إتيكيت التعامل مع الأصدقاء وآداب الصداقة
تعريف الإتيكيت أنه مجموعة من القواعد والآداب الاجتماعية والسلوكية التي تضمن اللباقة واللياقة وحسن التصرف والتعامل مع الآخرين بطريقة صحيحة، ولكل نوع من العلاقات الاجتماعية إتيكيت خاص به، وعندما كانت الصداقة واحدة من أسمى العلاقات الإنسانية؛ فإن التعرّف على إتيكيت وآداب التعامل مع الأصدقاء يعتبر الوسيلة الأفضل لبناء صداقات جيدة والحفاظ على الأصدقاء.
يعتمد إتيكيت التعامل مع الأصدقاء على مجموعة من المعايير الاجتماعية والذاتية التي ترسم حدود العلاقة بين الأصدقاء، واحترام القواعد الاجتماعية للتعامل مع الأصدقاء لا يسهم فقط في تكوين صداقات جيدة؛ بل يضمن الحفاظ على صداقة متينة تستمر طويلاً، وهذه أهم آداب التعامل مع الأصدقاء وقواعد إتيكيت الصداقة: [1,2,3]
- الاحترام: الاحترام هو القاعدة الأساسية للعلاقات الإنسانية الناجحة، وليس غريباً أن يكون الاحترام على رأس قائمة آداب التعامل مع الأصدقاء، والمقصود بالاحترام هنا هو التعامل بطريقة لائقة ومناسبة ومتفق عليها تضمن تقدير الآخر واحترام أفكاره وآرائه وطريقته في التعامل مع الصداقة.
- الصدق: سميّت الصداقة بهذا الاسم اشتقاقاً من الصِّدْقِ، والمقصود بالصدق في آداب الصداقة هو المعنى الواسع، أي الصدق بالأقوال والأفعال والمشاعر، والصدق بالالتزام بالعلاقة والقيام بمتطلباتها.
- كتمان الأسرار: حيث لا يمكن أن تكون الصداقة حقيقية ومتينة إن لم يأمن الصديق على أسراره عند صديقه، بل ما يجعل بعض الأصدقاء أقرب إلينا من غيرهم هو مدى قدرتنا على البوح أمامهم بالأسرار والمشاعر التي لا نريد أن نعلنها للآخرين.
- إظهار الاهتمام: من أهم قواعد إتيكيت الصداقة أن يعمل الصديق على إظهار اهتمامه بصديقه، وذلك من خلال الاطمئنان عليه بشكل مستمر والوقوف إلى جانبه عندما يحتاج ذلك، على ألّا يكون الاهتمام مصطنعاً أو مبالغاً به، وإلا فقد معناه وأصبح من سلبيات الصداقة وليس من آدابها أو إيجابيتها.
- احترام الحدود الشخصية: العمق الذي تتميز به علاقة الصداقة لا يمنحنا الحقّ بتخطي الحدود التي يرسمها الصديق لنفسه وللآخرين، فحتى أكثر الصداقات قوة ومتانة يكون لها حدود وخطوط حمراء لا يجب تجاوزها، لذلك يعتبر احترام هذه الحدود من أهم آداب التعامل مع الأصدقاء.
- احترام المواعيد: الالتزام بالمواعيد من العادات الجيدة سواء في الصداقة أو في أي نوع من العلاقات، لكننا نؤكد هنا على احترام المواعيد كبند من بنود إتيكيت الصداقة لأن البعض يعتقد أن عمق علاقة الصداقة يبرر التأخير أو الاستهتار بالمواعيد.
- الوفاء بالوعود: عندما نقطع على أنفسنا وعداً لصديق مهما كان هذا الوعد صغيراً وسهلاً أو كبيراً وثقيلاً؛ فإن التزامنا بهذا الوعد هو أكبر برهان على صدقنا في العلاقة، ولذلك يعتبر الالتزام بالعهود جزءً أساسياً من آداب الصداقة، ولعل القاعدة الذهبية التي يجب أن يلتزم بها الجميع هي "لا تقطع على نفسك وعداً لا تستطيع الالتزام به".
- تقديم المساعدة عند الحاجة: لا شكّ أن من واجب الصديق مدَّ يد العون لصديقه في وقت الحاجة، وتقديم المساعدة المادية أو المعنوية متى كان ذلك ممكناً وبحدود المستطاع، لكننا ننصح أيضاً أن يكون تقديم المساعدة مرهوناً برغبة الصديق بالحصول على المساعدة، وألّا تتحول المساعدة في الصداقة إلى فرضٍ ومسؤولية أبويَّة.
