إعجاب الأستاذ بطالبته! كيف يتصرف المعلم مع مشاعره تجاه الطالبات؟
نسمع كثيراً عن قصص حب في المدارس بين المعلم وإحدى طالباته، فنتساءل إن كانت مثل هذه العلاقات ناجحة أم أنها عابرة تنتهي بمجرد انتهاء المنهاج الدراسي... سنتعرف في هذا المقال على حدود علاقة المعلم بالطالبة، وماذا يفعل المعلم إن شعر بمشاعر تجاه طالبته، وماذا عليها أن تفعل هي كذلك في هذه الحالة. وسيكون التركيز على علاقة المعلم بالطالبات المراهقات في المدارس.
تعلمنا منذ الصغر أن الأستاذ هو الأب الحاني والمعلّم الذي يعلمنا الأدب قبل العلم وهو المثل الأعلى، وردّدنا قول الشاعر "كاد المعلّم أن يكون رسولا"... ولكن -على أرض الواقع- قد نواجه الكثير من القصص والمواقف التي تشذ عن هذه القاعدة؛ فالمعلمين بشر وقد تصدر عن كثير منهم تصرفات غير مقبولة كأن ينظر الأستاذ لإحدى طالباته نظرة خاطئة أو أن يستغلها، كما قد يشعر المعلم بمشاعر انجذاب حقيقية تجاه إحدى طالباته... فماذا يفعل المعلم إن شعر بمشاعر تجاه طالبته؟
- تذكّر أن المعلم هو بمثابة أب أو أخ كبير لطالباته: فأنت هنا لتعليمهن القيم والأخلاق الحميدة قبل كل شيء، فكيف ستعطي شيئاً أنت فاقده؟! وكيف يدخل الأب مع ابنته في علاقة عاطفية ممنوعة؟ّ عليك أن ترتقي لمستوى هذه المهنة التي اخترتها. [1]
- اعرف حدود علاقة المعلم بالطالبة وطبّقها منذ اليوم الأول وحافظ على مسافة أمان بينكم، ولا تسمح لأحد من طالباتك تجاوز الحدود معك أو الخوض في حياتك الخاصة. [1]
- تخيّل ماذا سيحدث إن قطعت شوطاً في علاقتك معها لتردع نفسك: فقد تضر بها نفسياً وعاطفياً، وتضر بسمعتها وتعرضها للتنمر من قبل زميلاتها، كما ستضر نفسك أنت أيضاً وتضر مستقبلك بشكل عام وخاصة مستقبلك المهني وستشعل مشاكل بينك وبين أهلها...
- ابحث عن السبب وراء انجذابك لهذه الفتاة وعالجه: فإن كان السبب هو عدم مقاومتك للفتيات بشكل عام فأدّب نفسك وحسّن سلوكك، وإن كان السبب هو رغبتك بأن تعيش دور البطولة في حياة فتاة معينة فابحث عن حبك خارج أسوار المدرسة، وإن كان سبب انجذابك نحو فتاة معينة هو رد فعل لانجذابها هي نحوك أولاً فتأكد أن مشاعرها عابرة؛ فطبيعة المرحلة العمرية التي تمر بها الفتيات في المدارس تلعب دوراً كبيراً في ذلك، فإن كانت هذه الفتاة مراهقة فهي بالتأكيد تختبر مشاعر عابرة معك. للاطلاع على أهم أسباب انجذاب المعلم للطالبة تابع القراءة
- اعلم أنك الخاسر الأكبر إن لم تعرف علاقة المعلم بالطالبة: تخيل لو كان انجذاب هذه الفتاة بك عابراً، وأنت انجذبت لها أيضاً وخضت في علاقتك معها، ألا تعتقد أنك أنت الخاسر الأكبر.
- عاملها كغيرها من الطالبات أثناء الدرس: فتجاهلها تماماً أو المبالغة في الاهتمام بها سيجلبان لك المشاكل، لذا حاول أن تعاملها كزميلاتها في الفصل قدر المستطاع... حاول أن تسيطر على نفسك وعلى ابتسامتك الدائمة عند الحديث معها، والتحديق بها طويلاً، وتوقف أيضاً عن مساعدتها الزائدة واختيارها هي بالذات أكثر من زميلاتها للإجابة والمشاركة أو حتى للقيام بمهام معينة كمسح السبورة. [2]
- لا تلتقِ بها خارج نطاق الدرس: فلا أسئلة ولا دردشات ولا حوارات خارج الحصة الصفية لأن وجودكما لوحدكما سيزيد الأمر سوءاً وسيزيد الشكوك حولكما.
