المنزل، لكنك لا تجعلها حاجزاً أمام تطوير مهاراتك المعرفية المتعددة، لأن العالم بعد كورونا سيتغير، وبيئة العمل ستكون مختلفة وتحتاج الأشخاص القادرين على قيادة أنفسهم أولاً والتحكم الذاتي؛ للوصول بالعمل في أي مكان إلى النتائج المرضية، ما رأيك؟ كيف ستكون بيئات العمل العالمية بعد انتهاء فترة الحجر الصحي وكورونا؟ شاركنا من خلال التعليق على هذا المقال.

المراجع