تعليم الطفل احترام الآخرين وغرس قيمة الاحترام
تعليم احترام الآخرين للأطفال، خطوات تعليم الطفل احترام الآخرين وغرس قيمة الاحترام عند الطفل، ألعاب تعلم الاحترام للأطفال وتأديب الطفل عديم الاحترام
احترام الآخرين من القيم الرئيسية التي يجب أن يتعلمها الطفل في مرحلة مبكرة من طفولته، والطريقة الأساسية لتعليم الطفل قيمة الاحترام هي ما يراه ويتعايش معه من طريقة تصرف الوالدين والمحيطين به وطريقة تعاملهم معه ومع الآخرين، حيث يعتقد أن 95% من سلوك الأطفال يتم اكتسابه من التفاعل والنمذجة، و5% فقط من التوجيهات المباشرة والتعليمات.
لنتعرف أكثر إلى خطوات تعليم الطفل احترام الآخرين وغرس قيمة الاحترام عند الطفل، الأخطاء التي يجب تجنبها في تربية الطفل المحترم، وكيفية تعديل سلوك الطفل قليل الاحترام، إضافة إلى ألعاب وأنشطة تعلم الطفل الاحترام.
محتويات المقال (اختر للانتقال)
- ابدأ باكراً وفي أي وقت: الأطفال يطوّرون منظومة القيم لديهم سواء تدخل الأهل بذلك أم وقفوا على الحياد، وعلى الرغم من تأخر قدرة الطفل على إدراك وفهم المفاهيم المجردة وغير المادية؛ لكنه يكتسب معاني هذه المفاهيم من التفاعل مع أسره وبيئته الاجتماعية، لذلك يجب أن تبدأ بتعليم أطفالك احترام الآخرين في وقت مبكر، ومهما كان عمر الطفل يجب أن تبدأ بتعليمه قيمة الاحترام الآن، فحتى إن فاتت فرصة غرس قيمة الاحترام في مرحلة مبكرة، ما زال ذلك ممكناً.
- كن محترماً في التعامل مع أطفالك: أهم خطوة في تعليم الأطفال قيمة الاحترام أن تكون محترماً في التعامل معهم، لا تتوقع أن تتعامل مع أطفالك بعنف واحتقار وتنمر، ثم يتعاملون هم معك أو مع الآخرين باحترام، فالطفل يكتسب قيمة الاحترام من الطريقة التي يتعامل فيها الوالدان معه، والطريقة التي يتعامل فيها أفراد الأسرة مع بعضهم البعض.
- كن قدوة حسنة لطفلك: ليس فقط في التعامل مع الطفل، بل أيضاً في التعامل مع الآخرين أمام الطفل، في التعامل مع الجيران ومع المارة في الطريق وفي التعامل مع مقدمي الخدمات والعمال...إلخ، فالطفل يرى ما تفعله ويقوم بتقليده، عندما تتعامل باحتقار مع المتسول في الشارع ستجد طفلك يقلدك وربما يقوم بتعميم السلوك على شريحة أكبر من الناس.
- علم طفلك احترام ذاته: كما يجب أن يفهم الطفل أن قيمة الاحترام تنبع من احترامه لذاته بالدرجة الأولى، وكلّ ما استطعت تعزيز احترام الطفل لذاته -من خلال التعامل معه باحترام- كلّما تعمّق في نفسه احترام الآخرين ورسخت لديه قيمة الاحترام.
- علم طفلك الردود والتصرفات المهذبة: امنح طفلك مخزوناً من الردود المهذبة وساعده على استخدامها من خلال شرح المواقف التي تناسبها، علّم طفلك مثلاً ضرورة قرع الباب قبل دخول الغرفة حتى وإن كانت غرفة أخيه أو غرفة مشتركة، علم طفلك أيضاً احترام خصوصية الآخرين وعدم التدخل في أمور لا تعنيه، وعلمه الردود المحترمة مثل "شكراً" أو "من فضلك"، وتذكر أن أقصر طريق لتعليم الطفل الاحترام أن يعايش هذه العبارات والتصرفات المحترمة، وأن يرى بعينه كيف تطلب أنت الأغراض من البائع باحترام، وكيف تخاطب أهل بيتك بشكل محترم.
- راقب كل ما يتعرض له طفلك: الأسرة ليست المصدر الوحيد الذي يكتسب منه الأطفال قلة الاحترام، فهناك الأسرة الممتدة والأقارب، الأقران والأصدقاء، والمدرسة، وما يراه الطفل على شاشة التلفاز وفي مواقع التواصل...إلخ، لذلك عليك تتبّع مصدر السلوك غير المحترم حين تلاحظه على الطفل، فإن استطعت إبعاد هذا المصدر ومنعه كان بها؛ وإلّا يجب أن يفهم الطفل أن هذا المصدر ليس قدوة مثالية ولا يجب أن يقلده أو يتّبع سلوكه.