- إياك مشاركة مشاعرك مع زملائك المدرسين: فهذا قد لا يكون لصالحك أبداً، لكن يمكنك الاستعانة بمساعدة صديق من خارج المدرسة.
- لا تفاتحها في الموضوع ولا تعترف لها بمشاعرك إطلاقاً.
- اتبع الوسائل المعروفة للتخلص من علاقة غير متكافئة كالقضاء على وقت الفراغ لعدم إتاحة الفرصة لنفسك بأن تفكر فيها ولو قليلاً، مارس هواياتك واشغل كل دقيقة في وقتك، واكتب سلبيات هذه العلاقة على ورقة، وغير من عاداتك وأسلوب لباسك، وابحث عن مدرسة أخرى تعمل بها إن أمكن واترك الأمر للزمن وستنسى مشاعرك هذه. اقرأ أيضاً هل يتألم الرجل عند الانفصال العاطفي؟
إن كنت أستاذاً في كلية أو جامعة مثلاً وتدرّس طالبات بالغات وواعيات فالأمر قد يختلف قليلاً... عليك حينها اختبار مشاعرك، وإن اكتشفت أنها مشاعر حقيقية فلا بأس من التصرف كرجل حقيقي ومصارحة هذه الفتاة بمشاعرك الحقيقية نحوها في الوقت المناسب إن لاحظت أنها تبادلك نفس المشاعر.
قد يرى بعض المدرسين الواقعين في هذه المشكلة أن طريق صعب وأن تجاوزها وحلها مستحيل، إلا أن أولى خطوات العلاج هي دائماً إدراك سبب المشكلة... ومن أبرز هذه الأسباب:
- معاناة الأستاذ من الفراغ العاطفي، فيسعى لسد هذا الفراغ عن طريق مجموعة الفتيات اللاتي في محيطه.
- رغبته في سلوك طريق سهل: أي أن بعض المعلمين يجدون أنه من واجب الطالبات الرضوخ لهن وتنفيذ رغباتهم وأوامرهم مهما كانت، ويوقنون أن الطالبة لن ترفضهم؛ فهو المعلم وهي الطالبة أولاً، كما أنها لو تكلمت عن الموضوع فغالباً لن يصدقها أحد، كما أن هناك خصوصية للمرحلة العمرية التي تمر فيها طالبات المدرسة المراهقات مما يجعل بعضهن يخضن في مثل هذه العلاقات...
- ضعفه أمام الطالبات: فمعظم الطالبات المراهقات يبدأن بلفت الأنظار للرجال من حولهن عن طريق أسلوب اللباس أو الحديث أو حتى بعض الإيماءات والحركات، وعلى الأستاذ أن يعي ذلك تماماً وألا يستسلم لذلك.
- ضعف الوازع الديني والأخلاقي لديه: هذه الصفة تتنافى مع صفات المعلّم.
- سهولة التواصل بين الأستاذ والطالبة هذه الأيام: فالانفتاح ووجود وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وانشغال الأهل عن أبنائهم وبناتهم، واعتماد التعليم الإلكتروني، والتغاضي عن امتلاك الطلاب والطالبات هواتف نقالة وجلبها معهم للمدرسة... كل هذا يسهل التواصل بينهما ويفتح المجال للمحادثات الخارجة عن الخط والتي هي خارج المنهاج الدراسي. [3]
- التقارب العمري بين الأستاذ والطالبة: فإن كان عمر الأستاذ قريباً من عمر طالباته المراهقات كأن يكون عمر الأستاذ في العشرينيات مثلاً فهذا يزيد من فرصة ذلك.
