أسباب ألم الثدي في بداية الحمل وتغيرات الثدي في الأسبوع الأول
يمكن أن يكون ألم الثدي مزعجاً، لكن إذا كنتِ تحاولين الحمل فقد يكون ألم الثدي من العلامات المبكرة لللحمل، وهناك بعض العلامات المميزة للألم الثدي في بداية الحمل تجعله مختلفاً عن ألم الثدي قبل الدورة الشهرية أو الناتج عن أسباب أخرى.
سنتعرف في هذا المقال أيضاً على تغيرات الثدي في الأسبوع الأول من الحمل والتي تعتبر من علامات الحمل، ويمتد بعضها حتى الشهر التاسع، مثل حساسية وبروز وألم الحلمتين وتغير لون الحلمتين في الحمل (سواد الحلمتين أو لون الحلمتين البني الغامق أثناء الحمل) وإفرازات الحلمتين وانتفاخ الثدي وطراوة الثدي وظهور حبوب في الثدي أثناء الحمل، وغيرها من أعراض الحمل المبكرة والمتأخرة.
تغيرات الثدي في الأسبوع الأول من الحمل
هل انتفاخ الثدي قبل الدورة من علامات الحمل؟ هل ألم الثدي بعد الدورة من علامات الحمل؟ الإجابة هي نعم! آلام الثدي هي بالفعل إحدى أولى علامات الحمل. يمكن أن تظهر في أقل من أسبوع إلى أسبوعين بعد تخصيب البويضة، أي قبل تأخر موعد الدورة الشهرية التالية، والذي يعتبر من أكبر مؤشرات الحمل. ليونة وطراوة الثدي من علامات الحمل أيضاً، وانتفاخ الثديين وتورمهما من تغيرات الثدي في الأسبوع الأول من الحمل.
إذا كنتِ تحاولين الحمل وتواجهين ألماً غير معتاد في الثدي، قد يكون هذا الألم علامة على الحمل ولكنه ليس مؤشراً أكيداً. يمكنك إجراء اختبار الحمل المنزلي ولكن الوقت لن يكون مثالياً للحصول على نتيجة حمل دقيقة. تحلي بالصبر وانتظري حتى موعد دورتك الشهرية القادمة. [1]
متى تبدأ آلام الثدي عند الحامل؟
غالبًا ما يكون ألم الثدي هو العرض الأول من أعراض الحمل المبكرة، ويحدث في وقت مبكر جداً، من أسبوع إلى أسبوعين بعد التخصيب، أي تقنياً في الأسبوع الثالث من الحمل. تصل ذروة الإحساس بألم الثدي في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل لأن جسمك يفيض بالهرمونات.
ولكن ما أسباب هذه الهرمونات؟ ولماذا يحدث ألم الثدي خلال الحمل؟! الإجابة في القسم التالي.
هل ألم الثدي دليل على سلامة الحمل؟
كما ذكرنا في القسم السابق، يفيض جسم المرأة الحامل بالهرمونات خلال الثلث الأول من الحمل، وبالذات هرمون الأستروجين وهرمون البروجسترون. هذه الهرمونات تؤدي بدورها وظيفة مهمة، وهي تحضير جسم المرأة لنمو الجنين داخله ليصبح طفلاً جائعاً يحتاج إلى التغذية.
ولكي تتمكن الأم من تغذية هذا الطفل، تعمل الهرمونات بسرعة لإعداد ثدييك للرضاعة الطبيعية. يزداد تدفق الدم إلى منطقة الصدر ويكبر الثديان. قد تفرح بعض النساء بالحجم الجديد للثديين، ولكنه فرح مؤلم للأسف، وقد يكون مرفقاً بالحكة والتهيج أيضاً!
تنمو قنوات الحليب في ثدييك أيضاً للاستعداد للرضاعة الطبيعية، وتحفز الهرمونات نمو الغدد المنتجة للحليب، سيمر ثدياك بطفرة نمو هائلة، فكوني مستعدة لتغيرات الحمل! [1،2]
ألم وانتفاخ الثدي وألم الحلمتين في بداية الحمل
آلام الثدي في بداية الحمل تختلف من امرأة إلى أخرى، يمكن أن يحدث الألم في كلا الثديين أو في أحدهما (ألم في الثدي الأيمن وحده أو ألم في الثدي الأيسر فقط). وقد تشعر به الحامل في الثدي كاملاً، أو في بقعة معينة من الثدي، وقد يتحرك الألم إلى الخارج باتجاه الإبطين. يمكن أن يكون الألم مستمراً، أو يظهر ويختفي في فترات.
