أسباب رائحة الفم الكريهة عند الأطفال وعلاجها
تتساءل كثير من الأمهات عن سبب رائحة فم الأطفال الكريهة، سواءً كانت رائحة فم الأطفال عند التسنين، أو رائحة فم الرضّع، وهو ما يعزوه المختصون لأسباب عدة منها تخمّر بقايا الحليب في الفم أو التهاب اللوزتين وما إلى ذلك من أسباب.
نناقش في المقالة التالية رائحة فم الأطفال الكريهة، أسباب رائحة الفم الكريهة عند الأطفال والرضع ورائحة فم الطفل في مرحلة التسنين، وكيفية علاج رائحة فم الطفل الكريهة والتخلص منها نهائياً.
تقلق أمهات كثر من رائحة فم الأطفال الكريهة، والتي لا يجدن لها سبباً في مرات، حين يعتنين بنظافة أفواه أطفالهن، لكن الرائحة تبقى.
أسباب عدة تقف وراء رائحة فم الأطفال الكريهة، منها ما يرتبط بنظافة الفم، ومنها ما يرتبط بوجود اعتلالات صحية لدى الطفل، وتحديداً في اللوزتين والجهاز التنفسي.
سنحاول الآن تعداد أسباب رائحة فم الأطفال الكريهة:
- وجود مشكلة في نظافة الفم وتعقيمه: يعدّ هذا سبباً رئيساً في رائحة فم الأطفال الكريهة. احرصي على تنظيف فم الطفل جيداً من خلال الشاش النظيف إن كان لا يزال رضيعاً، وبفرشاة الأسنان والمعجون الخاص بالفئة العمرية لطفلكِ إن تجاوز مرحلة الرضاعة.
- وجود بقايا أكل عالقة بين أسنان طفلكِ: لذا، تأكدي من كونكِ تنظفين ما بين الأسنان كذلك. معنى هذا أنه يجدر بكِ الانتباه لتنظيف الأسنان بعناية.
- وجود التهاب في اللوزتين: لربما يكون هذا هو السبب الرئيس؛ إذ يعاني أطفال كثر من مشاكل في اللوزتين واللحمية، ما ينتج عنه رائحة فم كريهة. احرصي على فحص لوزتيّ الطفل لدى الطبيب والتأكد من كون كل شيء سليم.
- وجود مشكلة في لهاة الطفل: كأن تكون اللهاة متورمة وذات لون أحمر محتقن بشكل واضح أو أن يكون عالقاً عليها ما يشبه الشوائب. حينها، قد يشير هذا لوجود اعتلال في اللهاة ما يستدعي مراجعة الطبيب.
- وجود مشاكل في الجهاز التنفسي لدى الطفل: كمثل وجود التهاب في القصبات الهوائية وما إلى ذلك من مشاكل تنفسية لا بد من تداركها لدى طبيب الأطفال والمختص بالصدرية.
- التهابات الجيوب الأنفية: تعدّ من بين الأسباب الرئيسة لوجود رائحة فم كريهة لدى الأطفال. تأكدي من كون طفلكِ لا يعاني من التهاب في الجيوب الأنفية، وبوسعكِ الاستدلال على وجود هذا الالتهاب من خلال المخاط الأخضر.
- جفاف الفم: لربما يكون الأمر عائداً لعدم وجود ترطيب كافٍ لفم طفلكِ؛ بسبب عدم شرب كميات كافية من الماء. تأكدي من كون طفلكِ يحصل على كمية كافية من الماء.
- وجود جسم ما غريب: قد تستغربين هذا السبب لكنه وارد بقوة، أن يكون الطفل قد أدخل جسماً غريباً لأنفه فيما هو يلعب. تأكدي من سلامة أنف طفلكِ لدى الطبيب في حال اشتبهتِ بذلك.
- التهابات الأذن والحلق والأنف: قد تكون هذه الالتهابات من الأسباب الرئيسة لرائحة الفم الكريهة لدى طفلكِ. تأكدي من كون طفلكِ الذي يعاني من هذه المشكلة لا يعاني من التهابات في الأذن والحلق والأنف.
