تنمية مهارات التواصل عند الأطفال

أعراض مشاكل التواصل عند الأطفال وكيفية تنمية مهارات التواصل عند الطفل، تعليم الطفل أدوات التواصل الاجتماعي، وأنشطة لتنمية مهارة التواصل عند الأطفال
تنمية مهارات التواصل عند الأطفال
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

بناء مهارات التواصل الاجتماعي في مرحلة الطفولة هو الأساس الذي يحدد نمط الشخصية لكل فرد وقدرتها على التفاعل مع الآخرين في جميع الظروف الاجتماعية المختلفة بأفضل طرقة ممكنة، فما هي أعراض اضطرابات ومشاكل التواصل عند الأطفال وكيف يمكن أن نساعد الطفل على تعلّم مهارات التواصل الفعال معه الآخرين؟

التركيز في مرحلة الطفولة على عوامل تنمية مهارات الطفل الاجتماعية سيساعده في بناء العلاقات الاجتماعية وتنمية مهارات اللغة لديه والتي ستنعكس بشكل إيجابي عليه في المواقف الاجتماعية اليومية وفي مراحل الدراسة المختلفة من الابتدائية وحتى المرحلة الأكاديمية ومن أهم التقنيات التي يجب التركيز على تنميتها [1]:

  1. مهارات ما قبل اللغة: الطرق التي يتواصل بها الطفل مع الأهل والمحيط عن طريق الإشارة والإيماءات وتعابير الوجه واستخدام بعض الأصوات والتقليد والتواصل البصري دون أن يستخدم كلمات ذات معنى مباشر.
  2. الاستيعاب اللغوي: مدى قدرة الطفل على استيعاب كلام الأشخاص في محيطه وقدرته على تفسيره وفهمه.
  3. التعبير بواسطة اللغة: استخدام اللغة وتسمية الأشياء والقدرة على التعبير عما يريده الطفل بواسطة الكلام.
  4. الأداء الاجتماعي: قدرة الطفل على التفكير ومعالجة المعلومات والتحكم بالمشاعر والسلوك وتوجيهه بطريقة مجيدة في وسطه الاجتماعي.
animate

يقوم الطفل عادةً بتنمية مهارات التواصل لديه بشكل طبيعي عن طريق تفاعله مع العائلة والبيئة المحيطة[2].
ففي التفاعل بين العائلة والطفل؛ يتعرض كل طفل لمواقف يومية مختلفة تتطلب منه ردود فعل تجاهها، تعتبر هذه المواقف بمثابة محفزات اجتماعية للطفل قد تكون لفظية أو غير لفظية، وتتطلب من الطفل الاستجابة معها والرد عليها مثل تعلم ألقاء التحيات والتفاعل معها.

وبعض الأطفال قد يعاني من الخجل في التفاعل مع الآخرين وعدم معرفتهم بطريقة التصرف المناسبة وهنا يأتي دور الأهل في مساعدة أبنائهم لتجاوز هذه الحواجز عن طريق:

  • تعليم الأطفال الردود المناسبة والحديث معهم بشكل يومي عنها.
  • استخدام الكلمات المختلفة والمتنوعة لتدريب الأطفال على جميع المواقف.
  • السماح للأطفال بالتعبير بشكل حر عن مشاعرهم الحقيقية.
  • وتعليم الأطفال كيفية توصيل احتياجاتهم ورغباتهم ومعتقداتهم وأفكارهم.

أما في تفاعل الطفل مع البيئة المحيطة: فإن تعرض الطفل للاختلاط مع الأطفال الآخرين:

  • يعلمه التواصل معهم بشكل جيد كما يزيد من التفاعل مع الناس المحيطين.
  • وهذا يساهم في كسر حواجز الخجل والخوف من الناس الغرباء.
  • ويساعد الأطفال في قراءة التعبيرات ويكتسبون مهارة أكبر في التفاعل الاجتماعي.

لذلك حاول أن تكثر من لقاء طفلك مع أطفال آخرين والتنزه والذهاب للحدائق وتسجيله في النوادي الرياضية ومنحه كل فرصة للاختلاط بالناس، فعند اختلاط الأطفال بأطفال آخرين يطورون مهارات تواصل وتفاعل تكون أساس تكوين شخصياتهم في المستقبل.

