أسباب نزيف الحامل وأنواع النزف خلال الحمل

أسباب التمشيح والنزيف خلال الحمل ومعاني لون دم النزف للحامل ومتى يكون نزيف الحامل خطيراً
أسباب نزيف الحامل وأنواع النزف خلال الحمل
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعدّ النزف خلال الحمل مشكلة مقلقة ومسبّبة للهلع للكثير من السيدات، لكنّ النزيف المهبلي لا يعني بالضرورة شيئاً سيئاً، ولا يعني بالضرورة حدوث الإجهاض، فعدد لا يستهان به من الحوامل يعانين خلال فترة حملهن من النزف وينجبن أطفالاً سليمين وبصحّةٍ جيدة، في هذه المقال سنتعرف إلى أسباب النزف خلال فترة الحمل الّتي تختلف باختلاف العمر الحملي، ومتى يجب علينا القلق حيال النزف عند الحامل ومتى لا يجب.

أسباب نزف الحمل خلال الشهور الأولى
يتم تصنيف النزف النسائية خلال فترة الحمل (نزف الحمل)؛ اعتماداً على وقت حدوثها وهي: نزوف أشهر الحمل الأولى، ونزوف أشهر الحمل الأخيرة، لكل منها أسبابه وتدبيره. [1]
حوالي نسبة 25% من النساء سَيتعرَّضْنَ للنزف خلال أول 12 اسبوع من الحمل (أي خلال الثلث الأول)، وأغلب حالات النزف تحدث في الأسبوعين السادس والسابع، لا يدل حدوث النزف بالضرورة على أن شيئاً خطيراً سيحدث، والكثير من النساء اللاتي نزفن في أشهر الحمل الأولى انتهى حملهن بولادة طبيعية لطفل سليم.

animate

فيما يلي أهم أسباب النزوف في بداية الحمل:

  1. نزف التعشيش (انغراس الجنين في بطانة الرحم):

    هو نزف يحدث خلال 6 إلى 12 يوم من حدوث الحمل، ويحدث بسبب تعشيش الجنين في جدار الرحم.
    لن تعاني جميع النساء الحوامل من هذا النزف، لكنّه يعتبر علامة من علامات الحمل الأولى.
    يكون نزف التعشيش يكون عادةً ذا لون وردي فاتح إلى بني غامق، وهو مختلف عن نزف الدورة لأنه خفيف الكمية (لن تنزف الحامل كفاية لاستخدام سدادة قطنية أو فوط نسائية و لن يقطر الدم إلى المرحاض عند استخدام الحمام).
    يستمر هذا النزف عادة عدة ساعات حتى ثلاثة أيام ويتوقف تلقائياً دون الحاجة إلى علاج.
  2. نزف الحمل بسبب الإجهاض:

    مسؤول عن 95% من نزوف أشهر الحمل الأولى..  لكن هذا لا يعني أن كل نزف سينتهي بالإجهاض فالمراقبة الطبية والتدبير الفوري المناسب قد يحمي الجنين.
    إذا حدث الإجهاض خلال الشهرين الأولين يكون النزف بسيطاً، بينما إذا حدث خلال الشهر الثالث يكون أغزر، أما بعد الشهر الثالث تخف غزارة النزف مقابل زيادة شدة الألم.
    تشير العلامات التالية المرافقة للنزف النسائي إلى أنّ السبب غالباً هو الإجهاض:
    • آلام أسفل الظهر خفيفة الشدة إلى شديدة.
    • خروج مخاط أبيض وردي قبل النزف.
    • حدوث التقلصات و التشنجات الرحمية التي تسبب ألماً في أسفل البطن والحوض.
    • تراجع مفاجئ لأعراض الحمل (أعراض الوحام).
    • في النزف الناجم عن الإجهاض يتراوح لون الدم من البني الفاتح إلى الأحمر الغامق، ويكون مترافقاً مع خروج خثرات دموية في أغلب الحالات. [2]
  3. نزف الحمل بسبب الحمل الهاجر:

