حقوق الطفل في المدرسة وأهمية حقوق الطلاب
يكون التّركيز دائماً متجهاً نحو حقوق الأطفال في البيئات المختلفة كالمنزل والمدرسة وأماكن التّرفيه وغيرها لما لتلك الحقوق من أهميّة ودور أساسي في تشكيل شخصيّة الطفل واكتمال نموه الجسماني والعقلي والنّفسي أيضاً.
في هذه المقالة عن حقوق الطفل في المدرسة سنتناول جانب الحقوق التي يجب أن يحصل عليها الطفل في البيئة المدرسيّة على الصّعيدين المادي والمعنوي، والشّروط والضوابط التي تضمن حصول الطفل على حقوقه في المدرسة ومنها يتم تحديد أسس ومعايير اختيار المدرسة المناسبة للطّفل والتي تضمن تأدية حقوقه فيها.
- أهميّة حقوق الطفل في المدرسة
- الحقوق المعنويّة للطّفل في المدرسة
- الحقوق الماديّة للطّفل في المدرسة
- شروط وضوابط لضمان حصول الطفل على حقوقه في المدرسة
- تأثير عدم حصول الطفل على حقوقه في المدرسة
- اختيار المدرسة التي توفّر للطّفل حقوقه المدرسية
- مجتمع حلّوها واستشارات حقوق الطفل في المدرسة
- المصادر و المراجع
يقضي الأطفال ما يقارب ثلث يومهم بالمتوسط في المدرسة بين أصدقائهم وزملائهم ومعلميهم، والثلث الثاني يقضونه في البيت والأنشطة الخارجيّة والثلث الأخير في النّوم. وهذا يفسّر سبب الاهتمام الشّديد باختيار المدرسة المناسبة للطّفل والتي تضمن تأدية الحقوق الواجبة عليها تجاهه.
ويمكن تلخيص أهميّة وضرورة حصول الطفل على حقوقه في المدرسة في النّقاط التّالية:
- سلامة نمو الطفل عقلياً ونفسياً وجسدياً.
- ضمان استقرار الطفل نفسياً.
- تجنّب التّمييز والتّفرقة بين الأطفال: حيث أن الطفل يجب أن يحصل على كامل حقوقه بغض النّظر عن لونه ودينه وجنسه وجنسيته وغيرها من عوامل الاختلاف.
- الدّور التّكميلي مع الأسرة: فالتّربية والتّعليم يحتاجان تكاملاً بين الأسرة والمدرسة.
- تحقيق الغايات التّربويّة والتّعليميّة: فإعطاء الطفل حقوقه يتيح له استقبال وتقبل عمليتي التّعليم والتّربية دون الشّعور بالدّونيّة والنّقص.
- تطوير قدرات وإمكانيات الطفل ومهاراته. [1]
- الدّافعيّة لدى الطفل ليصبح فرداً نافعاً ونشطاً في مجتمعه وبيئته.
- تنمية القيم الأخلاقيّة والمجتمعيّة لدى الطفل.
- تعليم الطفل المطالبة بحقوقه وتأدية واجباته.
- استثمار طاقة الطفل: فبدلاً من استنزاف طاقة الطفل في المطالبة بحقوقه وتحصيلها يتم توجيه تلك الطّاقة للإبداع والابتكار والتّخيل والتّقدم والإنجاز.
يقصد بالحقوق المعنويّة هي الحقوق المرتبطة بالجانب النّفسي والعاطفي للطّفل من أبرزها: [2]
- الحق بالمشاركة في الأنشطة والفعاليات.
- الحق بالحماية من الإساءة.
- الحق في الاحترام.
- الحق في الحماية من التّمييز والعنصريّة.
- الحق في الحماية من التّنمر والاضطهاد.
- الحق في الرّاحة النّفسيّة.
- الحق في تقبل الآخرين له.
- الحق في التّعبير عن الرّأي والمشاعر.
- الحق بفهم المواضيع التي سيتم اختباره فيها.
- الحق بطلب إعادة الشّرح في حال عدم الفهم.
- الحق في تطوير المهارات والشّخصيّة والقدرات ومتابعتها.
- الحق في الحصول على تعليم نوعي جيد.
وعلى الصّعيد الآخر يتوجب تأمين الحقوق الماديّة للطّفل في المدرسة مثل: [3]
- الحق في استخدام الحمام وقضاء الحاجة.
- الحق في الوجود في بيئة صفيّة مناسبة صحياً.
- الحق في التّعلم من خلال الاكتشاف والخطأ.
- الحق بالعناية بالممتلكات الخاصة.
- الحق في الحصول على الرّعاية الصّحيّة خلال تواجده في المدرسة.
- الحق في الحماية من التّحرش والاغتصاب والإساءة البدنيّة.
- الحق في توفير زي مدرسي جيد وغير مسيء أو مهين.
- الحق في ممارسة الرّياضة والأنشطة التّرفيهيّة واللامنهجيّة.
