أسباب رائحة المهبل الكريهة وعلاج رائحة المهبل نهائياً
تعاني كثير من السيدات من مشكلة ظهور رائحة غير مرغوب بها للمهبل، وتختلف من امرأة لأخرى فقد تكون رائحة طبيعية غير مزعجة أو تكون رائحة ظاهرة وواضحة مسببة الإحراج للسيدة التي تعاني منها، وإن نوع هذه الرائحة وقوتها تختلف أيضاً باختلاف السبب الذي يكمن ورائها، فما هي أسباب هذه الحالة وكيف يمكن التخلص منها؟
المهبل له نظام بيئي خاص به يسعى دوماً للحفاظ على توازنه وعلى خصائصه، ويحقق ذلك ببعض الآليات التي يمتلكها فهو مثلاً يحوي على نوع معين من البكتيريا الأساسية فيه غير الضارة، تحافظ على درجة حموضة المهبل في نطاقها الأمثل (3.5 – 4.5)، وإن وجود هذه البكتيريا في المهبل يمكن أن يتسبب برائحة طبيعية له تكون خفيفة وغير مزعجة بشكل عام [1]. وتؤدي بعض العادات الخاطئة بشكل يومي إلى تفاقم مشكلة الرائحة الكريهة للمهبل، مثل:
- إهمال النظافة الشخصية والتعرق: حيث أن التعرق وخصوصاً بعد ممارسة الأنشطة الرياضية أو في الأيام الحارة يؤدي إلى تراكم العرق على جلدك المحيط بالمهبل وظهور رائحة له، وإهمال النظافة الشخصية وعدم اهتمامك بالاستحمام بشكل منتظم لإزالة التعرق قد يزيد الأمر سوءاً ويؤدي لحدوث التهابات في المهبل بالإضافة إلى رائحة كريهة.
- السدادة القطنية النسائية (التامبون): حيث يمكن أن يؤدي نسيانك للسدادة القطنية أحياناً إلى حدوث رائحة مهبلية قوية جداً وكريهة بعد فترة نتيجة تعفن السدادة، وتزول هذه الرائحة بمجرد إزالتك للسدادة وغسلك للمنطقة المهبلية بالماء.
- الغسول المهبلي والصابون المعطر: حيث أن الكثير من النساء يظنون أن الغسول والصابون المعطر يساعدهن على التخلص من رائحة المهبل، إلا أن هذا الأمر غير صحيح فاستخدامك هذه المنتجات قد تزيد الأمر سوءاً وتؤدي إلى زيادة الرائحة لديك.
فمثلاً الغسول المهبلي القوي يؤدي إلى قتل البكتيريا الصحية في المهبل وبالتالي حصول خلل في حموضة المهبل الطبيعية وتعرضه للالتهابات وظهور رائحة غير مرغوبة له
أما الصابون المعطر فهو يحوي على كمية كبيرة من المواد الكيميائية مثل المواد المعطرة فيؤدي استخدامه إلى تخريش و جفاف المهبل وتعرضك للإصابات أيضاً وللروائح الكريهة. - النظام الغذائي وروائح المهبل: يوجد بعض الآراء التجريبية على أن الأطعمة الموجود في النظام الغذائي قد تؤدي إلى تغيرات في رائحة المهبل، فمثلاً التوابل والبصل والقهوة والهليون تؤدي إلى تغير رائحة المهبل لتصبح مختلفة قليلاً ومزعجة، أما الخضراوات والفواكه وخصوصاً الطازجة منها تؤدي لحدوث تغير إيجابي في رائحة المهبل لتصبح أفضل.[2]
تسبب الأمراض المهبلية حدوث خلل في توازن بيئة المهبل مؤدية لظهور عدة تغيرات منها تغير رائحة المهبل، ومن الأمراض المسببة لهذا [2][3]:
- الالتهاب المهبلي البكتيري أو الفطري: وهو عبارة عن حدوث التهاب في منطقة المهبل نتيجة حدوث خلل في توازن بكتيريا المهبل أو الاتصال الجنسي مع شريك جديد أو نتيجة انتقال عدوى بكتيرية للمهبل، أو حدوث عدوى فطرية ناتجة عن النمو المفرط لنوع من الفطريات تدعى المبيضة البيضاء، ويظهر نتيجة لذلك رائحة للمهبل وهي من أهم اعراض الالتهاب المهبلي بالإضافة إلى الشعور بحكة وألم أحياناً.
