مقياس إيبوورث للنعاس Epworth Sleepiness Scale
تلاقي اضطرابات النوم اهتماماً حثيثاً من قبل الباحثين في الحياة المعاصرة، ونظراً لدقة المصطلحات وتشابكها وإمكانية الخلط بينها، سنتحدث ببساطة عن مقياس النعاس الشهير (إيبوورث)، نظراً لأهمية دراسة شروط النعاس المفرط تحديداً ومدى مصداقيته في الكشف عن اضطرابات النوم لدينا.
في هذا المقال.. ما هو مقياس إيبوورث للنعاس؟ ما هو الاختبار وأسئلة استبيان إيبوورث للنعاس؟ ما هي أهمية مقياس إيبوورث للنعاس في تقييم اضطرابات النوم؟
ما هو مقياس إيبوورث للنعاس؟
يهدف إلى قياس النعاس أثناء النهار يتم قياسه باستخدام استبيان قصير جداً، ويمكن أن يكون ذلك مفيد في تشخيص اضطرابات النوم، وقدم مقياس إيبوورث للنعاس الدكتور موراي جونز من مستشفى إبوورث (Epworth) في ملبورن بأستراليا في عام 1991 [1]، من خلال اختبار وأسئلة استبيان بسيطة، بحيث يجب أن تكون النتيجة عدداً صحيحاً بعد أن تجيب على الأسئلة والتي سنتطرق إليها في فقرة تالية، ولا بد ألا تُعطى تفسيراً حول الأسئلة أثناء اختيار الجواب، لأن هذا التفسير سيؤثر على ردك حتماً [2].
يقيم مقياس إيبوورث للنعاس (ESS) إجاباتك بناء على مقياس من 4 نقاط (0-3)، حول فرصك المعتادة في الغفو أو النوم أثناء ثمانية أنشطة مختلفة اختلافاً كبيراً في حدتها، فلكل سؤال أربعة خيارات سنتطرق إليها أيضاً.
يعطي مجموع نقاط الاختبار (مجموع 8 نتائج من الدرجات) تقديراً لخاصية أكثر عمومية، وهي متوسط ميل الشخص للنوم (Average Sleep Propensity)، وبشكل عام، يمكن تفسير درجات مقياس إيبوورث للنعاس (ESS) على النحو التالي:
- من 0-5 انخفاض النعاس أثناء النهار.
- من 6-10 نعاس عالية خلال النهار.
- من 11-12 نعاس مفرط خلال النهار.
- من 13-15 نعاس مفرط خلال النهار.
- من 16-24 نعاس شديد في النهار.
إذاً.. مقياس إيبوورث للنعاس، هو استبيان ذاتي الإدارة يستخدمه الأطباء بشكل روتيني لتقييم النعاس أثناء النهار، يقوم الشخص الذي يملأ الاستبيان بتقييم مدى احتمالية غفوه أثناء النهار خلال مواقف روتينية مختلفة.
بمعنى.. يقيس مقياس (Epworth) للنعاس؛ مستوى النعاس لديك أثناء النهار، ويمكنه تحديد ما إذا كان من الضروري أن تحجز موعداً لدى طبيب أخصائي بمشكلات واضطرابات النوم، وتطلب منك اسئلة الاستبيان؛ تقييم احتمالية نومك (على مقياس من 0 إلى 3) خلال ثماني أنشطة روتينية، بحيث يمنحك حساب هذه النتائج مستوى النعاس لديك أثناء النهار، (قمت بإجراء هذا الاختبار وكانت نتيجتي 7 على مقياس إيبوورث، وهذا يعني وفقاً لتفسير درجات المقياس المذكورة أعلاه، أنني أعاني من حالة نعاس عالية عن الطبيعي خلال النهار، ولا بد من اتخاذ بعض الإجراءات؛ لتنظيم مواعيد نومي ليلاً وتجنب حالات القلق أيضاً). قم بإجراء اختبار إيبوورث للنعاس الآن من خلال النقر على هذا الرابط.
الآن.. دعنا نسرد أنشطة الاختبار الروتينية التي ستجيب حول نعاسك عليها بإحدى الخيارات الأربعة [3]:
- لا يوجد احتمال للنعاس (0).
