الفرق بين الحب والإعجاب وعلامات كل منهما
المشاعر الإنسانية جانب أساسي في حياة كل فرد منا، وتتباين من الحب إلى الكره بدرجات ومسميات مختلفة ترتكز على طبيعة العلاقة وقرب الشخص وطبيعة تلك المشاعر التي يحملها الفرد تجاه الآخر. في هذه المقالة عن الفرق بين الحب والإعجاب سنتناول الفرق بين هذين الشعورين الانسانيين ونتعرف على الفرق بينهما وكيفية تمييز طبيعة المشاعر إن كانت حباً أم إعجاباً تجاه شخص ما!
يمكن تعرف الحب على أنه رابطة عواطف ومشاعر قوية ومتينة تجاه شخص او شيء ما، بحيث يحظى هذا الشخص أو الشيء بكل الاهتمام والتقدير. وعند الحديث عن الحب تجاه الأشخاص فهنالك عدة أوجه للحب كحب الوطن وحب الأسرة والأهل وحب الشريك وحب العمل وغيرها، وتركيزنا في هذه المقالة سيكون عن جانب الحب تجاه الشريك أي الحب العاطفي. [1]
يكون الحب حقيقياً وصادقاً إذا تحلّى وتسمّى بعدة صفات وخصائص منها:
- الديمومة: سنتحدث بعد قليل عن الفرق بين الحب والإعجاب وهذا ما سيظهر الاختلاف الجوهري بينهما لكن في معرض الحديث عن صفات الحب، فإن ديمومة المشاعر الإيجابية والرغبة برؤية هذا الشخص بشكل غير مرتبط بفترة زمنية يعتبر من أقوى وأهم خصائص الحب.
- صدق المشاعر: مشاعر الحب تكون مشاعر صادقة خالصة وحقيقية نابعة من القلب والعقل معاً تجاه شخص ما نشعر بالانجذاب له والرغبة بالقرب منه.
- المشاعر تكون غير مشروطة بظرف أو حالة: الحب حالة ممتدة وغير مرتبطة بظروف او مشروطة بمحددات ومقابل مادي أو معنوي ومشاعر يحملها الشخص دون انتظار أي رد من الآخر لذا هي غير مرتبطة بشروط وضوابط تحددها وتمنع الشعور بها والتعبير عنها.
- الاكتفاء بهذا الشخص: من خصائص ومميزات الحب أن الشخص يرغب بالاكتفاء بالمحبوب فقط ولا يرغب بأي شخص آخر بداله ليكملا حياتهما سوياً. وعدم الاكتراث لأي شخص آخر والتفكير فقط بهذا الشخص بشكل حقيقي وعاطفي معاً أي أنه قرار القلب والعقل معاً.
- الاستعداد لبذل المجهود والطاقة والوقت لإسعاد الشريك: الحب ليس مجرد شعور بل أيضاً يحتاج لترجمة هذا الشعور على أرض الواقع في صيغ أفعال وتصرفات وسلوكيات يقوم بها الفرد للتعبير عن تلك المشاعر النبيلة والحقيقية تجاه المحبوب أو الشخص الذي يحبه.
يعرّف الإعجاب على أنه شعور لطيف يتمثل بالانجذاب المؤقت أو اللحظي لشخص أو شيء، ولنبقى في السياق ذاته فإننا نتحدث في هذه المقالة عن الحب والإعجاب تجاه الأشخاص. لذا فالإعجاب هو انجذاب لشخص مبهر أو جميل أو ملفت ويقوم على عدة أسس منها: [2]
- الإعجاب بالشكل الخارجي: قد ينبهر الشخص من هيئة شخص آخر وجمال ملامح وجهه وجسمه وتفاصيله الخارجية الظاهرة ولكنها كما نقوم القشرة فقط، فالإعجاب لا يتعمق بحيثيات وتفاصيل هذا الشخص وينحصر الشعور بالالتفات والانجذاب اللحظي لصفات وخصال محددة.
- الإعجاب بالشخصية الملفتة: بعض الأشخاص يملكون الكاريزما والحضور الملفت ووجودهم في أي مكان يجذب المتواجدين فيه نحوهم، وهذا الانجذاب قد يكون مشاعر إعجاب تجاه هذا الشخص صاحب الكاريزما. وهذه المشاعر لا تتعدى كونها انجذاباً مؤقتاً ومنحصراً بزوايا محددة من هذا الشخص.
- الإعجاب بالصفات التي يبحث عنها الشخص في شريك حياته: كلنا يملك في مخيلته صورة لشخص مثالي يطمح بلقائه واكمال حياته معه، ويحدث أن نلتقي بأشخاص يملكون بعض الصفات التي نحبها ونرغب بأن تكون لدى الشريك، هذا الإعجاب يكون سطحياً مرتبطاً فقط بالانبهار بوجود بعض الصفات المرغوبة في شخص ما.
- الإعجاب بالظرف والوضع العام لهذا الشخص: قد يكون الوضع المعيشي أو المالي أو الاجتماعي أو حتى التعليمي لشخص ما هو سبب إعجابك به وهذا ليس حباً بالطبع! لكنه انبهار بالحالة المعيشية لذلك الشخص.
