كيفية التعامل مع المدمن ومساعدة المدمن على العلاج

تعريف الإدمان، أعراض الإدمان على المخدرات، الأخطاء الشائعة في التعامل مع المدمن، وطريقة التعامل الصحيحة مع مدمن المخدرات ومساعدة المدمن على العلاج
كيفية التعامل مع المدمن ومساعدة المدمن على العلاج
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الكثير من العائلات قد تعاني من إصابة أحد افرادها بمرض الإدمان على المواد المخدرة، وبعد تلقي الصدمة نتيجة ذلك فإن أول ما تبحث عنه هو طريقة علاج وكيفية التعامل معه حتى يستعيد حالته الطبيعية التي كان عليها قبل الإدمان

حسب تعريف الجمعية الأمريكية لطب الإدمان فالإدمان (بالإنجليزية: Addiction) هو مرض مزمن قابل للعلاج يشمل تفاعلات معقدة بين دوائر الدماغ وعلم الوراثة والبيئة والتجارب الشخصية للأفراد، والأشخاص المدمنون يعانون يتعاطون المواد المخدرة أو العقاقير أو ينخرطون في سلوكيات قهرية بصفة مستمرة على الرغم من إدراك العواقب والمخاطر وظهور الأضرار عليهم.

مصطلح الإدمان لا ينحصر في الإدمان على المخدرات، فقد يشمل الإدمان على الكحوليات والتدخين وبعض المواد الكيميائية المنزلية مثل شم رائحة الغراء أو الغاز مثلاً، والادمان على المخدرات أو ما يعرف "باضطراب تعاطي المخدرات" هو مرض يؤثر على دماغ الشخص وسلوكه ويؤدي إلى عدم القدرة على التحكم في استخدام عقار أو دواء قانوني أو غير قانوني.

animate
  • فقدان السيطرة على بعض التصرفات
  • التغيير في سلوك الشخص مثل إهمال هوايات وأنشطة كانت مهمة له من قبل.
  • تحمل مخاطر غير طبيعية، أما نتيجة للإدمان أو بغرض تغذية الحالة الادمانية
  • مشاكل مفاجئة في العلاقات مع العديد من الأشخاص "زملاء العمل، الشركاء، زملاء المدرسة"
  • السرية تطفو على تصرفات الشخص المدمن من حيث الأماكن التي يذهب إليها والأمور التي يقوم بها.
  • تغيرات في المظهر الخارجي للشخص حيث يميل لعدم الرتابة والعناية بالمظهر كما يتصف بإهمال النظافة الشخصية أيضاً.
  • الأعراض الانسحابية من الإدمان: والتي تحدث حين يحاول الفرد التوقف عن تعاطي المادة المخدرة وتتمثل هذه الأعراض في الشعور بالاكتئاب والشعور بالذنب والأرق وفقدان الشهية والغثيان والصداع والتعرق والارتعاش.
  • يحدث أيضاً تغير واضح في أنماط النوم ما ينتج عنه إرهاق مزمن
  • بعض الأعراض الصحية مثل: بقع الدم نتيجة التعاطي، المرض المستمر، الإصابات غير المبررة، تغيير مفاجئ في الوزن.
  • السلوك العدواني واللامبالاة فقدان الذاكرة والتغير في طريقة الكلام في المراحل المتقدمة من الإدمان.

تختلف أعراض الإدمان باختلاف المادة المدمن عليها، ومعرفة هذه الأعراض لها دور في تحديد وسائل علاجها وكيفية التعامل معها، وهناك عدة عوامل تلعب دوراً رئيسياً في تحديد أعراض الإدمان لدى الشخص وهي:

  • الظروف الشخصية للفرد مثل العمر والوضع المادي والفئة التي ينتمي إلهيا والوضع الأسري.
  • المادة المخدرة التي يتم تعاطيها حيث تختلف الأعراض من مادة مخدرة لأخرى.
  • مدة التعاطي والتي تؤثر على حدة الأعراض ومدى ظهورها.
  • الأذى الذي سببته المادة المخدرة للدماغ وانعكاساته على السلوك.

تسعى جميع العائلات لمساعدة الفرد المدمن فيها على العلاج والتخلص من الإدمان ومساعدته في العودة لحياته الطبيعة، لكنهم دون أن يدركوا يقومون بالعديد من الأخطاء أثناء محاولة مساعدة المدمن ومن أكثر هذه الأخطاء شيوعاً في التعامل مع المدمنين:

