علاج الخوف عند الأطفال عند النوم وأثناء النوم
الخوف عند الأطفال أثناء النوم أو في وقت الذهاب إلى السرير من الحالات الشائعة والتي تسبب ضغطاً إضافياً على الأهل في محاولة تعويد الطفل أن ينام لوحده، لكن فهم أسباب خوف الطفل عند النوم أو استيقاظ الطفل خائفاً في الليل؛ يجعل علاج الخوف عند الأطفال في وقت النوم أو أثناء النوم أكثر سهولة وفاعلية.
نتعرَّف معاً إلى أسباب خوف الأطفال عند النوم والفزع الليلي عند الطفل، وكيفية التعامل مع مخاوف الأطفال من النوم، والأخطاء التي يجب تجنبها خلال علاج خوف الطفل عند النوم.
ما هي أسباب الخوف عند الأطفال في وقت النوم وأثناء النوم؟
فهم خوف الأطفال من الذهاب للنوم وخوف الأطفال من النوم بمفردهم أو خوفهم من الظلام؛ يعتبر الخطوة الأولى في علاج مشكلة خوف الطفل عند النوم، وذلك أن بعض الأهل يتعاملون مع خوف الطفل من النوم كحالة من الدلع أو العناد أو الابتزاز العاطفي، والحقيقة أن مخاوف الأطفال من النوم بمفردهم غالباً ما تكون مخاوف جديّة وحقيقية لا يجب التهاون معها أو تجاهلها. ويكن تحديد أكثر الأسباب شيوعاً لخوف الأطفال من النوم لوحدهم وخوف الطفل عند النوم كالتالي:
- الخوف من الظلام: الخوف من العتمة والظلام عند الأطفال حالة طبيعية وشائعة، وغالباً ما يبدأ خوف الطفل من الظلام بين سنة ونصف وسنتين، وقد يستمر معه مدى الحياة، ذلك يعتمد فعلياً على طريقة تعامل الأهل مع مخاوف الطفل من الظلام، وقد ناقشنا أسباب وعلاج خوف الطفل من الظلام في مقال سابق يمكنكم مراجعته من خلال النقر هنا.
- الخوف من الوحوش والكائنات الغريبة! وهذا أحد أكثر مخاوف الأطفال شيوعاً عند النوم، يرتبط خوف الأطفال من الوحوش والأشرار والكائنات الغريبة عند النوم بعدة عوامل، على رأسها:
- الخوف من الظلام وعدم القدرة على رؤية ما هو مخبئ تحت السرير أو تحت الغطاء.
- القصص والحكايات المرعبة التي يسمعها الطفل أو يشاهدها.
- تهديد الطفل بالأشرار أو الوحوش خلال النهار أو قبل النوم "اذهب إلى النوم قبل أن يأتي الوحش ويأكلك!"
- تعرّض الطفل لحادثة تركت لديه هذا النوع من المخاوف عند النوم مثل ظهور عنكبوت في الغرفة أو صرصور، أو أن يستيقظ بوجود غرباء في غرفته من ضيوف أو عمال صيانة أو غير ذلك.
- السكون المفاجئ في وقت النوم: عندما يكون نمط الحياة صاخباً جداً في المنزل حتى الدقائق الأخيرة قبل النوم؛ يجد الطفل صعوبة بالتأقلم مع الهدوء والسكون المفاجئ، وعادة ما يهمل الأهل هذا السبب عندما يلاحظون خوف طفلهم عند النوم، إنه الخوف من الهدوء! [1]
وفي سياق متصل يخشى الأطفال الاستيقاظ ليلاً، فتجربة الاستيقاظ ليلاً والجميع نيام قد تكون تجربة مؤلمة للطفل تزيد وتعزز مخاوفه من النوم. - الخوف من الكوابيس والأحلام المزعجة: انخفاض قدرة الطفل على التمييز بين العوالم المختلفة والفصل بين الحقيقة والخيال قد يجعل من الكوابيس والأحلام المزعجة هاجساً مخيفاً يظهر بشكل أكبر عند وقت النوم والذهاب إلى السرير، كما أن الكوابيس تعزّز إيمان الطفل بوجود الوحوش والكائنات الغريبة.
