أهمية الرياضة للأطفال حسب العمر وتشجيع الأطفال على الرياضة

قصة عن أهمية الرياضة للأطفال حسب العمر وآثارها الإيجابية وأنواع الرياضة المناسبة للأطفال وكيفية تشجيع الأطفال على الرياضة وفوائد الرياضة للأطفال
أهمية الرياضة للأطفال حسب العمر وتشجيع الأطفال على الرياضة
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

ما هي أهمية الرياضة للأطفال؟ ما هي الأسس العلمية لاختيار الرياضة المناسبة لعمر الطفل؟ وكيف نشجع الأطفال على الاستمتاع بالرياضة وممارسة المزيد من النشاط اليومي؟ الرياضة ليست ممارسة جسدية فقط، بل ضرورة بالنسبة لكل طفل من أجل أن ينمو بصورة أفضل على المستوى البدني والنفسي والعقلي والأخلاقي أيضاً. فالرياضة تؤكد على أعظم القيم التي وصل إليها الإنسان؛ مثل التنافسية واحترام الخصم، والتعاون واللعب بشرف، وتقبل الخسارة بروح رياضية.
الرياضة مفيدة جداً للأطفال، وتساعدهم على الشعور بالرضا عن أنفسهم وعلى تكوين الصداقات مع الأقران الذين يشبهونهم في الاهتمامات، وتزيد تقديرهم الذاتي وثقتهم بأنفسهم. وعلى المستوى الجسدي تجعلهم بصحة أفضل أيضاً، وغير ذلك من الفوائد.
لذلك، فعلى كل أم أن تحرص على رفع اللياقة البدنية لطفلها من خلال تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة كجزء من أسلوب الحياة اليومي. 
إلى جانب فوائد الرياضة للأطفال، سنتحدث في هذا المقال عن كيفية اختيار أنواع الرياضة للأطفال حسب العمر، وكيفية تشجيع الأطفال على الرياضة وتحبيبهم بها، وسننهي المقال بسرد قصة عن أهمية الرياضة وآثارها الإيجابية للأطفال، وأهمية المحافظة على الصحة.

أهمية الرياضة وآثارها الإيجابية للأطفال
ما هي فوائد الرياضة للأطفال؟ تساعدنا الرياضة على أن نكون في لياقة بدنية عالية، فبالإضافة إلى أهمية اللياقة البدنية للأطفال والتي يحصلون عليها من خلال ممارسة الرياضة واللعب في الخارج، تظهر آثار الرياضة على الطفل على أصعدة كثيرة، سنبدأ أولاً بالآثار الجسدية للرياضة.

 

