أنواع التأخر العقلي عند الأطفال وطرق العلاج والتعايش
تتطور قدرات الأطفال ومهاراتهم تدريجياً منذ ولادتهم ففي كل مرحلة يحدث نمو وتطور على الصعيد النفسي والعقلي والجسدي والحركي والإدراكي. في هذه المقالة عن تأخر النمو العقلي عند الأطفال سنتقدم لكم شرحاً تفصيلياً عن هذه المشكلة وما هي الأعراض والعلامات التي يستطيع الوالدان أو المقربون من الطفل ملاحظتها واتخاذ الإجراء المناسب للكشف عن مشكلة تأخر النمو العقلي. كما سنتحدث عن العوامل المؤثرة في تأخر النمو العقلي للأطفال وكيفية علاج هذه المشكلة.
يمكن تعريف تأخر النمو العقلي عند الأطفال على أنه عجز الأطفال وضعف قدرتهم على القيام بالوظائف العقلية المتناسبة مع المرحلة العمرية التي يعيشونها، فمن أشكال المشاكل في تأخر النمو العقلي عند الأطفال:
- وجود مشاكل في اللغة أو الكلام.
- وجود مشاكل في الرؤية.
- وجود صعوبات في الحركة وضعف في المهارات الحركية.
- وجود مشاكل في المهارات الاجتماعية والعاطفية.
- وجود صعوبات في التفكير والمهارات المعرفية.
وينتج عن تأخر النمو العقلي عند الأطفال تأخرهم بالقيام بالوظائف والمهمات الاعتيادية وقد تتسبب بحدوث اضطرابات بين الطفل والبيئة المحيطة به بسبب قصور القدرات العقلية والفكرية والإدراكية لديه والمشكلة تكون أصعب في حال عدم اكتشافها مبكراً من قبل الوالدين أو الحضانة أو الأشخاص الكبار المحيطين بالطفل.
يجب على الوالدين الانتباه لظهور هذه العلامات عند الطفل ومباشر أخذ إجراء طبي صحيح وعرض الطفل على طبيب مختص لتشخيص حالته الصحية والعقلية، فمن أبرز أعراض وعلامات تأخر النمو العقلي عند الأطفال:
- وجود صعوبة لدى الطفل في تعلم مهارات جديدة.
- وجود مشاكل وضعف عام وإعياء جسدي.
- عدم قدرة الطفل على تحريك عضلاته وجسمه بالمرونة المتناسبة مع عمره.
- صعوبة انخراط الطفل مع أقرانه والأطفال من نفس عمره وجيله.
- عدم قدرة الطفل على الاندماج مع الآخرين والمشاركة في الأنشطة والألعاب المشتركة.
- عدم قدرة الطفل على التعبير عن نفسه أو أفكاره بشكل جيد نسبة لعمره.
- صعوبة استخدام اللغة أثناء الكلام حيث يكون الكلام مقطعاً والأفكار غير مترابطة.
- وجود تأخر في النمو الحركي والحسي لدى الطفل وهذه المشاكل ترافق مشكلة تأخر النمو العقلي.
- حدوث تأخر في التطور السلوكي الاجتماعي لدى الطفل.
- عدم قدرة الطفل على الحفظ والتذكر ووجود ضعف ومشاكل في الذاكرة.
- تأخر قدرة الطفل على المشي أو الزحف أو الحركة بصورة عامة.
- عدم قدرة الطفل على فهم الأمور البسيطة والواضحة مع مراعاة العمر.
تعزى مشكلة تأخر النمو العقلي عند الأطفال لعدد من الأسباب وهي على النحو التالي:
- الأسباب الوراثية: قد يكون سبب مشكلة تأخر النمو العقلي لدى الطفل سببه مشاكل وراثية غير طبيعية أي وجود خلل في الكروموسومات بسبب طفرة غير مرغوبة أثناء انتقال الجينات.