- مخاوف النهار والخوف من النوم: كل ما يتعرض له الطفل خلال النهار قد ينتقل معه إلى السرير، في بعض الحالات قد تغيب هذه المخاوف الطارئة خلال أيام، وفي حالات أخرى تستمر لسنوات، حتى مشاهدة شجار عائلي عنيف غير معتاد قد تخلق مخاوف عميقة لدى الطفل تظهر في وقت النوم بشكل أساسي، وذكرنا أن ظهور عنكبوت في المنزل قد يجعل الطفل مرعوباً من النوم لأيام وربما شهور.
- الخوف من الموت! أيضاً من الأسباب التي قد لا يتوقعها الأهل عند التعامل مع مشكلة خوف الطفل عند النوم هو الخوف من الموت، وغالباً ما يرتبط خوف الأطفال من الموت بحادثة وفاة في العائلة أو وجود شخص قريب من الطفل يعاني من مرض خطير، أو كثرة الحديث عن الموت والآخرة وعذاب القبر والجاثوم أمام الطفل، راجع مقالنا عن أسباب خوف الطفل من الموت وعلاج وسواس الموت عند الأطفال من خلال النقر هنا.
- المشاهدات المخيفة: سواء على التلفاز وبرامج الأطفال أو الأخبار والأفلام غير المخصصة للأطفال أصلاً، أو حتى المشاهدات الواقعية المخيفة مثل شجار في الشارع، أو حادث سير، أو تعرض أحد أفراد العائلة لحادث وإن كان بسيطاً مثل جرح الأم ليدها أثناء تقطيع الخضار... كل هذه المشاهدات تنتقل مع الطفل إلى السرير ولا تفارقه، وهنا تأتي أهمية تفسير كل ما يحدث للطفل في وقته كي لا يقوم بمعالجة ذهنية مرهقة تسبب له مزيداً من المخاوف.
- التغيرات المفاجئة في حياة الطفل: كما يرتبط خوف الأطفال عند النوم بالتغيُّرات التي تطرأ على حياتهم، مثل الانتقال إلى سكن جديد، أو دخول المدرسة، أو حتى ولادة أخ جديد، انفصال الأبوين... إلخ.
- خوف الأطفال من النوم في مرحلة النظافة وما بعدها: وتعتبر مرحلة خلع الحفاضة وتنظيف الطفل من المراحل المهمة لتطور مخاوف الطفل من وقت النوم، وكلّما كان الأهل أكثر حكمة في التعامل مع انتكاسة الطفل بعد النظافة؛ كلّما قلّت فرص تطور مخاوف الطفل من النوم بسبب الخوف من التبول الليلي، وقد يصبح لدى الطفل مخاوف عند النوم تستمر لسنوات طويلة بعد النظافة وتعلّم الحمام، لكنها ترتبط بمرحلة التنظيف نفسها وتعامل الأهل مع غلطات الطفل خلال هذه الفترة.
- التعلق الزائد بالأهل: سوء إدارة الأهل لمرحلة الطفولة المبكرة وتنظيم استقلال الطفل التدريجي قد يؤدي إلى تعلق الطفل الزائد بوالدته أو والده، ما يجعل تعويد الطفل على النوم لوحده أكثر صعوبة، ويخلق مخاوفاً عاطفية حقيقية لدى الطفل تمنعه من النوم لوحده بسهولة.
- الخوف الاحتيالي عند الأطفال: أخيراً... قد يستعمل الأطفال الخوف كطريقة للاحتيال، حيث لا يرغب الطفل بالنوم في الوقت المحدد فيدّعي الخوف، أو أنه لا يريد الابتعاد عن والديه فيدّعي الخوف، لكن الخوف الاحتيالي غالباً ما يتحوّل لخوف حقيقي نتيجة التخيّل الذي يقوم به الطفل أثناء ادّعاء الخوف.
