إحضار الأم للعيش في بيت الابن ومشاكل الكنة والحماية

زوجتي ترفض إقامة أمي معنا! مشاكل عيش الأم في بيت ابنها المتزوج وتأثير انتقال الأم للعيش مع ابنها وزوجته على الأسرة، وكيفية التعامل مع مشاكل عيش الأم في بيت ابنها
إحضار الأم للعيش في بيت الابن ومشاكل الكنة والحماية
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تفرح الأمهات عندما يتزوج أبناؤهنّ وينشؤون أسراً مستقلّة ويبدأون أولى خطوات حياتهم في بيوتهم مع زوجاتهم. فالاستقلال عن الأهل هو بداية الانطلاقة لتشكيل أسرة جديدة من الزّوج والزّوجة ومن ثم ينجبون الأبناء والبنات وتكبر العائلة الصّغيرة وتمتد، وبالطّبع الجوّ الأسريّ في البيت يجب أن يكون مستقرّاً وسعيداً ليوفّر بيئة راحة نفسيّة ودافعاً للعمل والنّجاح خارج أسوار هذا البيت.
في هذه المقالة عن إحضار الأم لتعيش في بيت الابن سنتطرق لتفاصيل تتعلّق بهذا القرار وكيف يجب التّعامل مع الموضوع، وماهي النّصائح التي سنقدمها لتجنّب أي مشاكل أو خلافات بين الزّوجة والحماة وبالتّالي إبقاء العلاقة بينهما قائمةً على أسس الاحترام والمودّة واللّطف وعدم تجاوز الحدود والتّمادي والتّطاول وغيرها من السّلوكيات التي تسبب الكره والعداوة وطبعاً ستؤثر على علاقة الزّوج بزوجته وبأمه. فكثيراً ما نسمع عن هذا النّوع من المشاكل الأسريّة.
في مقالتنا اليوم سنتطرّق للموضوع من الجانب الاجتماعي ونتحدّث عن شعور الزّوج والزّوجة والأم عند إحضار الأم لتعيش في بيت الابن، وما تأثير هذا الأمر على العلاقة الأسريّة والجوّ الأسريّ والرّاحة النّفسيّة التي يجب توفرها في البيت؟

يشعر بعض الأبناء فور إقدامهم على خطوة الزّواج وترك بيت الأهل بشعور مختلط بين الفرح والسّعادة بالاستقلال الكامل عن الأهل وبين الخوف من مسؤوليّات الاستقلال المنزليّ والماليّ وتبعاته، وهنا يجب التّركيز على أن الاستقلال الأسريّ وإنشاء أسرة جديدة لا يعني أبداً التّخلّي عن الأهل ومقاطعتهم وعدم الاهتمام بشؤونهم! على العكس تماماً يجب زيارتهم ومساعدتهم والاطمئنان عليهم بشكل دائم.
لكن انتقال الشّاب من بيت أهله إلى بيته الخاص يعدّ نقطة تحول في حياته ومسؤوليّاته وعليه التّوفيق بينها جميعاً دون تقصير أو إهمال في حقوق الزّوجة والأم والأب والإخوة والأخوات وكذلك الأصدقاء والعمل. الزّواج لا يعني تدمير الحياة السّابقة للزّوج والزّوجة بل استكمالها في قالب جديد ومسؤوليّات أكبر وأكثر.

متطلبات الحياة الأسريّة النّاجحة للعروسين الجدد
هنالك مجموعة من المتطلبات التي يجب توافرها في الحياة الأسريّة لضمان نجاحها واستقرارها وديمومتها ومن أبرزها:

  • التّفاهم بين الزّوجين.
  • الاحترام المتبادل.
  • المشاركة في الواجبات والمسؤوليّات والمهام.
  • الصّبر والتّكيّف مع الشّريك وعاداته ومحاولة التّوفيق بين العادات لتناسب الشّريكين.
  • تقبّل الشّريك بإيجابياته وسلبياته وتشجيعه على تطوير ذاته.
animate

هنا مربط الفرس في مقالنّا هذا! قد تتطلّب الظّروف العائليّة والأسريّة انتقال مكان سكن الأم وإحضارها لتعيش في بيت الابن لأسباب عدة قد يكون أبرزها:

  • الوحدة وعدم وجود شخص آخر يعيش معها.
  • وفاة أو سفر الأب.
  • سفر الإخوة أو عدم وجودهم في البلد الذي تقيم فيه الأم.
  • أن يكون الابن وحيداً فلا إخوة له وبالتّالي لا معيل وونيس للأم غير ابنها هذا.
  • حاجة الأم لمعيل ومساعد لقضاء حوائج يومها وعجزها عن ذلك القيام بذلك لوحدها.
  • حاجة الزّوج والزّوجة لمن يرعى الأطفال الصّغار في حال عمل الزّوج والزّوجة خارج البيت.
  • تسلّط بعض الأمهات ورغبتهن بالتّسلّط على حياة أبنائهم وتقرير مصائرهم.
  • مشاكل ماليّة وعدم القدرة على تحمل أعباء وتكاليف العيش في بيت مستقل.

