نصائح عند الانتقال إلى مدينة جديدة
نتعرض لكثير من الظروف المختلفة التي تجبرنا على تغير أماكن سكننا والانتقال إلى أماكن جديدة، وفي بعض الحالات قد يكون الانتقال إلى خارج المدينة التي عشنا بها وعرفناها عن ظهر قلب، وفي الأيام الأولى قد نعاني من الوحدة وصعوبة التنقل وعدم التكيف مع نظام الحياة الجديد، وفي هذه المقال سنتحدث عن بعض النصائح التي قد تخفف كثيراً من الإرهاق النفسي نتيجة الانتقال لمدينة جديدة.
الانتقال إلى مدينة جديدة ليس بالأمر السهل حيث يتعرض الشخص لتغير نمط حياته بالكامل وخاصةً خلال الفترة الأولى من الانتقال، حيث أنه قد لا يعرف أحد من سكان المدينة الجديدة ولم يتعلم كيفية التنقل بها بسهولة أو أماكن بيع الحاجات الرئيسية له، ما يعرضه لمواجهة صعوبة في تأمين مستلزماته المختلفة، وهذه بعض أنواع الصعوبات التي قد تواجه الشخص بعد الانتقال إلى مدينة جديدة: [1]
- صعوبة الحصول على المساعدة: الأصدقاء والأقارب في محيطنا كثير ما يقدمون لنا النصائح حول أفضل مكان لشراء المستلزمات والأماكن المحتملة لوجودها أو حتى حول أفضل المدارس والمدرسين للأولاد أو العيادات الطبية الأفضل في المدينة، كل هذه النصائح سوف نفتقدها خلال الانتقال إلى مدينة جديدة بسبب عدم تكوين صداقات خلال المرحلة الأولى من الانتقال.
- صيانة المنزل الجديد: الانتقال إلى مدينة جديدة يعني العيش في منزل جديد، وقد يكون هذا المنزل بحاجة لبعض أنواع الصيانة خلال الفترة الأولى وخاصةً الأمور التي تتعلق بمواسير المياه والتمديدات الكهربائية، كما أنك قد تحتاج للقيام ببعض الخطوات لتجنب وعلاج الحشرات التي يحتمل أنها تعيش في المنزل، إضافةً إلى ذلك قد تحتاج وقت لترتب الأثاث المنزلي بالطريقة التي تتناسب مع راحتك بشكل أكبر.
- السكن في حي جديد: الحي الجديد يعني أنك تجهل الجيران وتجهل الأماكن الخدمية مثل أماكن المدارس والعيادات الطبية والصيدليات، إضافةً لمحلات بيع الخضار والمؤن المنزلية ومطاعم الوجبات السريعة وأماكن تأمين الخبز، وغيرها من الاحتياجات اليومية لكل عائلة أو فرد.
- صعوبة التنقل في المدينة الجديدة: وخصوصا أثناء الذهاب والعودة لمكان العمل حيث تجهل الطرق الجديدة وقد لا تستطيع تجنب زحمة السير أثناء أوقات الذروة ما يعرضك للتأخر عن مواعيد العمل، إضافة لعدم معرفة وسائل النقل الأرخص والأنسب لك مثل استخدام مترو الانفاق أو الميكرو باص أو حتى كيفية التنقل بسيارتك الخاصة.
- صعوبات مالية: خلال الفترة الأولى قد تحتاج للكثير من الأموال من أجل صيانة المنزل وتأمين احتياجاتك اليومية بأسعار قد تكون مرتفعة بسبب جهل طرق تأمينها بأسعار رخيصة، إضافة لذلك قد تحتاج لعمل بعض الأوراق الحكومية التي تتعلق بالمنزل الجديد أو تأمين اشتراكات الهاتف والكهرباء والماء وغيرها الكثير من الضغوط المالية.
- ضغوط نفسية: بسبب عدم تواجد الأصدقاء ونمط الحياة المختلف عن السابق فغالباً أنك ستعاني من الوحدة أنت وأفراد عائلتك وقد تحتاج لبعض الوقت حتى تبني علاقات اجتماعية جديدة ونمط حياة جديد يخرجك من هذه الوحدة.
الانتقال إلى مدينة جديدة يمكن أن يكون أسهل في حال قمنا بالتحضير الجيد له قبل الانتقال، ونستطيع أن نجعل من هذا الانتقال فرصة لبناء حياة جديدة أكثر صحة وأفضل من الحياة السابقة رغم الصعوبات التي قد تواجهنا في البداية، وهذه بعض النصائح التي قد تساعدنا في تخفيف صعوبة الانتقال إلى مدينة جديدة ومنها: [1,2]
- وضع الميزانية المناسبة: الانتقال لمدينة جديدة يعني الكثير من التكلفة المادية تتعلق بالمنزل الجديد والأثاث المنزلي وتأمين الالتزامات الهامة خلال الفترة الأولى وتأمين احتياجات الأبناء المدرسية، لذلك يجب الحرص على الادخار الجيد قبل الانتقال للمدينة الجديدة لتجنب مواجهة الصعوبات المالية.