قبل أن نتحدث عن علاج خوف الأطفال عند النوم لا بدّ أن نؤكّد أن الخوف من النوم عند الأطفال حالة طبيعية وشائعة، حيث تشير الدراسات إلى أن أكثر من 73% من الأطفال بين 4 و12 عاماً يعانون من الخوف ليلاً، وحوالي 64% من الأطفال بين 8 و16 يعانون من الخوف عند النوم، وفي معظم هذه الحالات لم يكن الأهل على دراية كافية بأسباب مشكلة خوف الطفل عند النوم.[3]
- فهم أسباب خوف الطفل عند النوم: يبدأ علاج خوف الطفل عند النوم من فهم أسباب هذا الخوف، يجب أن تحاول استنتاج أسباب خوف الطفل عند النوم بمفردك أولاً، ثم تحاول أن تتواصل مع طفلك بهدوء ودون ضغط لتتعرف على مخاوفه كما يراها هو، سيخبرك طفلك عمّا يتخيله عند النوم ويجعله خائفاً، أو قد يخبرك بما يجعله يشعر بالأمان عند النوم، وهذه نقطة البداية.
- لا تسخر من خوف الطفل عند النوم: سواء كان الطفل يتحدث عن الوحوش أو الكائنات الفضائية أو الأشرار الذي يقتحمون الغرفة ليلاً؛ لا يجب أن تكون ردة فعلك ساخرة أو فيها نوع من التشكيك، لأن الأطفال يدركون هذه المخاوف بشكل أقرب إلى الواقع، ورد الفعل الساخر سيكون سبباً لمضاعفة الخوف وشعور عدم الأمان عند الطفل لأنك لا تصدقه.
- لا تعزّز مخاوف الطفل الخيالية: من المهم ألّا يشعر الطفل بالسخرية أو التشكيك برواياته الخيالية؛ لكن في نفس الوقت لا يجب أن نظهر تصديقنا لوجود الوحوش والكائنات الغريبة في غرفته! الهدف هو مساعدة الطفل على تطوير إدراك الواقع من خلال الاستماع لمخاوفه، دون دعمها أو التأكيد على واقعيتها.[2]
- اجعل الطفل يتأكد بنفسه من مخاوفه: الخطوة الكبيرة في علاج خوف الطفل عند النوم هي أن نساعده على التفكير بمخاوفه بشكل منطقي، دون أن نشعره بالشك أو الاستخفاف بمخاوفه، ودون أن نعزّز أو نؤكد مخاوفه، يمكنك مثلاً أن تجعل الطفل يتأكد من تحت السرير قبل النوم، أن تساعده على النظر في الخزانة ليتأكد من عدم وجود أحد فيها، وفي نفس الوقت يجب أن تخبره أن غرفته آمنة ولا يستطيع أحد غريب الدخول إليها، وأن الوحوش من عالم الخيال لا يمكنها التسلل إلى عالم الواقع.[3]
- كن هادئاً ولا تفتعل القلق: من ردود الفعل التي تقوم بها بعض الأمهات أنها تلجأ لافتعال القلق والخوف كنوع من المسايرة للطفل "تعال نختبئ معاً من الوحش!" هذا يضاعف مخاوف الطفل ويؤكد أسباب خوفه، يجب أن يلاحظ الطفل ثقة أهله بأنفسهم وثقتهم بعدم وجود ما يدعو للخوف والقلق، لأن المصدر الأول للأمان بالنسبة للأطفال هو الأهل، وكذلك هم المصدر الأول للقلق والخوف.
- امنح طفلك ما يجعله يشعر بالأمان: تتطور علاقة الطفل مع الألعاب والدمى والحيوانات الأليفة، حتى تصبح من الأشياء التي تمنحه الشعور بالأمان، وقد يكون من الجيد أن يعتاد الطفل على النوم بجانب دميته، أو أن يكون لديه حوض أسماك صغير في الغرفة، ولا يفضل الاستعانة بالحيوانات الأليفة التي تنام بجانب الطفل مثل القطط والكلاب.