ولنتحدث الآن عن احتمالات الأثر النّفسي الممكن أن تشعر به الأم عند إحضارها لتعيش في بيت الإبن مع زوجته وأولاده إن كان هنالك أولاد وأطفال:

  • قد تشعر الأم بعدم الارتياح لأن سيدة البيت هي الزّوجة.
  • قد تشعر الأم بأنها عبء على ابنها وزوجته بسبب انتقالها للعيش معهما في البيت.
  • قد تشعر الأم بالرّاحة والسّعادة في حال كان وجودها خفيفاً ومقبولاً من الابن وزوجته.
  • قد تشعر الأم بالفرح لوجودها بين أحفادها ومع ابنها وزوجته في بيت واحد.
  • قد تشعر الأم بالخجل والحياء من إحضارها لتعيش في بيت الابن.
  • قد تشعر الأم بالسّلطة والسّطوة إذا كانت ذات شخصيّة متسلّطة ومتجبّرة.

إنّ إحضار الأم لتعيش في بيت الابن قد يسبّب تغييراً في هيكل الأسرة الأساسي وهذا ما قد ينتج عنه نتائج سلبيّة للغاية أو إيجابيّة للغاية ويعتمد ذلك على عدّة عوامل منها: [1]

  • مدى قرب العلاقة الإنسانيّة والاجتماعيّة بين أم الزّوج (الحماة) والزّوجة.
  • مدى الاحترام المتبادل بين الأم والزّوجة.
  • مدى التّوافق الفكري والاجتماعي والعقلي والنّفسي بين الأم والزّوجة.
  • قدرة الابن على ضبط العلاقة والحفاظ على موازنتها بين أمه وزوجته.
  • مقدار حرص كل من الأم والزّوجة على سعادة الرّجل والأطفال.
  • مقدار التّحمل والصّبر والتّكيف عند كل من الأم والزّوجة.

وعن تأثر الزّوجة بإحضار أم زوجها (حماتها) لتعيش معها ومع زوجها في نفس البيت فهنالك عدّة احتمالات منها:

  • قد تشعر الزّوجة بالسّعادة إذا كانت العلاقة بين الكنّة والحماة علاقة محبة واحترام وتقدير.
  • قد تشعر الزّوجة بالسّعادة لأنها نفّذت طلب زوجها وشاركته مسؤوليّة الاهتمام بأمه.
  • قد تشعر الزّوجة بالضجر والتّقيّد بسبب وجود الحماة في نفس البيت ما قد يعتبر تقييداً للحريّة الشّخصيّة.
  • قد تشعر الزّوجة بالرّاحة إذا كانت الحماة تساعدها بالاهتمام والاعتناء بالأطفال أثناء تواجد الزّوجة في الخارج للعمل.
  • قد تشعر الزّوجة بالإحباط واليأس وكره الحياة إذا كانت الحماة متسلّطة وسيئة الطّباع.
  • قد تشعر الزّوجة بالظّلم.

عند إحضار الأم لتعيش في بيت الابن يكون هذا الابن أمام احتمالين لا ثالثّ لهما لطبيعة العلاقة والجو الأسري بعد انتقال الأم للعيش في بيته مع زوجته: الاحتمال الأول: حياة سعيدة وهانئة ومستقرة وعلاقة وطيدة بين أمه وزوجته، أمّا الاحتمال الثّاني: حياة مليئة بالمشاحنات والمشاكل والخلافات والضغط النّفسي والعصبي على كل الأفراد، وقد يكون للرّجل دور في تحديد طبيعة العلاقة بين أمه وزوجته إذا كان حكيماً وذكياً وقادراً على توزيع الاهتمام والوقت والطّاقة بين الأم والزّوجة دون تقصير أو إهمال لأي منهما. كما سنقدم في نهاية المقالة مجموعة نصائح عمليّة لتجنّب المشاكل والمشاحنات التي قد تنتج نتيجة إحضار الأم لتعيش في بيت الابن والعلاقة الجدليّة بين الزّوجة والحماة!