- ارتجاع مريئي: قد يكون سبب رائحة الفم الكريهة لدى الطفل وجود ارتجاعات مريئية، وهي التي كثيراً ما تُحدِث هذه الحالة لدى الطفل لا سيما إن كان رضيعاً.
- الحليب الاصطناعي: قد يكون مسبّباً لرائحة الفم الكريهة لدى الأطفال؛ ذلك أن بعض أنواعه تكون صعبة التحمل على الجهاز الهضمي للطفل.
- تناوُل الأطعمة التي تملك رائحة قوية: من قبيل البصل والثوم والزنجبيل والحلبة وغيرها من أطعة ذات رائحة قوية، قد تترك أثرها في أنفاس الطفل وعرقه وبوله كذلك.
وكانت أخصائية الأطفال ومستشارة الرضاعة الطبيعية د. سندس العجرم، قد أجابت إحدى المتابعات لموقع "حلّوها"، عن سبب الرائحة الكريهة لفم طفلتها التي تبلغ من العمر عاماً وثلاثة أشهر، قائلة لها إن السبب قد يكون ارتجاعاً في المريء أو التهاباً في اللوزتين، وقد يكون سببه الرضاعة الاصطناعية التي قد تكون غير مريحة لجهاز الطفل الهضمي. (السؤال بالتفصيل على الرابط)
تكمن معالجة رائحة الفم الكريهة لدى الطفل من خلال إدراك الأسباب التي أفضت لهذه الرائحة الكريهة في الفم لديه.
لذا، الخطوة الأولى تكمن في معرفة السبب. إن لم تتمكني معرفة سبب الرائحة الكريهة لفم الطفل، استعيني بالطبيب لتشخيص ذلك.
في ما يلي بعض سبل علاج رائحة الفم الكريهة لدى الطفل:
- تنظيف فم الطفل بعناية: من خلال اختيار معجون الأسنان المناسب لفئته العمرية، ومن خلال اختيار فرشاة أسنان جيدة للقيام بهذا الغرض، عدا عن تنظيف ما بين أسنانه؛ ذلك أن بقايا الطعام العالقة بين الأسنان قد تفضي لرائحة الفم الكريهة لدى الطفل.
- الرضاعة الطبيعية: الخيار الأمثل للطفل؛ ذلك أن الحليب الاصطناعي قد يكون هو السبب في رائحة الفم الكريهة لدى الطفل؛ إذ قد يكون ثقيلاً على جهازه الهضمي.
- علاج أي التهابات لدى الطفل: وتحديداً إن كان الالتهاب في اللوزتين أو اللهاة أو الأذن أو الأنف أو الجيوب الأنفية؛ ذلك أن هذه من مسبّبات رائحة الفم الكريهة لدى الطفل.
- الحرص على الترطيب: من خلال شرب الماء بالقدر اللازم لعمر الطفل وعدم تركه ليصل فمه مرحلة الجفاف؛ إذ إلى جانب ضرر ذلك صحياً، فإنه يسبّب رائحة الفم الكريهة لدى الطفل.
- التأكد من سلامة الجهاز التنفسي لدى الطفل: إذ قد تتسبّب المشاكل التنفسية لدى الطفل في حدوث رائحة الفم الكريهة لديه.
- التأكد من سلامة الجهاز الهضمي لدى الطفل: إذ قد يكون الارتجاع المريئي سبباً في رائحة الفم الكريهة لدى الطفل. لذا، لا بد من التأكد من كون الجهاز الهضمي لدى الطفل سليم ومعافى بدءاً من فمه مروراً بمريئه وليس انتهاءً بمعدته وأمعائه.
