الغيرة من طليقة الزوج وتعامل الزوج مع طليقته
زوجي يكلمني عن طليقته! قد يلعب الزوج دوراً في تغذية شعور الغيرة عند الزوجة من امرأة أخرى، كيف إن كانت هذه المرأة هي طليقة الزوج، فمن أصعب التحديات التي تواجه المرأة عند الزواج من رجل مطلق هو التعامل مع مشاعر الغيرة من الزوجة السابقة، والتعامل مع حديث الزوج عن طليقته أو تواصله معها لسببٍ أو لآخر.
نتحدث في هذا المقال عن غيرة الزوجة على زوجها من طليقته وما هي أسباب هذه الغيرة وعلاماتها وكيف يمكن التعامل مع الغيرة من طليقة الزوج وتجنب تضخم المشاكل الأسرية بسبب هذه الغيرة.
الغيرة بصورة عامة صفة تشير للحرص على الانفراد بامتلاك الشخص ومحبته واهتمامه وعدم قبول مشاركة شريك آخر به، وعند الحديث بشكل أكثر تخصيصاً عن حالة الزوج الذي يطلق زوجته ويتزوج من امرأة أخرى، فإن غيرة المرأة الجديدة على زوجها من طليقته لها عدة أسباب ودوافع منها:
- الخوف من الحنين: تخشى الزوجة من الذكريات المشتركة بين زوجها وطليقته وتأثير هذه المشاعر والحنين لتلك الفترة ما يجعلها تخشى أن يفكر زوجها بطليقته السابقة وهو ما لا تحبه أي امرأة.
- الشك: تبقى الزوجة في حيرة من أمرها وفي حال شك دائم من عودة زوجها لطليقته أو تواصلهما معاً ما قد يعيد المياه إلى مجاريها.
- المقارنة الدائمة: قد تقع الزوجة تحت ضغط المقارنة المستمرة والدائمة من قبل زوجها حين يقارن بينها وبين طليقته سواء بالمزاح أو إن كان جاداً ويقصد ما يقول. المرأة عموماً لا تحب أن تقارن بأحد فكيف إذا كانت المقارنة مع طليقة زوجها التي كانت زوجته وعاشرته وعاشت معه وبينهما ذكريات كثيرة! هذه المقارنة قد تسبب زعزعة ثقة الزوجة بنفسها وعيشها بهاجس المقارنة الدائم.
- استياء الزوج: قد يبدي الزوج انزعاجه من تصرفات أو أفعال تقوم بها زوجته ما قد يجعلها تربط استياءه وعدم الرضا الذي يعبر عنه بطليقته وفكرة تواصلهما أو المقارنة معها.
- المرأة لا تحب المشاركة: من المعروف أن المرأة تحب أن تنفرد بزوجها ولا تشاركه مع أي امرأة أخرى لذا نرى كثيراً من النساء يطلبن الطلاق والانفصال في حال قرر الزوج خوض تجربة تعدد الزوجات، فالمرأة لا تحب مشاركة زوجها مع أي امرأة أخرى، كذلك الأمر عندما يكون الزوج مطلقاً أي لديه طليقة وخاصةً إذا كانت طليقته لا تزال غير متزوجة. خشية المرأة من مشاركة زوجها مع امرأة أخرى تزداد عندما تكون الشكوك حول طليقته لما قد يفعله الحنين والتفاصيل المشتركة بينهما عندما كانا يعيشان معاً.
علامات الغيرة التي تظهر على الزوجة عندما تغار على زوجها من طليقته كثيرة وتختلف باختلاف شخصية الزوجة وطباعها عامةً لكن سنذكر هنا أبرز العلامات الأكثر شيوعاً وانتشاراً في مثل هذه الحالات: [1]
- المراقبة 24/24: الملاحقة الدائمة والاتصالات المتتالية تعد إحدى علامات غيرة الزوجة على زوجها من طليقته أو من أي امرأة أخرى. فعندما يصبح عدد مرات الاتصال وعدد الرسائل أكثر من المعتاد ودون أي سبب وجيه أو منطقي فهي محاولة للزوجة أن تحيط بزوجها وتبقى قدر المستطاع تراقبه وكأنها معه.