يعتبر البعض الصّراع القائم بين الكنّة والحماة موضوعاً أزلياً ومعقّداً ويؤرّق الكثيرين من الرّجال والنّساء على حدّ سواء! فالرّجل المقبل على الزّواج يخشى على علاقته بأمه أن تسوء ويخشى على علاقته بزوجته كذلك، ويشعر بأنه كما يقال بمصطلح عاميّ "بين نارين" نار أمه ونار زوجته وأن مهمّة التّوفيق بينهما واختصار المشاكل والتّحديات سيكون حملاً ثقيلاً مؤرّقاً! [2]
القاعدة الأساسيّة دائماً أنّ لا قاعدة ثابتة! فلكل أسرة تفاصيل اجتماعيّة ونفسيّة وإنسانيّة وخلفيات ومرجعيات مختلفة لذلك لا يمكن اعتبار أي حالة على أنها حالة عامة وشاملة، ورغم جميع الخصوصيات في كل العلاقات الاجتماعيّة والأسريّة سنذكر أبرز المشاكل النّاتجة عن انتقال الأم للعيش في بيت الابن ومنها:

  • التّدخل في نظام البيت الذي تضعه الزّوجة! وهنا يجب التّفريق بين التّدخل وإبداء الرّأي! فإبداء الرّأي حق مشروع ضمن الحدود المنطقيّة والمسموحة ولا فرض فيه أو إجبار أو إكراه ويكون لمصلحة جميع الأفراد، أما التّدخل فهو تحكم بالقرارات ونظام الحياة وهو المسبب الأكبر للمشاكل الأسريّة!
  • إفساد الرّابطة الزّوجيّة من خلال سلوكيات الأم وتصرفاتها المزعجة والمنفرة والمستفزة في حال كانت الأم متسلّطة.
  • عدم وجود تفاهم والتّمادي عند التّعامل بين الأم والزّوجة.
  • تحريض الأم على الزّوجة أو الزّوجة على الأم لدى الرّجل ما يخلق صراعاً وكرهاً.

نصائح لتجنب المشاكل المتوقع حدوثها نتيجة انتقال الأم للعيش في بيت الابن بين الكنّة والحماة! وكيفيّة التّعامل مع المشاكل في حال حدوثها نتيجة انتقال الأم للعيش في بيت الابن!
في مقال سابق تحت عنوان "كيف تصبح الكنّة والحماة صديقتان؟" كنّا قد تحدثنا بطرق لتجنب الخلافات الأسريّة والمشاحنات بين الزّوجة والحماة وكسر الصّورة النّمطيّة عن العلاقة المتوتّرة والمشحونة والسّلبيّة بين الكنّة والحماة! لذلك ننصحك بدايةً بالاطلاع على المقال وقراءته.
وسنقدم مجموعةً من النّصائح المقترحة لتجنّب المشاكل نتيجة انتقال الأم للعيش في بيت الابن: [3] [4]

  1. الحرص على أن تكون العلاقة بين الكنّة والحماة ضمن إطار الاحترام المتبادل والتّقيد بآداب الذوق العام.
  2. الهدوء والابتسام وعدم الخوض في نقاشات عقيمة أو جدالات لا فائدة منها وستوصل في النّهاية لمشكلة.
  3. عدم التّسرع بالحكم من قبل الحماة والكنّة! فالتّخوف من العلاقة المشحونة حتى قبل تعرفهما على بعضهما قد تكون بسبب الموروث والمعتقد السّائد مجتمعياً لكن نجد لو تأمّلنا محيطنا بأن هناك علاقات ناجحة وطيبة جداً بين الكنّة والحماة ولا خلافات ومشاحنات.
  4. وضع حدود وتوزيع مهمات ومسؤوليّات البيت بشكل واضح وصريح. فقد تكون هذه الأسباب هي التي تعود بالضغط والشّحن النّفسي والعصبي على كل من الأم والابن والزّوجة، لذلك فلتجنب المشاكل النّاتجة عنها يجب الاتفاق بين الكنّة والحماة على مسؤوليّات البيت وتوزيعها وتفاصيلها كالأمور المتعلقة بالطّبخ والتّنظيف والغسيل والاعتناء بالأطفال والتّسوق وحتى ترتيب حاجيات وديكورات البيت. ويجب أن لا ننسى أن سيدة البيت هي الزّوجة وهي صاحبة الأحقّيّة في التّحكم ببيتها دون أن تجور أو تظلم حماتها.
  5. مراعاة الحالة الصّحيّة للحماة والاعتناء بها وتقديم الرّعاية والاهتمام المطلوبين.
  6. مشاركة بعض الهوايات والأنشطة التّرفيهيّة بين الحماة والكنّة كالذّهاب للتّسوق معاً أو المشاركة في هواية غزل الصّوف أو الحياكة أو غيرها من التّفاصيل التي تجعل العلاقة أكثر قرباً وسلاسةً على الجانب الإنساني والاجتماعي.
  7. أخذ الرّأي. فطلب المشورة وسماع رأي الطّرف الآخر حتى لو لم يكن الموضوع ذا أهميّة إلّا أنه يوطّد العلاقة بين الكنّة والحماة ويضفي رونقاً أسرياً هادئاً.
  8. تقديم الهدايا، فلهذا التّصرف أثر كبير في التّعبير عن المحبة والاحترام والتّقدير والثّناء ويترك أثراً جميلاً في النّفوس.