    هو تعشيش الجنين خارج الرحم، ويكون مصير هذه الحمل إما الإجهاض أو تمزق البوق (الأنبوب الذي يصل بين المبيض والرحم وتمر عبره البيوض قبل أن تصل إلى الرحم لذلك يعتبر المكان الأكثر شيوعاً للحمل خارج الرحم) إذا كان التعشيش فيه، وفي كلتا الحالتين يحدث النزف لكنّ النزف الناجم عن تمزق البوق هو الأغزر، أمّا في حالات نادرة قد يستمر الحمل حتى لو كان خارج الرحم.
    مصير الحمل الهاجر يتقرر بين الأسبوعين السادس والعاشر، ومن علامات حدوثه انقطاع الدورة وألم أسفل البطن والنزف النسائي.
    إنّ النزف المرافق لتمزق الحمل الهاجر هو نزف مستمر، يكون لون الدم به ضارباً قليلاً إلى البنّي، ومن النادر مشاهدة خثرات، قد يحدث الإغماء في سياق الحمل خارج الرحم بسبب غزارة الدم التي تخسره الحامل. ويجب التنويه إلى أنّ الحمل الهاجر هو حالة طبية إسعافية خطيرة تحتاج إلى مداخلة فورية.
  4. نزف الحمل بسبب الرّحى العدارية أو الحمل الرحوي:

    الحمل الرحوي هو نمو غير طبيعي لبعض أجزاء المشيمة (النسيج المغذي الذي يتشكل بين الجنين ورحم الأم ويزود الجنين بجميع مستلزمات الحياة)، قد يحل هذا النمو مكان المشيمة بشكل تام أو جزئي، وقد يترافق مع غياب كامل للجنين (في الشكل التام منه).
    يعد النزف النسائي العلامة الأولى للرحى العدارية، ويميل هذه النزف إلى أن يكون مستمراً، وقد يليه وبشكل سريع نسبيّاً حدوث تقلصات رحمية مع خروج مواد شبيهة بحبات العنب مع الدم، ومن الأعراض الشائعة للرحى العدارية الإقياء المفرط الشديد، ويكون حجم الرحم عادة أكبر من الحجم المتوقع نسبة لعمر الحمل.

من الأسباب الأخرى الّتي تسبّب الّنزف خلال أشهر الحمل الأولى: [3]

  • بوليبات باطن الرحم: (تبارزات نسيجية ناتجة عن فرط تنسج في خلايا بطانة الرحم يشخص ويعالج تنظيرياً)، يكون الدم في هذه الحالة أحمر أو وردي اللون غالباً، ويعود سبب نزف البوليب إلى مستويات هرمون الإستروجين (الهرمون النسائي الذي يؤثر على طيف واسع من الأنسجة مثل الرحم والثدي وينشط نموها) العالية خلال الحمل.
  • ممارسة الجنس أو إجراء الفحص النسائي أو ممارسة تمارين رياضية مجهدة: ولون الدم في هذه الحالة وردي أيضاً.
  • أمّا أقل أسباب النزف شيوعاً فهو سرطان عنق الرحم.
  • وهناك أسباب للنزف المهبلي خلال الحمل مثل "لحمية المهبل"، وهي لا تشكل خطراً على الحمل، طبعاً هو ما يقرره طبيبك المتابع.

المقصود بالنزوف في الأشهر الأخيرة للحمل، هو النزف النسائية الذي يحدث بعد الأسبوع 20 من الحمل وله عدّة أسباب: [4]

  • نزف الولادة (The show sign): خروج السدادة المخاطية التي تغلق المهبل خلال الحمل مختلطة ببعض الدم نتيجة اتساع عنق الرحم كبداية طبيعية لحدوث الولادة.
  • التهابات المهبل وعنق الرحم: تترافق غالبا مع ارتفاع حرارة وألم في البطن.
  • الارتكاز المعيب للمشيمة أو المشيمة المنزاحة حيث تغلق المشيمة طريق الولادة وتتوضع في غير مكانها، ونشرح نزيف المشيمة المنزاحة في فقرة مستقلة.
  • انفكاك المشيمة الباكر حيث تنفصل المشيمة عن جدار الرحم مسببةً نزيفاً للمرأة الحامل.
  • الوعاء المتقدّم على الجنين.

من أسباب نزف الحمل في الأشهر الأخيرة أيضاً الوعاء المتقدّم على الجنين، تحدث هذه الحالة عندما تتوضع الأوعية الدموية للجنين تحته، وبالتّالي تقع على مسير خط التمزق عند انبثاق جيب المياه (في بداية المخاض)، وهو الطريق ذاته الذي يسلكه الجنين خلال الولادة.
تكثر حالات الوعاء المتقدم على الجنين في حالات طفل الانبوب وفي الحمل المتعدد. ويتظاهر الوعاء المتقدم على الجنين بنزف خفيف بعد تمزق الاغشية وانبثاق المياه.
يحتاج إبقاء الجنين على قيد الحياة في هذه الحالة الى إجراء جراحة قيصرية إسعافيّة، لأن حجم الدم عند الجنين قليل، وقد يحتاج حديث الولادة إلى نقل دم إسعافي. [5]

