سؤال نقاط الضعف ونقاط القوة في مقابلة العمل
كثيراً ما يُصاب من يخوض مقابلة العمل والالتحاق بوظيفة بارتباك لافت حين يُوجّه إليه سؤال حول نقاط الضعف على وجه التحديد؛ ذلك أنه يشعر كما لو كان سيُدين نفسه بنفسه، نحاول في هذا المقال، جعل سؤال نقاط القوة والضعف في مقابلة العمل، وتحديداً سؤال نقاط الضعف، يسيراً عليك؛ لئلا ترتبك، وليكون نقطة قوة إضافية لك لا نقطة ضعف حقيقية.
أسئلة كثيرة يتم طرحها عليك ضمن مقابلة العمل، من بينها سؤال نقاط القوة والضعف في مقابلة العمل، والذي يقوم فيه من يُحاورك أثناء مقابلة التوظيف بتوجيه سؤال مفاده: ما هي نقاط قوتك؟ ليُتبعه في العادة بسؤال: ما هي نقاط ضعفك؟
إن لم يكن المتقدم للوظيفة متمتعاً بقدر من الثقة والخبرة وسرعة البديهة، فإنه قد يُصاب بنوع من الارتباك عند توجيه هذا السؤال إليه؛ إذ قد يشعر كما لو كان بصدد إدانة نفسه.
في الحقيقة، الأمر ليس كذلك، بل هو سؤال بات تقليدياً في مقابلات العمل، ولا يتطلب منك سوى التحضير له والإجابة عنه بنبرة واثقة وغير مفتعلة في الوقت ذاته.
الهدف من سؤال نقاط القوة ونقاط الضعف في مقابلة العمل ليس فقط رصد هذه النقاط، بل أيضاً يحاول المدير أن يتعرف إلى كيف ينظر المتقدم للوظيفة إلى نفسه، وهل يعتقد أنه لا يمتلك نقاط ضعف! وهل هو منفتح على التعامل مع نقاط ضعفه وقادر على إدراك نقاط قوته.
سيصار لتوضيح الإجابة المثالية لسؤال نقاط القوة والضعف في الفقرات التالية، لكن قبل ذلك سنُعرّج على بعض الأسئلة التي يتم طرحها بشكل عام في مقابلات العمل.
كان خبير تطوير الذات عبر موقع "حلّوها" قد أجاب شاباً استفسر عن كيفية الإجابة على سؤال نقاط الضعف خلال مقابلة العمل، من خلال نصائحه بألا يستخدم الشخص المتقدم للوظيفة كلمات سلبية مثل لا أحب، لا أفضّل عمل كذا، وقوله كذلك أنه لا يجيد التعامل بالأرقام، بل طرح ذلك بطريقة أكثر ذكاء من خلال قول: إذا تم تخييري بين العمل الكتابي أو التعامل بالأرقام فأنا افضل العمل الكتابي أكثر لأني أجيده وأبدع به، فيكون المتقدم للوظيفة من خلال هذا الأسلوب قد قدّم المعلومة التي يريد تقديمها، ولم يتهرّب من السؤال، بل ظَهَرَ بمظهر الواثق والواقعي في طرحه وغير المبالِغ. (السؤال بالتفصيل على الرابط).
في ما يلي بعض النصائح للإجابة على سؤال نقاط القوة والضعف في مقابلة العمل:
- تحلّى بقدر جيد من الثقة واحرص أن ينعكس ذلك على نبرة صوتك أثناء الحديث وأثناء الإجابة تحديداً على سؤال نقاط القوة والضعف في مقابلة العمل.
- لا تفتعل، سواءً كان هذا على صعيد نبرة الصوت أو حتى الإجابات. اظهر طبيعياً فحسب. تكلّم بما هو حقيقي، لكن كن ذكياً في عفويّتك.
- أجب بما لا يعدّ نقاط ضعف فعلية، على سبيل المثال، اذكر أنك لا تستطيع النوم أو الاستمتاع بإجازة ما لم تنجز ما عليك، حتى لو اضطرك ذلك للسهر على حساب صحتك في مرات.
- ثمة إجابات أخرى مقترحة من قبيل قولك إنك قد تشعر بقليل من التوتر، على عكس ما هي عليه شخصيتك، إن شعرت أنك لم تنجز القدر الكافي من العمل كما هو في ذهنك. من شأن هذه الإجابات على سؤال نقاط القوة والضعف في مقابلة العمل تكريس صورتك ورفدها. لذا، كن ذكياً في ما تقوله.