- الاستعانة بضوء ليلي خافت: لا ينصح الأطباء بترك الضوء عند النوم، لأن الضوء يتداخل مع عملية النوم عند الأطفال والكبار، ووجود الضوء خلال النوم قد يؤثر على نمو الطفل وعمل جسمه خلال مرحلة النوم، لكن الاستعانة بضوء خافت وبعيد قليلاً عن سرير الطفل سيساعد على تخفيف خوف الطفل عند النوم دون أن يؤثر على صحته.
- اترك باب غرفة الطفل مفتوحاً: لحظة إغلاق الباب عند النوم قد تكون اللحظة الأصعب بالنسبة للطفل، واستيقاظ الطفل ليلاً مع بابٍ مغلق قد يزيد مخاوفه أيضاً، اترك الباب مفتوحاً قليلاً عند دخول طفلك إلى النوم، ويمكنك أن تترك نوراً خافتاً خارج غرفة الطفل يتسلل شعاع منه إلى داخل الغرفة وينير طريق الطفل إن أراد النهوض ليلاً، لا تتوقع أن إغلاق الباب والضوء لمنع الطفل من النهوض ليلاً سيكون حلّاً فعالاً!
- راقب المحتوى الذي يشاهده طفلك خلال النهار على التلفاز أو على اليوتيوب، وراقب نفسك أيضاً ونوعية القصص التي ترويها للطفل، وتجنّب التهديد بالوحوش والأشرار، أو تغذية خيال الطفل بخرافات الغول والساحرة الشريرة!
- الاستعداد للنوم: ابدأ الاستعداد للنوم مع طفلك قبل فترة كافية من وقت النوم، أطفئ التلفاز والهاتف قبل ساعة على الأقل من وقت النوم، ابدأ بتقليل النشاط تدريجياً وصولاً إلى السرير.
- انتبه للضغوطات التي يتعرض لها طفلك أثناء النهار: تشير الأبحاث أن الأطفال الذين يعانون من القلق والضغوط في حياتهم اليومية أكثر عرضة للخوف عند النوم، فالأطفال الذين يعانون من ضغوط في المدرسة أو بسبب مشاكل الوالدين أو ضغوط التعليم والتدريب على المهارات الجديدة ... إلخ غالباً ما يواجهون صعوبة في النوم ومخاوف عند الذهاب إلى السرير، لذلك يعتبر التعامل مع الضغوطات النهارية التي يتعرض لها الطفل مهماً في علاج خوف الطفل عند النوم.[3]
- تأكد من ضبط مواعيد النوم للطفل: في محاولة تنظيم نوم الطفل قد يعمد الأهل إلى إجبار الطفل على الذهاب للسرير حتى وإن لم يشعر بالنعس، هذا يعني أن الطفل لديه المزيد من الوقت وحيداً في الظلام ليفكّر ويتخيل ويخلق مزيداً من المخاوف، لذلك على الأهل تقدير موعد النوم المناسب بشكل حكيم، ومحاولة أن يكون الطفل نعساناً فعلاً عندما يحين موعد النوم، مع أخذ الفروق الفردية بين الأطفال في حاجتهم للنوم بعين الاعتبار.
- اشرح لطفلك عن الكوابيس: عندما تكون الكوابيس هي سبب خوف الطفل من النوم يجب أن تشرح لطفلك أن الكوابيس ليست حقيقية، ولا يمكن أن تصبح حقيقية، وأخبره أننا جميعاً نرى الكوابيس.
أفضل وقت للحديث عن الكابوس هو عندما يستيقظ الطفل من الكابوس! كلّما كان الحديث عن الكوابيس مباشراً وقريباً من وقت رؤية الكابوس كلّما كان أكثر فاعلية. - علّم طفلك أساليب الاسترخاء: من خلال تعليم الطفل تقنيات التنفس العميق عند الشعور بالخوف، وتعليم الطفل كيف يستبدل الأفكار والتخيلات المخيفة بأخرى مريحة، في البداية ستحتاج للبقاء مع طفلك ومساعدته على صناعة خيال مريح، مع الوقت سيكون الطفل قادراً على استخدام هذه الحيلة لوحده.