- ملاحقة منصات التواصل الاجتماعي: قد تقضي الزوجة ساعات من البحث والتحري والتفكير والتحليل خاصة إذا وجدت تعليقاً أو اعجاباً من طليقة زوجها على منشور قام هو بنشره، فتبدأ الزوجة استنفار تفتيش منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بزوجها وتحلل وتربط الأمور لتؤكد أو تنفي شكوكها بما يتعلق بغيرتها على زوجها من طليقته.
- كثرة السؤال عن الطليقة: من علامات غيرة الزوجة على زوجها من طليقته أن تكثر سؤاله عنها وعن أحوالها وكأنه تحاول الإيقاع به من خلال إجاباته.
- محاولة جس نبض الزوج عند الحديث عن طليقته: بشكل آخر تحاول الزوجة التأكد من شكوكها والتحقق من دوافع غيرتها والمؤشرات التي قادتها للغيرة على زوجها من طليقته وبشكل أكبر عندما يكون هنالك تواصل بين الزوج وطليقته سواء لأجل الأطفال أو للاطمئنان من باب حفظ العشرة. إضافة للأسئلة فإن الزوجة تحاول أن تراوغ زوجها وتوقعها بشباك كلامه فتحاول أن تستدرجه للاعتراف أو التلميح أو الإشارة لما تشك فيه الزوجة وتخشاه من عودة الأمور لمجاريها بين زوجها وطليقته تحت تأثير الحنين والاشتياق والذكريات المشتركة أو ندم أحدهما وعمله على إصلاح الأمور.
- الاتهام بالتواصل مع الطليقة ولو بالمزاح: قد تتهم الزوجة زوجها بمحاولة إرجاع طليقته أو التواصل معها بأبعاد قد تصل إلى التفكير بإعادة الارتباط بها وهنا تقوم بعض الزوجات بإلقاء التهم إما بشكل حاد وصريح أو عن طريق المزاح وكما يقال "دس السم في الطعام" للتأكد من شكوكها وحقيقتها.
- اختلاق المشاكل: عندما تشعر الزوجة بالخطر الذي يهدد استقرار حياتها الزوجية والاسرية مع زوجها من طرف طليقته فقد تقوم باختلاق المشاكل وافتعالها لتشتيت انتباهه وتفكيره وتوجيه تفكيره نحو الخلاف وعدم التفكير في الزوجة السابقة لكنها فكرة سيئة ومزعجة!
لكل فعل رد فعل وللغيرة على الزوج من طليقته نتائج وتبعات تطال الزوجين وحياتهما الأسرية والزوجية المشتركة، ومن أبرز النتائج والتبعات لغيرة الزوجة على زوجها من طليقته: [2]
- خلق جو مشحون ومتوتر في المنزل.
- تهديد الاستقرار والراحة النفسي.
- الشك الخانق والمنفر.
- الاهتمام المبالغ به أو الإهمال المزعج.
- فتور العلاقة الزوجية بسبب الشك والغيرة.
- قد تكون الغيرة هي من يدفع الزوج لإعادة التفكير بطليقته.
- إضاعة الجهد والوقت في أوهام وشكوك.
- زعزعة الثقة المتبادلة بين الزوجين.
- زيادة المشاكل الأسرية.
- انزعاج الزوج من ملاحقة الزوجة.
- اختراق مساحة الخصوصية للزوج.
- قيام الزوج برد فعل مزعج حيال شك وغيرة زوجته عليه من طليقته.
- التسبب بمشاكل للطليقة.
حلول مقترحة للتعامل مع مشكلة الغيرة على الزوج من طليقته
للتعامل مع مشكلة الغيرة على الزوج من طليقته نقدم مجموعة نصائح وحلول مقترحة للزوجة للتخلص من تبعات ونتائج ومشاكل هذه الغيرة: [4] [3]
- تعزيز الثقة بين الزوجين: كلما كانت الثقة أقوى وأصدق بين الزوجين كانا أقدر على تجاوز كل المشاكل بما فيها مشاكل الغيرة على الزوج من طليقته. فالثقة المتبادلة هي أساس متين لضمان واستقرار نجاح الحياة الأسرية.