- اختيار الحي الجديد: كل مدينة في العالم تحتوي على مناطق هادئة وأخرى صاخبة، وعلينا عند اختيار الحي الذي سنعيش به أن نأخذ بعين الاعتبار أن يكون حي هادئ قليل الازدحام ويوفر الخدمات والمرافق الهامة مثل المدارس والعيادات الطبية وغيرها، إضافةً لأن يكون قريب لمكان العمل ويسهل الانتقال منه إلى باقي أحياء المدينة، وبالرغم من أن اختيار الحي الجديد يخضع للميزانية المالية المتوفرة لكن رغم هذا يوجد الكثير من الأحياء التي تتشابه في التكلفة المعيشية ولكن تختلف ببعض المعاير الصغيرة التي تجعل الحياة أسهل لنا.
- اختيار المنزل الجديد: يعتمد اختيار المنزل بالدرجة الأولى على حجم العائلة والتكلفة المادية، لكن أيضاً يجب الانتباه لموقع المنزل والتهوية الصحية له وتعرضه للشمس بشكل جيد، والبحث عن جيران هادئين يتناسب نمط حياتهم مع نمط حياتنا.
- وضع قائمة للأولويات الهامة: تتضمن القائمة تحضير معظم الاحتياجات الرئيسة للعائلة خلال الفترة الأولى، فمثلاً يمكن تحضير الأدوية بشكل مسبق في حال كان أحد أفراد العائلة يعاني من مرض مزمن، إضافة للاستفسار عن المدارس الأنسب للأطفال أو معرفة أماكن الأنشطة التي يقوم بها أفراد العائلة وأماكن بيع طعام الحيوانات الأليفة في حال وجودها.
- الاستفادة من تطبيقات الهاتف الذكي: اليوم أصبحت الحياة أكثر سهولة باستخدام الأنترنت وتطبيقات الهاتف التي تتيح الوصول لجميع المعلومات التي تخص أنشطة المدينة الجديدة والشركات التي فيها، وحتى وسائل التنقل أصبحت موجودة عبر هذه التطبيقات، ويمكن أيضاً استغلال هذه التطبيقات من أجل التعرف على أصدقاء جدد يعيشون في نفس الحي، ويمكن أيضاً وضع خريطة على الهاتف مع تحديد المواقع الهامة لأفراد العائلة التي تهم كل فرد منهم.
بعد الانتقال إلى الحي والمنزل في المدينة الجديدة، يجب عليك البدء في التعرف على محيطك بشكل جيد من أجل تأمين احتياجاتك بشكل أسرع وتجنب عملية البحث في كل مرة تحتاج فيها لشيء جديد، وهذه أهم النقاط التي يجب التركيز عليها: [2]
- يجب عليك بداية التعرف على جميع المحلات التي تبيع الاحتياجات اليومية من مؤن طعام وخضار وفواكه وغيرها من الاحتياجات اليومية الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها أو تأجيلها.
- محاولة البحث عن أسواق الخضار الشعبية الموجودة في الحي من أجل الحصول على مستلزمات الطعام بأسعار أرخص والحصول على خضار ولحوم طازجة بشكل دائم.
- التعرف على المدارس الموجودة في الحي ونوع التعليم الذي تقدمه لتسجيل الأطفال في المدرسة المناسبة.
- يجب التجول مع الأطفال بشكل يومي خلال الفترة الأولى من أجل حفظ طرق الحي الجديد ومعرفة كيفية العودة للمنزل، ومن الأفضل في هذه الحالة أن تضع نقاط علامة للأطفال يميزون بها الطرق المختلفة مثل المطاعم الشهيرة والحدائق الموجودة في الحي وغيرها من الأماكن التي تظل عالقة في عقول الأطفال.
- التعرف على الحدائق والمنتزهات القريبة من الحي، إضافة لذلك تحديد أماكن النوادي الرياضية للممارسة الرياضة فيها.
- التعرف على المراكز الخدمية في الحي مثل شركات الكهرباء والمياه وتحديد أماكن محطات الوقود من أجل تزويد السيارة بالوقود، وتحديد مركز الشرطة الخاص بالحي من أجل اللجوء إليه في الحالات الطارئة.
خلال الفترة الأولى من الانتقال للمدينة الجديدة قد يكون من الصعب عليك التنقل بين أحيائها وبين مكان السكن ومكان العمل أو الذهاب لزيارة الأصدقاء الجدد أو حتى انتقال الأولاد بين المدرسة والمنزل لذلك يمكنك القيام بما يلي: [3]
- استخدام خريطة خاصة للمدينة ووضع جميع المراكز الحيوية التي قد تحتاج لها وعلامات لتميز كل منطقة عن الأخرى على الخريطة.
- حفظ المعالم الرئيسية في المدينة مثل الشوارع الكبرى والفنادق والمطاعم المشهورة في المدينة وحفظ أماكن الأبراج العالية بشكل أساسي لاستخدامها كدليل لتميز كل منطقة عن الأخرى وتحديدها على الخريطة.
