أهمية العمل التطوعي وفوائد الأعمال التطوعية
يمكن تعريف العمل التطوعي على أنه بذل مجهود فكري وبدني واستثمار الوقت والطاقة من أجل تقديم المساعدة لأشخاص يحتاجون لها دون مقابل مادي، في هذه المقالة عن العمل التطوعي سنضيئ على أهمية تكثيف الجهود الفردية في المجتمعات لتحفيز الشباب على العمل التطوعي وبيان فوائده وآثاره الإيجابية. كما سنتحدث عن التحديات التي تواجه المتطوع وأشكال وصور للعمل التطوعي ودور العمل التطوعي والمسؤولية المجتمعية.
تكم أهمية العمل التطوعي في تعزيز شعور الانتماء للمجتمع والجماعة والشعور بأهمية مشاركتهم ومساعدتهم ضمن الإمكانيات المتاحة والمتوفرة للشخص، فصلاح المجتمع ينعكس بالتأكيد على صلاح حياة الأفراد وتقدمهم اجتماعياً وتعليمياً وصحياً بالتالي النهوض بالمجتمع ككل وتحسين البيئة الحياتية الحاضنة للأفراد.
ومن أبرز النقاط التي تجعل العمل التطوعي مهماً للأفراد المتطوعين ما يلي: [1]
- العمل التطوعي ينمي مهارات التواصل: يقوم التطوع على التفاعل المباشر مع الأشخاص والتعامل معهم في الميدان أو في أماكن محددة أو في بعض الحالات يكون عبر قنوات الاتصال من هاتف أو انترنت أو غيرها. المشاركة في العمل التطوعي تمنح المتطوع فرصة تنمية مهاراته الخاصة المتعلقة بالتواصل مع الآخرين خاصة أنه يتعامل مع أشخاص من خلفيات متنوعة ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً ما يجعله قادراً على التعامل مع شريحة أكبر من أطياف المجتمع.
- يوسع شبكة المعارف والعلاقات: الالتحاق بالمشايع التطوعية يمنح المتطوع فرصة للتعرف على المتطوعين المشاركين والجهة المنظمة والأفراد العاملين فيها إضافة لتعامله مع الأشخاص الذين يتم تقديم الخدمة والمساعدة لهم ما يوسع نطاق شبكة المعارف والعلاقات الخاصة بالمتطوع.
- العمل التطوعي مفيد لسلامة العقل والجسد: العمل التطوعي يزيد من صحة الإنسان وسلامة عقله وجسده، حيث أظهرت دراسات أن الأشخاص الذين يشاركون في أعمال تطوعية هم أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب والأمراض الجسدية المختلفة لما ينشطه العمل التطوعي على الصعيدين النفسي والجسدي. فالشعور الإيجابي بالقدرة على مساعدة الاخرين وتلبية احتياجاتهم يزيد من شعور السعادة والرضا على المتطوع ما ينعكس على صحته الجسدية والعقلية بشكل إيجابي.
- يعزز الحياة المهنية للمتطوع: العمل التطوعي هو عمل منظم ويتم تنسيق مراحله من قبل منظمات أو جمعيات أو أفراد، والالتحاق بهذه الجهات والعمل معها في تنفيذ عمل تطوعي يعزز لدى المتطوع مهارات مهنية وقدرات التعامل مع المشاكل وحلها والبحث عن بدائل لضمان سير خطة العمل بالصورة المثلى وهو ما يمكنه تطبيقه على بيئة عمله وحياته المهنية.
- يعلّم مهارات حياتية جديدة: التعامل مع أفراد من خلفيات ومستويات مختلفة يمنح المتطوع فرصة لتعلم مهارات حياتية كثيرة كضبط النفس وتنظيم الوقت وإدارة الفريق والتعاطف والرغبة بالمساعدة وتقديم يد العون وكل هذه المهارات الحياتية تعزز الصفات الإيجابية لدى الشخص وتدعم نقاط القوة في شخصيته.
- العمل التطوعي يعزز الشعور بالانتماء: شعور الفرد بواجبه تجاه المجتمع طالما لديه القدرة والوقت لمساعدة الآخرين يجعله منتمياً أكثر لبيئته ومجتمع وأفراد ذلك المجتمع الذي يعيش فيه. فيشعر المتطوع أنه جزء من المنظومة المجتمعية وعليه واجبات كما له حقوق فيها.
- يحقق المتعة والتسلية للمتطوع: يعتبر وسيلة مفيدة للترفيه وقضاء أوقات من المتعة والتسلية والمرح مع الأصدقاء عند الالتحاق بمشروع عمل تطوعي.