- مرور الأستاذ في مرحلة المراهقة المتأخرة أو أزمة منتصف العمر: فبعض الرجال يعانون من مرحلة متأخرة من المراهقة بين سن 40-50 فيبدؤون بالتصرف كالمراهقين أحياناً ليثبتوا لأنفسهم ولمن حولهم أنهم ما زالوا شباباً ومرغوبين من قبل الجنس الآخر، وأنهم أصغر سناً. [4] [5]
- تفضيل كثير من الرجال الارتباط بفتاة صغيرة: فكثير من الرجال يفضلون الارتباط بفتاة صغيرة في السن لعدة أسباب منها: [6] [5]
- شعوره بأن المرأة تحتاجه وتعمتد عليه في كثير من الأمور كالحماية والمشورة، وخاصة أن المرأة الأكبر سناً والأكثر نضجاً غالباً تعتمد على نفسها في قراراتها وتعرف كيف تتصرف في المواقف.
- لدى النساء الأكبر سنًا نضج عاطفي لا يستطيع بعض الرجال تحمله. شاهد فيديو الحب الناضج والنضج العاطفي مع د.سراء الأنصاري
- الخوف من الالتزام: فالفتاة المراهقة أو الصغيرة غالباً لن تطلب الزواج، فيستطيع أن يعيش معها مرحلة جميلة عابرة.
- مقولة"خذها صغيرة وربيها على إيديك": أحياناً ثقافة المجتمع تعلمنا أن المرأة الأصغر هي المرأة الأفضل للرجل. اعلم عزيزي المعلم أن المدرسة هي ليس المكان الصحيح للبحث عن عروس، فعليك البحث عن شريكتك خارج أسوارها.
- الفتاة الصغيرة غير متطلبة في العلاقة! فكلما زاد عمر ونضج المرأة العاطفي كلما أصبحت متطلبة أكثر في العلاقة.
- كل ممنوع مرغوب: يقوم بعض المعلمين بإقامة علاقات مع طالباتهم في المدارس اللاتي هن تحت السن القانوني رغبة باكتشاف عالم الممنوعات.
- الفتاة الأصغر سناً ترفع ثقته بنفسه أكثر وترفض الخضوع له بشكل أقل وهذا يعجبه.
ماذا على الطالبة أن تفعل لو لاحظت انجذاب معلمها نحوها؟
تحدثنا عن ماذا يفعل المعلم إن شعر بمشاعر تجاه طالبته، ولكن أحياناً قد يسترسل المعلم في الانجذاب... هنا ننصحكِ عزيزتي الطالبة بما يلي:
- اهتمي بدراستك وبمستقبلك واعلمي أن مرور أساتذتك في هذه المرحلة من حياتك هو مرور عابر، وأن وظيفة المعلم تعليمك فقط ولا شيء غير ذلك... فلا تسمحي لمشاعركِ بالانجراف نحو هذا الطريق لأنكِ لا زلت صغيرة والطريق مفتوح أمامك لتجدي حبك في مكان ما خارج أسوار المدرسة. اقرئي أيضاً: حدود العلاقة بين الطالبة والمعلم
- حاولي أن تتأكدي من مشاعر المعلم تجاهك ومن اهتمامه بك وإن كان يعير هذا الاهتمام لجميع الطلاب والطالبات، أو لجميع الطالبات فقط دون الطلاب، أو أنه يهتم بكِ أنتِ بالذات دوناً عن باقي الطالبات؛ وذلك بالتركيز عليك في الأسئلة والمشاركة الصفية والنظرات والتحديقات والمحادثات الجانبية والابتسام لكِ دونما سبب واضح وكذلك تكليفك بمهام كمسح السبورة...
- لا تفاتحي أستاذك في الموضوع أبداً مهما بدا لكِ أمره واضحاً بعد تأكدكِ من مشاعره.
- إن فاتحك هو بالموضوع وكنتِ طالبة مدرسة، عليكِ إخبار إدارة المدرسة ثم إخبار ولي أمرك، ورفض الانجرار معه في أي أحاديث جانبية حتى يتم وضع حد للمشكلة.
- أما إن طالبة جامعية ولا تفكرين بموضوع الارتباط جدياً في هذه الفترة فارفضي الدخول في علاقة مع أستاذك الجامعي وأخبريه وجهة نظرك بصراحة واطلبي منه بكل احترام أن يحافظ على العلاقة السليمة التي يجب أن تكون بين المعلم وطالباته دون أن يتعداها.