  • المبالغة في اللوم والانتقاد: بسبب الصدمة من فكرة أن أحد أفراد العائلة مدمن مخدرات، عادة ما تكون ردة فعل الأسرة قائمة على اللوم والتعنيف وتحميله مسؤولية ما يجري، وهذا أمر خاطئ، فهناك سبب دفعه للإدمان، وبعد الإدمان تصعب السيطرة على التصرفات حيث يصبح الإدمان مرض في الدماغ يحتاج لتدخل مختصين لعلاجه.
  • غالباً ما تكمن المشكلة في إقناع المدمن بتلقي العلاج في المركز المختص، وهنا تأتي أهمية الأسرة والأشخاص المقربين من دائرته المحيطة، فيجب عليهم اتباع أسلوب لطيف بعيد عن التعنيف والإجبار في تقبل العلاج.
    فعليهم مثلاً أن يمارسوا جهداً جماعياً يقدموا من خلاله الدعم والحب للمدمن ووضع حدود حول سلوكياته الإدمانية والجلوس معه بشكل متكرر للحديث عن مخاوف استمرار الإدمان بشكل هادئ، حيث أن ذلك يشجع المدمن على اتباع برامج علاج الإدمان والذهاب للمراكز العلاجية.
  • إهانة للمدمن وتجنب تعنيفه أو التقليل من شأنه وانتقاده بشكل مستمر حيث أن كل ذلك يساهم في استمرار سلوكه الإدماني. وخاصةً أن المدمنين يتوقعون رد الفعل هذا من العائلة والأصدقاء لذلك يتجنبون أخبارهم بحالتهم الصحية او اللجوء لهم لطلب المساعدة.

التعامل مع المدمن ليس بالأمر السهل وذلك بسبب سلوكه المتوتر، وعدم ثقته بمن حوله، حيث أنه يفضل أن يرافق المدمنين مثله أكثر من أي أحد آخر، ولكن هناك بعض الخطوات الأساسية التي تساعد في إعادة بناء التواصل والثقة مع المدمن من جديد ومن أهمها:

  1. تفهم سلوك المدمن: لا يمكن التنبؤ بسلوك المدمن حيث يمكن أن يفعل أو يقول أي شيء، لذلك يجب تقبل تصرفاته من أجل بناء جسور الثقة معه وخاصةً عن طريق الاستماع له دون مقاطعته وتفهمه ومعاملته باحترام، وعلينا أن نعي أن إدمانه حصل لسبب ما خارج عن سيطرته.
  2. مساعدة المدمن على فهم سلوك الإدمان: لا شك أن الجميع يعرفون نظرياً مخاطر الإدمان، لكن للأسف بعد الوقوع بالإدمان ستكون هذه المعرفة مشوّهة، وقد يساعد تعديل المعرفة بطبيعة الإدمان وكيفية عمل المواد المخدرة وآثارها القريبة البعيدة؛ قد يساعد هذا كله في تسريع عملية العلاج من خلال خلق الدوافع والمعرفة اللازمة لدى المدمن.
  3. إظهار الحب والدعم العاطفي للمدمن: من المهم أن يعرف المدمن أنه مازال يتمتع بأهمية لأسرته، لذلك يجب الحرص على إظهار الحب له مع التأكيد على عدم قبول سلوكه الإدماني، فإذا كان المدمن غير راغب في التغيير ولاحظت أنه لا يمكن الاستمرار بالحياة معه على هذه الحالة، يمكنك إخباره بلطف بذلك ليعي مخاطر افعاله.
  4. دعم عملية التغيير والشفاء: إرادة الأسرة لعملية التغير أعلى من إرادة المدمن، لذلك عليهم الدعم والدفع ليتقبل هذا التغيير، من خلال تقديم المشورة والنقاش والاستعداد لاصطحابه إلى مراكز التأهيل أو الأخصائي المعالج للإدمان، وتقديم كل ما يحتاج حتى يشفى.
  5. عدم الاستسلام: من الطبيعي ألّا يبدي المدمن استجابة فورية لنصائح العلاج على الرغم من معرفته التامة بمخاطر الإدمان! لكن على الأشخاص المحيطين به الاستمرار في المحاولة بشتى الطرق والوسائل دون كلل أو ملل حتى يساعدوه على علاج الإدمان والعودة إلى حياته الطبيعية.
  6. الالتزام بنصائح وتعليمات المختصين: كما ذكرنا وكما يؤكد الأخصائيون بعلاج الإدمان؛ فإن الإقلاع عن تعاطي المخدرات لا يمكن أن يكون مجهوداً فردياً من المدمن، بالتالي لا بد أن يلتزم محيط الشخص المدمن بتعليمات الأخصائيين ونصائحهم لمساعدته بالخروج من حالة الإدمان والعودة إلى الحياة الطبيعية.
  1. القيام بنشاطات ترفيهية مشتركة: كل فرد من أفراد الأسرة يحتاج لبعض الوقت لإعادة الاندماج والقيام بشيء مفيد له وللأسرة. وهذه الأنشطة مثل: الموسيقى، الخروج برحلات مشتركة، اللعب مع الأطفال، التنزه في الحدائق، الطبخ واعداد الطعام، القيام بالزيارات العائلية المشتركة، تساعد هذه النشاطات والاندماج مع العائلة في تعويض المدمن عن الشعور الذي يبحث عنه في المادة المخدرة.
  2. ممارسة النشاطات الرياضية: من المهم أقناع المدمن بممارسة الرياضة، حيث تلعب دوراً كبيراً في خفض التوتر وتخفيف الشعور بالاكتئاب، إضافة إلى أن الرياضة تدفع الدماغ لإفراز المواد الكيميائية الممتعة مثل الدوبامين والأوكسيتوسين، إضافة إلى أن الحديث أثناء التمرين يجعل الأفراد يعبّرون عن أنفسهم بطريقة أكثر، غير مزعجة ولا تسبب المشاكل.
  3. تحديد مواعيد نوم ثابتة: معظم الأوقات التي تحدث فيها السلوكيات الإدمانية هي في منتصف الليل غالباً بسبب الشعور بالاكتئاب في حالة غرق الجميع بالنوم وبقاء المدمن وحيداً، ولغياب النشاطات التي يستطيع القيام بها ليلاً والتي يمكن من خلالها تمضية الوقت بدون ملل والغرق بالأفكار السلبية.
     إضافة إلى أن مقابلة بائعي المخدرات وتناول جرعة بدون علم أحد يكون متاح أكثر ليلاً، لذلك يجب التركيز على نوم المدمن بشكل جيد في الليل. كما أن فقدان النوم بشكل منتظم يغيب الراحة عن الجسم ويصيب الشخص بحالة من التوتر شبه الدائم. [6]
  4. المشاركة بالنشاطات الأسرية والعائلية: العزلة تفرض نفسها على معظم أنشطتنا اليومية بسبب نمط الحياة المعاصر بما فيها تناول الطعام، لكن قيام أفراد الأسرة بإعداد الطعام مع بعضهم البعض مثلاً يضفي شعوراً مريحاً ويساعد على إعادة التواصل فيما بينهم في نهاية كل يوم وتبادل الحديث حول مجريات الاحداث اليومية وهذه الوجبات تعزز الأرضية المشتركة والعمل الجماعي.