الارتكاز المعيب للمشيمة (المشيمة المنزاحة) ترتكز المشيمة في هذه الحالة جزئياً أو كُليّاً على الجزء السفلي من الرحم بشكل قد يغلق الفتحة التي يخرج بها الجنين خلال الولادة جزئياً أو كلياً، وتقع أسفل الجنين بدلاً من الوضع الطبيعي لها في الجزء العلوي من الرحم (قعر الرحم).
تحدث هذه الحالة في1-2 %من كافة الحمول، وتشكّل 20% من أسباب نزوف أشهر الحمل الأخيرة.
ازداد معدل حدوث هذه الحالة خلال الأعوام العشرين الأخيرة بسبب لجوء الكثير من السيدات للولادة القيصرية بدلاً من الطبيعية بدون سبب طبي واضح، إذ تعدّ الولادة القيصرية أحد أهم أسباب حدوث ارتكاز المشيمة بشكل غير طبيعي في الحمل اللاحق.
تكون هذه الحالة بشكل عام أكثر شيوعاً عند الولودات مقارنة بالسيدات اللواتي لم تلدن في السابق، كما وتعدّ زيادة عمر الأم من عوامل الخطر لحدوث الارتكاز المعيب أيضاً، ويزداد معدّل حدوثه في حالات الحمول المتقاربة، وفقر الدم، وحدوث ارتكاز مشيمي شاذ سابق.

إنَّ النزف النّاجم عن ارتكاز المشيمة الشاذ هو نزف غير مؤلم وعفوي (لا سبب له) ومتكرر، إذ تحدث أول هجمة نزف عادةً بعد الأسبوع 36 عند 60% من النساء، وبين الأسبوع 32 و36 في 30% من الحالات، وقبل الأسبوع 32 في 10% من الاحالات، أي كلّما تقدّم عمر الحمل ازداد احتمال حدوث النزف، ويكون النزف الّذي يحدث في الهجمة الأولى أخف عادة من النزف الذي يحدث في الهجمات اللاحقة.
لون الدم في حالة ارتكاز المشيمة المعيب هو أحمر فاتح قابل للتخثر، ويكون الرحم ذا قوام ليّن.
يعد ارتكاز المشيمة المعيب حالة طبية خطرة تتطلب تدخلاً طبياً فورياً ومراقبة لصيقة.

انفكاك المشيمة الباكر نزف مفاجئ في أشهر الحمل الأخيرة يحدث بسبب تفكك اتصال المشيمة بجدار الرحم إما جزئياً أو كلياً، قد تعاني 4% من الحوامل من هذه الحالة. وتكون كميّة الدم الناتجة عنه قليلة (وهو الأغلب)، أو متوسطة أو شديدة.

أسباب هذه الحالة (انفكاك المشيمة):

  • لا يُعرف سبب مباشر للانفكاك، إلّا أنّ تعدّد الولادات والتدخين والإدمان على بعض العقاقير والحمل التوأمي تزيد احتمال الانفكاك الباكر للمشيمة.
  • كما يوجد علاقة بين الانفكاك الباكر وارتفاع التوتر الشرياني عند الأم (ارتفاع ضغط الدم).
  • قد يحدث الانفكاك أيضا بسبب الرّض المباشر على البطن أو بسبب انضغاط الرحم بعظام الحوض في حالات معينة مثل حوادث السير.
  • قد يتسرّب الدم الناجم عن انفكاك المشيمة إلى الخارج عبر المهبل (نزف ظاهر)، وقد يحتبس خلف المشيمة داخل الرحم (نزف خفي).
  • يترافق نزف انفكاك المشيمة الباكر مع ألم تزداد شدته بازدياد درجة الانفكاك، ولون الدم في هذه الحالة هو الأسود القاتم، يكون غير قابل للتخثر غالباً، والرحم ذو قوام قاسٍ خشبي لدى جس البطن.

في النهاية.. وممّا تقدّم من أسباب للنزف خلال الحمل بالترتيب حسب العمر الحملي، نستنتج أنّ الخوف والقلق والهلع الذي يرافق حدوث النزف عند الحامل -سواءً من قبلها أو من قبل المحيطين بها- بشأن سلامتها وسلامة جنينها هو أمر مبالغ به، فالحصول على المساعدة الطبية الفورية يمكّن في الغالبية العظمى من الحالات -حتى الخطيرة منها- من إنقاذ الحامل وجنينها والولادة السهلة لجنين طبيعي.

المراجع