- حين تجيب على سؤال نقاط القوة والضعف في مقابلة العمل، تأكد من كونك سلّطت الضوء جيداً على نقاط قوتك لكن من دون مبالغة وافتعال، بمعنى أنه يجدر بك ذكر وإحصاء النقاط التي تبرع بها فعلاً، من قبيل التعامل بطيب خلق مع الجميع وبكثير من ضبط الأعصاب مهما كان الموقف مستفزاً، والدقة في الأداء وسرعة تسليم المهام باحترافية وما إلى ذلك، لكن تذكّر أن كل شيء ذكرته كإيجابية ونقطة قوة سيصبح متوقعاً منك لاحقاً.
- ابتعد عن استخدام الكلمات السلبية خلال إجابتك على سؤال نقاط القوة والضعف في مقابلة العمل، مثل قولك كلمة لا أحب ولا أريد ولا أطيق؛ ذلك أنها حتى لو كانت تصب في منحى إيجابي، فإنها تمنح شخصيتك بعداً سلبياً أمام من يقابلونك.
- ابتعد عن إدانة مديرك السابق أو زملائك السابقين ولا تقدم ذاتك بصورة الضحية الذي كان يعاني من غبن الشركة السابقة. كا ما هو مطلوب منك حين يُطرح عليك سؤال من قبيل: ماذا تعتقد أن زملاءك في العمل السابق سيجيبون حين أستفسر منهم عن نقاط ضعفك، مطلوب منك حينها التحدث بثقة وقول لربما كنت في موقف ما لم يتم فيه إنجاز العمل بالوجه المطلوب لربما كنت مستاءً قليلاً أو عابس الوجه.
- تذكّر أن لا أحد سيتصل فعلياً بأماكن عملك السابقة ويجري تحقيقات حولك. لذا، لا تكن متشنجاً، لكن في الوقت ذاته احرص على المصداقية في كل ما تذكره من معلومات عن ذاتك وعن سوية عملك، وعند إجابتك على سؤال نقاط القوة والضعف في مقابلة العمل.
- لا تطل الوقوف عند جزئية نقاط الضعف، عند توجيه سؤال نقاط القوة والضعف في مقابلة العمل. تعمّد ألا تجعل هذه النقطة تستحوذ على وقت كثير خلال مقابلة العمل. عوضاً عن ذلك، كن مقتضِباً في حديثك ولا تفسح المجال كثيراً للأخطاء، لكن تحرّى في الوقت ذاته أن تظهر عليك علامات الثقة والارتياح وأنت تجيب.
- راقب لغة الجسد جيداً أثناء تقديمك إجابة على أي سؤال خلال مقابلة العمل، وتحديداً سؤال نقاط القوة والضعف خلال مقابلة العمل. احرص ألا تبدو عليك علامات العصبية والتوتر أوأن تحرّك يديك بطريقة مبالغ بها أو تعقد حاجبيك أو أن تستخدم أصابعك في الإشارة أو أن ترفع أو تخفض نبرة صوتك بطريقة مبالغ بها؛ إذ لكل هذه الأمور أثر كبير في إسباغ الانطباعات عليك خلال مقابلة العمل.
- "أعاني من الكمالية بعض الشيء وأحب أن يكون كل شيء مثالي"
على الرغم أن الكمالية نقطة ضعف في الشخصية لكنها بالنسبة لأصحاب العمل نقطة قوة، إذا كنت تشكو من الكمالية لا تتردد بالتصريح عن ذلك في سؤال نقاط الضعف، أخبرهم أنك تميل لترى كل شي منظم ومثالي. - "أعتقد أن النقد المستمر للذات من نقاط الضعف عندي"
إذا كنت تعاني فعلاً من نقد الذات المستمر فمقابلة العمل هي المكان المثالي لإثبات هذا العيب! لا يرغب المدراء بشيء أكثر من رغبتهم بموظف ينقد ذاته باستمرار ويحاول أن يتجنب المواقف التي تسبب له النقد الذاتي أو نقد الآخرين. - "ربما أحتاج لاكتساب خبرة إضافية في برنامج -أي اسم- لأنني كنت مهتماً أكثر ببرنامج -أي اسم- لأنه أكثر أهمية في مجال عملي"
الاعتراف بنقص الخبرة في مجال معين خصوصاً عندما يكون واضحاً في سيرتك الذاتية يعتبر اعترافاً موفّقاً، واحرص دائماً على إظهار كيفية تعاملك مع نقطة الضعف "أسعى الآن لتطوير نفسي في هذه النقطة". - "كنت خجولاً بعض الشيء وأخشى من مشاركة أفكاري، لكنني بدأت مؤخراً بتجاوز هذه المشكلة وأدركت أهمية مشاركة أفكاري مع الآخرين لتحقيق أهداف العمل".