  • فوائد الرياضة الصحية والجسدية للأطفال: [1]
    1. الرياضة من أساسيات التربية الصحية للأطفال، حيث تقوم بشكل فعال على دعم النمو بصورة صحية، من الطفولة إلى البلوغ، فالرياضة تصبح جزءاً من أسلوب حياة الطفل وطقساً يومياً مفيداً.
    2. اللياقة البدنية تعني المرونة والتوازن والتناسق والقوة، وكلها أشياء مفيدة لأي جسد للاستمتاع بأنشطة الحياة المختلفة.
    3. التمرين المنتظم يساعد على الحفاظ على جسد الطفل في وزن مثالي، مما يحمي الطفل من السمنة وأضرارها، أو يساعد طفلك على التخلص من الوزن الزائد.
    4. الحفاظ على اللياقة البدنية العالية يحسن من صحة القلب، وبالتالي يقلل ذلك في المستقبل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم، وكذلك الوقاية من داء السكري، وغيرها من الأمراض.
    5. تساعد الرياضة في تطوير المهارات الحركية الدقيقة عند الأطفال الصغار، عن طريق تقوية عضلات اليد والأصابع والإبهام، وذلك مفيد في عملية الكتابة، وإطعام الذات.
    6. تقي الرياضة الطفل من مشكلات متكررة لدى آخرين مثل آلام الظهر والرقبة والصداع.
  • فوائد الرياضة النفسية للأطفال: إن فوائد الرياضة للأطفال لا تتوقف فقط على الفوائد البدنية، بل علينا أن نعرف أيضاً العلاقة بين التمارين الرياضية والصحة النفسية، فالرياضة في حقيقة الأمر تساعدنا على تعليم الأطفال القيم والأخلاق الحميدة، بالإضافة إلى الفوائد العقلية والعاطفية والاجتماعية أيضاً، ومنها [2]: 
    1. احترام الذات واحترام الخصم: الرياضة تدعم احترام الذات والثقة في قدراتها. إن كلمات المديح من المدرب ومن الجماهير تعمل أيضاً على بناء الطفل لصورة ذهنية إيجابية عن نفسه، كذلك فإن النقد يساعده على تقبل النقد الإيجابي والتعامل معه، والتخلص من نقاط ضعفه والعمل على تطوير نفسه بصورة أفضل.
    2. تطوير المهارات الاجتماعية عند الأطفال: تساعد الرياضة على تنمية الذكاء التفاعلي والاجتماعي عند الأطفال، سواء كانت فردية أو جماعية فهي تدعم تقدير الذات والثقة بالنفس،  واحترام الخصم أيضاً والاستعداد له بشكل جيد، وتعزز روح التنافس إلى جانب الروح التعاونية أيضاً.
      كذلك تعزز الرياضة فكرة الانتماء إلى كيان ما، وتكوين الصداقات، وكلها أشياء تحسن من مهارات التواصل الاجتماعي اليوم، وفي المستقبل أيضاً.
    3. تقبل الخسارة بروح رياضية: قد تكون هذه السمة الأشهر للرياضة: الروح الرياضية! وهذا الدرس يعلم الأطفال معنى الحياة، هناك فائز دوماً وخاسر دوماً. في لعبة أقرب للكراسي الموسيقية، يمكنك أن تكون الخاسر اليوم والفائز غداً؛ كل ما عليك هو ألا تترك الأمر للحظ، فاعمل بجهد!
    4. تعلم الانضباط والشرف: الانضباط صفة رياضية في الأساس، سواء كان هذا الانضباط على مستوى الحياة العادية، مثل الاستيقاظ مبكراً وتناول الوجبات الصحية، أو داخل الملعب من خلال الالتزام الجسدي والتكتيكي. وبالإضافة إلى الانضباط فإن الرياضة تعلمنا اللعب بشرف، وهذه قواعد أساسية في الحياة. سيتعلمها طفلك وستساعده في بناء حياة مهنية رائعة.
    5. إنكار الذات: من يسدد أمام المرمى؟ هذا السؤال لن يشغل رأس طفلك، فمصلحة الفريق تعني أن تكون الكرة داخل الشباك، لذلك فإن الرياضة ستعلم طفلك قيمة عظمى وهي إنكار الذات من أجل الوصول إلى المصلحة العليا، مما سيساعده كثيراً في المستقبل.
animate

أنواع الرياضة المناسبة للأطفال
ما دامت الرياضة بهذه الأهمية الكبرى في حياة أطفالنا، فلابد أن كل أم تسأل نفسها: كيف تختار الرياضة المناسبة للطفل؟  
ونعرف جيداً أن أنواع اللعب عند الأطفال كثيرة ومختلفة، لكن هناك بالتأكيد الرياضة المناسبة لكل عمر، وفقاً لآراء خبراء التربية، وإذا عرفنا الأسس العلمية لاختيار الرياضة المناسبة لعمر الطفل، أي بما يتوافق مع قدراته الذهنية والجسدية واستعداده النفسي أيضاً، يمكننا أن نحسن الاختيار ونساعده على الوصول إلى أقصى قدراته، وقد نفجر مواهبه وإبداعه أيضاً. 

