الشرخ الشرجي الحاد والمزمن وعلاج الشرخ الشرجي
بسبب النهايات العصبية الكثيرة في منطقة الشرج يتسبب الشرخ الشرجي بآلام شديدة للشخص المصاب إلى حد تقييد حركته وتعطيله عن العمل، فهو يعوق الحركة ويشعر المصاب بألم شديد عند عملية الخروج، وهو له أشكال عديدة وأسباب متنوعة تختلف باختلاف كل حالة، ولهذا كان يجب التعرف على مشكلة الشرخ الشرجي من حيث الأسباب والأعراض والنتائج وطريقة العلاج والتعامل معه، وهذا ما سوف نتحدث عنه في هذا المقال.
الشرخ الشرجي أو الشق الشرجي Anal fissure هو تمزق أو جرح في بطانة المستقيم السفلي (القناة الشرجية) يرفقه تشقق في الجلد الخارجي في بعض الحالات وشعور حاد بالألم أثناء الحركة أو عملية الخروج، في بعض الحالات قد يكون الشرخ الشرجي عميقاً ويصل إلى العضلات الداخلية، لا يعد الشق الشرجي خطيراً على وجه العموم ويتعافى بشكل طبيعي خلال بضعة أيام إلى أسابيع ولكن إذا استمر أكثر من ثمانية أسابيع يعتبر مزمناً وبحاجة لتدخل طبي. [1-2]
تختلف الأسباب التي قد تؤدي لحصول الشرخ الشرجي تبعاً لعوامل عديدة، والتعرف على هذه الأسباب قد يساعد في الوقاية منها واستبعادها أو عملية علاجها، ومن أسباب الشرخ الشرجي ما يلي: [3]
- الإجهاد وحركة الأمعاء أثناء الولادة فعملية الولادة يمكن أن تسبب صدمة للمعصرة الشرجية تشكل ضغط كبير على عضلات هذه المعصرة ما ينتج عنه حدوث الشرخ الشرجي لدى السيدات.
- أمرض التهاب الأمعاء: الأمعاء من أكثر أجهزة الجسم المعرضة للإصابة بالعديد من الاضطرابات والأمراض، وفي كثير من الأحيان تسبب هذه الأمراض حدوث شقوق شرجية خاصة أثناء عملية الخروج.
- انخفاض تدفق الدم إلى منطقة الشرج: منقطة الشرج والجلد المحيط بها بالغة الحساسية، وانخفاض تدفق الدم لهذه المنطقة سوف يحدث نوع من الجفاف فيها ينتج عنه شقوق شرجية.
- ضيق عضلات المعصرة الشرجية وتشنجها: فهذه المشكلة تجعل عملية الخروج أصعب وتحتاج لجهد أكبر للضغط أثناء الخروج وبالتالي زيادة احتمالية حدوث الشرخ الشرجي.
- التهاب القولون العصبي: كون هذا الالتهاب في البطانة المعوية يجعل الأنسجة بعضلة المعصرة الشرجية أكثر عرضة للتمزق كونها تصبح أضعف في حالات التهاب القولون.
- الإمساك والإسهال المتكرر والشروخ الشرجية: بالإضافة للصعوبة في إخراج البراز الكبير أو الصلب كلها أسباب تؤدي لحصول الشقوق الشرجية.
- أحياناً بسبب الفحص الطبي: مثل فحص المستقيم أو ميزان الحرارة أو إدخال أي جسم غريب لفتحة الشرج أو الجنس الشرجي بحدوث الشقوق الشرجية، بسبب الضغط التي تسببه هذه العوامل على محيط الشرج.
- العديد من الأمراض تسبب الشقوق الشرجية: مثل السل والسيلان وسرطان الدم والعوز المناعي المكتسب والفيروس المضخم للخلايا والزهري والكلاميديا.
منطقة الشرج حساسة جداً يمكن أن تصاب بالعديد من الأعرض أو الأمراض المختلفة عن الشروخ الشرجية كالبواسير والالتهابات وغيرها فهي المنطقة التي تخرج منها فضلات الجسم ومن المعروف أن تشخيص أي عارض صحي هو نصف العلاج، ويوجد عدة طرق لتشخيص الشرخ الشرجي منها ما يستخدمه الطبيب ومنها ما يمكن معرفته من قبل الشخص المصاب: [3]
- في حالات الشروخ الشرجية يلاحظ وجود تمزق واضح في الجلد حول فتحة الشرج وكأنها جروح تتضح بمجرد النظر لهذه المنطقة.
- ألم حاد في منطقة الشرج أثناء حركات الأمعاء، حيث يشعر من لديه شرخ شرجي بآلام حادة وكأن تمزق يحدث في منطقة الشرج وخاصة عند عملية الخروج.
- خروج دم مع البراز وحرقة في منطقة الشرج.
- نزيف خفيف في الشقوق وإفراز قيح.
- حكة شرجية حادة ومزعجة وإفراز روائح كريهة غير المعتادة من المنطقة الشرجية.
- خلال الفحص السريري يدخل الطبيب منظاراً في المستقيم لتسهيل رؤية التمزق وهو عبارة عن أنبوب رفيع يتيح للطبيب فحص القناة الشرجية، كما يتيح أيضاً تحديد سبب الشرخ مثل رؤية البواسير.
الشرخ الشرجي بشكل عام نوعان هما الشرح الحاد والشق الشرجي المزمن
الشرخ الشرجي الحاد هو الذي يحدث في البداية ويمكن علاجه بالطرق الطبيعية والمنزلية أو الدوائية بسهولة. ولكن معظم الأشخاص لا يقومون بعلاجه منذ البداية لأسباب عديدة مثل الإهمال أو الخجل من الذهاب إلى الطبيب، وغالباً ما يؤدي إهمال الشرخ الشرجي الحاد أو العرضي إلى الشرخ الشرجي المزمن وهنا يحصل تليف على حواف الجرح بحيث يمنع عملية الالتئام بشكل تام ويصبح العلاج في أغلب الحالات بحاجة لتدخل طبي جراحي.
