أسباب رعشة الجسم المفاجئة عند الأطفال وعلاجها
الرعشة حركة عضلية لا إرادية، وتؤثر على اليدين في الغالب، وممكن أن تحدث في الذراعين والرأس والوجه والحبال الصوتية والجذع والساقين؛ لكن ماذا عن الرعشة أو رجفة الجسم المفاجئة لدى الأطفال؟
في هذا المقال... أسباب رجفة الجسم عند الصغار، كيف يمكن الانتباه إلى الأعراض الخطيرة التي ترافق ارتعاش الطفل فجأة؟ وما هي طرق تدبير الرجفة المفاجئة العادية في جسم الطفل؟
أسباب رجفة الجسم عند الطفل
يعاني العديد من الأطفال من التشنجات اللاإرادية في مرحلة الطفولة، ولكن ظهور أعراض جديدة مصحوبة بأعراض سلوكية أو نفسية أخرى، مثل الوسواس القهري، قد يكون بسبب عدوى كامنة.
وتشير الدلائل المتزايدة إلى أن أنواعاً متعددة من العدوى (البكتيرية والفيروسية)، يمكن أن تؤدي إلى ظهور الارتعاش المفاجئ لدى الأطفال أو المراهقين أو البالغين. يعتقد الباحثون أن العدوى الشائعة لدى بعض الأشخاص تؤدي لرد فعل مناعي غير طبيعي، مما يؤدي إلى مهاجمة الأجسام المضادة للخلايا السليمة في الدماغ. يسبب هذا الهجوم المناعي الذاتي على الدماغ التهاباً وظهور أعراض عصبية نفسية، بما في ذلك التشنجات (الارتعاشات) اللاإرادية [3].
تقول خبيرة موقع حلوها اختصاصية تربية الأطفال الدكتورة هداية؛ في استشارتها لأم قلقة حول أسباب ظهور رعشة مفاجئة على طفلها البالغ من العمر 5سنوات:
"يتلخص سبب الرعشة في نوع المثير الذي تعرض له الطفل والذي كان بصفة فجائية، لذلك من الضروري التحدث إلى الطفل بخصوص الموقف الذي تعرض له قبل الدخول للبيت، وهل هذه الرعشة تتكرر لدى الطفل أم أنها المرة الأولى التي تحصل معه؟ فالخوف من شأنه أن يسبب هذا العرض لدى الطفل، ولا بد من تشخيص دقيق من قبل الطبيب المتخصص، مع العلاج المناسب لحالة طفلك إذا استمرت حالات الارتعاش المفاجئة".
وعلى العموم تتلخص أسباب الرعشة أو القشعريرة التي تحدث بشكل عادي للأطفال فيما يلي:
- انخفاض نسبة السكر في الدم بفعل الجوع أو التعب.
- معاناة الطفل بين عمر 6 أشهر و6 سنوات، من نوبات الحمى التي تترافق مع القشعريرة المفاجئة في كثير من الأحيان.
- العدوى البكتيرية وأسباب مناعية لا يمكن تشخيصها إلا من قبل الطبيب المتخصص.
- بعض الاضطرابات العصبية العابرة والمزمنة، والتي نتعرف عليها في الفقرة القادمة
للرعشة والارتجاف أنواع عديدة يتم وصفها بناء على السبب والأجزاء المتأثرة بها من الجسم، فهناك أنواع عديدة مثل [1]:
- رعاش جسدي (Essential tremor): لا يزعج الطفل عادة وليس له سبب كامن، بحيث يمكن أن يؤثر هذا الرعاش الفيزيولوجي على جميع العضلات، ويزداد هذا الرعاش السريع سوءاً مع التعب، وانخفاض مستويات السكر في الدم، وحالات التسمم، وفرط المشاعر أيضاً (خوف الطفل أو شعوره بالإثارة والفرح زيادة عن المعدل الطبيعي، فتلاحظين أنه قد يرتجف).
- الرعاش العصبي (Physiological tremor): يحدث عندما يكون الطفل في وضع معين أو يتحرك بطريقة معينة، قد تساعد الراحة أو لمس العضلة المصابة على تخفيف الرعاش.
- كما يتم تصنيف أنواع الرعاش اللاإرادي، اعتماداً على المدة التي يرتجف خلالها الطفل، تشمل أنواع اضطرابات التشنج والارتعاش الأكثر شيوعاً ما يلي [2]:
- اضطراب التشنج العابر (Transient tic disorder): يمكن أن تحدث هذه التشنجات مرة واحدة، أو تأتي وتذهب، تستمر لمدة تقل عن سنة واحدة وتذهب نهائياً، يمكن أن تكون مثيرات هذا الارتعاش العابر حركية أو صوتية.
- اضطراب (ارتعاش) حركي أو صوتي مزمن (Chronic motor or vocal tic disorder): تستمر هذه التشنجات لأكثر من سنة واحدة، وأي انقطاع في التشنجات اللاإرادية لا يدوم لأكثر من 3 أشهر، وهي عبارة عن تشنجات صوتية أو حركية، حيث لا يحدثان معاً.
- متلازمة توريت (Tourette syndrome): مثل التشنجات اللاإرادية المزمنة، تستمر ارتعاشات متلازمة توريت لأكثر من عام واحد وأي استراحة من هذه التشنجات اللاإرادية لا تستمر لأكثر من 3 أشهر، ومع ذلك فإن الأطفال المصابين بمتلازمة توريت؛ لديهم أعراض حركية وصوتية، قد يكون لديهم مشاكل في القلق والانتباه أيضاً، كذلك التعلم والسيطرة على السلوكيات الاندفاعية أو الوسواس.