- نبِّه الأطفال للسلوك غير المحترم: عندما يمتلك الطفل فكرة وافية عن السلوك المرغوب من خلال الحديث عن الاحترام وتقديم السلوك النموذجي؛ كل ما يبقى تنبيهه إلى بعض الأخطاء والزلات والتصرفات غير المحترمة، وإن لم يكون سلوك عدم الاحترام عند الطفل مستقراً، فكل ما عليك فعله هو تنبيه الطفل بهدوء بينك وبينه أن هذا السلوك مرفوض وغير محترم ويجب عليه الاعتذار عن تصرفه وتصحيح الخطأ.
- اجعله يقيّم موقفاً من وجهة نظره: من الخطوات الفعالة في تعليم الطفل القيم عموماً أن تسأله عن تقييمه لبعض الموقف التي يراها في الشارع أو على التلفاز أو في المطعم، اسأل طفلك عن تصرف أحد الزبائن الفظ مع مقدمي الخدمة، أو عن تصرف الشاب الذي نهض من كرسيه ليفسح المجال لامرأة مسنة، استمع للآراء طفلك وشاركه الحوار.
- تذكر أن طفلك ليس صديقك! فالتعامل بلطف وحنان مع الطفل مطلوب، لكن لا يجب أن تنكسر صورة الأب والأم عند الطفل وتغيب سلطتهم بسبب التعامل كأصدقاء! لا يجب أن يناديك أطفالك باسمك مثلاً أو ينادوك بأوصاف أو نعوت من باب المزاح، يجب أن تبني احترام الطفل للوالدين بالدرجة الأولى لتتمكن من تعليم الطفل احترام الآخرين، اقرأ مقالنا عن الأسباب التي تمنعك من التعامل مع ابنك كصديق لك من خلال النقر هنا.
- لا تتجاهل مواقف عدم الاحترام: غرس قيمة الاحترام لدى الأطفال يتم بشكل تراكمي، والطفل يقوم عادة باختبار ردود الفعل أكثر من مرة على تصرفاته وعلى خرق القواعد، فتجاهل بعض التصرفات غير المحترمة ينعكس على التزام الطفل بالاحترام في مواقف أخرى، لذلك يجب أن يظهر إصرار الأهل واضحاً على غرس قيمة الاحترام.
- الجميع يعلِّم الطفل الاحترام: تعليم الطفل قيمة الاحترام ليس مهمة يقوم بها شخص بعينه، بل يجب أن يتفاهم الوالدان بالدرجة الأولى على كل ما يتعرض له الطفل في المنزل وما يراه، وعلى أسلوب التعامل الذي يجب أن يتعايش معه الطفل ليكون شخصاً محترماً.
- علِّم طفلك المهارات الاجتماعية: الاحترام جزء من مجموعة المهارات الاجتماعية الكبيرة التي يحتاجها الطفل، ويعمل الاحترام بالتوازي مع المهارات الاجتماعية الأخرى مثل الاستماع والتواصل البصري وقراءة التعابير ولغة الجسد، وكيفية التعامل مع الفئات المختلفة مثل التعامل مع كبار السن أو المرضى... فاكتساب الطفل لقيمة الاحترام في سياق المهارات الاجتماعية الأخرى يساهم في تعزيز جميع هذه المهارات.
- الجزاء على السلوك الجيد: الثناء والمديح من الاستراتيجيات المهمة في تعليم الطفل قيمة الاحترام، فالأطفال غالباً ما يحددون السلوك الجيد من خلال ردة فعل الأهل عليه، كما يلجأ الأطفال لتكرار السلوك الذي يلقى استحسان الأهل للحصول على المديح والثناء.
- افهم مشاعر طفلك جيداً: يتجاهل الأهل أحياناً مشاعر الطفل أثناء محاولاتهم غرس القيم الأخلاقية، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن سلوك قلة الاحترام قد يرتبط بمشاعر محددة مثل الغضب أو الحزن أو الشعور بالضغط، وهنا يجب أن تلجأ لتعليم طفلك التعامل مع هذه المشاعر بطريقة مختلفة غير الإساءة وقلة التهذيب.
- تعامل مع الموقف بهدوء: الغضب والصراخ والعنف لا يمكن أن يعلّم الطفل الاحترام، على الأقل ليس على الأمد الطويل، فالطفل قد يظهر الاحترام خوفاً من العقوبة البدنية أو الصراخ والتوبيخ، لكنه سرعان ما يفقد شعوره بقيمة الاحترام عندما يكبر أو يكون بعيداً عن عيون أهله، لذلك كن هادئاً في التعامل مع تصرفات طفلك غير المحترمة.