وصلنا إلى بيت القصيد، الفرق بين الحب والإعجاب! كلا الشعورين يحدثان آثاراً جميلة على نفسية الانسان ويمدانه بالطاقة والاندفاع للعمل والعطاء والتميز، لكن البقاء للأقوى في حكم الغاب ينطبق عليهما فالبقاء للأقوى وهو الحب. سنذكر لكم هنا مجموعة فروقات للتمييز بين الحب والإعجاب: [3]
- الحب مشاعر غير مشروطة وعاطفة قوية أما الإعجاب فهو مجرد خفقان في القلب والتفات وانبهار عابرين.
- في الحب لا تستطيع أن تشغل بالك عن التفكير في المحبوب أما في الإعجاب فإن مجرد ذهاب الشخص يجعله في طي النسيان.
- الحب يعني أن هذا المحبوب هو كل شيء بالنسبة لك أما في حالة الإعجاب فإنك تشعر بالسعادة بوجوده لكنه لا يؤثر على حياتك.
- الشعور بالسعادة لرؤية الشخص الآخر مشترك لكن السعادة تكون أعمق وأصدق في حالة الحب حيث أنها حالة مستمرة ودائمة وليست مشروطة برؤية هذا الشخص أو تواجده.
- في الحب يرغب الشخص بالارتباط والزواج من المحبوب أما في حالة الإعجاب فقد يكتفي بالجلوس والحديث معه ويذهب الانبهار مع الوقت.
تختلف علامات ودلائل وإشارات الحب لدى الرجال عنها لدى النساء لكنها تشترط بنقاط وتلتقي في مساحات تعبر عن صدق ونبل مشاعر الحب تجاه المحبوب ومن هذه العلامات الواضحة:
- التوتر والارتباك عند رؤية الشخص الآخر أو المحبوب وقد يحدث تلعثم وعدم القدرة على ترتيب الأفكار بسبب الرغبة الدائمة بكسب قلبه والتحقق من أن المشاعر التي يشعر بها تجاهه هي مشاعر متبادلة بينهما.
- الإصرار على التواجد في الأماكن التي يتواجد فيها المحبوب والسعي للتقرب منه بكل الطرق الممكنة وحتى في بعض الأحيان تكون الطرق طفولية ومضحكة إلا أنه كما يقال "الحب أعمى" فيغمض العيون والعقل ويتصرف المحب كالطفل الذي يحاول جذب انتباه شخص له.
- التفكير بعمق وعقلانية وواقعية بهذا الشخص ودراسة مدى التوافق بينكما والتفكير في جوانب حياتية أكثر شمولاً واتساعاً من مجرد مشاعر وعواطف عابرة كما يحدث في حالة الإعجاب.
- الاهتمام الزائد والواضح تجاه المحبوب سؤال بالحديث معه أو الاستماع والانصات له أو بالتقرب منه أو من أصدقائه والمقربين منه.
علامات الإعجاب بشخص ما كثيرة ومن أكثرها شيوعاً:
- كثرة التحديق بالشخص وهو يتكلم والانتباه لتفاصيله الخارجية أو الشخصية باهتمام ولكن اهتمام محدود وعابر.
- الشعور بالسعادة عند رؤية هذا الشخص او عند الحديث معه أو التواصل معه سواء على الواقع أو على منصات التواصل الاجتماعي.
- الاندفاع في الحديث والتعبير والكلام مع هذا الشخص واختلاق مواضيع للحوار من أجل التقرب منه والتعرف عليه من باب الفضول والانجذاب الشكلي أو لشخصيته أو لوضعه الاجتماعي والاقتصادي.
- محاولة الاقتراب الجسدية والفكرية من الشخص قد تشير لبوادر إعجاب من قبله تجاه الشخص الآخر.
في حال اختلطت عليك الأمور ولم تكن قادراً على التمييز بين الحب والإعجاب وتقييم طبيعة مشاعرك تجاه شخص ما إليك هذه النصائح: [4]
- فكر بحيادية واستثني نظرتك ورغبتك في الموضوع وفكر في طبيعة هذا الشخص وصفاته ودرجة أهميته بالنسبة لك.
- قارن هذا الشخص بأشخاص آخرين يعجبونك أو تحبهم لتعرف مدى أهميته وصدق مشاعرك تجاهه.
- استشر أحد الأصدقاء المقربين أو الأهل أو الأشخاص الموثوقين بالنسبة لك وحبذا لو كان الشخص الذي سيتم استشارته يعرف الشخص الذي تحمل مشاعر تجاهه أو قد التقى به من قبل.
- تخيل لو أن هذا الشخص لم تجمعك به صدفة أو لم تلتق به، هل ستعتبر هذا خسارة أم أنه أمر عادي ولا مشكلة فيه؟ إذا كان الأمر مهماً فإنك ستعتبره علامة فارقة ونقطة تحول في حياتك وهذا يدل على أن طبيعة مشاعرك هي مشاعر حب صادقة تجاهه.
- ادرس نظرة هذا الشخص لك وحاول أن تحلل طبيعة مشاعره تجاهك وانظر لطريقة تعامله معك ومع الآخرين! هل يعاملك على أنك شخص مميز أم أنه لطيف مع الجميع ويعتبرك كأي شخص آخر يستحق الاحترام ولا يملك أي مشاعر خاصة تجاهك؟
كما وردتنا إحدى التساؤلات عن الفرق بين الحب والإعجاب وشاركت أخصائية علم النفس والتثقيف الصحي برأيها المبني على أساس علمي إضافة لمجموعة من المتابعين، حيث أبدى الجميع آراءهم حول كيفية التفريق بين الحب والإعجاب ويمكنكم الاطلاع على تلك الآراء بالضغط على هذا الرابط.