كيف يحمي الرجل نفسه من الوقوع بالحرام؟
في هذه المقالة عن كيف يحمي الرّجل نفسه من الوقوع بالحرام بعد الحديث عن التحدّيات الجنسيّة والمجتمعيّة التي تواجه الرّجل الأعزب والرّجل المتزوج أيضاً، وكيفيّة تجاوزها والتّغلّب عليها دون الخضوع والرّضوخ لها وارتكاب المحرّمات. كما سنتحدث عن الاحتياج الجنسي لدى الرّجل وأهميته وضرورة إشباعه، كما الاحتياج للعاطفة والاستقرار النّفسي والعاطفي والاجتماعي. وبالطبع سنقدم في نهاية المقالة مجموعة نصائح لتجنب الوقوع بالحرام.
- ما هو الحرام الذي يجب أن يحمي الرجل نفسه منه؟
- الاحتياج الجنسي للرجل والرغبة الجنسية
- الاحتياج العاطفي والاستقرار العاطفي لدى الرّجل
- دوافع وإغراءات تدفع الرجل للوقوع بالحرام
- دوافع الرجل المتزوج للوقوع بالحرام
- كيف يحمي الرّجل نفسه من الوقوع بالحرام
- "عمري 49 سنة وأخشى الوقوع في الحرام" من استشارات حِلّوها
- المصادر و المراجع
بالطبع لا يمكن حصر المحرّمات والتّصرفات المنافية للأخلاق والدّين والعرف والإنسانيات التي قد يتصرفها أي إنسان، إلا أننا سنذكر ما هي أكثر التّصرفات السّيئة والمحرّمات شيوعاً وانتشاراً والتي سنركز عليها في هذه المقال:
- الزّنا.
- العلاقات الجنسيّة الشّاذة.
- تناول المخدرات والكحول.
- السّرقة.
- إيذاء الآخرين.
- النّصب والاحتيال.
- العلاقات العاطفيّة غير الشّرعيّة والتّلاعب بمشاعر الآخرين.
يعتبر الجنس من أهم الأولويات الضّروريّة للإنسان بشكل عام وللكائنات الحيّة الأخرى للاستمرار والبقاء. إلا أن متعة ولذة الجنس تكون لدى الانسان ذات قيمة أكبر لكون الممارسات الجنسيّة عند الإنسان مرتبطة بالمشاعر والعواطف والتّعبير والاحساس وكل هذه العوامل تعطي العمليّة الجنسيّة أهميّة وخصوصيّة تزيد من أهميّة واحتياج الانسان للجنس.
ويحتاج الرّجل لممارسة الجنس لعدة أسباب وعوامل منها: [1]
- الطاقة الهرمونيّة الموجودة في جسم الرّجل: فهرمون التّستستيرون يخلق دافعاً وتحفيزاً للنشاط الجنسي لدى الرّجل، وزيادة إفراز الهرمون في الجسم يعني زيادة الرّغبة الجنسيّة لدى الرّجل والحاجة لتفريغها وإشباعها بالطرق السّليمة والصّحيّة والتي تحقق له الوصول للنشوة الجنسيّة مع المرأة.
- الشّعور بالسّعادة والنّشاط والطاقة وتخفيف الاكتئاب: كل هذه المشاعر يوفر الاتصال الجنسي والعمليّة الجنسيّة للرّجل كما أنها توفرها للمرأة أيضاً، إلا أن الرّجل يشعر بارتياح كبير وسعادة عند ممارسة الجنس مع المرأة، وأثبتت بعض الدّراسات أن ممارسة الجنس في الصّباح تمد الجسم بالنّشاط والحيويّة الكافية لبدء ممارسة الحياة اليوميّة وإنجاز المهمات الحياتيّة بطاقة ودافعيّة أكبر. وتأثيرها الإيجابي على زيادة الثقة بالنّفس لدى الرّجل.
- إشباع الرّغبة الجنسيّة: حيث أن الرّجل يستثار جنسياً لعدة عوامل مرتبطة بالمرأة الشّريكة أو في بعض الحالات بارتفاع درجات الحرارة والظروف المحيطة به، فإن ذلك يزيد من رغبته بالجنس وبإشباع احتياجه الجنسي.
- التّعبير عن العاطفة والحب: فممارسة الجنس هي أحدى الطرق والوسائل التي يتم من خلالها التّعبير عن العاطفة والرّغبة والحب تجاه المرأة والتي تزيد من القرب العاطفي بين الزّوجين.
تعتبر إقامة العلاقة الجنسيّة والارتباط العاطفي مع الشّريكة هي حاجة ضروريّة لدى الرّجل لإشباع احتياجاته ورغباته الجنسيّة والعاطفيّة، كما أنها تعزز ثقة الرّجل بنفسه وتزيد من الاتصال والقرب العاطفي بين الزّوج وزوجته.
