كيفيّة إشباع الفراغ العاطفي ونصائح ملء الفراغ العاطفي
يطلق مصطلح الفراغ العاطفي على الحالة النّفسيّة والعاطفيّة التي يمر بها الشّخص عندما يشعر بالفراغ والفجوة من حيث التّعبير عن المشاعر والشّعور بأهميته ومشاعر الآخرين تجاهه.
في هذه المقالة عن كيفيّة ملء الفراغ العاطفي سنتحدث عن استراتيجيات وخطوات للتغلب على مشكلة الفراغ العاطفي وتجنب المضاعفات السّلبيّة المرافقة للفراغ العاطفي. كما سنتحدث عن معلومات عامة حول الفراغ العاطفي وأسبابه وتأثيره على الأشخاص.
هنالك عدة مراحل يمر بها الشّخص الذي يعاني من الفراغ العاطفي وهي:
- الشّعور بالوحدة والانزعاج: ويشعر الفرد بأنه غير قادر على إيجاد الأشخاص المقربين الذين يعبّر لهم عن أفكاره ومشاعره.
- تضارب المشاعر: فيحدث أن يشعر الشّخص باختلاط لمشاعره بين الحزن والفرح وبين الوحدة والأنس، وعدم قدرته على التّعبير عنها يزيد انزعاجه.
- البحث والفشل: فالبحث عن شريك أو صديق أو شخص مقرب يستطيع التّعبير له بارتياح أمر ليس سهلاً أبداً.
- العزلة وضعف التّواصل مع المحيط: حيث أن الشّخص الذي يعاني من الفراغ العاطفي بعد عدة محاولات فاشلة في إيجاد أشخاص مقربين وعلى مستوى من الثّقة والتّوافق الفكري والعاطفي يتجه للانعزال وخسارة مهارات التّواصل مع المحيطين به في بيئته.
لمعرفة إذا كنت تشعر بالفراغ العاطفي قد تظهر عليك مجموعة العلامات التّالية: [2]
- الشّريك أو الحبيب لا يعطي الاهتمام الكافي.
- لا يوجد شريك أو حبيب مع الحاجة لوجوده.
- عدم تلقي الدّعم الذي تحتاجه من الشّريك أو الحبيب.
- عدم وجود أصدقاء مقربين.
- زعزعة الثّقة بالنّفس.
- البحث الدّائم عن الشّريك أو الشّخص المناسب دون جدوى.
- الملل والخوف من دخول علاقة عاطفيّة وتوقع خيبة أمل.
- الشّغف للدخول في علاقة عاطفيّة والتّعرف على الشّخص المناسب.
- التّأثر الزّائد عن مشاهدة الأفلام الرّومنسيّة.
- التّأثر الزّائد عند قراءة رواية رومنسيّة.
- الشّعور بالغيرة من الأشخاص النّاجحين في علاقاتهم العاطفيّة.
- التّعلق الوهمي بأي شخص يمتلك صفاتاً قريبةً من مواصفات الحبيب أو الشّريك المثالي.
- الحساسيّة المفرطة.
- اللوم الزّائد وجلد الذات: في حال التّقصير مع الشّريك أو الحبيب أو حتى تقصير الشّخص معك، في كلتا الحالتين تشعر بلوم زائد لذاتك وتحميل نفسك الذنب بالتّقصير أو عدم استقرار العلاقة.
- الانعزال عن المجتمع وتفضيل الوحدة على قضاء الأوقات مع الآخرين.
كيفية إشباع الفراغ العاطفي واستراتيجيات ملء الفراغ: [1]
- الجلوس مع الذات: وهنا يجب على الشّخص الذي يشعر بفراغ عاطفي أن يحدد طبيعة مشاعره وأفكاره مع نفسه ليستطيع تصويبها وتعديلها والتّخلص من الجانب المزعج منها.
- تحديد حاجات إشباع الفراغ العاطفي: فبعض الأشخاص ينقصهم الاهتمام وبعضهم يحتاج التّعبير عن مشاعره وهنالك أشخاص يعانون من الفراغ العاطفي لعدم وجود شخص يعبر لهم عن مشاعره تجاههم ويقدر أفعالهم وانجازاتهم.