تقترح أخصائية الأطفال ومستشارة الرضاعة الطبيعية والخبيرة في موقع حلوها د. سندس العجرم، أموراً عدة كعلاج لرائحة فم الأطفال الكريهة، منها العودة للرضاعة الطبيعية، وإن لم يكن ذلك ممكناً فتغيير الحليب الاصطناعي، واستخدام معجون أسنان الأطفال لمن هم دون العامين، وإن لم تتغير رائحة الفم الكريهة لدى الطفل فمراجعة الطبيب لفحص لوزتيه أو تفقّد ما إذا كان هنالك ارتجاعاً في المريء.
يعتمد ذلك على المسبّب الذي أفضى أصلاً لرائحة الفم الكريهة لدى الطفل. إن كان السبب عابراً مثل نوعية الحليب الاصطناعي، فإنه مسبّب سيزول حتماً، بمجرد تغيير النوع أو ترك الرضاعة والاعتماد على الطعام العادي. لكن إن كان المسبّب متعلقاً باعتلال في الجهاز الهضمي مثلاً، فقد يؤدي هذا لاستمرار المشكلة وهي رائحة الفم الكريهة لدى الطفل ما لم تعالَج المشكلة من جذرها.
الارتجاع المريئي قد يبقى قائماً لعمر معين، مرتبط بالرضاعة في الغالب، ومن ثم يزول، وقد يكون قائماً لاحقاً، فتبقى رائحة الفم الكريهة لدى الطفل معه حتى يكبر.
لذا، فإن الحل الأمثل لرائحة الفم الكريهة لدى الطفل هي في علاج السبب الذي أفضى إليها؛ لئلا تستمر معه لاحقاً حين يكبر.
حين يكبر الطفل، ويغدو مراهقاً، قد تحدث رائحة فم كريهة لديه، وتتعدّد الأسباب حينها بين كونه لم يُعالَج من مسبّب الرائحة الكريهة للفم لديه منذ كان طفلا، وبين مسبّبات أخرى مثل التدخين أوتناوُل مشروبات الطاقة والمشروبات الكحولية التي قد تفضي لرائحة كريهة في الفم.
ترتبط رائحة الفم الكريهة لدى الرضّع بالحليب ارتباطاً مباشراً، سواءً كان الحليب طبيعياً أو اصطناعياً. في مرات يكون تركيب حليب الأم ثقيلاً على جهاز الطفل الهضمي، مسبّباً له بعض المغص الذي يعكس أثره على رائحة الفم لدى الطفل الرضيع، لكن هذا قلما يحدث؛ إذ إن حليب الأم هو الأمثل للطفل، بل إن الحليب الاصطناعي وُصِف في البداية فقط كنوع من البديل فقط لحليب الأم في حال تعذّرت رضاعته لأي سبب كان.
المسبّب الرئيس لرائحة الفم الكريهة لدى الرضيع هو الحليب؛ إذ قد يكون الحليب الاصطناعي غير مناسباً له وقد يكون عصياً على جهازه الهضمي، ما يستدعي تغييره أو استشارة الطبيب ليقدم البديل الذي يراه مناسباً.
تخمّر الحليب في فم الطفل وعلى لسانه قد يفضي لرائحة فم كريهة لديه، والحل الأمثل حينها هو تنظيف فمه من خلال مسح اللسان برفق بشاش معقم ملفوف على طرف أصبع الأم؛ لإزالة آثار الحليب المتراكمة على لسانه، بالإضافة لضرورة الانتباه لكون الطفل الرضيع لا يعاني من مشاكل أخرى قد تؤدي لرائحة الفم الكريهة لديه، مثل التهاب اللوزتين أو التهاب الحلق.
وقد يكون الارتجاع المريئي لدى الطفل هو السبب في رائحة الفم الكريهة لديه، وتحديداً ما يرتبط برائحة فم الرضّع؛ ذلك أن هذا الارتجاع المريئي يفضي لهذه الإشكالية عموماً، لا سيما حين يكون المرتجع هو الحليب، الذي يترك رائحة تخمّر ملحوظة.