- داء المشعرات: هو مرض يسببه أحد أنواع الطفيليات الذي ينتقل عن طريق الجنس، يسبب هذا الطفيلي حدوث التهابات مهبلية وظهور رائحة كريهة أيضاً.
- التهاب المسالك البولية: قد تتسبب الرائحة الكريهة للبول عند الإصابة بالتهاب المسالك البولية بظهور رائحة مزعجة للمهبل أيضاً.
- سرطان عنق الرحم: قد تكون الرائحة الكريهة للمهبل من أعراض الإصابة بسرطان عنق الرحم، وخصوصاً إذا ما ترافقت مع حكة و حرقان وإفرازات مهبلية.
من الطبيعي أن يتسبب دم الحيض لدى النساء بظهور بعض الرائح في منطقة المهبل، ويوجد عدة أنواع للروائح الممكنة وكل نوع له سبب في ظهوره[4]:
- رائحة معدنية: وهي رائحة طبيعية تشبه رائحة قطعة النقود المعدنية، ولا تكون حالة مقلقة حيث تظهر نتيجة وجود عنصر الحديد في الدم، وهي تنتهي بمجرد انتهاء فترة الدورة الشهرية.
- رائحة حلوة أو زكية: وذلك بسبب البيئة الحمضية للمهبل وجود البكتيريا فيه أثناء نزول الدم.
- رائحة تشبه رائحة الجسم: وذلك بسبب كثرة إفراز العرق من الغدد العرقية الموجودة في منطقة المهبل التناسلية، فيمتزج العرق بالبكتيريا على الجلد ليعطي هذه الرائحة التي تشبه رائحة الجسم.
- رائحة المهبل مثل رائحة السمك: وهي دليل على الإصابة بالتهاب مهبلي بكتيري أو داء المشعرات حيث تزداد عند الإصابة بهذه الأمراض شدة الرائحة المهبلية أثناء فترة الحيض لتصبح أكثر وضوحاً وتشبه رائحة السمك.
أسباب الرائحة المهبلية عند المتزوجات
قد تشكو بعض النساء أحياناً من ملاحظة رائحة مهبلية غير مرغوبة بعد ممارسة الاتصال الجنسي مباشرة، وقد يكون لهذا عدة أسباب منها:
- السائل المنوي: ففي بعض الأحيان يمكن أن يحدث تفاعل بين السائل المنوي والسائل المهبلي بعد حدوث عملية القذف، مما يمكن أن يتسبب بظهور رائحة للمهبل لفترة وجيزة بعد الانتهاء من ممارسة العلاقة الحميمية[5].
- تعرق الأعضاء التناسلية: حيث يوجد في الفخذين كمية كبيرة من الغدد العرقية التي تفرز العرق بشكل طبيعي أثناء ممارسة بعض الأنشطة مثل التمارين الرياضية والنشاط الجنسي، ونتيجة لذللك قد تصبح رائحة المهبل أكثر وضوحاً[1].
- الالتهاب المهبلي البكتيري: حيث يمكن أن يؤدي الاتصال الجنسي في حال وجود التهاب مهبل جرثومي إلى زيادة الرائحة المهبلية وجعلها أكثر وضوحاً وخصوصاً عند التلامس مع السائل المنوي [5].
البيئة الطبيعية للمهبل تنتج رائحة بسيطة غير مزعجة وهذه الرائحة لا يمكن التخلص منها لأن أي محاولة منك سيدتي للقيام بذلك سوف يغير من طبيعة المهبل ويؤدي لحدوث مشاكل والتهابات، ولكن في بعض الحالات التي تظهر فيها رائحة غير اعتيادية للمهبل يمكنك اتباع بعض الأساليب للحد من ظهورها [2][6]:
- الاهتمام بالنظافة الشخصية: وخصوصاً في المنطقة حول المهبل وعند الفخذين، وهي من أهم الخطوات للتخلص من رائحة المهبل لأنها تزيل الافرازات العرقية وأي إفرازات مهبلية قد تكون عالقة في هذه المنطقة ومسببة للرائحة، ويكون ذلك من خلال غسلك لتلك المناطق بالماء الدافئ بلطف ويمكنك استعمال صابون خفيف غير عطري أثناء التنظيف.