تفادي خيبة الأمل، في معظم حالات العلاج التي يمر بها المدمن قد يتعرض فيها للانتكاس خلال أحد مراحل العلاج، فبعد أن يكون قد قطع شوطاً طويلاً ويشرف على الشفاء، يعود المريض لعاداته السابقة حيث يكون من الصعوبة التخلي عنها، الأمر الذي يولّد الإحباط بين أفراد الأسرة وخيبة الأمل لديهم. وهنا يجب تنبيه أفراد الأسرة أن الانتكاس أمراً متوقع، فتغيير السلوكيات والانماط المرتبطة بالإدمان أمراً ليس سهلاً، وبالتالي حدوث الانتكاس أمر متوقع وطبيعي، لذلك عليهم تفادي مشاعر الإحباط وخيبة الأمل، والعمل على تفادي حدوث الانتكاس. [6]

بعد فترة من تعاطي المادة المخدرة تبدأ نتائجها السلبية بالظهور، ما يدفع المتعاطي للتفكير الجدي في التخلص من هذا الإدمان أو بسبب تشجيع العائلة على ذلك، ولكن في حالات الادمان المتقدمة يجب مراجعة أخصائي للعلاج وهناك بعض الأمور الهامة التي يجب معرفتها أثناء العلاج مثل:

  • تعرف على آثار المادة التي يتم تعاطيها عن طريقة قراءة المواضيع التي تتحدث عنها لتكون على دراية بتأثيراتها والمضار التي تسببها.
  • استمرار مراجعة الأخصائيين لعلاج هذا الإدمان والأخذ بنصائحهم دون اهمال.
  • الحديث مع الأشخاص المقربين عن المخاوف والقلق من حدوث انتكاسة اثناء العلاج.
  • استمر في المشاركة في اجتماعات العلاج من الإدمان ولا تستسلم حتى لو وجدت صعوبة بذلك.

من الأسئلة التي وردتنا على موقع حلوها لسيدة تشتكي من ولدها مدمن المخدرات، وتقول أنها حاولت علاجه في مصح مختص عدة مرات وقد حجز لمدة سبعة أشهر بأحدها دون جدوى. وقد أتعبتها تصرفاته مثل الكذب والسرقة، وبعد خروجه من المصح عاد للتعاطي ولسابق تصرفاته وهو يسبب المشاكل لكل من في المنزل وخاصة زوجة شقيقه، وقد وصفت حالته بأنها انفصام في الشخصية وطلبت المساعدة.

وأجابتها الخبيرة في موقع حلوها الدكتورة سراء فاضل الأنصاري بأن العلاج من المخدرات وحده لا يكفي بحال وجود سبب نفسي لحالة ابنها، فيجب علاج هذا السبب النفسي بالتوازي مع علاج نتائج الإدمان. ومن ضمن المشاكل النفسية التي قد يعاني منها حالة الفصام أو الذهان وأعراضه وهذه الحالات بحاجة لمستشفى نفسي لعلاجها.

لمراجعة الاستشارة الكاملة مع أراء الخبراء وتفاعل مجتمع حلوها انقر على الرابط، كما يمكنكم في أي وقت طلب الاستشارة من الخبراء المختصين في موقع حِلّوها من خلال النقر على هذا الرابط.

المراجع