- استعن بالقصص والألعاب: بما أن خوف الطفل عند النوم امتداد لمخاوف الطفل في النهار وما يتعامل معه ويجربه خلال اليوم، ستكون الاستعانة بقصص الأبطال الذين يتغلبون على الخوف من الظلام والخوف من النوم مفيدةً، كذلك مساعدة الطفل على لعب الدور المضاد، من خلال تنويم أخوه الأصغر وتهدئة مخاوفه، أو أن تلعب معه لعبة الطفل الخائف والطفل الشجاع "أنا خائف من النوم ساعدني لأنام"، لكن احرص أن تكون هذه الألعاب والتمارين بعيدة عن وقت النوم.
- الاهتمام بغذاء الطفل قبل النوم: حاول التقليل من المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الشوكولا أو الأطعمة الدسمة قبل النوم، قدّم لطفلك وجبة عشاء صحية قبل بضع ساعات من النوم لتساعده على نوم عميق.
- تأكّد أن طفلك يحب غرفته: لا يسمح بعض الأهل للطفل البقاء وحيداً في غرفته خلال النهار، ويحاولون أن يبقى تحت نظرهم على مدار اليوم، لكن لعلاج مشكلة خوف الطفل عند النوم لا بد أن يحبّ غرفته، ويجب أن نعطيه مساحة خاصة ليبقى في غرفته وحيداً خلال النهار دون رقابة صارمة.
الفزع الليلي واستيقاظ الطفل وهو خائف في الليل جزء لا يتجزأ من مخاوف الأطفال المتعلقة بوقت النوم والظلام، والتي ذكرنا أسبابها وعلاجها بالتفصيل، لكن مع ذلك هناك بعض النقاط المهمة للتعامل مع الفزع الليلي واستيقاظ الطفل وهو خائف، على رأسها:
- اسأل طفلك عمّا يخيفه: عندما تسمع صراخ طفلك فجأة ليلاً، حاول أن تدخل إلى الغرفة بهدوء دون انفعال أو قلق، واسأله بشكل مباشر عن سبب صراخه وخوفه، استمع له بهدوء وافهم إن كان قد رأى كابوساً أو تخيّل شيئاً ما جعله خائفاً، مجرد حديث الطفل عمّا جعله يستيقظ خائفاً سيكون مفيداً في طمأنته.
- التواصل باللمس: احضن طفلك والأفضل دون أن ينهض من السرير، أمسك يده وأخبره أن كل شيء على ما يرام، كان مجرد كابوس، وأكد له أن الغرفة آمنة ويستطيع أن يعود إلى النوم، وأخبره أنّك ستعود لتطمئن عليه بعد قليل، ثم غادر الغرفة وارجع بعد 5 دقائق، ثم بعد 10 دقائق، ثم بعد 20 دقيقة.
- لا تسمح لطفلك بمغادرة الغرفة: لا بأس أن ينهض الطفل من السرير، لكن لا يجب أن يغادر الغرفة، لأن مغادرة الغرفة والذهاب إلى غرفة الأهل لاستكمال النوم يعزّز قناعة الطفل أن غرفته غير آمنة، لذلك عليك أن تحافظ على وجود الطفل في الغرفة حتى وإن جلست بجانبه.
- لا تنم مع طفلك في نفس السرير: اجلس بجانب طفلك، أمسك يده، أخبره قصة عن بطله المفضل، لكن لا تنم معه في نفس السرير، فهذا يزيد من التعلق ويضاعف الخوف من الانفصال لدى الطفل.
- الصبر: يجب أن تتحلى بأقصى درجات الصبر في التعامل مع الطفل، الصراخ والعقوبة والإهمال جميعها أساليب غير حكيمة، تجعلك أنت مرتاحاً لكنها تجعل طفلك مضطرباً وقد ترافقه اضطرابات الخوف من النوم مدى الحياة.
