كيف أتعامل مع طليقي؟ التعامل مع الزوج بعد الطلاق
الطلاق هو انفصال الزوجين عن بعضهما البعض بشكل رسمي ونهائي، ويتم حسب الأصول الشرعية والقانونية والاجتماعية المعمول بها في كل بلد، وللطلاق أسباب متعددة أهمها الخلافات الزوجية بأشكالها المختلفة، وهذه الخلافات قد تستمر حتى بعد الطلاق وبالتالي تؤدي لاستمرار النزاعات بين الطرفين بعد الانفصال.
رغم أن الطلاق يمثل نهاية علاقة زوجية فاشلة يجب على الأنسان أن يخرج منها بأقل خسائر ممكنة حتى يستطيع إعادة بناء حياته من جديد كي تتوقف حياته بعد الانفصال، غير أنه هناك عدة أسباب تساهم في استمرار النزاع بعد الطلاق بين الزوجين السابقين تؤدي لتضرر كلّ منهما واستنزاف طاقتهما بخلافات لا فائدة منها، ومن أهم هذه الأسباب:
- الخلاف على حضانة الأولاد: المشكلة الأكبر التي تواجه كل زوجين بعد الطلاق هو مسألة العناية بالأطفال:
- حيث أنه في معظم الحالات يريد كل طرف الانفراد بتربية الأولاد بعيداً عن الشريك الآخر، متجاهلاً أهمية وجود الطرفين بالنسبة للأبناء والدور البارز الذي يساهم به كل منهما في تربية الأبناء
- وفي بعض الحالات قد نرى العكس حيث يريد كل طرف إعطاء الأولاد للطرف الآخر ليتحرر من مسؤولية تربيتهم ويعيش حياته على هواه غير مقيد بوجودهم ومسؤولياته نحوهم.[1]
- الخلافات المادية المتعلقة بنفقة الأولاد: ليس من السهل على أحد الأبوين أن يتحمل مسؤولية تربية الأطفال والأعباء المادية التي ترافقها لوحده، لذا كثيراً ما يكون هذا الشيء موضع خلاف بين الأبوين بعد الطلاق وخاصةً إذا كانت المرأة هي من تقوم بتربيتهم وليس لها مصدر دخل مادي جيد. [2]
- الخلافات التي تحدث بسبب وجود قرابة بين الطليقين: فظاهرة زواج الأقارب منتشرة جداً في مجتمعنا وفي بعض الأحيان تكون هذه المسألة سبب في حصول الطلاق من جراء محاولة تدخل أهل كل من الزوجين بحياتهما، وعند حدوث الطلاق فوجود الطليقين بنفس العائلة يترك مجالاً للأحاديث الكثيرة ورمي الاتهامات والتدخل كل منهما في شؤون الآخر، وربما قد يتطور الخلاف ليصبح بين عائلة كل من الطرفين بدلاً من بقائه في حدود أصحاب العلاقة فقط.
- الحنين للشريك السابق بعد الطلاق: في حالات الطلاق المتسرع يبدأ أحد الطرفين بالندم والشعور بالاشتياق والحنين للطرف الآخر فيلجأ إلى محاولة إصلاح الأمور معه لكن دون جدوى، فيتحول هذا الشوق إلى كره وحقد يؤدي بالنهاية إلى توليد وخلق المشاكل بينهما. [3]
- خلافات لأن أحد الطرفين لم يكن يريد الطلاق أصلاً: قبل الطلاق يسعى أحد الزوجين إلى فرض هيمنته وقراره على الطرف الآخر دون توقع حدوث الطلاق بالنهاية، وبعد الطلاق يبدأ هذا الطرف في المناكدات واختلاق المشاكل بسبب خروج الأمور عن سيطرته بالكامل وحدوث ما لم يكن يتوقعه، فهو بهذه التصرفات وكأنه غير مقتنع بأن الطرف الآخر انفصل عنه تماماً وأصبح له حياة جديدة بل من وجهة نظره بأن هذه المسألة هي مشكلة عابرة وسوف تنتهي. [3]
تتراوح أشكال خلافات الطليقين بين ما هو معروف للجميع مثل حالات التشهير والذم والمراقبة وبين الخلافات الخطيرة التي قد تؤدي بحياة أحد الطرفين أو التسبب له بمشاكل كبيرة قد تترك أثر بالغاً على باقي حياته كنوع من الانتقام وهذه حالات قليلة، وأكثر أشكال الخلافات انتشاراً هي: [1]
- إفشاء الأسرار الزوجية السابقة: لكل فردٍ منا أسراره الخاصة التي تتعلق بحياته الشخصية وقد نكون في لحظات مفعمة بروح التفاهم مع الشريك قبل الطلاق ونقوم بأخباره بهذه الاسرار، فيلجأ الشريك بعد الطلاق إليها كسلاح يستخدمه ضدّ الطرف الآخر ويمكن البوح بها لأي أحد، وقد تتنوع هذه الاسرار بين ما هو يتعلق بظروف اجتماعية سابقة في حياتنا أو ما يتعلق بالحياة الجنسية للشريك أو حتى أمور خطيرة متعلقة بالعمل أو أسرار عائلية.