أما في حال وقوع المشاكل فننصح الرّجل للتعامل معها بما يلي: [5]

  • تجنب إصدار أي حكم قبل الاستماع للطرفين.
  • الحياديّة في الحكم.
  • عدم لوم الأم ولو كانت مذنبةً ومخطئةً أمام الزّوجة فذلك يكسر شوكتها وهيبتها ويدفع الزّوجة لعدم احترامها مستقبلاً.
  • عدم توبيخ أو لوم الزّوجة أمام الأم لأن الأم ستتمادى بعد هذا الموقف وتتطاول على الزّوجة أكثر.
  • العمل على مقاربة وجهات النّظر وسد الفجوات عند حدوث سوء تفاهم.
  • ضبط وتيرة النّقاش والخلاف وعدم تجاوز حد معين مهين ويمس الكرامة.
  • إظهار الحب والاحترام والاهتمام للأم والزّوجة.
  • قد تكون هذه النّصيحة صعبة في بعض الحالات نتيجة تبعاتها الماليّة المرتفعة إلا أن فصل مكان المعيشة قد يختصر الكثير من المشاكل والمشاحنات! ويتم ذلك عن طريق استئجار بيت أو شقة قريبة من بيت الابن وهكذا يكون الابن قادراً على تلبية كافة احتياجات أمه وخدمتها والبقاء بقربها متى احتاجت وفي نفس الوقت يحافظ على استقرار بيته وعلاقته بزوجته وأطفاله وعلاقة أمه وزوجته.
  • الدّبلوماسيّة سلاح قوي لمعالجة المشاكل الاسريّة وإرضاء كل الأطراف دون ظلم أو محاباة أو هضم للحقوق.

ويمكنكم الاطلاع على مقال الزّواج في بيت العائلة قواعد للنجاح وتجنب الخلافات الذي يتضمن معلومات مفيدة في نفس الموضوع.

أرسلت إحدى المتابعات لموقع حلوها استفساراً وطلباً للمساعدة في مشكلة تعاني منها بسبب طلب زوجها إحضار أمه لتعيش في بيته معها فقالت: "زوجي يريد أن تقيم والدّته بالشّقة معي ماذا أفعل؟"
أجابتها الدّكتورة سناء مصطفى عبده في موقع حلوها:
"بداية يجب أخذ رأي أمه إن كانت هي موافقة على العيش معكم في البيت أم أنها رافضة للفكرة! شعورك بالقلق وافتعال مشكلة بدون معرفة رأيها بالموضوع هو مشكلة وضغط نفسي لا داعٍ له.
ولحل المشكلة هنالك خياران إما أن تسكنوا معها أو تبحثوا أنتم عن شقة بالقرب منها حتى لا تبقى وحدها. الأمر الآخر هي أمه وهو وحيدها فالأمر طبيعي أن تعيش مع ولدها، ويمكنك أن تضعي لنفسك ولها حدود وطريقة تعامل من أول يوم، تعرف هي ما عليها وما لها في بيتك وأنت ما لك وما عليك في بيتها
".

وأجاب المدرب ماهر سلامة في موقع حلوها على تساؤل "هل أنا مجبورة بأن أخدم حماتي؟":
" الزّوجة ليست مجبورة على خدمة أم زوجها (حماتها) ولست خادمة، لذا الخدمة طوعيّة وليست إجباريّة. ومسألة الحماة والسّكن المشترك شيء غير صحي، وهو بذرة لكل المشاكل والاختلافات.
في بيتك من حقك اختيار طريقة عيشك وليس من حق الزّوج إجبارك على شيء، وعليه أن يأخذ موافقتك على أي شيء يخص البيت وأسرتكم
".

المراجع