- شرب الكحول والسجائر أثناء الحمل: قد تتسبب متلازمة الكحول الجينية التي تنتج عن شرب المرأة الحامل لكميات كبيرة من الكحول أثناء فترة حملها بجنينها أو تناول العقاقير أو شرب السجائر والدخان والنرجيلة بحدوث مشكلة تأخر النمو العقلي وانخفاض القدرة الفكرية والعقلية والإدراكية للطفل بعد ولادته.
- إصابة المرأة الحامل ببعض الأمراض: قد تتسبب إصابة المرأة الحامل بأمراض مصل الحصبة الألمانية أو اضطرابات الغدة أو داء المقوسات بحدوث مشكلة عقلية تتمثل بتأخر النمو العقلي للطفل. والسبب يعود لعدم تدفق الدم إلى الجنين ما يتسبب بعدم نمو صحيح وكامل للدماغ وقد ينتج عنه مشاكل وتشوهات جسدية أو عصبية للطفل بعد الولادة.
- إصابة الطفل ببعض الأمراض: فقد ينتج عن إصابة الطفل ببعض الأمراض كالجدري المائي والحصبة والسعال الديكي وزيادة نشاط الغدة الدرقية إلى حدوث مشاكل في نمو العقل إضافة لأمراض الدماغ كالتهاب السحايا والتهاب الدماغ.
- تعرض الطفل لحادث: فقد ينتج عن تعرض الطفل لحادث كصدمة مفاجئة أو سقوط من ارتفاع عالٍ لحدوث مشكلة تأخر النمو العقلي لدى الطفل.
- الظروف والعوامل البيئية: إذا تم إهمال الطفل والتقاعس في عملية تنشئته والعناية به كتعرضه لمعاملة سيئة أو ضرب أو تعريضه لمواد كيميائية سامة أو حتى عدم تقديم التغذية الصحية والسليمة له كل هذه العوامل قد تتسبب بظهور مشكلة تأخر النمو العقلي لدى الطفل.
- متلازمة الكروموسوم إكس الهش fragile X syndrome: وهي إحدى المتلازمات التي ينتج عنها مشاكل في القدرة الإدراكية للطفل.
قسم العلماء أنواع تأخر النمو العقلي بحسب شدتها إلى 4 أقسام أو أنواع هي:
- التأخر العقلي الخفيف: يستغرق الأطفال في هذا النوع وقتاً أطول لتعلم مهارات التواصل مع الآخرين ولكنهم يتقنونها جيداً في حال تعلمهم لها، كما أن أبرز المشكلات في هذا النوع هي عدم القدرة على اتخاذ القرار وضعف النضج الاجتماعي. وتكون درجة الذكاء لهؤلاء الأطفال بين 50 و75 على مقياس اختبار الذكاء.
- التأخر العقلي المتوسط: يحتاج الأطفال في هذا النوع إلى وقت أطول لتعلم مهارات القراءة والكتابة والعد ويعيشون في بيئة جيدة حيث يكونون قادرين على القيام بالمهمات والأنشطة اليومية ولكنهم يحتاجون للبقاء تحت الإشراف. وتكون درجة الذكاء لهؤلاء الأطفال بين 35 و55 على مقياس اختبار الذكاء.
- التأخر العقلي الحاد: يستطيع الأطفال في هذا النوع القيام بأنشطة الاهتمام الذاتي الأساسية بأنفسهم ومهارات الاتصال ولكن يتوجب أن يعيش هؤلاء الأطفال في منزل رعاية مختص. وتكون درجة الذكاء لهؤلاء الأطفال بين 20 و40 على مقياس اختبار الذكاء.