- التجريح بالشريك السابق: في هذه الحالة يتعدى الشخص مرحلة إفشاء الأسرار إلى مرحلة التجريح والتهكم على الطرف الآخر وتأليف قصص تتعلق بأسلوب حياته الشخصية ومحاولة رسم صورة سيئة عنه أمام الناس وقد يصل الأمر لاختلاق فضائح قد تتعلق بالشرف والأخلاق.
- التتبع والتدخل في خصوصيات الشريك السابق: يسعى أحد الطليقين لمعرفة كل تفصيل يتعلق بالطرف الآخر فيلجأ إلى تتبعه على وسائل التواصل الاجتماعي ومحاولة معرفة مع من يتكلم ومع من يتفاعل، وقد يتعدى الأمر الواقع الافتراضي ليتحول إلى محاولة ملاحقته في الشارع وإلى مكان عمله والتدخل في حياته الشخصية أيضاً وافتعال مشاكل مع الأشخاص الذين يتفاعلون معه
- اقحام الأطفال في مشاكل الوالدين: وهي التصرفات الشائعة جداً بين الأزواج المنفصلين فيلجأ أحد منهما أو كليها إلى تشويه صورة الآخر في عين أطفاله وربما إدخال هؤلاء الأطفال مثل حالات تكليفهم بمراقبة الطرف الآخر أو نقل الأخبار، وهذه المسائل لها آثار اجتماعية وتربوية خطيرة على نشأة الأطفال.
وجود أبناء بين الطليقين يفرض استمرار التواصل بينهما من أجل تربيتهم، ودرجة الوعي والتفاهم هي ما يحدد طبيعة هذا التواصل ، فالكثير من الآباء لا يدركون خطورة استخدام الأطفال كسلاح بيد أحدهما ضدّ الآخر، حيث ينعكس هذا بشكل كارثي على الأطفال بنواحي مختلفة، ومن الأخطاء الشائعة اعتقاد أحد الأبوين بإمكانية تربية الأبناء بدون وجود الطرف الآخر، وهناك بعض الأمور التي تساعد الطليقين على التواصل دون حدوث مشاكل منها:
- حاولي أن تبني معه علاقة قائمة على الاحترام: وخاصةً امام الأبناء لأن تقليل احترام أحدكما للآخر أمام الطفل سوف يدفعه هذا في المستقبل لتقليد هذه السلوك وعدم احترام والديه.
- يجب أن يحترم كل منكما استقلالية الآخر: يجب على كل منكما استيعاب أنه لم يعد له علاقة بحياة الطرف الآخر فلا يتدخل بشؤونه وبما يفعل وأين يذهب ومع من يتحدث ويجب عدم دفع الأبناء للضغط على الطرف الآخر ليمتنع عن القيام بشيء ما أو إقحامهم في مسائل الكبار.
- الاتفاق التام على كل ما يخص الابناء: بما يتلاءم ومصلحة الأبناء بالدرجة الأولى مثل مكان إقامتهم ومواعيد رؤيتهم للطرف الآخر وأماكن مدارسهم ورحلاتهم وكل ما يشكل حالة روتينية متكررة في حياة الأبناء.
- الابتعاد عن محاولة زج الأولاد في معركة الطلاق: فالأطفال هم الخاسر الأكبر في معركة الطلاق في أغلب الأحوال، خاصّةً عندما يلجأ الأب أو تلجأ الأم إلى استخدام الأبناء في معاركهما! تجنبي إقحام الأبناء في صراعكِ مع زوجكِ السابق.
- التركيز على هدف واحد من التواصل مع الطليق وهو الاتفاق على الأمور المتعلقة بالأولاد وتربيتهم تربية سليمة بعد الطلاق.