إليكم أهم أنواع الرياضة المناسبة للأطفال حسب العمر [3]:

  • الرياضة المناسبة للطفل من عمر ٢ إلى ٥ سنوات
    في هذه المرحلة العمرية يبدأ الصغار بتعلم العديد من الحركات الجسدية، لكنهم أصغر سناً من ممارسة الرياضة المنتظمة، لذلك فإن اللعب غير المنتظم هو المناسب للأطفال في هذا السن، مثل: الركض، القفز، الرمي والصيد، السباحة، ركوب الدراجة، تسلق الألعاب، التزحلق، وغيرها.
  • الرياضة المناسبة للطفل من عمر ٦ إلى ٩ سنوات
    في هذه المرحلة العمرية تتحسن قدرة الأطفال البدنية وتزداد قدرتهم على الانتباه واتباع التعليمات، لذلك فهناك العديد من الألعاب الرياضية المنتظمة والأنشطة المناسبة لهم، مثل: كرة القدم، السباحة، التنس، الرقص، التزلج على الجليد، ألعاب القوى والفنون القتالية ( شرط وجود الإشراف الجيد، وسنتوقف عند الفنون القتالية بعد قليل).
  • الرياضة المناسبة للطفل في عمر ١٠ إلى ١٢ سنة
    في هذه المرحلة العمرية، يمتلك معظم الأطفال قدرة ناضجة على فهم الاستراتيجيات الرياضية، ويكون لديهم القدرة على ممارسة الرياضات المعقدة، والالتزام بتقنياتها، مثل كرة القدم، وكرة السلة، والهوكي، والكرة الطائرة، وغيرها من الألعاب الجماعية التكتيكية.

ويبدو أن ميول الطفل وشخصيته في كل مرحلة عمرية، يحددان ما يريده ويناسبه. فمثلاً إذا كان طفلك عنيفاً بعض الشيء، هناك الرياضة المناسبة للطفل العنيف؛ لعبة يفرغ فيها تلك الطاقة، وفي نفس الوقت تعدل سلوكه وتعلمه ضبط النفس، مثل الكاراتيه، لكن، لا بد أن يكون عمر طفلكِ مناسباً لها، وجسده قوياً بما يكفي، ولا بد من التأكد أن القتال والتنافسية في مثل هذه الرياضة ستؤول إلى الأفضل ولن تضره. وتعتبر الفنون القتالية مفيدة للطفل غير القادر على الدفاع عن نفسه أيضاً، بسبب ضعف شخصيته أو ضعفه البدني، فهي تقويه جسدياً ونفسياً وتزيد ثقته بنفسه.

كيفية تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة وتحبيب الطفل بالرياضة
لا بد أن نسأل أنفسنا: كيف نشجع الأطفال على الاستمتاع بالرياضة؟ فهناك بعض الأطفال الذين لا تستهويهم الرياضة ويحاولون دوماً تجنبها، حيث يردنا على موقع حِلّوها مثل هذه المشكلات، فقد راسلتنا إحدى الأمهات قائلة ابني لا يحب ممارسة الرياضة ولا تفهم سبب ذلك، فهو يبلغ السابعة من عمره، لكنه يبدي نفوراً من رياضة الكاراتيه رغم أنه مقلد جيد لأبطال الرسوم المتحركة وليس انطوائياً، ولا تعرف كيف يمكنها أن تحببه بممارسة هذه الرياضة.
وتجيبها الدكتورة هداية، خبيرة تربية الطفل على موقع حِلوها، أن من المهم اختيار الرياضة المناسبة لميول أطفالنا، لذلك علينا أن نجعلهم يشاهدون مختلف أنواع الرياضات ويجربون أشكالاً مختلفة منها، وعلينا أن نبحث عن نقاط قوتهم أو ضعفهم ونتأكد مما قد يثير اهتمامهم قبل اختيار الرياضة المناسبة، كما علينا احترام آراء أطفالنا إذا أسأنا الاختيار.