- الحق في الذهاب في رحلات وأنشطة تعليميّة لا تشكل خطراً عليه.
- الحق في امتلاك أدوات مدرسيّة خاصة به.
- الحق في توفير وجبة طعام صحي خلال تواجده في المدرسة.
- الحق في الحصول على ماء نظيف صالح للشرب.
- الحق في الحماية من المخدرات والدّخان.
- الحق في توفير الأدوات والمستلزمات التي تسهل الشّرح وتوصيل المعلومات للطّفل.
- توفير معدات خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة وتسهيل عمليّة التّعليم عليهم.
تعمل منظمات حماية حقوق الطفل والأمم المتحدة ومؤسسات المجتمع المدني المعنيّة بشؤون الطفل على تحديد ضوابط وشروط قانونيّة وبيئة مناسبة لتوفير حقوق الطفل في البيئة المدرسيّة وضمان حصوله عليها على أكمل وجه ودون إهمال أو تقصير. [4]
وتعمل المواثيق الدّوليّة والمؤتمرات العالميّة المعنيّة بشؤون الطفل على وضع خطط عمل وبرامج عالميّة لضمان حقوق الأطفال في المدارس على الصّعيدين النّفسي والمادي ونرى في كثير من الدّساتير والأنظمة في دول العالم مواد قانونيّة توضح الزّاميّة التّعليم وتوفير المتطلبات الأساسيّة والضروريّة بالحد الأدنى الذي يمكن الطفل من إتمام عمليّة التّعلم بالصّورة الفضلى وبما يحقق مصالحه الفضلى.
فكثير من الدّول تجعل التّعليم الابتدائي الزّامياً باختلاف المحددات والحيثيات إلا أنها مطبقة في معظم دول العالم، وتوفّر تلك الدّول خيار التّعليم الحكومي المجاني لتوفير النّفقات وتخفيف الأعباء الماليّة والاقتصاديّة على الأسر والتي لا تستطيع غالباً تحمّل أعباء ومصاريف التّعليم الخاص في المدارس الخاصة التي تكون عادةً مرتفعةً ومكلفةً.
إن الإهمال والتّقصير في تأمين حقوق الطفل في المدرسة وضمانها له عواقب سلبيّة كثيرة منها:
- انحراف الطفل بسبب عدم حصوله على حقوقه المدرسية، وذلك لغياب الدور الإرشادي والتربوي للمدرسة وفقدان الطفل لشعوره بالانتماء للمؤسسة التعليمية ما قد يدفعه إلى الانحراف السلوكي.
- كره الطفل للمدرسة نتيجة طبيعية لعدم حصول الطالب على حقوقه في المدرسة.
- الشّعور بالدّونيّة والنّقص.
- المعاناة من الاضطهاد والتّمييز العنصري والجندري وغيره، وهي أسباب ونتائج في آنٍ معاً.
- تعرض الطفل للاستغلال والاعتداء.
- التّأثير السّلبي للتنمر والإهانة، ما قد يدفع بعض الطلاب لإيذاء أنفسهم، كما يعتبر التنمر المدرسي من الأسباب الرئيسية للتسرب من التعليم.
- قمع رغبة الطفل في التّعلم والمعرفة، ما ينعكس على مستقبله وتحصيله الدراسي.
- خوف الطفل من الاكتشاف والسّؤال.
- تعويد الطفل على الخضوع والخنوع دون نقاش أو تحليل أو تفكير.
- تدمير المواهب والأفكار الإبداعيّة لدى الطفل.
- محاولة الهروب من المدرسة.
- تسرب الطفل من المدرسة وترك المدرسة والاستغناء عن المسيرة التّعليميّة.
- توجه الطفل للعمل في عمر مبكر.
- زيادة العنف ضد الأطفال وبينهم.
- تعرض الطفل للابتزاز والسّيطرة من قبل أقرانه.
- ضعف شخصيّة الطفل.
- ضعف مهارات التّعلم والإدراك لدى الطفل.
- الفشل في التّحصيل الأكاديمي للطّفل.
- ظهور اضطرابات نفسيّة لدى الطفل.
- سوء نظرة الطفل لنفسه.
- ظهور صفة العناد والتّحدي السّلبي عند الأطفال.
تتباين عواقب عدم منح الطفل حقوقه في المدرسة بين طفل وآخر وتعتمد أيضاً على دور الأهل في تصويب الأوضاع وتسوية الأمور ولكن المؤكد أن سلب الطفل حقوقه في المدرسة له انعكاسات سلبيّة على شخصيته وشغفه للتعلم والمعرفة والاكتشاف وحبه للمدرسة وزملائه وبيئته ومجتمعه.