ويحتاج الرّجل للتواصل الإنساني والاجتماعي مع المرأة التي تشاركه حياته وتفاصيله اليوميّة. وغيابها أو عدم وجودها قد يكون دافعاً للبحث عن طرق أخرى لسد الفراغ العاطفي وتلبية الاحتياج بالتّواصل ما قد يوصله لارتكاب المحرّمات وإقامة علاقات غير شرعيّة لتوفير تلك الاحتياجات.
الحاجة للجنس وإشباع الرّغبة الجنسيّة والشّهوة الجنسيّة لدى الرّجل الاعزب تشكل تحدياً كبيراً وفي بعض الحالات تكون مشكلةً جوهريةً في حياة ذلك الرّجل الأعزب. ومن أبرز تلك المشاكل التي تواجه الرّجل الأعزب: [2]
- عدم القدرة على تحمل تكاليف وأعباء الزّواج والارتباط: فارتفاع تكاليف الزّواج والارتباطات الماليّة التي ترافقه من تجهيزات للبيت والعفش وتكاليف حفل الزّفاف وغيرها من الأمور تشكل عبئاً وضغطاً نفسياً ومالياً على الشّاب الأعزب، في حين أن ارتكاب المحرّمات والوقع بالحرام يكون أسهل أمامه.
- زيادة الشّهوة الجنسيّة والرّغبة لممارسة الجنس: يسعى الانسان لإشباع رغباته وتلبية احتياجاته من خلال ممارساته الحياتيّة اليوميّة كالأكل والشّرب والعمل وإقامة العلاقة الجنسيّة، ولأن الرّجل الأعزب لا يملك شريكة وزوجة فإن شعوره بزيادة الشّهوة الجنسيّة يزداد مع صعوبة تلبية هذه الشّهوة وإشباعها فيشكل تحدياً ومشكلةً تواجهه قد توصله للوقوع بالحرام.
- انتشار الرّذيلة والعلاقات المحرمة وغير الشّرعيّة: مع استسهال النّاس للرّذيلة والعلاقات المحرمة ومع تصدير الصّور النّمطيّة من الغرب عن استباحة العلاقات غير الشّرعيّة وتجميلها في عيون الشّباب فإن هذا التّحدي يشكل عقبةً كبيرةً في وجه الرّجل الذي يحاول الحفاظ على نفسه ودرءها عن الوقوع بالمحرّمات والمنكر ومواجهة الرّغبة والاحتياج والشّغف والفضول بالامتناع عن العلاقات المحرمة وغير الشّرعيّة في ظل انتشار واستسهال الرّذيلة.
- قلة الوعي وانعدام الوازع الدّيني والمجتمعي: إن الذي يردع الرّجل والانسان عموماً من ارتكاب المنكرات والوقوع بالحرام هو ارتكازه على الوازع الدّيني والمجتمعي، فالأديان السّماويّة جميعاً تنكر الزّنا والسّرقة والقتل والأذى وترفضهم بشكل قاطع، كما أن الأعراف والعادات المجتمعيّة تستهجن وترفض هذه السّلوكيات المحرمة. وعندما ينشأ الرّجل من غير وازع أو رادع ديني ومجتمعي فإن ما قد يمنعه من ارتكاب المحرّمات هو فقط ارادته الشّخصيّة والإرادة تتأثر بالمتغيرات والمثيرات والظروف.
- رفاق السّوء: معظم حالات تعاطي المخدرات والزّنا والسّرقة والجرائم يكون وراءها رفاق السّوء الذين يستغلون قربهم من الشّخص للتأثير عليه وتحدّيه وخاصّة عند الشّباب المراهقين في بداية حياتهم ليكون التّحدّي حول إثبات رجولة الشّاب وقدرته على الانخراط بالمحرّمات والمنكرات التي يقومون بها هو المحرّض الذي يسبب وقوع الرّجل أو الشّاب بالحرام وانقياده مع مجموعة رفاق السّوء في تلك السّلوكيات الخاطئة.
- الفضول والرّغبة بالتّجربة: يقول المثل العربي الشّهير "كل ممنوع مرغوب" والرّغبة في الاكتشاف والمعرفة والفضول قد تدفع الرّجل للوقوع بالحرم وارتكاب المعاصي والمنكرات والتّصرفات الخاطئة أخلاقياً ومجتمعياً وقد تغير سلوكه ونفسيته فيستبيحها ويستحليها ويتخذها نمطاً لحياته وخاصّةً في ظل استسهال وانتشار الرّذيلة وأدواتها ووجود رفاق السّوء.