- احتمال طفيف للنعاس (1).
- احتمال معتدل للنعاس (2).
- احتمال مفرط للنعاس (3).
والنشاطات الروتينية الثمانية، التي تتراوح حالات النعاس وفرصك لتغفو خلالها؛ بين الاحتمالات الأربعة المذكورة هي:
- النعاس أثناء الجلوس والقراءة.
- النعاس خلال مشاهدة التلفاز.
- أثناء الجلوس من دون أي نشاط جسدي في مكان عام (على سبيل المثال مسرح أو خلال اجتماع عمل).
- الاستلقاء للراحة بعد الظهر عندما تسمح الظروف بذلك.
- النعاس أثناء الجلوس والتحدث إلى شخص ما.
- النعاس عند الجلوس بهدوء بعد الغداء بدون شرب كحول أو مشروبات الطاقة.
- النعاس عندما تركب سيارة لمدة ساعة دون استراحة.
- النعاس في السيارة بينما تتوقف لبضع دقائق بسبب حركة المرور (الازدحام أو الحركة البطيئة).
كيف تُحسب درجاتك وفق اختبار إيبوورث للنعاس؟ (الحالات الطبية المحتملة لنتائج مقياس إيبوورث العالية)
تختلف هذه الأنشطة (التي يشملها اختبار إيبوث للنعاس) من حيث جاذبيتها للحركة والنشاط (somnificity)، وهو مصطلح يقدر السمة العامة للأنشطة من حيث قابليتها للحركة، قدمه منشئ الاختبار الطبيب موراي جونز (Murray Johns) ليصف كيف تؤثر المواقف والأنشطة المختلفة على استعدادك للنوم.
تقدم درجاتك على مقياس إيبوورث للنعاس؛ تقديرات لمدى احتمال أن تغفو أثناء بعض الأنشطة الروتينية التي لا تتطلب النشاط والحركة في حياتك اليومية، وكلما ارتفعت نتيجتك، زاد نعاسك أثناء النهار من احتمال وجود مشكلة لديك.
كما رأينا تمثل الدرجة 11 أو أعلى؛ النعاس المفرط أثناء النهار، والذي قد يكون علامة على اضطراب النوم أو حالة طبية ما، وفيما يلي بعض الحالات الطبية، التي يمكن أن تسبب النعاس المفرط أثناء النهار [4]:
- فرط النوم (Hypersomnia): وهو نعاس مفرط أثناء النهار حتى بعد ليلة طويلة من النوم.
- توقف التنفس أثناء النوم أو النوم الانسدادي (Sleep Apnea): الذي تتوقف فيه عن التنفس اللاإرادي لفترات وجيزة أثناء النوم.
- التغفيق أو النوم القهري (Narcolepsy): وهو اضطراب عصبي يسبب نوبات نوم مفاجئة دون حسيب أو رقيب وفي أي مكان وظرف خلال النهار، يمكن أن يقع فيها الشخص ويستيقظ من نوم حركة العين السريعة في أي وقت من اليوم أثناء أي نشاط، وهي حالة نادرة وغير شائعة.
- يمكن أن يحدث النعاس المفرط أثناء النهار أيضاً، لأسباب أخرى منها:
- الحالات الطبية، مثل السرطان ومرض باركنسون.
- اضطرابات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب.
- تأثيرات جانبية لبعض الأدوية، بما في ذلك مضادات الهيستامين ومضادات الاكتئاب والأدوية الأدرينالية.
- تعاطي المخدرات والكحول.
كيف يقيم مقياس إيبوورث للنعاس اضطرابات النوم؟
تم إثبات موثوقية مقياس إيبوورث (ESS) لقياس النعاس أثناء النهار، لكن هناك أدلة على أن نتائجه قد لا تكون مؤشراً موثوقاً لاضطرابات النوم، مثل توقف التنفس أثناء النوم أو النوم الانسدادي كذلك التغفيق.