انتفاخ الثدي في بداية الحمل
متى يبدأ الثدي بالانتفاخ في الحمل؟ لن تشعري بآلام الثدي المزعجة وحدها خلال الأسابيع الأولى من الحمل، بل ستشعرين أيضاً بانتفاخ الثدي، كأن الثديين متورمان وثقيلان، وسيكونان حساسين للغاية، مما يجعل ممارسة الرياضة والجماع خلال شهور الحمل الأولى من الأمور غير المريحة لك. كذلك ستشعرين بصعوبة في النوم إن كنت معتادة على النوم على بطنك، لأن ألم الثدي سيزعجك.
حساسية وألم الحلمتين في بداية الحمل
بالنسبة للعديد من النساء، تكون الحلمات حساسة بشكل خاص في الأسابيع الأولى من الحمل. يمكن أن تكون حلمتك حساسة للغاية عند لمسها لدرجة أنها تؤلمك عند تجفيفها بعد الاستحمام أو عند ارتداء حمالة الصدر. لكن اطمئني، فحساسية الحلمة المفرطة تزول عادةً في غضون أسابيع قليلة. تعاني بعض النساء أيضاً من إحساس بالوخز في الحلمات والهالة خلال الثلث الأول من الحمل.
هل آلام الثدي الشديدة طبيعية خلال الحمل؟
الألم الحاد في الثدي والذي قد يشعرك وكأنه يتم طعنك بسكين في منطقة معينة من إحدى ثدييك، ليس عرضاً شائعاً أثناء الحمل. قد يحدث لنسبة قليلة جداً من النساء، لكنه ليس من الأعراض الشائعة للحمل. ننصحك باستشارة الطبيب إذا كان الألم غير محتمل.
قبل ممارسة الجماع في بداية الحمل، تحدثي مع زوجك حول آلام الثدي والحلمات وأعراض بداية الحمل الأخرى التي يجب أخذها في عين الاعتبار عند اختيار طرق المداعبة ووضعيات الجماع الجديدة المناسبة للحمل.
وعند ممارسة الرياضة خلال الحمل، ننصحك بارتداء حمالة صدر رياضية موثوقة. [1]
ما الفرق بين ألم الثدي بداية الحمل وألم الثدي قبل الدورة الشهرية؟
تتشابه أعراض الحمل المبكر إلى حد كبير مع أعراض الدورة الشهرية المنتظمة. إذاً كيف أعرف الفرق بين ألم الثدي قبل الدورة وألم الثدي بداية الحمل؟!
الإجابة المختصرة هي، للأسف هذا ليس ممكناً في معظم الأحوال، خاصة إذا كنت تعانين عادةً من آلام الثدي أثناء الدورة الشهرية! فنظراً إلى أن مستويات الهرمون لدى المرأة تنخفض عند اقتراب موعد الدورة الشهرية، فإن ألم الثدي هو عرض شائع جداً.
أفضل طريقة لمعرفة ما إذا كان ألم الثدي علامة على وجود حمل أم لا، هي إجراء اختبار الحمل، ولكن يفضل عدم الاستعجال، بل انتظار موعد الدورة الشهرية قبل إجراء الاختبار. تأخر الدورة الشهرية سيكون مؤشراً إضافياً على حدوث الحمل، وإذا لاحظت بقعاً خفيفة من الدم لمدة يوم أو يومين بدلاً من الدورة الشهرية المعتادة، فقد يشير ذلك إلى نزيف الغرسة وحدوث الحمل. [1]
كيف يكون شكل الحلمتين في بداية الحمل؟ ومتى يتغير لون ثدي الحامل؟
للأسف، رغم أن ألم الثديين هو أبرز الأعراض المبكرة للحمل وأبرز تغيرات الثدي في الأسبوع الأول من الحمل، إلا أنه ليس المشكلة الوحيدة المتعلقة بالثدي ضمن الأعراض الممتدة حتى الشهر التاسع من الحمل.
فخلال الثلث الأول من الحمل، قد تلاحظين أيضاً وجود عروق زرقاء تضخ دماً إضافياً في ثدييك وتغييرات في حجم أو لون أو شكل حلمة الثدي.
