نصائح للتعامل مع الشخص المستفز وتصرفات المستفزين
لا يمكن بشكلٍ من الأشكال أن نعزل أنفسنا عن الأشخاص المستفزين، خاصّةً أن الشخص المستفز قد يكون زميلاً في العمل نراه كل يوم، أو ربما كان قريباً من الدرجة الأولى، زوجاً أو زوجة... لذلك من الأجدى أن نعمل على تطوير قدرتنا على التعامل مع المستفزين والتحكّم بانفعالنا وعواطفنا عند التعامل مع الشخص المستفز.
هذا ما نحاول أن نقدمه لكم من خلال تحديد بعض أكثر التصرفات استفزازاً من الشخص المزعج، وكيفية التعامل مع شخص يستفزك والرد على المستفزين، ونشارك معكم بعض استشارات قرّاء حِلّوها وتجاربهم مع الشخص المستفز.
الشخص المستفز هو من يقوم بتصرفات مزعجة للآخرين، أو يمتلك صفات سلبية في شخصيته تجعل وجوده مزعجاً ومستفزاً، وعادةً ما تكون التصرفات المستفزة التي يقوم بها الشخص المستفز متكررة، ولا يعترف -وربما لا يدرك- أنها تصرفات مزعجة تستفز من حوله.
وسمّيت الشخصية المستَفِزَّة بهذا الاسم لأن التصرفات والسلوكيات التي تقوم بها تستفز مشاعرنا السلبية، مثل الغضب والانزعاج والعدوانية، بل أن الشخص المستفز قد يحرك بداخلنا مشاعر الإحباط والكآبة والحزن، وقد يدفعنا للتصرف بطريقة لا نريدها ولا تعبّر عن شخصيتنا الحقيقية.
من خلال فهم سبب التوتر والشعور بالضيق حيال تصرف الشخص المستفز أو حتى الشعور بالضيق لمجرد وجوده في حياتنا؛ يمكن تحديد الطريقة الأفضل للتعامل معه، إليكم 10 نصائح للتعامل مع الأشخاص المستفزين: [2,1]
- الأشخاص المستفزون أمر واقع! أول ما يجب عليك الإيمان به أن التخلص من الأشخاص المستفزّين نهائياً أمر مستحيل، فإن قمت بحظر الأشخاص المستفزين على مواقع التواصل الاجتماعي سيظهرون لك في مكان العمل، وإن رسمت حدوداً حازمة وصارمة للمستفزين في مكان العمل، سيظهرون لك بين الأقارب والعائلة... بالمحصلة وجود أشخاص مستفزين أمر طبيعي يجب أن تتقبله.
- حدِّد التصرفات التي تستفزك: تحديد الشخصية المستفزة يعتمد أيضاً على معايير ذاتية، فقد ينزعج أحدهم من إصدار الأصوات العالية أو إصدار صوت عند الأكل؛ فيما لا يكون هذا مصدر إزعاج لآخرين، ولذلك يجدر بك تحديد التصرفات المزعجة التي يقوم بها الشخص الذي يستفزك، ثم النظر في كيفية معالجة هذه التصرفات بحد ذاتها مع الحفاظ على الودّ، على الخصوص في العلاقات التي لا يمكن إنهاؤها مثل الأقارب أو مديرك في العمل.
- ركِّز على حماية نفسك من الشخص المستفز: قبل التفكير حتى في كيفية إيقاف الشخص المستفز يجب أن تفكر في كيفية تعاملك مع الموقف وحماية نفسك من الآثار النفسية السلبية للاستفزاز المستمر، اجعل هدفك أن تتجنب الاستفزاز وتحافظ على هدوئك وتمنع تصاعد الغضب والانفعال.
- ارسم حدوداً واضحة وحازمة: في كثير من الحالات لا يدرك الشخص المستفز ما يجعلك غاضباً أو منزعجاً، على الخصوص عندما تحاول أن تكون لطيفاً ودمثاً فيعتقد أن تصرفاته المستفزة مقبولة، لذلك عليك أن تكون واضحاً في رسم الحدود معه، وأخبره بصراحة إن كنت غير مهتم بحديثه، أو يزعجك تدخله في أمورك الشخصية، أو أن طريقته في الكلام تجعلك غير مرتاح في التعامل معه، في معظم الحالات بتجاوب الأشخاص المستفزون عند تحديد التصرف المزعج، ودورك هنا أن تكون حازماً في تحديد تلك التصرفات ورفضها بطريقة محترمة وهادئة.