لكن بعض الأطفال قد يظهرون نفوراً من الرياضة رغم أنها قد تتوافق معهم، فكيف نشجع الأطفال على مزيد من النشاط أثناء ممارسة الرياضة؟ قد يرجع سبب ذلك إلى شعور الطفل بالضغوط عند الالتزام بلعبة واحدة، إذ يرغب في اكتشاف قدراته في أكثر من لعبة، مما قد يمثل تحدياً مناسباً للطفل.
ومن الممكن أن نشجع الأطفال من خلال أن نمثل قدوة جيدة لهم، فنواظب بدورنا على ممارسة الرياضة، وبذلك تتحدث أفعالنا بصوت أعلى من ألسنتنا، وتخبرهم بأهمية ممارسة الرياضة. فالأطفال يقلدون أفعال آبائهم وأمهاتهم أكثر مما قد يستمعون لكلمات الوعظ. ورغم ذلك، فإن الحكايات أيضاً قادرة على التأثير في وجدان أطفالنا، فيمكنكم أن تستعيدوا الذكريات وتقصوا لهم بطولاتكم الرياضية في المدرسة أو الجامعة، وكيف أنقذ البطل فريقه في الدقيقة الأخيرة فحمله الفريق على الأكتاف![4]

قصة عن الرياضة للأطفال والمحافظة على الصحة
هناك قصص عديدة يمكننا أن نقصها على أطفالنا، عن أهمية الرياضة للأطفال، واخترنا لكم من بينها هذه القصة: [5]
يحكى أن هناك مجموعة من الأطفال، قرروا أن يلعبوا كرة القدم، واتفقوا على أن يأتي كل منهم بإحدى أدوات اللعبة، هناك من سيحضر الكرة، وآخر سيحضر صافرة، وآخر علامات المرمى، والملابس، وأعلام الزاوية، وكل شيء.
لكنهم، قبل انطلاق صافرة المباراة، اختلفوا على اختيار أفراد الفريقين، وقرروا في النهاية أن الطفل الذي أحضر أهم شيء في اللعبة هو من سيختار. وبدؤوا بالتخلص من الأشياء التي لا فائدة منها، لكن العناد والأنانية والخلاف جعلوهم يتخلصون من كل شيء؛ العارضة والصافرة والأعلام، وحتى الكرة! 
في النهاية، جاء الناس ودهشوا… فقد كان الفريقان يعدوان في الملعب خلف الهواء… دون كرة، ودون مرمى، ودون صافرة، ودون شيء! وفي النهاية سقط أفراد الفريقين متعبين دون تحقيق أي هدف أو الوصول إلى أي غاية!

في الختام، فإن هذه القصة تمثل كل ما نريده من الرياضة، وكل ما نريد أن يتعلمه أطفالنا منها؛ أن يولدوا منها بصورة أفضل، أن يتخلصوا من الأنانية والعناد والأفكار السلبية، وأن يحترموا الخصم ويتعلموا من الأخطاء ويقدروا قيمة التفاصيل، وأن يتعاونوا ويتفاعلوا ويتواصلوا بطريقة إيجابية ويتقبلوا اختلاف الرأي بمحبة، ويتعاملوا مع التحديات ويتجاوزوا العقبات والخلافات، وأن يتنازلوا في سبيل مصلحة الفريق، فمصلحة الجماعة أهم من مصلحة الفرد، وأن يكون لهم هدف واضح يسعون باتجاهه… فنحن لا نريد أن يركل أبناؤنا الهواء ويركضوا وراء السراب! بل نريدهم أن يعرفوا أهدافهم منذ صغرهم، وأن يتعرفوا على قدراتهم، ويستكشفوا أنفسهم بصورة أفضل. فكم التحديات التي يقابلها أطفالنا عند ممارسة الرياضة تجعلهم أفضل مما كانوا.
ليست الرياضة إذاً مجرد لعبة، بل أسلوب حياة، ضرورة لكل طفل من أجل أن يصبح الإنسان الذي يريده، إنها وسيلة أساسية للتربية، فكما نهتم بالمدرسة وبالكتاب، علينا أن نهتم أيضاً بالجسد وباللعب، فمن خلال اللعب يتعلم أطفالنا بالتجربة ما لن يجدوه في الكتب، إذ يتعرفون على أنفسهم!
إذا كانت لديكم أي أسئلة أو استفسارات حول مواضيع تربية الطفل المختلفة يمكنكم طرح أسئلتكم هنا.

المراجع