وما يجعل الأمر أكثر تعقيداً أن الشرخ الشرجي المزمن أقل ألماً من الشرخ الحاد ويكون على شكل متناوب متقطع وبالتالي المريض يعتقد أنه يتماثل للشفاء ويهمل الموضوع أكثر، ثم يعتاد على نوبات الألم وأعراض الشرخ الشرجي التي تزول وتعود كل فترة.
من مضاعفات الشرخ الشرجي المزمن حالات الالتهاب المتكرر في منطقة الجرح وخاصة في العضلة المقوية للمعصرة الشرجية ما يسبب آلام شديدة وصعوبة في الخروج وحصول نزيف بشكل متقطع خاصة مع الإبراز، ويعود للشفاء بعد فترة.
وعند استمرار الشرخ المزمن لفترة طويلة قد تتطور المشكلة وتتسبب بحدوث ناسور شرجي والذي يعتبر أكثر خطراً وعلاجه أصعب وأكثر تعقيداً.
الشرخ الشرجي مشكلة شائعة نسبياً تصيب الكثير من الأشخاص وبكافة الأعمار، ومن الصعب الوقاية منها كونه لا يمكن التحكم بأسبابها بشكل كامل، وعند الحديث عن الوقاية فالمقصود هنا هو التخفيف من أعراضها ومخاطرها وتطورها، وهنا بعض الخطوات التي تساعد بالوقاية من الشرخ الشرجي: [4-3]
- النظافة من أهم الخطوات للوقاية من الشرخ الشرجي: فعند حدوث الشق الشرجي يمكن أن تدخل من خلاله العديد من الجراثيم والبكتريا إلى الجسم، ولهذا يجب الحفاظ دائماً على نظافة المنطقة الشرجية وتعقيمها باستخدام الصابون والماء الفاتر.
- الحفاظ على منطقة الشرج جافة: فالرطوبة في هذه المنطقة تزيد من احتمال الإصابة بالشروخ الشرجية كونا تضعف الجلد بهذه المنطقة.
- شرب الكثير من السوائل وممارسة الرياضة باستمرار: فهذا يقلل من التعرض للجفاف وحالات الإمساك، وبالتالي يقلل احتمال الإصابة بالشروخ الشرجية، لذلك العمل على ممارسة الرياضة من الأمور الهامة جداً.
- علاج حالات الإسهال بشكل فوري: فالإسهال المتكرر من أهم أسباب الشرخ الشرجي بسبب الخروج المتكرر وضعف عضلات المعصرة الشرجية.
- علاج حالات الإمساك: مثل تناول الملينات والأطعمة سهلة الهضم، فالإمساك والصعوبة في عملية الخروج تسبب ضغط على عضلات المعصرة الشرجية.
- تغيير الحفاض بشكل مستمر للأطفال يقيهم من أخطار الشقوق الشرجية.
- الحذر عند إدخال ميزان الحرارة أو أي أدوات طبيعة بفتحة الشرج: تلافياً لإحداث أي جرح أو تمزق بمنطقة الشرج.
- الامتناع عن الجنس الشرجي: فهذا النوع من الجنس الخاطئ يضغط على المعصرة الشرجية ويزيد احتمال حدوث التمزقات والشروخ الشرجية.
في أغلب الحالات لا تحتاج الشقوق الشرجية لعلاج مكثف إلا في الحالات التي تصبح فيها مزمنة، فهي لا تعتبر مشكلة خطير بشكل عام ويمكن علاجها ببعض الخطوات المنزلية والتقيد بالتعليمات الصحية: [3-5]
- تناول الفواكه والخضراوات لما تحتوي عليه من الياف تساهم في ترميم الشق الشرجي وسرعة شفائه.
- الإكثار من السوائل وخاصة الماء لزيادة تدفق الدم إلى المنطقة الشرجية وتليين الأمعاء
- استعمال المغاطس بالماء الدافئ من خلال الجلوس بوعاء يحتوي على ماء دافئ نظيف فهذا يخفف التهيج ويرخي العضلات ويزيد تدفق الدم لمنطقة الشرج ويحافظ على تعقيم ونظافة المنطقة الشرجية.
- ممارسة بعض التمارين الرياضية له دور في التئام الشقوق الشرجية.
- علاج حالات الإمساك والإسهال وأمراض جهاز الهضم بشكل مباشر.
- استخدام ملينات البراز بوصفة طبية بهدف علاج حالات الإمساك التي تعد من أسباب الشرخ الشرجي.
في بعض الحالات المستعصية المزمنة قد لا تنجح كل الوسائل السابقة في التخلص من الشروخ الشرجية، وهنا يوجد بعض العلاجات الدوائية والجراحية التي تمم تحت اشراف طبيب مختص، وتحتاج لوقت للتشخيص والعلاج فمثلاً:[3-5].
- تطبيق مسكنات الألم الموضعية مرهم (الليدوكائين) وذلك بدهنها على فتحة الشرج.
- مرهم (نيروجلسرين) الذي يعزز تدفق الدم لمنطقة الشرج وكريم (هيدروكوركتيزون) لتخفيف الالتهابات.
- حقن البوتكس في العضلة الشرجية العاصرة في الحالات المستعصية فهذه الحقن تمنع التقلصات في عضلة الشرج.
- وفي الحلات التي لم تنجح معها كافة العلاجات يمكن القيام بعملية قص للعضلة العاصرة الشرجية من خلال اجراء شق في العضلة العاصرة لإرخاء العضلات.