هناك العديد من الأساليب المنتشرة لعلاج مخاوف الطفل عند النوم، سواء كطرق شعبية متوارثة لتعليم الطفل النوم لوحده، أو من خلال نصائح الانترنت العشوائية لعلاج خوف الطفل عند النوم، تجنب هذه الأخطاء:[4]
- تطهير الغرفة من الوحوش: من الطرق الخاطئة في علاج خوف الطفل عند النوم أن تلجأ الأم لتمثيلية تطهير الغرفة من الوحوش قبل النوم، هذه الطريقة قد تمنح الطفل شعوراً بالأمان في بداية النوم، لكنها بلا شكّ تعزز إيمانه بوجود وحوشٍ في غرفته! وتضاعف من خوفه وتزيد من فرص الفزع الليلي والنوم المتقطع بسبب الخوف.
- بخاخ الوحوش: بخاخ الوحوش هو بخاخ مملوء بماء ملوّن يتم إعطاؤه للطفل كي يقوم بمواجهة الوحوش إذا ظهرت ليلاً، هذا الحل يفهمه الطفل كاعتراف بوجود الوحوش وكمبرر أقوى للخوف من النوم وحيداً!
- روتين النوم الثابت: يتفق الأطباء على أهمية روتين النوم للأطفال والحفاظ على رويتن ثابت، لكن هذا لا يعتبر جزءاً رئيسياً في علاج خوف الطفل في وقت النوم، بل أن محاولة فرض روتين النوم بالقوة على الطفل قد تساهم في تعزيز مخاوفه من النوم.
- خداع الطفل: أيضاً من الشائع أن تقول الأمّ للطفل "لن أتركك لوحدك نم أنت فقط" ثم تخرج بمجرد أن يدخل الطفل في النوم، هذه الطريقة سيئة جداً وتسبب ضرراً للطفل أكثر مما تنفعه، يجب أن يفهم الطفل أنه سينام لوحده، يمكنكِ أن تعديه بالعودة للاطمئنان عليه مرة أو مرتين ليلاً، لا أكثر.
- إعادة ترتيب غرفة النوم: قد يقول الطفل أن ظل الخزانة على الحائط يجعله خائفاً، في هذه الحالة هل يجب أن نغيّر مكان الخزانة؟! بكل تأكيد لا، بل يجب أن نشرح للطفل عن الظل وكيف يتكوّن، ويجب أن يتعامل الطفل مع مخاوفه بشكل مباشر لا أن نساعده على الهروب منها.
- ترك التلفاز يعمل أو الموسيقا في غرفة الطفل: لا يستحسن ترك صوت يعمل في غرفة الطفل لمساعدته على النوم، كذلك يجب تجنب تسجيلات الاسترخاء المنتشرة على الانترنت، وتسجيلات الضوضاء البيضاء، الطفل يجب أن ينام بغرفة هادئة ومظلمة أو مع إنارة خافتة جداً.
- النوم على الأرض: النوم على الأرض بدلاً من السرير قد يساعد الطفل على تجاوز بعض مخاوفه، لكن ليس حلاً جذرياً للمشكلة، ولا بأس بتجربة النوم على الأرض كجزء من علاج خوف الطفل عند النوم.
- الإهمال وترك الأمور تحلّ نفسها بنفسها! كثير من الأهل يعتقدون أن ترك الطفل لوحده يتعامل مع مخاوفه ويعالج نفسه بنفسه هو الحل الأمثل، لا ننكر أن هذا يعمل أحياناً لكن ليس بالطريقة المثالية، فإهمال الطفل وتركه يعيش مع خوفه من الظلام والوحوش والأشرار قد يساعده على ابتكار حل، لكن هذا الحل قد يكون سبباً باضطرابات أكثر خطورة، منها بعض الاضطرابات الجنسية حيث يلجأ الأطفال إلى ما يشبه العادة السرية لتقليل الخوف والتوتر!