يتوجب على الأهل اختيار مدرسة جيدة لأبنائهم بما يضمن حصولهم على كافة حقوقهم التّعليميّة والتّربويّة والتّرفيهيّة خلال وجودهم في المدرسة، وهنا نقاط هامة يجب الانتباه لها عند اختيار مدرسة لطفلك: [5]
- التّأكد من قدرة المدرسة على تأمين وتوفير احتياجات الطفل: فبعض الأطفال يعاني مشاكل صحيّة أو مشاكل في التّركيز وصعوبات التّعلم أو أطفال يعانون من إعاقات حركيّة ما، يجب التّأكد من قدرة المدرسة على توفير البيئة المناسبة لظروف واحتياجات الأطفال.
- موقع المدرسة: بحيث يكون الموقع قريباً من مكان السّكن لسهولة وصول الأهل إذا تطلب الأمر كما عدم شعور الطفل بالوحشة والخوف من بعد المكان.
- بيئة المدرسة والنّمط المعيشي والاقتصادي للمدرسين والعاملين والطّلبة أيضاً: فيجب أن تتوافق مع الوضع الاقتصادي والمعرفي للطّفل وعائلته تجنباً لشعوره بالفوقيّة أو الدّونيّة بين زملائه.
- يجب جمع معلومات عن المدرسة وأنشطتها ومستواها التّعليمي والأكاديمي والمتابعة الشّخصيّة للطّلاب: وبات تحقيق هذه النّقطة أسهل مع انتشار مواقع التّواصل الاجتماعي.
- التّحقق من ضمانات السّلامة والصّحة والأمان في المدرسة.
- السّؤال عن منهاج التّعليم وتفاصيله.
- الاهتمام بمعرفة الأنشطة التّرفيهيّة واللامنهجيّة المقدمة للأطفال.
- يجب زيارة مقر المدرسة وعدم الاكتفاء بجمع معلومات من الانترنت والمعارف ومنصات التّواصل الاجتماعي.
- السّؤال عن عدد الطّلبة في كل صف والتّأكد من جاهزيّة القاعة الصّفيّة من حيث المساحة والأدوات.
- محاولة تجنب نقل الطفل من مدرسة لأخرى لما يعتقد أن له أثراً سلبياً على شعوره بالوحشة والخوف.
في إحدى طلبات الاستشارة التي وصلتنا على موقع حلوها تقول: " تغيير المدرسة سبب لي أزمة في حياتي، كيف أعالج الموضوع؟"
أجابتها الدّكتورة سناء مصطفى عبده في موقع حلوها:
- "نصيحتي لك أن تضعي كل النّقاط الايجابيّة والسّلبيّة عن المدرستين على ورقة وتطلبي من والدّيك أن يعطياك فرصة حديث ونقاش وبهدوء تعرضي فيها ما عندك من نقاط وتخبريهما عن كل ميزات وسلبيات المدرستين ومن ثم تتناقشوا جميعاً وتتخذوا قراراً بالأمر سويةً
- الحوار الهادئ والنّقاش بالحقائق وبالعقل وبدون عاطفة واسمعي لوجهة نظرهما
- الان مهما كانت النّتيجة لا تضعي الأفكار السّلبيّة في عقلك فأنت ذكيّة وقادرة وعندك إمكانيات أن تبدعي وستعرفين كيف تتصرفين".
وأجاب فريق حلوها في موقع حلوها على تساؤل " ما هي أسباب خوف الطفل من المدرسة ؟":
- أسباب خوف الأطفال من المدرسة كثيرة، وأهمها:
- خوف الطفل من الانفصال عن أمه في مرحلة الحضانة أو الرّوضة أو المراحل الدّراسيّة الأولى
- تعرض الطفل للتنمر أو الأذى من قبل الطّلاب الآخرين، سواء الأذى اللفظي أو النّفسي أو الجسدي
- التّعرض للأذى أو التّعامل القاسي من قبل أحد المعلمين أو المسؤولين.
- تأخر الطفل دراسياً عن أقرانه. وقد يكون هذا التّأخر سببه ضعف القدرات العقليّة للطّفل مقارنة بأقرانه. أو صعوبات التّعلم الاكاديميّة والتي يكون فيها الطفل بمعدل ذكاء طبيعي جداً ولكنه يعاني من بعض الصّعوبات في القراءة أو الكتابة أو الحساب.
- انتقال الطفل من مدرسة إلى أخرى وصعوبة التّأقلم أو الشّعور بالوحدة في المدرسة الجديدة.
- خجل الطفل وضعف ثقته بنفسه أو معاناته من الرّهاب الاجتماعي قد تكون سبباً في رفضه الذهاب للمدرسة.
- المشاكل الأسريّة أيضاً تجعل الطفل يخاف أن يترك البيت ويذهب إلى المدرسة كي لا يعود ليجد والدّيه منفصلين، فيخاف الطفل من أن يتركه أحد والدّيه أو كلاهما.
- ضعف الطفل صحياً أو بدنياً، أو معاناته من أي أمراض تشعره بالتّعب والإرهاق والضعف أو تسحب طاقته
- وفي بداية المراهقة، يكون رفض الطفل للمدرسة هو نوع من أنواع التّمرد وإثبات الذات.