- يزيد من ثقة المتطوع بنفسه ويحسن طريقة رؤيته لنفسه وللأمور: يشعر المتطوع بأنه قادر على رؤية الأمور من زاوية أكثر شمولاً ووضوحاً بعد التحاقه بالعمل التطوعي خاصة أنه يرى معاناة بعض الأفراد في المجتمع ما يجعله يقدر النعم التي ينعم الله عليه بها ويحسّن طريقة نظرته لنفسه وللآخرين ما يحقق له نمواً في ثقته بنفسه وشعوره بأنه فرد منتج ومفيد للآخرين.
كما ذكرنا عدة فوائد وأهميات للعمل التطوعي على الأفراد المتطوعين فبالطبع هنالك فوائد كبيرة ومهمة جداً جراء العمل التطوعي تنعكس على المجتمع والبيئة والأشخاص الذين يتلقون المساعدة ضمن مشاريع العمل التطوعي ومن أبرز هذه الفوائد والآثار الإيجابية للعمل التطوعي على المجتمع والبيئة: [2]
- تحقيق مبدأ التكافل المجتمعي: العمل التطوعي يقوم على مشاركة مجموعة أفراد ضمن تنظيم معين لتقديم خدمة أو مساعدة لأشخاص يحتاجون لتلك المساعدة، والقيام بهذا العمل التطوعي يعتبر شكلاً من أشكال تحقيق مبدأ التكافل المجتمعي ومساعدة الآخرين دون انتظار مقابل مادي منهم.
- زيادة الوعي المجتمعي: العمل في الحملات ومشاريع العمل التطوعي تزيد من نسبة التوعية والتثقيف لدى الأفراد الذين يتلقون الخدمة أو المساعدة حيث يتم تعريفهم على المفاهيم الصحيحة والخيارات المتاحة لتحسين أوضاعهم وحل مشكلاتهم.
- تقديم المساعدة والعون للمحتاجين: هو جوهر العمل التطوعي والذي يتمثل بتقديم المساعدة النفسية والمادية الممكنة ضمن الإمكانيات المتاحة في مشروع العمل التطوعي للأشخاص الذين يحتاجون تلك المساعدة ولا يملكون ثمن الحصول عليها، فيتم تقديمها بالمجان ضمن المشاريع التطوعية.
- زيادة وتنمية شعور الانتماء لدى جميع أطياف المجتمع: يشعر جميع الأفراد بأنهم مقدّرون ولهم أهمية في المجتمع وأن المتطوعين يبذلون المستطاع من أجل مساندتهم ومساعدتهم فيشعر المتطوع ومن يتم تقديم الخدمة له بالانتماء لمنظومة مجتمعية واحدة راسخة ومتينة.
- تخفيف نسبة الجريمة والمشاكل المجتمعية: الالتحاق بمشاريع العمل التطوعي تعتبر مساحة جيدة لاستغلال طاقات الشباب واستثمار أوقات فراغهم في أمور تقدم المنفعة لهم وللمجتمع ومنها يتم تقليل نسبة الجريمة والمشاكل المجتمعية.
- تقديم حلول عملية وناجعة للأفراد المحتاجين: العمل التطوعي الحقيقي لا يقوم فقط على تقديم خدمة مؤقتة وتلبية احتياج مرحلي أو آني، بل يجب أن يتم تقديم حلول ومقترحات ونصائح مفيدة على المدى البعيد لمتلقي الخدمة التطوعية ليشعر بفائدة حقيقية.
- إشعار الأشخاص الذين تقدم لهم الخدمة بأهميتهم في المجتمع: يشعر متلقي الخدمة بأنه شخص مهم وله قيمة وأهمية في المجتمع وأن الآخرين يبذلون الوقت والجهد من أجل مساعدتهم وتسوية أمور حياتهم.
قد يواجه المتطوع وخاصة الذي يلتحق بمشروع تطوع مجتمعي للمرة الأولى عدة مشاكل وتحديات لكنها ليست مستحيلة بل يمكن تجاوزها والتعامل معها بحكمة ومنطق ومن أشهر التحديات التي تواجه العمل التطوعي بصورة عامة: [3]
- عدم امتلاك مهارات التواصل الجيدة: قد يعاني البعض من مشاكل في مهارات التواصل والاتصال مع الآخرين وقد تشكل لهم هذه النقطة تحدياً خاصةً إذا كان العمل التطوع الذي يشاركون به هو الأول في تجربتهم التطوعية.