النشاطات اليومية التي يقوم بها الطفل تعتبر المصدر الأول له في تنمية مهاراته الاجتماعية وغيرها والتي سيكون لها الأثر الكبير على باقي حياته وعلى تكوين شخصيته، لذلك على الأهل أن يكونوا حريصين على تعرض أطفالهم لهذه الأنشطة اليومية وأن يقوموا بالتركيز على النشاطات التي يحتاجها الطفل لتنمية مهارة معينة أكثر من غيرها ومن اهم هذه النشاطات[2]:

  1. اللعب والتفاعل مع الآخرين: معظم الأهل لا يدركون قيمة اللعب بالنسبة للطفل، فاللعب ليس وسيلة تسلية فقط بل هو من الطرق الأساسية في تنمية المهارات الجسدية والعقلية والوسيلة الأفضل لتجريب استخدام اللغة والتواصل مع الآخرين.
    لذلك على الأهل السماح للطفل باللعب بشكل جيد وتعويضه باللعب معه في حال عدم وجود أطفال آخرين يلعب معهم، ويمكن استخدام الدمى واعطائها أسماء وشخصيات وصفات وتأليف القصص عنها، كل ذلك يدعم قدرة الطفل على التفاعل مع الآخرين وفهم أفكارهم بطريقة أكبر.
  2. التفاعل مع الآخرين: التفاعل مع الآخرين مثل الأقارب والجيران يعد مصدر مهم لتنمية مهارات الطفل وتقوية مقدرته على التفاعل الاجتماعي وخاصةً في الموقف الاجتماعية الجماعية كالحفلات والأعياد والأفراح وغيرها من اللحظات التي يلتقي فيها أفراد العائلة مع بعضهم البعض، لذلك أحرص على انخراط طفلك مع الآخرين وساعده في تكوين الصداقات في المدرسة وخارجها وتسجيله في نوادي رياضية.
  3. تأليف القصص معاً: أن تقوم بتأليف قصة حول حادثة ما يساعد طفلك في تنظيم أفكاره بشكل صحيح ويتعلم استخدام هذا الأسلوب في التعبير عن نفسه وعن أفكاره فقم بتطوير قصص اجتماعية مناسبة للمساعدة في تعليم الطفل كيفية الاستجابة في مواقف اجتماعية معينة.
  4. تعليمهم قراءة العواطف المختلفة: قم بتمرين الطفل على التعبير على أشكال العواطف المختلفة كمواقف الفرح والحزن الغضب والتعب والرعب والخوف ويمكنك القيام بذلك عن طريق رسم الوجوه المختلفة وتعليم الطفل عليها وكيفية قراءة إيماءات الوجه وحركات الجسد والنظر لألعابه أثناء الحديث معها أو النظر إليك خلال روايتك له قصص الأطفال المتنوعة عن طريق النظر والمراقبة أثناء الحديث حتى يستطيع تمييز التعابير المختلفة لمن يتحدث معه.
  5. الربح والخسار: من المهم أثناء اللعب مع الطفل تبادل الأدوار معه، فيكون مرة رابح ومرة خاسر، يساعده ذلك على تحفيز الدافع لديه ليربح اللعبة وتقبل الخسارة بشكل جيد دون أثر سلبي كبير عليه.
  6. تكلم دائماً مع طفلك: فاللغة من أهم مهارات التواصل ويتعلمها الطفل من خلال الممارسة والتقليد وملاحظة كيفية استخدامك لها بشكل صحيح.

بعض الأحيان تفّرض الظروف على الأهل قلة التواصل مع عائلات أخرى نتيجة طبيعة العمل أو السكن بمكان بعيد أو لغيرها من الظروف في بيئة شبه منعزلة عن الوسط الخارجي ما يؤدي لغياب المحفزات الاجتماعية التي تنمي مهارات التواصل لدى الطفل، لذا على الأهل التركيز أكثر في هذه الحالات على تنمية مهارات التواصل لديه وتعويضه عن طريق اللعب والتفاعل معه، حيث أن لغياب مهارات التواصل الاجتماعي أعراض خطيرة على الطفل وشخصيته المستقبلية، ومن أهم هذه المخاطر[3]: 

