أسباب المشي أثناء النوم وعلاج السير خلال النوم
السير أثناء النوم مشكلة تواجه العديد من الأشخاص بدون إدراك أو تذكر أي شيء بعد الاستيقاظ، وتبدو هذه المسألة أكثر انتشاراً أو وضوحاً بشكل خاص لدى الأطفال، الأمر الذي يتسبب لهم بالخوف والذعر، والتعرض لبعض الإصابات أحياناً، وتختلف درجة هذه المشكلة بين شخص وآخر بحسب العوامل المسببة، فما هي أسباب السير خلال النوم وكيف يمكن علاجه المشي خلال النوم؟
يعرّف المشي أثناء النوم أيضاً باسم النوم البدني، وهو اضطراب سلوكي يحدث أثناء مرحلة معينة من مراحل النوم، يؤدي للقيام بسلسلة من الأفعال الغريبة أثناء النوم أبرزها المشي أو بعض السلوكيات المعقدة الأخرى.
حقائق حول مشكلة السير أثناء النوم: [1][2]
- يحدث خلال النوم العميق: والذي يكون غالباً في الجزء الأول من الليل، لذا فإن المشي يحدث تقريباً بعد ساعة أو ساعتين من النوم.
- المشي خلال النوم أكثر انتشاراً لدى الأطفال: وخاصةً المتراوحة أعمارهم بين ال 3-7 سنوات، ويحدث أيضاً لدى الأطفال الذين يعانون من مشكلة ضيق النفس أثناء النوم أو انقطاعه، أو التبول اللاإرادي.
- القيام بسلوكيات أخرى غير المشي أثناء النوم: فقد يقتصر الأمر على الجلوس في السرير والتكلم قليلاً ثم العودة إلى النوم، أو يمكن أن يصل إلى مرحلة الخروج من المنزل وقيادة السيارة لمسافة طويلة.
- يحدث المشي أثناء النوم عند المراهقين: فهو شائع أيضاً في مرحلة البلوغ هذه، ولكنه لا يدعو للقلق حيث يعد أمر طبيعي ينتهي بعد فترة في أغلب الأحيان، ولا يرتبط بأي نوع من المشاكل النفسية.
- لا يحدث السير خلال النوم في فترة القيلولة: حيث يكون النوم خفيفاً ولم يصل إلى مرحلة النوم العميق.
تستمر نوبة المشي أثناء النوم تقريب العشر دقائق في أغلب الأحيان، وفي حالات أشد يمكن أن تمتد لوقت أكثر لدى المريض بهذا الاضطراب مترافقة مع عدة أعراض أخرى [1][3]:
- الجلوس على السرير وفتح العينين: وذلك عوضاً عن المشي، حيث تحدث حالة الاستيقاظ بدون التحرك من الفراش ويمكن أن يتكلم الشخص قليلاً ثم يعود للنوم، وعلى الرغم من أنه يفتح عينيه ويرى ما أمامه ولكن غالباً يكون غير قادر على التعرّف على الأشخاص من حوله.
- النهوض والتجوال: فيمكن أن ينهض المريض ويتجول في أرجاء المنزل، ويمكن أن يخرج من المنزل في بعض الأحيان.
- عدم الاستجابة لأي شخص: وذلك نتيجة أن الشخص المريض يكون في حالة من عدم الوعي فهو نائم، ويمكن أن تحدث استجابة بشكل خفيف عن طريق قول كلام غير مفهوم أو القيام بسلوك غريب.
- القيام ببعض الأنشطة: مثل تناول الطعام أو تغيير الملابس، وفي بعض الحالات الشديدة يمكن أن يقوم المريض بقيادة السيارة وهو أمر خطير جداً.
- عدم الاستيقاظ بسهولة أثناء النوبة: وذلك بسبب حالة النوم العميق التي تحدث فيها حالة المشي، لذا من الصعب إيقاظ المريض.
- القيام بسلوك غريب: مثلاً التبول في الخزانة أو في مكان ما آخر، والتي تحدث بشكل أكبر لدى الأطفال.