- التسامح في الصداقة: يقوم مفهوم التسامح في الصداقة على احترام الاختلافات الثقافية والاجتماعية بأنواعها، وعلى احترام وتقبل الأفكار المختلفة والآراء والمعتقدات التي قد لا تكون متطابقة مع آرائنا ومعتقداتنا، وتجنب محاولة تغيير الآخر ليكون نسخة عنّا أو انتقاد اختلافاته انتقاداً فجاً.
- المسامحة بين الأصدقاء: وأما المسامحة في الصداقة فتقوم على الغفران والنظر إلى الأخطاء بعين التفهّم وتقدير الظرف والموقف، وعدم الانجرار وراء تصيّد الأخطاء أو رمي اللوم والمسؤولية، وقد أفردنا مقالاً مفصّلاً ناقشنا خلاله مفهومي التسامح والمسامحة بين الأصدقاء، يمنكم مراجعته من خلال النقر هنا.
- الحفاظ على التواصل: من آداب التعامل مع الأصدقاء أيضاً الحفاظ على التواصل بشكل دائم، والجدير بالذكر هنا أن الحفاظ على التواصل لا يتعلق بالزمن، فليس من المهم كم تغيب عن صديقك، المهم أن التواصل يظل قائماً وبعيداً عن المصالح الشخصية.
يبدأ إتيكيت الصداقة من مرحلة التعارف بين الأصدقاء المحتملين، وغالباً ما تكون الانطباعات الأولى هي المسؤولة عن تعميق العلاقة أو إبقائها في نطاق ضيق، لذلك وجدنا من الضروري أن نتحدث أيضاً عن إتيكيت التعارف وكيفية التعامل مع الأصدقاء الجدد:
- كن على طبيعتك: غالباً ما نحاول أن نظهر بشكل أفضل مما نحن عليه في العلاقات الجديدة، لكن الحفاظ على العفوية وأن تكون على طبيعتك هو مفتاح بناء علاقات حقيقية وصادقة وفعالة، لذلك عند التعامل مع أصدقاء جدد أو أصدقاء محتملين يجب أن تتجنب التصنع والنفاق أو الخداع.
- لا تتدخل في أمور لا تعنيك: تفتح الصداقة مجالاً أوسع للتدخل وإبداء الرأي أو النصيحة، لكن ذلك يجب أن يكون متسقاً مع عمق العلاقة وحدود الطرف الآخر، لذلك من الحكمة ألّا تتدخل في أمور الأصدقاء الجدد ما لم يطلبوا ذلك، على الأقل ريثما تتضح حدود العلاقة.
- كن متواضعاً: لا تحاول أن تكون العارف بكل شيء، أو الشخص الاستثنائي الذي يعتبر قيمة مضافة في حياة الآخرين، حتى وإن كنت كذلك؛ عليك أن تحافظ على التواضع لتكسب أصدقاء حقيقيين في علاقة صداقة متوازنة.
- تجنب الحديث في الأمور التي تسبب جدلاً: الصداقة تتطور من خلال الأحاديث العميقة والنقاشات التي تكشف وجهات النظر، لكن مع الأصدقاء الجدد من الأفضل الابتعاد عن مثل هذه النقاشات، ريثما تعرف المواضيع التي قد تكون مزعجة أو حساسة.
- اجعل التواصل في الحدود المعقولة: حتى وإن كنت متلهفاً لتعميق الصداقة يجب أن تجعل التواصل رسمياً في البداية ريثما تتطور العلاقة بشكل طبيعي، لا تكن لحوحاً بالاتصال واختر الأوقات الملائمة للتواصل واللقاء، واحترم أن الطرف الآخر -كصديق محتمل- ليس ملزماً بعد بتخصيص وقت لك.
من ضمن إتيكيت التعامل مع الأصدقاء تجنب الأخطاء التي قد تؤذي الصديق وقد تؤدي إلى فتور العلاقة وربما انهيار الصداقة من أساسها، ونذكر لكم الأخطاء الخمسة الأبرز في التعامل مع الأصدقاء: [4]
- التأخير في المواعيد: نعتقد أن عدم الالتزام بالمواعيد من الأسباب الرئيسية للتوتر في علاقة الصداقة، على الخصوص عندما يكون ذلك عادة مزمنة ومستمرة، حيث يشعر الأصدقاء بالإهانة عندما ينتظرون وصولك كل مرة وكأنك تقول لهم "أنا أهم منكم، ووقتي أهم من وقتكم".