التسنين قد يكون مسبباً كذلك لرائحة الفم الكريهة لدى الرضّع؛ بسبب ما يرافقه في مرات من تهيّج في اللثة أو عدم إقبال على الطعام والرضاعة وبالتالي حدوث ما يشبه الجفاف في حلق الطفل وفمه، أو أن هذا التسنين قد ترافقَ والتهابات في اللوزتين أو الحلق، ما يؤدي بدوره لرائحة الفم الكريهة لدى الرضّع.
في ما يلي بعض أسباب رائحة الفم الكريهة لدى الأطفال الرضّع:
- تخمّر الحليب في فم الطفل وعلى لسانه ما يستدعي من الأم تنظيف لسان الطفل باستخدام شاش معقم تلفه حول أصبعها وتمسح به برفق لسان الطفل.
- إشكالية ما في حليب الأم كأن يكون قوامه ثقيلاً على جهاز الطفل الهضمي.
- إشكالية ما في الحليب الاصطناعي، ما يستدعي تغييره أو استشارة الطبيب حول ذلك أو العودة للرضاعة الطبيعية.
- وجود أسباب أخرى لرائحة الفم الكريهة لدى الأطفال الرضّع مثل التهابات الحلق أو اللوزتين أو الجيوب الأنفية أو الأذن.
- وجود مشكلة ما في جهاز الطفل الهضمي أو التنفسي، ما يستدعي عرضه على الطبيب للاطمئنان.
يعاني بعض الأطفال من رائحة الفم الكريهة عند التسنين؛ بسبب أشياء كثيرة منها التهابات اللثة وتهيّجها، وبسبب التهابات الحلق أو اللوزتين أو الأذن أو الأنف والجيوب الأنفية، ما يؤدي بدوره لرائحة فم كريهة عند التسنين.
وقد يحدث أن يفقد الطفل شهيته عند حدوث التسنين، فيتسبّب ذلك بنوعٍ من الجفاف في فمه وحلقه، ما ينعكس بدوره على رائحة فم كريهة عند التسنين.
لذا، ينبغي النظر بدقة للمسبّب الذي يؤدي لرائحة الفم الكريهة لدى الطفل عند التسنين؛ لتلافيه وعلاجه، لا سيما إن بقيت رائحة الفم الكريهة لدى الطفل عند التسنين قائمة حتى حين تنتهي هذه المرحلة. حينها لا بد من البحث في أسباب رائحة الفم الكريهة عند التسنين.
في ما يلي بعض أسباب رائحة الفم الكريهة لدى الطفل عند التسنين:
- التهاب اللثة وتهيّجها.
- ترافق التسنين مع التهابات في الحلق أو اللوزتين أو الأذن أو الجيوب الأنفية.
- فقدان الطفل شهيته وبالتالي حدوث ما يشبه الحفاف في فمه وحلقه، وفي هذه الحالة على الأم الحرص على ترطيب فم الطفل وعدم تركه عرضه للجفاف الذي يملك أضراراً عدة على صحة الكبار والصغار، من بينها رائحة الفم الكريهة لدى الطفل.
- تخمّر الحليب في فم الطفل وعلى لسانه، وهنا لا بد للأم من تنظيف اللسان من بقايا الحليب المتراكمة عليه.
- وجود مشاكل صحية أخرى تسبّب رائحة الفم الكريهة لدى الطفل عند التسنين، مثل اعتلالات الجهاز الهضمي أو التنفسي، وهو ما يستدعي عرضه على الطبيب؛ لأجل وصف العلاج المناسب للحالة.
نأمل أن نكون قد أجبنا على تساؤلاتك حول رائحة الفم الكريهة لدى الأطفال، سواءً كات رائحة الفم لدى الأطفال الرضّع، أو رائحة الفم لدى الأطفال عند التسنين. إن كانت لديكِ مزيد من التساؤلات حول أسباب رائحة الفم الكريهة لدى الطفل وسبل علاج رائحة الفم الكريهة لدى الطفل، فلا تتردّدي بمراسلتنا عبر هذا الرابط ليجيبكِ الخبراء في الموقع.