- عدم تذكر شيء عند الاستيقاظ: وذلك لأن كل ما يحدث يكون أثناء النوم العميق ولا يكون بحالة إدراك كامل للأحداث لذا فلا تتشكل في الذاكرة أي معلومات عما حدث.
- الصراخ: وخصوصاً صراخ الأطفال، ذلك بسبب الاستيقاظ بشكل مفاجئ الذي يؤدي إلى الخوف، بالإضافة إلى أن بعض الأشخاص يعانون أيضاً من حالة الرعب أثناء النوم.
- اعتداءات على الأشخاص: فقد يعاني المريض من حالة ذعر أثناء النوبة وخصوصاً إذا استيقظ بشكل مفاجئ، فيقوم باعتداءات على أي شخص حاول إيقاظه والتي من الممكن أن تكون عنيفة أحياناً.
لا يوجد سبب معروف وأكيد لمشكلة السير أثناء النوم، ومن المعتقد أنه أمر وراثي يحدث اذا كان لديك شخص في العائلة يعاني منه، ومن الممكن أن تؤدي بعض السلوكيات الحياتية إلى تعزيز حدوث المشي أثناء النوم لديك وتكراره، مثل: [2][3]
- الحرمان من النوم: فهذا الحرمان يسبب التعب وحدوث النوم العميق عند خلودك إلى النوم، فمن الممكن أن تتعرض لنوبات المشي أثناء النوم إثر ذلك.
- الضغط العصبي أو اضطراب مواعيد النوم أو السفر: وهي عوامل تؤدي إلى تعرضك للتوتر والقلق وبالتالي للإرهاق والنوم بشكل عميق وبالتالي حدوث نوبات مشي أثناء النوم في بعض الأحيان.الإصابة بالحمى: التي قد تتسبب بنوبات مشي أثناء النوم وبشكل خاص لدى الأطفال.
- شرب الكحوليات: حيث يعتقد أن المشروبات الكحولية تؤثر على النوم وتجعله شديد العمق، وبالتالي تزيد من فرصة التعرض لحالة المشي أثناء النوم بشكل كبير، وخصوصاً عند تناولك لها بشكل منتظم ومتكرر.
- أنواع معينة من الأدوية: مثل تناولك بعض الأدوية المنومة أو المهدئة، أو بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الاضطرابات النفسية.
- الاستيقاظ المفاجئ: والذي يحدث نتيجة عدة عوامل، مثل الانزعاج من الضوء أو تعرضك للمسة مفاجئة، أو استيقاظك بشكل مفاجئ من أجل الذهاب إلى المرحاض، أو بسبب بعض الحالات المرضية التي من الممكن أن تحدث لك مثل انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم أو متلازمة تململ الساقين.
لا يوجد علاج محدد مضمون النتائج وواضح الخطوات لاضطراب السير أثناء النوم، حيث يكمن العلاج في الواقع في تحسين ظروف حياتك اليومية وروتينك وخصوصاً ما يتعلق منها بالنوم، مثلاً: [1][2]
- تنظيم مواعيد النوم وتأمين طقس مريح: من خلال مواظبتك على الذهاب إلى الفراش للنوم في مواعيد ثابتة من كل ليلة في غرفة هادئة ومظلمة، ونومك في فراش مريح.
- تقليل المشروبات: فيفضل عدم تناولك المشروبات في فترة ما قبل النوم بما يقارب الساعة أو أكثر وخاصة المشروبات الحاوية على الكافيين مثل الشاي والقهوة، ومن الجيد أيضاً أن تذهب إلى المرحاض قبل النوم.
- الاسترخاء قبل النوم: يمكن لقيامك ببعض محاولات الاسترخاء أن تساعدك في استقرار النوم وعدم حدوث اضطرابات كالسير أثناء النوم، ويكون ذلك من خلال الاستحمام بماء دافئ مثلاً أو القيام بتمرينات التنفس العميق لعدة دقائق أو ممارسة تمارين الاسترخاء مثل تمارين اليوغا.