- التسلط في الصداقة: من الأخطاء التي يرتكبها الأصدقاء أيضاً محاولة فرض السيطرة والهيمنة، فعلاقة الصداقة الصحيّة لا يمكن أن تقوم بوجود طرف متسلط، وهذا التسلط في الصداقة قد يكون في أمور بسيطة مثل تحديد مكان اللقاء أو التعامل مع خطة النزهة وكأنها أوامر يجب أن يلتزم بها الأصدقاء، وقد يصل التسلط إلى محاولة فرض السيطرة على حياة الصديق الشخصية والتحكم بخياراته بل واتخاذ قرارات عنه دون علمه!
- التنمر والإساءة: حتى وإن كان بصيغة المزاح؛ السخرية والكلمات الجارحة قد تكون السبب الرئيسي لانهيار الصداقة، فالصديق ينتظر من صديقه الدعم والمساندة والمساعدة في تصحيح بعض الأخطاء أو العيوب، ولن يكون ممتناً عندما يجد صديقه يشارك في حفلة التنمر أو ينظمها.
- إفشاء الأسرار: الخطأ الأكبر الذي قد يرتكبه الصديق بحق صديقه هو إفشاء الأسرار أو الحديث أمام الآخرين عن خصوصيات الصديق، ومن الجدير بالذكر هنا أن الصديق غير ملزم بتحديد هذه الأسرار كل مرة "ما سأقوله سرّ!" وإنما علينا نحن كأصدقاء أن نفهم ونعرف حدود الخصوصية والأمور التي لا يجب الحديث عنها أمام الآخرين.
- الغدر والخيانة: ما يميّز علاقة الصداقة هو الشعور بالأمان تجاه شخص معين، هذا يجعل الصديق يكشف أمامنا الكثير من أوراقه ويتعامل معنا بثقة، فيسمح لنا بدخول بيته والتعامل مع أهله، ويطلعنا على مشاريعه وخططه في حياته، يستشيرنا في الأمور العاطفية، والمالية، وبعلاقاته مع الآخرين، وعندما نخون هذه الثقة بأي طريقة من الطرق فنحن لا ننهي العلاقة فحسب؛ بل نفقد جدارتنا بأن نكون أصدقاء حقيقيين.
كما أن للصداقة آداب وأصول في التعامل بين الأصدقاء، كذلك عندما ترغب بإنهاء الصداقة لسبب ولآخر لا بد أن تقوم بذلك بالطريقة الصحيحة، وهذه أهم قواعد إتيكيت إنهاء الصداقة:
- فكر بسبب إنهاء الصداقة: أول ما يجب أن تفكر به هو سبب إنهاء الصداقة، هل حقاً يجب أن تنهي العلاقة أم أنك واقع تحت تأثير الغضب والانزعاج؟ هل السبب الذي يدفعك للتفكير بإنهاء الصداقة جديد أم تطوّر عبر الوقت؟ هل هناك أمل لإصلاح العلاقة؟ خذ وقتاً للتفكير بهذه الأسئلة واتخاذ قرار هادئ وحكيم بعيداً عن التوتر أو الغضب أو الحزن.
- التلاشي الطبيعي: إذا كان ذلك ممكناً يمكنك أن تبدأ بتقليل التواصل تدريجياً، ولأن كل إنسان مشغول بحياته الخاصة في نهاية المطاف؛ سرعان ما تتخذ العلاقة مسار التلاشي الطبيعي، مع الحفاظ على خيط تواصل رفيع، ذلك يعتمد على سبب الرغبة بإنهاء الصداقة من جهة، ومدى عمق العلاقة من جهة أخرى.
- محادثة إنهاء الصداقة: في بعض الحالات لا مفر من إنهاء العلاقة بشكل مباشر وصريح، قم بتوضيح سبب إنهاء العلاقة، وعدم قدرتك على الاستمرار بالصداقة، كن صادقاً مع نفسك أولاً ومع صديقك -السابق- أيضاً، ولا تدخل في دوامة اللوم والعتاب إن كنت متأكداً من قرارك.
- ما بعد إنهاء الصداقة: بعد إنهاء علاقة الصداقة عليك أن تكون أميناً في حفظ العشرة والصداقة التي كانت، وذلك من خلال الكتمان وتجنب الطعن والتجريح، وطوي الصفحة دون العودة لها مجدداً.