- لا تحاول تحليل التصرفات المستفزة: أيضاً عليكَ ألا تترك التصرفات المستفزة تشغل بالك، لا تفكر كثيراً بالدوافع والأسباب التي جعلت الشخص المستفز يقوم بهذا التصرف أو ذاك، يتفوه يهذه الكلمة أو تلك، اشغل بالك فقط بما يجعلك أكثر راحة وهدوء.
- لا تدخل معه في جدال لأي سبب ولا تحاول تصحيح مساره أو تعليمه، فالدخول بجدال مع شخص مستفز يعني تحرضه على المزيد من الاستفزاز والتمسك بالرأي أو التصرف المزعج، وكذلك محاولة تصحيح أفكار أو تصرفات الشخص المستفز قد تجعله أكثر استفزازاً وإزعاجاً.
- تجاهل الشخص المستفز: التجاهل ليس ضعفاً ولا انهزاماً، بل هو طريقة دبلوماسية لتجنب الصدام مع الأشخاص المزعجين، في كثير من الأحيان عليك تجاهل ما يقوله الشخص المستفز، وتجاهل وجوده بالكامل، وتجنب إظهار الانزعاج أو الغضب أو حتى الاهتمام.
- إجابات قصيرة: على الرغم من وجود حالات استثنائية من الثرثرة غير الإرادية عند الشخص المستفز؛ لكن الإجابات القصيرة غالباً ما تخلق جوّاً من الرسمية، وتجعل الشخص المستفز أقل رغبة في طرح الأسئلة أو الخوض في نقاشات يعلم مسبقاً أن الرد عليها سيكون بكلمة أو اثنتين، وربما تحرضه على طرح السؤال الذهبي "لماذا تجيبني بهذه الطريقة؟" ما يتيح لك الفرصة للتعبير عن انزعاجك من نوعية الأسئلة أو طريقة النقاش.
- ألغِ متابعته على مواقع التواصل الاجتماعي: إذا كانت مشكلتك مع الأشخاص المستفزين على مواقع التواصل الاجتماعي فلديك خيارات كثيرة، منها إلغاء المتابعة والحفاظ عليهم في قائمة الأصدقاء، ترشيح الرسائل والمكالمات، وتخصيص المحتوى الذي تقوم بمشاركته، إلى أن تصل للخيار الأخير وهو الحظر.
- استفد من الشخص المستفز: في الحقيقة يمنحك الأشخاص المستفزون فهماً أفضل لنفسك، فتعرف من خلالهم ما هي الأمور التي تجعلك متوتراً وقلقاً، وعليك أن تستغل هذه الفرصة لتلقِ نظرةً أعمق على ذاتك، وتتعامل مع النقاط الضعيفة التي يسهل تحريكها واستفزازها من قبل الآخرين، وتتعلم كيف تحميها وتقلل استثارتها.
وإن كنا ننصح بالابتعاد عن الردود المباشرة أو الصدام مع الشخص المستفز، ونميل لتنمية بعض مهارات مواجهة المشاعر الداخلية عند التعرض للاستفزاز؛ لكن المواقف هي التي تفرض كيفية التعامل معها، ولذلك قد تجد نفسك أمام شخصٍ مستفز لا مفر من الردّ عليه بشكل مباشر.
القاعدة الذهبية للرد على شخص يستفزك ألّا تُظهر غضبك أو استفزازك، وأن تكون بارداً جداً في الردِّ، ذلك لن يخفف من حدة الموقف بالمجمل فحسب، بل سيعزّز قدرتك على التفكير وانتقاء الكلمات المناسبة للموقف، وسيحميك أيضاً من لوم الذات أو الشعور بالذنب لاحقاً. [3]
كما يجب أن يكون ردّك مباشراً وقصيراً وواضحاً، لأن المستفز لن يرتدع بالتلميحات أو النقاشات المطوّلة، لذلك اتبع القاعدة التالية في الرد على الشخص المستفز "رفض- سبب- تحذير" واجمع هذه المعلومات الثلاث في جمل قصيرة جداً، وواضحة.
كما ذكرنا؛ فإن تحديد التصرفات المزعجة التي يقوم بها الشخص المستفز أمر مهم للغاية، ليس فقط في مواجهة المستفز، بل أيضاً في فهم أنفسنا أكثر من خلال تحديد ما يزعجنا فعلاً، وهذه أبرز صفات المستفزين والتصرفات التي يقوم بها الشخص المستفز:
- يتكلم بطريقة فجة وغير لائقة، ولا يحترم أي قواعد اجتماعية في الحديث أو التصرف، ما قد يجعلك محرجاً لتواجدكما معاً، أو منزعجاً من طريقة تعامله معك أو مع الآخرين.