- الخوف من التعامل مع الغرباء: يخشى البعض التعامل مع الأشخاص الغرباء الذين لا يعرفهم من قبل وهذه النقطة يجب التخلص منها لأن العمل التطوعي يقوم على التعامل مع أشخاص كثر من مختلف المناطق والأصول والصفات والخصال والمرجعيات.
- اختلاط المشاعر: يجب الانتباه لموضوع المشاعر، فالبعض قد يظهر عليه علامات الشفقة عند تعامله مع متلقيي الخدمة التطوعية وهذه مشكلة وتحدٍ صعب. يجب أن تكون المشاعر إنسانية ومحترمة ولا يشوبها الشفقة لأن لا أحد يحب أن ينظر إليه الآخرون بنظرة شفقة بل تعاطف.
- عدم المعرفة بالخدمات المقدمة: قد يتطوع شخص لتقديم خدمة معينة أو نشر توعية بمجال ما دون دراية كاملة ما يجعله ضعيفاً وغير مصدّق أو موثوق لدى متلقي الخدمة التطوعية.
- بعض المحاذير المجتمعية الخاصة: بعض المجتمعات المحافظة لديها عادات ومحاذير وتفاصيل يجب الاطلاع عليها قبل الذهاب للأشخاص هناك وتقديم الخدمة، لذا يجب فهم بيئة متلقي الخدمة والجو العام الذي يعيش فيه.
هنالك عدة أشكال للعمل التطوعي نذكر أمثلة منها:
- العناية بالأطفال الأيتام: حيث يتم تنظيم أعمال تطوعية تقوم بتقديم المساعدة للأطفال الأيتام وترفيههم وتعليمهم وتقديم المساعدات التي يحتاجون إليها بالتعاون مع الجهة المسؤولة عن هؤلاء الأطفال.
- العناية بكبار السن: يتم تقديم العناية الصحية والنفسية لكبار السن الموجودين في دور الرعاية الخاصة بالمسنين ويتم زيارتهم يشكل دوري مع وجوب تواجد فريق متخصص في مجال العمل التطوعي فمثلاً عند تقديم الرعاية الصحية يجب تواجد كوادر من المجال الطبي والصحي.
- تدريس الطلبة المحتاجين مادياً: بعض الطلبة الذين يعانون من مشاكل مادية في أسرهم ويحتاجون دروساً خصوصياً يتم تقديم خدمات تطوعية تتمثل بتدريسهم ومساعدتهم في فهم الدروس والمنهاج المدرسي بشكل مجاني.
- ترميم المنازل والمساكن: تقوم بعض المشاريع التطوعية على تقديم المساعدة للأشخاص الذين تعاني منازلهم ومساكنهم من مشاكل تهدد حياتهم وسلامتهم فيتم ترميم المنزل أو شراء المستلزمات الضرورية وترميم مساكنهم بشكل مجاني.
- تقديم الأدوية والمواد العينية: من أشهر صور العمل التطوعي هو تقديم وتوصيل الأدوية الطبية والمواد الغذائية والعينية والمادية التي يحتاج إليها متلقي الخدمة التطوعية.
- الدعم النفسي: يحتاج الكثير من الأشخاص لدعم نفسي ويتم تقديم هذا النوع من الخدمات من قبل مختصين مثل متخصصي علم النفس والأطباء النفسيين والعاملين في هذا المجال ليكون تقديم الخدمة فعالاً ومفيداً.
يجب الانتباه للنقاط التالية عند البدء بالعمل التطوعي: [4]
- إخلاص النية لله والعمل من أجل مساعدة الآخرين والابتعاد عن المظاهر والتفاخر بالعمل الخيري والتطوعي.
- دراسة مشروع العمل التطوعي وفهم حيثياته وتفاصيله والتمكن من المعلومات المتعلقة به لعدم خلط الأمور وحدوث سوء فهم مع متلقي الخدمة.
- الصدق والعمل بإخلاص فالعمل التطوعي هو عمل نابع من رغبة فردية بمساعدة الآخرين دون انتظار أي مقابل مادي.
- تنمية مهارات المتطوع خلال العمل التطوعي يحقق أقصى درجة من الفائدة له وللمجتمع.
- تحديد وقت فراغ مخصص للعمل التطوعي لعدم تقاطعه مع أوقات العمل أو الأوقات المخصصة للأسرة والأنشطة الأخرى لدى المتطوع.
- العطاء من القلب يصل للقلب مباشرة كذلك صدق المشاعر والعمل بمحبة لمساعدة الآخرين