- الوضوح والصراحة: أقصر طريق للخلافات هو الحوار الواضح والصريح حيث يجب الانتباه عند انتقاء الكلمات حتى لا يكون الحوار هجومياً أو مستنداً للاتهام والشك، من الطبيعي أن تحاول الزوجة الحفاظ على استقرار أسرتها وعلاقتها بزوجها وعندما تشعر ببوادر غيرة وشك حول علاقة زوجها بطليقته يفضل أن تحاوره بسلاسة وهدوء دون القاء تهم جزافاً.
- عدم المبالغة في الشك: الشك في الحدود الطبيعية المقبولة أمر مقبول لكن إذا زاد عن حده وأصبح مرضاً وهاجساً مسيطراً على عقل الزوجة فقد تنتج عنه مشاكل أسرية أكبر وأكثر تعقيداً.
- الاتزان والهدوء قبل اتخاذ قرار: في حال التأكد من وجود علاقة أو بوادر عودة الزوج لطليقته يجب التمهل والتريث والتفكير بهدوء، وإن لم تكن الأمور كذلك فأيضاً يجب التصرف بحكمة وهدوء واتزان بعيداً عن الانفعال العاطفي.
- الابتعاد عن الانفعال: الانفعال والغضب يقودان المرأة في هذه الحالة للقيام بتصرفات وقول كلام لا تراجع عنه قد يحمل فيه ظلماً للزوج أو للطليقة أو يسبب شرخاً في العلاقة بين الزوجين لذا يجب الهدوء والابتعاد عن الانفعال.
- عدم المبالغة في تقدير وتحليل المواقف: في كثير من الحالات يبقى الزوج وطليقته على اتصال كون علاقتهما بنيت وانتهت على أسس الاحترام المتبادل، وتكثر هذه الحالة عندما يكون هنالك أطفال مشتركون لذا فإن التواصل لوحده لا يعني المبالغة في تحليل المواقف والأمور.
- التقرب للزوج والتودد له: بدلاً من استهلاك الطاقة في البحث وراء الزوج والتفتيش والمراقبة والشك، قومي بالتقرب من زوجك والتعبير عن حبك له.
- تنشيط العلاقة الزوجية: بعد فترة فتور وشك تحتاج العلاقة الزوجية إلى تنشيط وترفيه والخروج من الضغوطات النفسية التي لا داعي لها.
- أخذ فترة استراحة والسفر للاستجمام: قد تكون فكرة السفر والاستجمام جيدةً للاسترخاء وأخذ قسط من الراحة والابتعاد عن كل مسببات الغيرة.
- استشارة المختصين بالأمور الأسرية والزوجية: الاستعانة بالمختصين خيار عملي وعلمي جيد لتجاوز أي مشاكل أسرية أو زوجية، كما نقوم نحن في موقع حلوها بتقديم الاستشارات والنصائح من خلال خبرائنا المتخصصين في المجالات الأسرية والطبية المتنوعة.
إحدى السيدات أرسلت لنا على موقع حلوها طلباً للنصيحة والمشورة بما يتعلق بغيرتها على زوجها من طليقته فتقول: "تزوجت رجل مطلق على خلق وصاحب دين، وكان الشرط ألّا يردَّ طليقته، لكنه يتحدث عنها بحنين يزعجني، وبعد فترة طلب أن يردّها من أجل أولادها واختلفنا ثم تصالحنا على ألّا يردّها، وطلب أن نعطيها شقة تسكن بها قريباً منّا وأنا رفضت، المشكلة أنني أعاني نفسياً بسبب غيرتي عليه من طليقته ومشاعره نحوها وأصبحت أشك فيه دائماً".
لقراءة الاستشارة كاملة وآراء الخبراء والقراء انقري على هذا الرابط.
في استشارة أخرى وردتنا إلى مجتمع حِلّوها، تقول صاحبة الاستشارة أنها بعد زواجها بأسابيع من رجل مطلق بدأت تشعر بالغيرة من طليقته، وتقارن نفسها بزوجته السابقة، وعلى الرغم من مرور عشر سنوات على زواجها ما تزال تشعر بالغيرة من طليقة زوجها، وتشعر أنه يحبها وأصبحت تشك به، ما أثر على علاقتها بزوجها، وجعلها تفكر بالطلاق، وتلجأ لمجتمع حِلّوها طلباً للاستشارة، القصة الكاملة على هذا الرابط.