عندما تقدم تعليلاً لما جعلك تعتقد أن الخجل أو قلة الثقة نقطة ضعف، وتقدم كيف تعاملت مع هذه المشكلة؛ فأنت في المكان الصحيح.
ليس ثمة إجابات خاطئة تماماً، لكن الطريقة التي ستسوق بها نقاط ضعفك قد تكون غير مصيبة تماماً. لذا، احرص على الابتعاد عن السلبية بقدر المستطاع، سواءً كان هذا على صعيد فحوى ما تقوله أو طريقة قولك نفسها، وهناك بعض الإجابات التي يجب عليك تجنبها عند الإجابة عن سؤال نقاط الضعف ونقاط القوة في مقابلة العمل:
- لا أعتقد أن لدي نقاط ضعف!
- أفضل الحديث عن نقاط القوة فقط فنقاط الضعف أمر شخصي.
- لا أمتلك خبرة كبيرة في مجال العمل! قد تكون صادقاً في هذه الإجابة لكن عليك صياغتها بطريقة ذكية لا تخرجك من السباق على الوظيفة، من خلال تحديد الجزئية التي تفتقر للخبرة فيها وما تفعله للحصول على مزيد من الخبرة.
- أعمل لوحدي بشكل أفضل! ينظر البعض إلى هذه الإجابة كنقطة قوة لكن معظم المؤسسات اليوم تحاول إيجاد أشخاص أكثر قدرة على العمل ضمن فريق وتحقيق اتصال فعال مع الآخرين.
- الإجابة الساخرة قد تكون أسوأ إجابة حول نقاط الضعف.
- جميع الإجابات يمكن أن تكون جيدة إذا اخترت سياق مناسب لطرحها يدعم موقفك.
كان خبير تطوير الذات عبر موقع "حلّوها" قد أجاب متابِعاً عن سؤال نقاط الضعف والقوة وفي مقابلة العمل، بقوله، يجب أن يكون ردك متضمنًا المعاني التالية:
- أعلم أني لست كاملًا، ولكني واثق من أن هذه الوظيفة تتلائم مع المهارات التي امتلكها والتي لا أرى مانعًا يحول بيني وبين القيام بها.
- لا يوجد ما يعيقني عن التطور في العمل والتقدم بشكل واضح، بهذه الطريقة تكون قد أوضحت نفسك بطريقة إيجابية، فبدلًا من قول لا أمتلك نقاط ضعف، استخدمت عبارة لا أحد كامل ولا تمتلك نقاط ضعف مرتبطة بالوظيفة بعينها.
- أعتقد أنني أملك مهارات القيادة، في بداية مسيرتي المهنية كنت أظن أن المهارات الفطرية كافية، لكنني عملت لاحقاً على تطوير مهارات القيادة والتواصل مع الفريق عندما أدركت أن قيادة الفريق مهارة تحتاج لتطوير مستمر. أعطِ مثالاً على نتائج عملك السابق في قيادة الفريق إن أمكن.
- خلال الوظائف السابقة تمكنت من تطوير مهارات التواصل مع الآخرين بشكل جيد، أعتقد أنني قادر على تجنب الخلافات والتعاون مع الآخرين للوصول إلى هدف مشترك.
- اتباع السابق يجعلك كما لو كنت تقول للمسؤول: لا تقلق أنا لا أمتك نقاط ضعف مباشرة مرتبطة بالوظيفة بحد ذاتها، مما يشير إلى الراحة. وبالطبع يجب أن تكون صادقًا مع نفسك وواثقا من قدراتك في العمل، فالكذب ممنوع في جميع أشكاله وأوقاته. (المقال بالتفصيل على الرابط)