  1. ضعف المعالجة الحسية: يعاني الطفل من صعوبة في فهم وتفسير والاستجابة للمحفزات الخارجية في البيئة المحيطة به حيث:
    • لا يستطيع قراءة مشاعر وتعابير الآخرين اللفظية وغير اللفظية.
    • عدم المقدرة على طلب التوضيح في حالة عدم الفهم.
    • قلة الاهتمام بما يقوله الآخرين.
    • عدم المقدرة على فهم النغمات المختلفة للمتحدث والفشل في التعاطف معه في المواقف التي يحتاج فيها للتعاطف.
    • لا يستطيع الطفل فهم النكات وحركات الجسد أثناء التفاعل مع الآخرين.
    • عدم مقدرة الطفل على التخيل ومشاهدة البرامج التلفزيونية والأفلام وقراءة الكتب.
    • لا يستطيع الطفل فهم السخرية حيث أنه يفهم الكلام بصورة حرفية جامدة.
  2. المحادثة المضطربة: لا يستطيع الطفل القيام بمحادثة عادية حيث يكون لديه المشاكل التالية:
    • عدم القدرة على بدء وإنهاء المحادثات بشكل مناسب.
    • عدم القدرة على الحفاظ على موضوع المحادثة والتركيز فيه على المواضيع التي تعنيه فقط.
    •  يقوم بتقديم تعليقات لا تتعلق بموضوع الحديث ويتصف حديثه بالسرعة والتوتر وسرد القصص بطريقة غير منظمة والصعوبة في التركيز على موضوع المحادثة.
    • عدم القدرة على طرح الأسئلة المناسبة.
    • وعدم استخدام اللغة من خلال الكلام أو الإشارة أو أشكال الاتصال البديلة للتواصل بين الاحتياجات والأفكار.
    • لا يدرك الطفل الأصول لإجراء محادثة فيقوم مثلاً بتكرار المعلومات بشكل كبير.
    • ويقاطع الآخرين كثيراً وليس لديه القدرة على التناوب في الحديث.
    • ويفتقد للاتصال المهذب واستخدام الكلمات مثل: من فضلك / شكراً لك/ مرحباً/ وداعاً
  3. صعوبات في النطق: قد يعاني الطفل من عدم المقدرة على نطق الأحرف والكلمات بشكلٍ صحيح رغم عدم وجود عائق مرضي لديه، كما يعاني في مقدرته على الحديث بطلاقة حيث يعاني من إنتاج الأصوات والمقاطع الصوتية والكلمات والعبارات.
  4. عدم القدرة على التواصل البصري: فلا يركز نظره عليك أثناء الحديث أو يقوم بالتحديق بشكل مفرط حيث أنه يجد صعوبة بالنظر للمتكلم.
  5. التعابير الجسدية: يكون قريب جداً من المتحدث أو بعيد جداً عنه حيث أنه لا يدرك المسافة التي يجب أن تترك مع المتكلم، ويحتاج للكفاح من أجل الاستجابة حين يطلب منه تغيير تصرفاته.
  6. عدم مقدرة الطفل على تكوين صداقات جديدة حيث تقتصر صداقاته على الأقران والأقارب.
  7. عدم المقدرة على التفاعل مع الغرباء لعدم قدرته على الانخراط مع أفراد غير مألوفين مثل أصحاب المحال التجارية أو الأطباء أو غيريهم.
  8. العزلة: قلة المهارة في التواصل تدفع الطفل للخوف من الاختلاط مع الناس بكثرة فلا يرغب بالذهاب لحضور الحفلات وأعياد الميلاد والمناسبات الاجتماعية المختلفة.

من الاستفسارات التي وردت إلى موقع حلوها من قبل أم لطفلين تقول أن ابنها ذو السبع أعوام يعاني من مشاكل في التواصل والكلام ولا يمكنه فهم كلام الآخرين.
وأضافت بأنها قدر عرضته على أخصائيين نفسيين ولكن كانت نتائج التشخيص أنه لا يعاني من أي اضطراب، ولكنها تلاحظ أن مستواه الدراسي منخفض وهو ينسى بشكل كبير ولديه حساسية عالية ويبكي كثيراً.

وكان رد الخبيرة في موقع حلوها أن سألتها إن كان الأخصائيون النفسيون قد قاموا بقياس مستوى ذكائه، فاختبارات الذكاء يحدد نوع المشكلة التي يعاني منها الطفل، فإذا كانت نسبة الذكاء عادية إلى فوق المتوسطة ومستواه الدراسي متدني فالمشكلة لا تكون بدرجة ذكائه ولكن يمكن أن يكون لديه صعوبة في التعلم، وقد يكون سبب هذا عائد لمشاكل في الذاكرة من حيث معالجة المعلومات التي يتعرض لها الطفل. ونصحتها بأن تعرضه مرة أخرى على مختص نفسي وأن تطلب من المختص قياس ذكاء طفلها وإجراء فحص للذاكرة حتى تتضح المشكلة التي يعاني منها تمهيداً لعلاجها.

لمراجعة الاستشارة الكاملة مع أراء الخبراء وتفاعل مجتمع حلوها انقر على الرابط، كما يمكنكم في أي وقت طلب الاستشارة من الخبراء المختصين في موقع حِلّوها من خلال النقر على هذا الرابط.

المراجع