- ارتداء الملابس الداخلية القطنية وتغييرها باستمرار: حيث أن الملابس القطنية تسمح للمنطقة المهبلية بالتنفس بشكل جيد ولا تزعجها وهي أيضاً تمتص العرق بشكل جيد فتؤمن لك بيئة مناسبة خالية من الرطوبة التي يمكن أن تؤثر على طبيعية المهبل ومستويات البكتيريا فيه فتؤدي لحدوث التهابات، ويجب أن تحرصي على عدم ارتداء الملابس الداخلية لفترة طويلة وتغييرها بين الحين والآخر لأن العرق والإفرازات قد تجتمع عليه وتؤثر على المهبل فتتسبب لك برائحة كريهة جداً.
- مغاطس الماء والخل: حيث يمكن أن يساعد الخل في التقليل من البكتيريا الغير صحية وفي إعادة درجة الحموضة الطبيعية للمهبل التي قد تتغير نتيجة الاستحمام المتكرر بالماء الساخن، فيمكنك عمل مغطس من الخل والماء عن طريق وضع كوب واحد من خل التفاح في حمام مائي دافئ ونقع جسمك فيه لمدة 20 دقيقة.
- المضادات الحيوية: وهي بحاجة لوصفة من طبيب مختص بعد إجراء الفحص عنده، وتؤخذ أنواع معينة من المضادات الحيوية في الحالات التي تكون فيها رائحة المهبل لديك تسببها عدوى أو مرض ما مصابة به المنطقة المهبلية مثل التهاب المهبل البكتيري أو داء المشعرات [2].
بعد التخلص من الرائحة الكريهة للمهبل ومعالجة الأسباب الكامنة ورائها يجب أن تكوني حريصة على اتباع بعض الخطوات لعدم التعرض لها مرة أخرى، فنقدم لك سيدتي بعض النصائح التي تساعدك على هذا [6]:
- المحافظة عل نظام غذائي متوازن: فإن النظام الغذائي الصحي والمتوازن يحافظ على صحة جسدك العامة ككل، بما في ذلك المهبل الذي يتأثر بنوع النظام الغذائي المتبع من قبلك، لذا عليك إدخال الأطعمة الصحية إلى نظامك المعتاد مثل الخضراوات والفواكه والبروتينات الخالية من الدهون.
- تناول أطعمة حاوية على البروبيوتيك: فالبروبيوتيك عبارة عن كائنات حية دقيقة بكتيرية مفيدة للجسم، وإن هذا النوع من البكتيريا موجود في المهبل ويحافظ على درجة حموضته، لذا فإن تناولك سيدتي للأطعمة الحاوية على هذه البكتيريا مثل الزبادي والثوم ومخلل الملفوف سيؤدي لتوازن البكتيريا في جسمك ويدعم صحة المهبل بشكل عام لديك.
- شرب الماء بكميات وافرة: فمن المهم شرب الماء بكميات كافية للمحافظة على رطوبة جسمك لأن هذا سيحافظ على مستويات صحية من التعرق وإفراز السوائل المهبلية لديك.
- غسل المهبل بطريقة صحيحة: فعند الغسل عليكِ أن تحرصي على الغسل من الأمام إلى الخلف لتجنب انتقال أي نوع من البكتيريا من فتحة الشرج إلى المهبل وحدوث التهابات تؤدي لظهور رائحة مزعجة[2], ولا يجب أن تبالغي في غسل المهبل وخصوصاً الغسل بالمياه الساخنة لأن هذا سيحدث خلل في توازن بيئة المهبل لديك مما يتسبب بحدوث مشاكل أو التهابات تترافق مع رائحة مزعجة.