يختلف التعامل مع مشكلة النمو العقلي عن الأطفال باختلاف شدة هذا التأخر والذي تحدثنا عنه على أنه مصنف إلى أربعة أقسام أو أنواع، ولعلاج أي مشكلة يجب تفصيلها وتخصيص خطة علاجية خاصة بتلك المشكلة فمثلاً:
- علاج مشاكل الكلام: ينصح فيها باستشارة طبيب عندما يصبح عمر الطفل بين ثلاثة وأربعة أشهر ولا يحدث أي استجابة للأصوات المرتفعة حوله، أو ألا يجرب تقليد الأصوات. هنا يقوم الطبيب بعمل جلسات علاج نطق للطف ويجب زيادة التواصل اللفظي مع الطفل وقراءة قصص له. كما يجب التحقق من عدم وجود مشاكل في الأذن الوسطى وإلا يجب معالجتها.
- علاج صعوبات الرؤية: إذا لم يكن الطفل قادراً على الرؤية والنظر بشكل واضح بعد الشهر السادس قد يكون السبب في مشاكل الرؤية وجود مشكلة تأخر النمو العقلي لدى الطفل وهنا يجب مراجعة طبيب العيون الذي قد يقوم بتفصيل نظارة طبية أو عدسات لاصقة خاصة للطفل. أو قد يحتاج لوضع رقعة على العين أو التدخل الجراحي عبر القيام بعملية.
- علاج المشاكل في الحركة: عند وجود مشاكل في حركة الطفل كتأخر الزحف والمشي أو عدم قدرته على استخدام يديه وأصابعه بشكل صحيح يجب عرض الطفل على الطبيب والذي قد يوصي بإجراء جلسات علاج فيزيائية للطفل.
- التعامل مع الصعوبات العاطفية والاجتماعية: حيث قد لا يظهر الطفل تعاطفاً أو استجابة اجتماعية للآخرين المحيطين به مع عدم قدرته على التواصل مع غيرهم من الأشخاص، هنا ينصح الطبيب باستخدام العلاجات السلوكية واستخدام أسلوب العلاج من خلال اللعب. وفي حالات نادرة قد يقوم الطبيب بوصف أدوية للطفل.
- علاج مشاكل المهارات المعرفية: عندما يعاني الطفل من مشاكل في التفكير وعدم القدرة على الفهم والإدراك بشكل صحيح يتم استخدام العلاج باللعب أو العلاج السلوكي لتصويب هذه المشكلة الناتجة عن تأخر النمو العقلي عند الطفل.
يجب على الوالدين اتباع النصائح التالية للتعامل مع مشكلة طفلهم المتمثلة بتأخر النمو العقلي:
- يجب على الوالدين التثقف وتعلم كل شيء عن التأخر العقلي لمعرفة الطرف السليمة والصحيحة لرعاية الطفل على أساس علمي وسليم.
- تحفيز وتشجيع الطفل على التجربة والابتعاد عن تأنيب الطفل ومعاقبته والاستهزاء به والانتقاص منه بل يجب مساعدته على تعلم الأمور الجديدة ومنحه الوقت الذي يحتاجه.
- محاول دمج الطفل في الأنشطة المشتركة مع أقرانه والأطفال من عمره وجيله.
- التعرف على طرق إدارة سلوك الطفل مثل الحديث معه أو تحفيزه بالهدايا والجوائز أو تجاهل تصرفاته.
- متابعة حالة الطفل مع الطبيب المختص.
- تجنب استخدام أسلوب الترهيب والتخويف والعقاب قدر المستطاع مع الطفل الذي يعاني من تأخر النمو العقلي.
- الصبر وتكرار محاولة تعليم الطفل المفاهيم والأمور التي يستصعبها حتى وإن بدت واضحة وسهلة.
- تقديم الجوائز والأمور المحفزة كأخذ الطفل في نزهة إلى مدينة الملاهي أو شراء ألعاب جديدة.
- دمج التعليم عن طريق اللعب حيث يمكن باستخدام بعض الألعاب المخصصة العمل على تعليم الطفل مهارات وأمور جديدة بطريقة اللعب.