- يدّعي المعرفة بكل شيء ولا يوفر فرصة ليبرهن معرفته العميقة في كل قضايا الحياة، حتى يتجنب الناس أن يتحدثوا أمامه بأي شيء قد يفتح أمامه فرصة للكلام.
- يطلق أحكام سريعة وعامّة، ويتعامل مع كل شيء بناءً على أحكام مسبقة يعتقد أنها صحيحة وغير قابلة للنقاش.
- يحاول تحليل شخصيتك حتى إن لم تكونا على معرفة عميقة، ولا يكتفي بتحليل شخصيتك بينه وبين نفسه، بل يخبرك عن رأيه الغريب بصفاتك الشخصية ويخبر الآخرين عن نتائج تحليل الشخصية.
- لا يحترم الحدود، ويتعامل معك وكأنه "من أهل البيت"، يطرح أسئلة شديدة الخصوصية، ويصمم على طرحها حتى وإن رفضت الإجابة.
- ثرثار ولا يستطيع السيطرة على تدفق الكلام، عندما يتحدث عن نفسه أو عن موقف حدث معه يذكر أدق التفاصيل مع تحليله الشخصي، ما يجعل زمن السرد أطول من زمن الحدث نفسه! وغالباً ما تكون المقاطعة أكثر تصرفاته استفزازاً.
- بذيء أو وقح، ويعتقد أن الوقاحة تودّد، وأن الكلام البذيء عفويَّة، ولا يستطيع أن يختار كلامه بما يتناسب مع الموقف أو طبيعة الأشخاص الموجودين.
- مغرور ومتكبر ويدعّي المثالية ويغتنم كل فرصة ليثبت أنه الأفضل في عمله، أو في حياته، قد يكون مهووساً بأطفاله ويتحدث عن ذكائهم الخارق دائماً، أو يتحدث لساعات عن كيفية تعامله مع مشاكل العمل باحترافية مطلقة. [4]
- يتدخل في أمورك الشخصية ويقدم مساعدات غير مطلوبة وغير مرغوب بها.
- يتفوه بالكثير من الحماقات ويصدّق الإشاعات ويدافع عنها، وقد يلجأ لتأليف المصادر والكذب على لسان غيره ليثبت أنّه على حق.
- ينسى محفظة النقود دائماً حتى تشك بوجودها، ولا يترك فرصة لاستغلال الآخرين مادياً تفوته.
- المستفز على وسائل التواصل الاجتماعي يعلّق لك بشكل مزعج ومحرج، ويخوض شجارات على منشوراتك مع أشخاص لا يعرفهم، ويشارك معك منشورات غريبة!
- مفسد اللذات ولا يطيق أن يراك مستمتعاً بشيء، يخبرك دائماً أن قراراتك الشرائية حمقاء وغير حكيمة ويؤكد خسارتك، ويقلل من شأن أي شيء تقوم به.
- لا يمكن التخلص منه بسهولة، حتى عندما تكون ملتزماً بأمر مهم ستجده مستعداً للذهاب معك ومتفرغ لإزعاجك!
- رائد بالقفز المظلي! يظهر فجأة ويزورك دون موعد، لا يتردد باقتحام أي جلسة مهما كانت خاصة.
- يؤثر على صورتك الاجتماعية من خلال حركات صبيانية طائشة، أو من خلال الصوت المرتفع والتصرفات الرعناء.
من الاستشارات التي وصلتنا إلى موقع حِلّوها فتاة تقول أنها مضطرة للتعامل مع شخص مستفز بشكل يومي، هذا الشخص بعمر والدها، لكنه يمتلك صفات سلبية كثيرة منها التدخل في أمور لا تعنيه والحديث بغرور وتكبر، ووصفته أنه "أكثر شخص مستفز في العالم" ولذلك لجأت إلى خبراء وأعضاء مجتمع حِلّوها لطلب النصيحة.
اقرأ القصة الكاملة وتفاعل القراء معها من خلال النقر على هذا الرابط.
وفي استشارة أخرى قد تكون أكثر تعقيداً؛ لأن الشخص المستفز هو شقيق صاحبة المشكلة، تقول أن أخوها لا يلتزم بآداب الكلام والحوار ويثرثر كثيراً ويقاطع الآخرين، ويتكلم بصوتٍ عالٍ ومستفز، لكنها تخشى أن تواجهه أو تنصحه فيكون ذلك مزعجاً له أو جارحاً.
اقرأ تفاصيل الاستشارة وتفاعل القراء والخبراء من خلال النقر هنا.