- أعط نفسك حريتها في التّعبير: ربما أكبر عقبة أمام الإنسان تمنعه من التّعبير عن مشاعره هي الانسان نفسه، فالخوف من النّتائج غير المدروسة والخوف من الفشل والخوف من سوء تقدير الأمور وغيرها من الأسباب تقمع الانسان وتعيقه في مرحلة فهم مشاعره والتّعبير عنها بطريقة سليمة.
- البحث عن بيئة محيطة مناسبة: في الغالب لا يتحكم الانسان ببيئته الاجتماعيّة لأن تواجده فيها مرهون ومرتبط بظروف وعوامل كثيرة، لكن مع نضوج الانسان وزيادة وعيه يكتشف أن لديه القدرة على اختيار الأشخاص المحيطين به والذين يعتبرهم بيئته الاجتماعيّة المختارة والخاصة به. ولملء الفراغ العاطفي يجب اختيار الأصدقاء والمقربين بعناية وحذر بما يتناسب مع ظروف الشّخص الحياتيّة والمعطيات الخاصة به.
- حب الذات: حب الذات والثّقة بالنّفس هما سلاح التّوازن النّفسي والعاطفي لدى الانسان، فلا يمكن لشخص لا يحب نفسه أن يطلب من الآخرين أن يحبوه أو يقدروه وهو لا يقدر نفسه. لذا ابدأ بنفسك وامنح نفسك ما تحتاجه لتقليل فجوة الفراغ العاطفي الذي تمر به.
لتجنب مضاعفة الفراغ العاطفي والتّأثير السّلبي الذي يلحق بالشّخص هنا نقدم مجموعة من النّصائح التي قد تفيدك في ملء الفراغ العاطفي أو التّأقلم معه: [3]
- افهم حقيقة مشاعرك وأفكارك واحتياجاتك: فلا تلجأ لملء الفراغ بالقبول بأي علاقة عابرة أو مزعجة فقط لسد ذلك الاحتياج.
- تحدث لصديق مقرب ومؤتمن: قد يكون لديه بعض النّصائح الخاصة لمعرفته بتفاصيل حياتك اليوميّة والخاصة.
- امض أوقاتاً أكثر مع الأصدقاء والمقربين والعائلة: قضاء الأوقات مع المحيطين الذين تشعر معهم بالرّاحة والسّعادة تساعدك على تخفيف أوقات الوحدة التي ستشعر خلالها بالفراغ العاطفي، شاركهم الأنشطة والاهتمامات.
- استغل أوقات الفراغ في الابداع والانجاز والعمل والهوايات: لمواجهة مشاكل وإزعاجات الفراغ العاطفي يجب استغلال أوقات الفراغ من خلال القيام بالأنشطة وممارسة الهوايات والتّميز في العمل وتطويره. هذا سيحقق لك ثقة أعلى بنفسك وسيخفف التّأثيرات السّلبيّة للفراغ العاطفي.
- تعرف على أصدقاء جدد: التّعرف على أشخاص جدد يجدد نفسيّة الإنسان ونظرته للأمور وقد يكون أحد هؤلاء الأشخاص هو من تبحث عنه كشريك أو حبيب.
- اطلب المساعدة والمشورة من الأخصائي النّفسي: الاستعانة بالأخصائي النّفسي لتجاوز مرحلة الفراغ العاطفي والتّأقلم معها أمر صحي وعلمي وضروري ولا يشكل مصدر حرج أو تقليل من الشّخص بل خطوة إيجابيّة لحل مشكلة أو معضلة.
- خض مغامرات جديدة وتجارب جديدة: المغامرات وتعلم مهارات جديدة والقيام بتحديات وتجارب جديدة تقلل أوقات الفراغ وربما تكون فرص مناسبة للالتقاء بشريك الحياة أو الحبيب.