فقد أثبت الاختبار أنه أداة فحص فعالة، ولكن ليس من المفترض استخدامه كأداة تشخيص لاضطرابات النوم، هذا لأنه لا يستطيع التمييز بين اضطرابات النوم أو العوامل التي تسبب نزوع الشخص للنوم، كما أن الاستبيان يتم إدارته ذاتياً، لذا تعتمد الدرجات على التقارير الذاتية للشخص الذي يجري الاختبار.
وبحثت دراسة في عام 2013؛ ما إذا كان الاستبيان الذي يديره الطبيب بدلاً من الإدارة الذاتية (كما في مقياس إيبوورث)؛ أكثر دقة لدى الأشخاص الذين يشتبه في أنهم يعانون من انقطاع النفس الانسدادي النوم (توقف التنفس أثناء النوم)، وأظهرت النتائج أن الاختبارات والفحوصات التي يديرها الطبيب المتخصص تكون أكثر دقة، كما تشير هذه النتائج إلى أن "وجود طبيب يدير الاستبيان قد يجعل مقياس إيبوورث للنعاس؛ أكثر موثوقية في التنبؤ بانقطاع النفس أثناء النوم" [5]
في المحصلة.. على الرغم من أن مقياس (Epworth) للنعاس سهل الإدارة، ويضيف بعض المعلومات الأساسية حول النعاس لديك، إلا أن للمقياس غرض محدود إلى حد ما، وقد لا يعكس درجة ضعفك الفعلية أمام الغفو خلال النهار تماماً، لأنه يعتمد على إدارتك الذاتية، على سبيل المثال عندما يعاني الناس من الأرق، تكون درجاتهم على مقياس إيبوث للنعاس أقل، بالتالي لا تكفي الدرجات العالية وحدها لتشخيص توقف التنفس أثناء النوم [6].
أعاني من النعاس والخمول المستمر.. فما الحل؟
إذا كنت قلقاً بشأن جودة نومك أو درجة النعاس أثناء النهار، فابدأ بالتحدث مع أخصائي النوم، وبعد أن يعرف الأعراض، يمكن ترتيب الاختبار المناسب للمساعدة في اختيار أفضل علاج لمساعدتك على الشعور بالراحة والنشاط على مدار اليوم، بغض النظر عن روتين حياتك اليومي.
وتقدم خبيرة موقع حلوها الدكتورة سراء فاضل الأنصاري بعض النصائح، في استشارتها لصديقة الموقع الذي يشكو حالة من النعاس والخمول المستمر مع ثقل في الرأس، من ثم النعاس علماً أنه لا يعاني من مشاكل صحية أو زيادة في الوزن:
- اختيار مكان واسع ومشرق أو مُضاء جيداً للدراسة.
- لا تجلسي في الفراش وأنت تدرسين بل على الطاولة المخصصة للدرس وليكن في يدك قلم وأوراق لتدوين الملاحظات والتكرار.
- الدراسة مدة نصف ساعة والاستراحة من خمس إل عشر دقائق مع ضرورة التحرك والنشاط خلال استراحات الدراسة.
- اغسلي وجهك بالماء البارد.
- بدء الدراسة بالمواضيع السهلة ثم الأصعب.
- استمعي إلى الموسيقى الهادئة بين الحين والأخر خلال الدراسة.
- تناولي شراباً منعشاً.
- نامي نوما وافياً.
- ابتعدي عن الوجبات الثقيلة.
في الختام.. يُعد مقياس ايبوورث للنعاس مفيد في التأكد من حالات توقف التنفس أثناء انقطاع النفس الانسدادي النومي (obstructive sleep apnoea)، كما يمكن أن ينجح في الكشف بدقة عن أسباب النوم القهري أو التغفيق، كذلك الكشف عن فرط النوم مجهول السبب، ويقيس النعاس المفرط خلال النهار.. يمكن تكرار مقياس إيبوث بعد إعطاء علاج فرط النعاس خلال النهار لتراقب نتائجك، مع ذلك لا يغنيك مقياس إيبوورث للنعاس عن استشارة الطبيب المتخصص، بهدف الكشف عن أي حالات مرضية محتملة يشير إليها النعاس المفرط خلال النهار.