ما هي الأعراض المترافقة مع رعشة الجسم عند الأطفال؟
تشمل أعراض وعلامات الرعاش، اهتزاز إيقاعي في الذراعين أو اليدين أو الرقبة أو رعشة في الصوت، وصعوبة في الكتابة أو الرسم يعانيها الطفل، حيث ستظهر معظم الصعوبات بالمهارات الحركية الدقيقة، ويمكن أن تتفاقم أعراض الرعاش مع تفاقم حالات مواقف القلق والتوتر في حياة الطفل.
من المهم أن نتذكر أن الرعشة في حد ذاتها (ومنها رعشة الجسم المفاجئة) ليست سوى أعراض، وهناك أسباب عديدة للرعاش، قد يقوم طبيبك بالتشخيص من خلال النظر في نوع الرجفة التي يعاني منها طفلك، ومكانها وخصائصها ومحفزاتها، والعوامل التي تزيد من سوء الرعشة أو تحسنها.
متى يجب أن تقلقي من رعشة جسم الطفل بشكل مفاجئ؟
حوالي نسبة 20% من الأطفال في سن المدرسة يصابون بعلامات التشنج اللاإرادي (الرعشة) في مرحلة ما، على الرغم أن أقل من نسبة 3% منهم قد تظهر لديهم هذه التشنجات اللاإرادية لأكثر من عام[4] فإذا استمر الرعاش اللاإرادي لأكثر من 12 شهراً، فقد يكون التشخيص "اضطراب التشنج اللاإرادي المستمر" (Persistent Tic Disorder).
كما قد يعاني معظم الأطفال الذين يعانون من اضطراب التشنج اللاإرادي المستمر من مشكلة مشتركة واحدة على الأقل، وهو ما يسمى "الاعتلال المشترك"، حيث تكون أكثر الأمراض المصاحبة للرعشة شيوعاً، هي اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والقلق، وفقاً لذلك يحتاج الأطفال المصابين باضطرابات التشنج إلى تقييم هذه الأمراض المصاحبة والتدابير الملائمة فيما يتعلق بإمكانية ظهور هذه الحالات.
في حين أن العوامل البيئية والمرض قد تؤثر على الجسم من خلال رد فعله المتمثل بالقشعريرة، لذلك فهناك أدلة تجادل بأن اضطرابات التشنج وأمراضها المصاحبة موروثة / وراثية، بحيث يمكن أن يكون نمط الوراثة خفياً وغير متوقع.
غالباً ما يكون أحد الوالدين قد عانى من التشنجات اللاإرادية في مرحلة الطفولة، كما يمكن ألا يكون لدى أي فرد في أسرة الطفل علامات تشنجية أيضاً.
لا تحتاج أشكال القشعريرة المفاجئة لدى كل الأطفال إلى العلاج... لكن لا يمكنك أن تفرض على الطفل أن يتوقف عن الارتعاش، فالحالة لا إرادية وإذا لم تكن مزعجة للطفل، فهي لن تكون مزعجة لك!
في معظم الوقت، سوف يتفوق طفلك على التشنجات اللاإرادية من تلقاء نفسه دون علا، كما يمكن أن تستمر علامات التشنج اللاإرادي في سنوات المراهقة، لكنها عادة ما تختفي أو تتحسن في مرحلة البلوغ.
إذا أصيب طفلك فجأة بأعراض شديدة، أو إذا تفاقمت الأعراض، قم بتحديد موعد مع طبيب الأطفال المتخصص، بحيث يمكنه تقييم حالة طفلك وإذا وجد أنه قد تكون هناك حاجة إلى الدواء، فسيحيل طفلك إلى قسم أمراض الأعصاب أو الطب النفسي أو متخصص الطب السلوكي للأطفال [2].
ستكون زيارة طبيب الأطفال فكرة جيدة حتى تتمكن من تقييم طفلك؛ والأهم من ذلك سيساعدك التقييم على معرفة ما إذا كان ما يصيب طفلك، هو في الواقع مجرد رعشة أو تشنج أو حالة مرضية تستدعي الاستقصاء والعلاج التخصصي.
يمكن أن يساعد الفحص البدني، بما في ذلك الفحص العصبي الكامل، في معرفة سبب تسبب التشنجات أو الرعشات لدى طفلك.
وعلى الرغم من أن الأطفال الذين يعانون من تشنجات أو رعشات عابرة، لا يحتاجون إلى أي نوع من العلاج غالباً [5] يمكن في بعض الأحيان معالجة الرعاش باستخدام حاصرات بيتا، إذا تسببت في مشكلة لاحقة للطفل، كما لو كانت تتسبب في صعوبة في الكتابة بسبب اهتزاز يديه كثيراً.
في النهاية.. يمكن أن يكون طبيب الأطفال العصبي، هو من سيحدد مشكلة طفلك إذا كان يعاني بالفعل من رعشات أو تشنجات ثابتة أو مفاجئة، ويمكنك دوماً مراقبة الصغير لحصر الأعراض المرافقة أو التي تسبق حالات الرعشة المفاجئة عند الطفل، حتى تخبر الطبيب بكل هذه التفاصيل.