- التّطوع وعمل الخير: فهذه الأنشطة تزيد من الشّعور بالفخر والقدرة على الإنجاز والعطاء وتفريغ المشاعر بطريقة إيجابيّة.
تختلف الأسباب التي تؤدي للشعور بالفراغ العاطفي لكن أبرزها: [4]
- الخروج من علاقة عاطفيّة سيئة.
- الانفصال العاطفي داخل العلاقة.
- عدم وجود شريك أو حبيب.
- المرور بمواقف حرجة أو صعبة وتحتاج دعماً نفسياً وعاطفياً خاصاً.
- تأخر الزّواج.
- الاكتئاب.
- المرور بتجربة إنسانيّة صعبة دون وجود أشخاص ثقة ومقربين.
- التّعلق الوهمي بشخص ما.
- الحب من طرف واحد.
- حب المراهقة والمشاعر المتضاربة في تلك المرحلة العمريّة.
- غياب الأهل والأسرة والأصدقاء وخاصةً في الأوقات الحرجة التي يحتاج فيها الشّخص للدعم المعنوي والمساندة.
- انعدام الثّقة بالجنس الآخر.
يختلف تأثير الفراغ العاطفي من شخص لآخر إلا أنه عادة يسبب الشّعور بالحزن والقلق من المستقبل والخوف من الوحدة وفرط في الحساسيّة حيال أمور لا تستحق ذلك فعلياً. ويجب على الأهل والأصدقاء احتواء الشّخص الذي يشعر بالفراغ العاطفي وتكثيف دعمه وتعزيز ثقته بنفسه.
في بعض الحالات يكون الفراغ العاطفي سبباً لانجراف الشّخص لسلوكيات خاطئة كتناول المخدرات والدّخان والكحول ومرافقة أشخاص سيئين وغيرها من الممارسات والسّلوكيات الخاطئة التي قد يسلكها الشّخص نتيجة للفراغ العاطفي ورغبته في إثبات ذاته وتعويض ذلك النّقص والاحتياج.
وصلنا طلب مشورة ونصيحة على موقع حلوها فقال أحد الشّباب المتابعين للموقع: "كيف أعالج الفراغ العاطفي في حياتي؟"
أجابته الدّكتورة سراء فاضل الأنصاري في موقع حلوها: "العاطفة تحتاج الى النّاس وانت اغلقت كل الابواب بوجههم وبوجهنا فما هو البديل؟ اقرا الرّوايات والقصص العاطفيّة وادخل مواقع التّواصل الاجتماعي في مجموعات تتشارك هواية او هوى محدد اتشغل وقتك وتتدرب على الكلام ثانية".
وأجابت أخصائيّة علم النّفس والتّثقيف الصّحي ميساء النّحلاوي والخبيرة في موقع حلوها على تساؤل "كيف أملأ الفراغ العاطفي في حياتي أو أتعايش معه؟": "يجب أن تؤمن أن التّفكير السّلبي ولوم الحط أو النّفس بسبب عدم التّوفق بشاب يحبها لن تغير شيئاً من نصيبها وقدرها.
تقبّل فكرة أن الزّواج قسمة ونصيب وأنه سيتم في حينه ولكن أثناء انتظار هذا اليوم يجب أن تنعم بالحياة وتعيش حياتها بإيجابيّة وتبني مستقبلها وتحسن شروط معيشتها وتثقل شخصيتها بالتّجارب العمليّة في شتى الامور العلميّة والأدبيّة والثّقافيّة. ذلك كله سيفتح أمامها آفاقاً جديدة وسيلفت النّظر اليها. لا تستسلمي للفراغ القاتل بل تقربي من أفراد عائلتك ووطدي علاقتك بهم وادخلي السّرور إلى قلبهم فذلك سيعطيك طاقة إيجابيّة وسعادة داخليّة، ساعدي في الجمعيات الخيريّة واعطي من وقتك تملئين حياتك رضا ومحبة. التحقي بالأنشطة المختلفة لتطوري من قدراتك وكوني دائما متفائلة بالغد واختاري صداقاتك بتأني"