- إيقاظ الأطفال: وذلك في حال كان طفلك يسير في نومه بأوقات متماثلة من كل يوم، حيث يكون من الجيد إيقاظه في هذه الفترة يومياً وبطريقة هادئة لمدة تتراوح من 15-30 دقيقة، فيمكن أن يؤدي هذا إلى تغير دورة نومه الطبيعية وبالتالي التخلص من اضطراب السير أثناء النوم.
- بعض العلاجات الطبية: قد يساعدك مثلاً العلاج السلوكي المعرفي في هذه الحالة وبشكل خاص لدى الأطفال، وهو علاج يعتمد على التحدث مع المريض من قبل معالج مختص، وقد أفادت بعض تجارب التنويم المغناطيسي في علاج المشي أثناء النوم لدى بعض الأشخاص.
- بعض الأدوية: فبعض أنواع الأدوية أظهرت نتائج جيدة في علاج اضطراب السير أثناء النوم لدى بعض الأشخاص على الرغم من كونها سبب لحدوث الاضطراب عند أشخاص آخرين، مثل الأدوية المنومة أو مضادات الاكتئاب.
المشي أثناء النوم ليس عامل خطر بحد ذاته، ولكن السلوكيات غير المتوقعة للشخص الذي يعاني من الاضطراب هي التي تشكل خطراً حقيقياً عليه، فقد يتعرض لكثير من الإصابات نتيجة الحركة والمشي غير الواعيين، ولذلك من المهم جداً محاولة أخذ الحيطة لعدم التعرض لإصابات خطرة: [2][4]
- تأمين مرافق المنزل: من أهم الخطوات لحمايتك أو حماية الشخص الذي يسير خلال نومه، ويتم ذلك من خلال إبعاد الأشياء القابلة للكسر، أو أي أشياء أخرى ضارة مثل الولاعات، وإغلاق أواني الغاز بإحكام، وإبعاد الأدوات الحادة والمؤذية، من الجيد أيضاً إغلاق الأبواب والنوافذ بشكل جيد
- النوم في مكان آمن: فإذا كان طفلك يسير في نومه فلا تدعه ينام في مكان عالٍ، ويفضل أن تنام معه في غرفة واحدة.
- لا تيقظ الشخص من نومه فوراً: لأن هذا يمكن أن يعرضه للإصابة بنوبة ذعر، وخاصةً الأطفال، وإنما يفضل أن ترافق البالغ أو الطفل إلى سريره ومن ثم تيقظه بلطف وتهدئه عند الاستيقاظ.
- أخبر من حولك: سواء كنت أنت من يعاني من اضطراب السير خلال النوم أو طفلك يجب عليك إخبار الأشخاص القريبين منك، وخصوصاً الأشخاص الذين تسكن معهم، لكي لا يذعروا و يتصرفوا بشكل صحيح في حال ملاحظة أي نوبة، ويجب أيضاً أن تشرح لهم الطريقة الصحية للتعامل معك أو مع طفلك.
من مشاركات أحد متابعين موقع حلوها، تعرض مشكلتها بأنها منذ الصغر تعاني من التكلم والسير أثناء النوم، حتى أنها قد خرجت أحد المرات من المنزل وأعادها والدها، وهي تتخوف بعد دخولها الجامعة وإقامتها بالسكن بالجامعي أن تصبح محط سخرية بسبب هذه المشكلة، وتطلب المساعدة والاستشارة من الموقع.
وأجابتها الخبيرة النفسية سراء الأنصاري في موقع حلوها بأن المشكلة ليست نفسية وإنما عليها مراجعة طبيب عصبي لإجراء بعض الفحوصات، وأضافت بأنه يوجد عيادات متخصصة بمتابعة اضطرابات النوم، كما يوجد بعض الأدوية التي يمكن أن تساعد في تخفيف مشكلتها.
لمراجعة الاستشارة الكاملة مع أراء الخبراء وتفاعل مجتمع حلوها انقر على الرابط، كما يمكنكم في أي وقت طلب الاستشارة من الخبراء المختصين في موقع حلّوها من خلال النقر على هذا الرابط.