- الغربة والوحدة: وقد يكون وجود الرّجل وحيداً في بلد غريب دافعاً له للوقوع بالمحرّمات.
- زيادة الضّغط المجتمعي على الشّاب الأعزب: فكما يقال الضّغط يولّد الانفجار وكثرة الضّغط على الشّاب الأعزب قد تجعله يهرب من هذا الضّغط للمحرّمات والتّصرفات الخاطئة للتفريغ عن غضبه والضّغط الذي يعاني منه.
- إهمال الصّحة والتّرفيه والهوايات: فمع أوقات الفراغ الكثيرة وعدم استغلالها بالشّكل الصّحيح والمفيد من خلال ممارسة الهوايات والتّرفيه عن النّفس والخروج مع الأهل والأصدقاء فإن ذلك يوفر مساحة مناسبةً للاختلاء بالنّفس والتّفكير ومع كثر الملل تزيد احتماليّة الانجراف وراء المحرّمات والوقوع بالحرام وارتكاب تصرفات خاطئة.
- ضغط العمل ومسؤوليات الحياة: يعتبر الجنس أحد أهم وأكثر وسائل التّخلص من الضّغط والتّوتر نفعاً وعند الرّجل الأعزب يكون التّحدي الأكبر في كيفيّة تفريغ الضّغط والشّهوة الجنسيّة دون الوقوع بالحرام.
يمر الرّجل المتزوج بعدة تحدّيات ومشاكل تواجهه وقد تكون دافعاً وسبباً لانجرافه وراء ضعف الإرادة والانقياد وراء الظروف السّيئة وصولاً به لاركتاب المحرّمات والتّصرف بسلوكيات غير أخلاقيّة ومرفوضة مجتمعياً وإنسانيّة، وأبرز تلك التحدّيات هي: [3]
- عدم النّضج: وتكون مشكلة حقيقيةً عندما يكون الرّجل المتزوج والمسؤول عن أسرة وزوجة وأبناء يفتقد للنضج والوعي الكافي لإدراك الأمور وتقديرها والتّصرف بشكل حكيم وواعٍ.
- المشاكل السّلوكيّة المتزامنة: كتناول المخدرات والكحول والخمور ولعب القمار وغيرها من السّلوكيات التي يكررها الشّخص.
- عدم الشّعور بالأمان والاستقرار النّفسي والعاطفي: ينعكس على الرّجل المتزوج من خلال محاولته الدّخول بعلاقات غير شرعيّة أو علاقات عابرة وغيرها من السّلوكيات الخاطئة التي توصله للمحرّمات والمنكرات.
- الخلافات الزّوجيّة والأسريّة: إن عدم شعور الرّجل بالارتياح النّفسي في مجتمعه الأسري الضّيّق ينعكس على نفسيته وسلوكه ونجاحه في العمل والعلاقات الإنسانيّة في محيطه ما قد يشكل ضغطاً نفسياً عليه ويلجأ لتفريغه بالطريق الخاطئ وسلوكيات محرمة والوقوع بالحرام.
- سوء العلاقة الجنسيّة بين الزّوجين: يعتبر الاتصال الجنسي والصّحة الجنسيّة عوامل مهمة لنجاح الحياة الأسريّة والزّوجيّة، وعدم تفاهم الزّوجين أو عدم القدرة على تلبية الاحتياجات الجنسيّة وإشباع الرّغبة الجنسيّة لدى الرّجل قد تجعله يفكر في إيجاد شريكة أخرى أو إقامة علاقة غير شرعيّة لتحقيق تلك الرّغبة وإشباعها.
- عدم الإحساس بالمسؤوليّة: فعندما يكون الرّجل المتزوج غير مكترث بالمسؤوليات الملقاة على عاتقه ويتنصل ويتهرب منها قد يجد في العلاقات الخالية من المسؤوليّة مهرباً ويستمر بارتكاب المحرّمات.
- الأنانيّة: عندما يفكر الرّجل المتزوج بنفسه فقط ولا يحسب حساباً لزوجته وأبنائه وسمعته يكون متهوراً وغوغائياً وينعكس على وقوعه بالحرام وانغماسه بالسّلوكيات الخاطئة.
- الغضب والمشاعر السّلبيّة: الغضب والانفعال من العوامل التي قد تتسبب بإغفال الحكمة والوعي لدى الرّجل ووقوعه بالحرام في محاولة منه لتفريغ ذلك الغضب والمشاعر السّلبيّة.
- رفاق السّوء والرّغبة بالمغامرة: السّير مع الرّكب ومجاراة رفاق السّوء قد تغير سلوك الرّجل المتزوج وتدفعه للوقوع بالحرام والمنكرات والمحرّمات فقط ليبقى متماشياً مع أجواء رفاق السّوء.