- قللي من التواصل المباشر مع الطليق إن لم يكن فعالاً: يمكن اللجوء إلى صديق مشترك لكما أو أحد أقاربكما ليتم التواصل عن طريقه فيما هو ضروري لتجنب المشاحنات التي قد تحدث بينكما إذا التقيتما لسبب ما، وفي حال لم يتوفر هذا الشخص يتم التواصل عن طريق الرسائل والمكالمات مع الحفاظ على الطابع الرسمي. [2]
انفصال الشريكين قبل أن يكون لهما أبناء مشتركين يسهل عليهم الحياة بعد الطلاق وهنا فإن أفضل ما يمكن فعله هو نسيان الماضي وتجنب التواصل مع الشريك السابق بشكل كامل، ولكن في بعض الأحيان تفرض الظروف نفسها عليكما لذا يجب ان تتصرفي بشكل يساعد على تجنب المشاكل مثل: [4]
- تجنبي الحرب الكلامية معه: بشكلٍ خاص عندما تنتميان إلى محيط اجتماعي واحد ومتصل ببعضه كأن تكونا من عائلة واحدة أو متجاوران في السكن، حيث أن الكلام والتجريح سوف يؤدي لتصرف مماثل من الزوج السابق ما يسبب بقيام الخلافات بينكما.
- الحذر من المراقبة: لا داعي لمتابعة أخبار الشريك الآخر، فلقد أنتهى الوقت الذي كنتما تتشاركان فيه الخصوصيات وأصبح لكل منكما حياته الخاصة التي يجب أن يعيشها بعيداً عما كان يحدث سابقاً.
- الحظر من مواقع التواصل الاجتماعي: إذا كنتِ غير قادرة على كبح نفسك عن مراقبة زوجكِ السابق وتتبع أخباره عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ فلا بديل عن حظره تماماً، سيساعدكِ ذلك بتجاوز المرحلة والبدء من جديد.
- عدم اللجوء إليه مجدداً: يجب تجنب التواصل مع الشريك السابق من أجل حاجة ما قدّ تكون مادية أو عاطفية أو أي نوع من الدعم لأنه سوف يعيد الرغبة بالسيطرة والتدخل في حياتك من جديد.
- فكّري بنفسكِ أولاً: المعضلة الكبرى بالنسبة للمطلقات هي الأطفال، في حالتكِ أنت وعدم وجود أبناء من زوجكِ السابق أمامكِ فرصة كبيرة للبدء من جديد، فكري بنفسكِ للخروج من دوامة الزواج التعيس الذي انتهى بالطلاق.
من المشاركات الواردة على موقع حلوها لسيدة مطلقة، تقول أنها تطلقت مؤخراً ولم تمضِ مع زوجها إلا فترة بسيطة قبل أن تحدث مشاكل بينهما بسبب أهل طليقها الذين كانوا يتدخلون بحياتهما ويؤثرون عليه، وقد وصل الأمر بهم إلى حد تشويه سمعتها وتلفيق التهم الأخلاقية لها مع العلم أنهم من أقربائها، وهي تشعر بالإحباط والاكتئاب وفقدان الثقة بنفسها، وتطلب المساعدة فنفسيتها تأثرت سلباً بسبب تشويه أنسبائها لسمعتها.
وردت عليها الخبيرة في موقع حلوها الدكتورة سناء مصطفى عبده بأن تحذر من جعل هذا يؤثر عليها وأن تحمد الله لتخلصها من هذا الرجل ونصحتها:
- بأن لا تتأثر بهذا الكلام والأقوال الملفقة والتي من المعيب على طليقها قوله
- كما أضافت بأن عليها القيام من جديد ومتبعة حياتها ولا تأبه لهذه الأمور
- وأن تجعل حسن سلوكها وأخلاقها أفضل رد على تصرفات طليقها وأهله
- بالإضافة لأن تحمد الله لتخلصها منه وأن تكرر هذه القول أمام الجميع وأن ترفع من ثقتها بنفسها بأن تردد كلمات إيجابية بحق نفسها
- وتعود لحياتها وعلاقاتها الاجتماعية وأن تكون طبيعية في التعامل معهم.
لمراجعة الاستشارة الكاملة مع أراء الخبراء وتفاعل مجتمع حلوها انقر على الرابط، كما يمكنكم في أي وقت طلب الاستشارة من الخبراء المختصين في موقع حِلّوها من خلال النقر على هذا الرابط.