- لا تتواجدي معه في نفس المكان لوحديكما، ولا تضيفيه على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بك، وحافظي على الحدود بينكما والتي تضمن حدود علاقة المعلم بالطالبة.
- إن تكلمتِ معه ولاحظتِ أنه لا يزال يزعجكِ بنظراته أو حركاته أو تصرفاته أو كلامه فلا بأس هنا أن تخبري المشرفة الاجتماعية أو الشخص المسؤول في الجهة التعليمية التي تنتميان لها، دون إخبار زملائك وزميلاتكِ.
- قد يستفزكِ معلمكِ ويهددكِ بالرسوب أو قد يتبلى عليكِ أو يفعل شيئاً من هذا القبيل، فكوني حذرة إن كان من هذه النوعية من الرجال.
- إن لم ينتهِ الأمر فعليكِ بالانتقال من الصف أو المدرسة إن أمكن لكِ ذلك.
- إما إن كنتِ طالبة جامعية أو قد أنهيتِ مرحلة المدرسة وسنك يسمح لكِ بالتفكير في موضوع الارتباط وكان أمره جدياً فاطلبي منه التقدم لكِ فوراً، ولا تقيمي علاقة عاطفية معه لأن علاقة الأستاذ بالطالبة حساسة ويجب حسمها فوراً إما بإنهائها أو بالارتباط الرسمي.
يقع على عاتق المدرسة والمرشد النفسي والتربوي دور كبير بدءاً في الحفاظ على علاقات صحية وسليمة بين المعلم والطالبات منذ اليوم الأول في الدراسة... لفعلى المدرسة:
- تعيين معلمين يتمتعون بقدر كبير من الأخلاق الحميدة، وعدم الاكتفاء بالكفاءة العلمية والمهارات التدريسية فحسب؛ لأن هذا المعلم سيدخل في غرفة مغلقة مع طالبات مراهقات وسيكون مسؤولاً عنهن كما سيسهم في نشأتهن الأخلاقية وتطورهن العاطفي والنفسي وسيؤثر في سلوكهن.
- رسم حدود العلاقة بين المعلم والطالبة خاصة وبين المعلمين والطلاب بشكل عام: كما يجب منع اصطحاب الجوالات للمدرسة ومنع إقامة أي علاقة بينهم على وسائل التواصل الاجتماعي، والاستعاضة بها بمواقع وطرق وتطبيقات آمنة نوعاً ما وتجمع الطلاب جميعاً في حال التعلم عن بعد، واعتماد الإيميل لإرسال واستقبال المهام والواجبات الدراسية بدلاً من التطبيقات المنتشرة بين الأصدقاء والتي تتخذ شكلاً غير رسمي كالمسنجر والواتساب... اقرأ أيضاً كيف أتعامل مع ابنتي المراهقة وأحميها من الجوال والإنترنت والشباب؟
- في حال اكتشاف علاقة عاطفية بين المعلم والطالبة فعلى المشرف التربوي التدخل فوراً وذلك وفق ما يراه مناسباً للوضع الذي بين يديه ووفق الأنظمة والقوانين المرعية في المؤسسة التعليمية.
من الاستشارات التي وردتنا إلى مجتمع حلوها؛ أستاذ في نهاية عقده الثالث، تطورت مشاعره تجاه إحدى طالباته خلال الدروس الخصوصية التي كان يعطيها في منزل الطالبة وبحضور أهلها، ثم صارحته الطالبة بمشاعرها وكان هو على نفس الموجة إن صح التعبير، وعلى الرغم أن الأستاذ متزوّج إلّا أنه أقنع زوجته برغبته بالزواج من تلميذته، وتقدم إلى خطبة طالبته، لكنه بعد ذلك يسأل نفسه إن كان هناك خطأ بما فعله؟!
اقرأ القصة الكاملة مع رأي الخبيرة وتعليقات القراء من خلال النقر على هذا الرابط.
نتمنى أن يكون هذا الموضوع مفيداً لكل قارئ يود معرفة ما يتعلق بموضوع العلاقات العاطفية بين المعلم وطالباته في زمن كثرت فيه التجاوزات في المدارس ومراكز التعليم.... إن كنت قد واجهت مشكلة ما نتمنى إرسالها لمساعدتك على حلها من خلال النقر هنا.