- الغربة والوحدة: وقد يكون وجود الرّجل وحيداً في بلد غريب دافعاً له للوقوع بالمحرّمات.
والسّؤال المهم الآن كيف يحمي الرّجل نفسه من الوقوع بالحرام، وللإجابة عليه نقدم لكم مجموعة نصائح وإرشادات يمكن اتباعها: [4]
- الابتعاد عن الأماكن المشبهوة.
- الابتعاد عن أصدقاء ورفاق السّوء.
- التّركيز على الهوايات والأنشطة التّرفيهيّة والتّعليميّة في أوقات الفراغ.
- استثمار الطاقة في الأنشطة والمهمات التي تتطلب مجهوداً بدنياً وعضلياً.
- ممارسة الرّياضة بانتظام.
- المحافظة على التّغذية الجيدة.
- تجنب مشاهدة الأفلام الإباحيّة والجنسيّة.
- التّفاهم والتّواصل بين الرّجل المتزوج وزوجت يساهم في حل أكبر الخلافات والمشاكل.
- اللجوء للطبيب أو الأخصائي ا لنفسي في حال عدم القدرة على ضبط التّصرفات والسّوكيات.
- اكتشاف هوايات جديدة كالقراءة والكتابة وممارسة رياضات غير منتشرة بكثرة كصعود الجبال أو الغوص.
- قضاء أوقات الفراغ مع الأصدقاء الجيدين والأهل والعائلة.
- المشاركة في أعمال المنزل والتّنظيف والتّرتيب.
- التّثقيف والوعي الجنسي.
- حضور ورشات ودورات حول خطورة المخدرات والكحول والزّنا على المجتمع والأفراد.
- التزام مناسك العبادة والتّقرب إلى الله.
- العادة السّرية: مع كثرة الجدل واختلاف الآراء حولها إلا أنها في بعض الحالات يجد البعض في العادة السريّة ملجأ لحماية النفس من الوقوع في حرام أكبر، فيما يرى بعض أهل العلم أن العادة السريّة حرام أيضاً ولا يجوز الاستعانة بها.
في إحدى الطلبات التي وصلتنا على موقع حلوها للحصول على الاستشارة والنّصيحة من الأخصائيين المعنيين كانت: "عمري 49 سنة وأخشى الوقوع في الحرام"
أجابتها استشاريّة نفسيّة د.ناديا ابو هناد في موقع حلوها: " الرّغبات الجنسيّة عند المرأة تكون في ذروتها في الثلاثينيات والأربعينيات ولا تنتهي حتى الموت. أما بخصوص مشكلتك مع زوجك أنصح بأن تصارحيه لكن من دون تجريح بأن الذهاب إلى طبيب لن يُعيبه وإذا كان يخاف من كلام النّاس حاولي أن تقنعيه بأن يسافر إلى أي دولة أوروبيّة أو يبحث عن طبيب أجنبي. وحتى يحصل ذلك حاولي أن ترهقي نفسك طوال اليوم بعمل المنزل أو الجري صباحاً ومساءً فذلك سوف يساعد على تحسين نفسيتك بالإضافة يساعد على النّوم بسرعة وبعمق ولن يكون هناك مجال للتفكير في الرّغبة الجنسيّة. وفي الوقت نفسه حاولي أن تقنعي زوجك بأيّة طريقة، أما إذا لم يقتنع وأصر على موقفه اخبريه أن الأمر قد يؤدي إلى مشاكل وربما لطلاق وهذا قد يجعله يُعيد النّظر في قراره. أما موضوع الحلال والحرام فأعتقد هو واضح وبيّن لسيدة في عمرك".
وأجابت الدّكتورة سناء مصطفى عبده في موقع حلوها على تساؤل "كيف أحافظ على نفسي و أتجنب الوقوع بالحرام في بلاد الغربة؟"
"لا توقف سفرك وسافر بشكل طبيعي وستتفاجئ أن معظم النّساء هنا عاملات ومتعلمات، ولن يقمن بعلاقة بكل بساطة. واحذر في سفرك من التّحديق في النّساء وفي أجسادهن وإلا سيتم توبيخك فلا تحرج نفسك، والأمر الآخر أنت تقوم بتحفيز الشّهوة لديك بالنّظر للصور والنّظر للمفاتن وهذا محفّز حرام، لأنه لا يحق لك النّظر إلى عورات النّساء، فيجب أن تنهاك صلاتك عن الفحشاء والمنكر، أنت عاقل وراشد وبالغ وعليك كبح نفسك عن الشّهوات وإبعاد المحفزات وهي الصّور والنّظر والتّفكير، والأهم أن تفكر بتحليل صلاتك وعبادتك وانشغالك بنجاحك في حياتك".