متى يتغير لون ثدي الحامل؟
تشتكي بعض النساء من سواد الحلمتين أو لون الحلمتين البني الغامق أثناء الحمل، فهل هذا طبيعي؟ وفي أي شهر يتغير لون الثدي؟ تغير لون الحلمتين من أعراض الحمل أيضاً؛ فخلال الثلث الثاني من الحمل أي تقريباً من الأسبوع 13 إلى الأسبوع 26، قد تلاحظين أن لون الهالة حول حلمتك أصبح أكثر قتامة. وسيستمر لون الحلمة بالتعتيم طوال الثلث الثاني والثالث أيضاً. فإذا لاحظت أن لون الحلمتين بني غامق أو لاحظت سواد الحلمتين أثناء الحمل، لا تشعري بالقلق، فتغيرات الثدي أثناء الحمل طبيعية جداً!
شكل الحلمتين في بداية الحمل
كيف يكون حجم وشكل الحلمتين أثناء الحمل؟ يبقى حجم الحلمتين في بداية الحمل كما هو، وكذلك شكل الحلمتين، ولكن مع تقدم الحمل، لن يكون لون الحلمتين القاتم أو لون الهالات القاتم هو التغير الوحيد عليهما، بل سيزداد حجم الحلمتين وبروزهما استعداداً للرضاعة الطبيعية، وربما تظهر عليهما علامات التشقق والجفاف، وستكبر الهالتين حولهما، وقد تظهر حولهما البثور أيضاً.
إفرازات الحلمتين أثناء الحمل
تعتبر إفرازات الثدي طبيعية جداً في فترة الحمل وفترة الرضاعة الطبيعية. وهي عبارة عن سائل يخرج من حلمة الثدي في أي وقت من الحمل، يختلف لونه وقوامه حسب نوع الإفرازات وسببها؛ فقد تكون الإفرازات صفراء أو شفافة أو خضراء أو بنية أو حليبية، وقد تكون إفرازات دموية أيضاً. [1,2,3]
هل ظهور حبوب في الثدي من علامات الحمل؟
قد تلاحظين عزيزتي الحامل ظهور حبوب على الحلمتين أو درنات أو نتوءات صغيرة على الهالة؛ تسمى هذه النتوءات درنات مونتغمري (Montgomery’s Tubercles)، وهي غدد منتجة للزيوت تعمل على تليين الثديين أثناء الرضاعة الطبيعية وتجعل عملية الرضاعة أكثر راحة لك ولطفلك!
ويمكن تعريف غدد مونتغمري بأنها غدد دهنية كبيرة في الثدي، تمثل انتقالاً بين الغدة الثديية والغدة العرقية. [4]
متى يختفي ألم الثدي أثناء الحمل؟
ينتهي ألم الثدي عند العديد من الحوامل بانتهاء الثلث الأول من الحمل، إلا أن الألم قد يستمر مع بعض النساء طوال فترة الحمل.
سواء انتهت آلام الثديين أو استمرت عند الحامل، لا يوجد ما يدعو للقلق، فأجسام النساء تتفاعل بطريقة مختلفة مع الحمل وأعراضه.
انتهاء ألم الثدي عند الحامل، لا يعني أن ثديي الحامل لن يكبرا أكثر أو أن لون الهالة حول الحلمتين لن يصبح أكثر قتامة.
وسيعود الثديان إلى حجمهما الطبيعي في الأشهر القليلة اللاحقة للولادة. [1،2]
هل توقف ألم الثدي يعني موت الجنين؟
في حال موت الجنين في الأشهر الأولى من الحمل، قد تتوقفين عن الشعور بألم الثديين عند الضغط عليهما، ولكن لا يمكنك اتخاذ هذه العلامة على أنها مؤشر كاف على موت الجنين. ففي حالات أخرى قد يخف ألم الثدي أو يتوقف دون أن يحصل أي إجهاض. وبالتالي، الإجابة هي لا، ليس بالضرورة أن يدل توقف ألم الثدي على موت الجنين! [5]
ختاماً، نتمنى أن تكوني عزيزتي الحامل قد استفدت من المعلومات المذكورة في هذا المقال حول تغيرات الثدي منذ الأسبوع الأول من الحمل وحتى الولادة. نتمنى لك رحلة حمل ممتعة وولادة ميسرة.
إذا كان لديك أية أسئلة أو استفسارات حول مواضيع الحمل والولادة والأمومة وتربية الطفل، يمكنك طرح سؤالك أو مشكلتك هنا.