- التعرف على جميع الشوارع الأساسية التي تصل أطراف المدينة ببعضها وكيف تتصل هذه الشوار مع باقي الشوارع الأساسية وكيف تصل إلى مكان السكن والعمل.
- يجب معرفة مكان محطة القطار أو مترو الأنفاق ومحطات السيارات المختلفة والرئيسية في المدينة وموقعها من مكان السكن والعمل.
- معرفة خطوط السير العامة بين مناطق المدينة وخاصة التي تصل مناطق السكن بمكان العمل.
بعد تحديد الأماكن الرئيسية في الحي والمراكز الخدمية فيه، يجب التعرف على المراكز الخدمية والترفيهية والثقافية في كامل المدينة لتكون على دراية بكل ما يمكن أن تحتاجه في المستقبل ومن هذه الأماكن ما يلي: [2,4]
- المراكز الحكومية: معرفة مركز بلدية المدينة وجميع المراكز والمديريات الحكومية التي يمكن أن تحتاجها، خاصةً خلال الفترة الأولى من السكن في المدينة الجديدة.
- الأسواق والفنادق والمطاعم: معرفة الفنادق الرئيسية والمطاعم المشهورة بالمدينة والأسواق المختلفة مثل أسواق الملابس والاحتياجات المنزلية.
- المراكز المالية: تحديد البنوك التي يمكن أن تتعامل معها وفروع شركات تحويل الأموال.
- خدمات السيارة: في حال وجود سيارة فيجب معرفة جميع محطات الوقود القريبة وأماكن فحص وإصلاح السيارة في حال حدوث أعطال لها من أي نوع.
- المشافي والمراكز الصحية: تحديد أماكن المشافي والمراكز الصحية والعيادات الشهيرة والصيدليات المناوبة تحسباً لأي طارئ صحي.
- الأماكن السياحية: معرفة الأماكن التي تشهد إقبالاً سياحيا في المدينة من أجل الذهاب لزيارتها مثل الأماكن الأثرية والمتاحف المتنوعة.
- الأماكن الترفيهية: التعرف على أماكن مدن الملاهي والحدائق والمنتزهات الكبيرة وأفضل دور السينما والمسرح الموجودة في المدينة والتعرف على النشاطات التي تقوم بها، والبحث عن أماكن صالات الألعاب والنوادي الرياضية.
الانتقال إلى مدينة جديدة قد يكون فرصة لبدء حياة جديدة خالية من السلوكيات الخاطئة التي كانت موجودة في الماضي، وخاصةً عن طريق استغلال الوقت المتوفر في الفترة الأولى بشكل أفضل حيث يمكن أن نملأ هذا الوقت بالنشاطات الصحية من ممارسة الرياضة أو زيادة الخبرات في مجالات مختلفة من الحياة، ومن هذه الخطوات والسلوكيات: [2,3,4]
- تنظيم الوقت والروتين المستقر: كلمة روتين ترتبط عند الكثير من الناس بالشعور بالملل من تكرار الأشياء بشكل يومي، لكن هنا الروتين نقصد به الوقت الثابت للنوم والاستيقاظ والعادات الثابتة مثل مواعيد الاستحمام والتنزه الليلي لفترة قصيرة وغيرها من العادات التي تساعد الجسم بالتعود على نمط حياة صحي يبقي الجسم بحالة نشاط جيد نتيجة الحصول على الراحة الجسدية والنفسية المطلوبة.
- ممارسة النشاطات الرياضية: أصبح من المعروف أن الجسم الرياضي يقاوم الأمراض بشكل أفضل ويأمن النشاط والحيوية للفرد بشكل أكبر، لذلك من أفضل الخيارات خلال فترة الفراغ التي يعاني منها المرء خلال الانتقال إلى مدينة جديدة هو التسجيل في النادي الرياضي وممارسة الرياضة المنزلية، ذلك يساعد على بناء جسم أفضل كما أن الرياضة تملأ وقت الفراغ ما يخفف الشعور بالوحدة ويزيد من احتمال التعرف على أصدقاء جدد في النوادي الرياضية أيضا.
- بناء صداقات وعلاقات جديدة: مع الوقت يتيح الذهاب للعمل والمنتزهات والنوادي الرياضية التعرف على أصدقاء جدد وبناء علاقات اجتماعية يمكن أن تصبح قوية مع الوقت وتقترن بممارسة نشاطات رياضية وترفيهية مشتركة ما يحسن الصحة النفسية للفرد.
- استغلال الوقت بتنمية المهارات الفردية: الوقت الفارغ قد يكون فرصة لتنمية المهارات والمواهب الفردية لكل شخص، فيمكن التسجيل في دورات تعليمية لزيادة الخبرة الفردية في نشاطات مثل الموسيقى أو تعلم الكمبيوتر أو مجالات المحاسبة أو أي مجال يتعلق بعمل الفرد، حتى يمكن تقوية هذه المهارات عن طريق استغلال الأنترنت والتعلم من الدروس التي تنتشر بشكل مجاني على قنوات يوتيوب مختصة بمجلات مختلفة ومتنوعة.