- حدد السبب لقلة الاحترام عند الطفل: قبل التفكير في تقويم سلوك الطفل عديم الاحترام يجب أن تحدد دوافع وأسبابه، هل يكون قليل الاحترام في مواقف معينة أم في أغلب الأحيان؟ هل الغضب يدفعه إلى قلة الاحترام؟ هل يتصرف تصرفات غير محترمة بشكل مقصود؟
هذا التفكير والبحث عن سبب قلة الاحترام يرسم صورة واضحة لكيفية تعديل سلوك الطفل غير المحترم، فإن كانت قلة الاحترام متزامنة مع الغضب يجب أن يتعلم إدارة الغضب بطريقة مختلفة، وإن كانت قلة الاحترام مقصودة ومستقرة ربما يفتقر للاهتمام ويريد أن يلفت انتباهك ليس إلّا، أما إن كان يقلد أحد أفراد الأسرة فيجب أن تتعامل مع القدوة السيئة أولاً. - تحدث مع الطفل بعد أن يهدأ: من النصائح المهمة للتعامل مع هذا الموقف أن تفسح للطفل مجالاً للتفكير بما قاله أو فعله قبل أن تتحدث إليه، يمكنك أن تنظر إليه نظرة تعبّر عن استيائك، لكن أعطه فرصة ليهدأ ويعيد شريط التصرف غير المحترم ثم تحدث إليه بهدوء، وتذكر أن الغضب أو العنف قد يولد لدى الطفل ردة فعل عكسية.
- اتفقا على إشارة عدم الاحترام: قد تكون مشكلة الطفل الأساسية هي عدم القدرة على التمييز بشكل جيد بين التصرفات المحترمة وغير المحترمة، لذلك يجب أن تتفقا على إشارة سرية للتصرف غير المحترم، ويجب أن يفهم الطفل تماماً ما يجب فعله عندما تعطيه هذه الإشارة، هل يجب أن يعتذر أم يكفي أن يتراجع عن تصرفه، والأفضل أن تكون هذه الإشارة سرية لا يعرف بها الأخوة مثلاً.
- يجب أن تتحلى بالصبر: تعديل سلوك الطفل غير المحترم يتطلب بذل الجهد وتكرار المحاولة والصبر على الطفل حتى يتمكن من التأقلم مع تعديل السلوك وفهم الموقف المطلوب منه اتخاذه، ويجب أن تتحلى بالإصرار حتى تصل إلى النتيجة المطلوبة.
- لا تتعامل مع قلة الاحترام كأمر شخصي: قلة الاحترام ليست مسألة شخصية ولا يجب أن تتعامل معها كمسألة شخصية، ربما يستفزك تصرف طفلك غير المحترم وتشعر بدافع غريزية للدفاع عن كرامتك أو صورتك أمام الآخرين، لكن قدرتك على امتصاص غضبك وتفضيل مصلحة طفلك على مشاعرك الشخصية؛ هو ما يحدد إلى أي درجة أنت أب جيد أو أمّ جيدة!
- تجنب العقاب الجسدي: العقاب الجسدي مرفوض في التعامل مع الأطفال عموماً، وفي سبيل تعديل سلوك الطفل غير المحترم فالعقاب الجسدي يقود غالباً إلى نتائج عكسية على الأمد الطويل، لأن احترام الآخرين ينبع من احترام الذات، والعقوبة الجسدية تشوّه اعتزازا الطفل بنفسه واحترامه لذاته، وتجعله إن احترم الآخرين يحترمهم لأنه منكسر وخجول أو خائف، وهذا ليس ما نريده بطبيعة الحال.
- لا تقلد سلوك عدم الاحترام: إذا كان طفلك مثلاً يتركك تتكلم لوحدك ويخرج من الغرفة، هل تعتقد أن طريقة تعديل هذا السلوك هي أن تقلده؟ الأطفال بحاجة دائماً لرؤية السلوك الصحيح وليس لسياسة المعاملة بالمثل، وإن كان الطفل يختبر مشاعر الآخرين من خلال عيش تجربة قلة الاحترام نفسها؛ لكن هذا لا يعني أنه سيفهم ضرورة الالتزام باحترام الآخرين!
- تجنب مقارنة طفلك بالآخرين: أسلوب المقارنة ليس من التقنيات الجيدة في تعليم الطفل الاحترام أيضاً، خاصّةً عندما تقارن طلفك بأطفال آخرين أنت لا تعرف عنهم الكثير وربما يرغب طفلك بتقليدهم فيكتسب عادات أسوأ بكثير من قلة الاحترام، وعلى وجه العموم المقارنة تترك أثراً سلبياً في نفسية الطفل ولا تقود بالضرورة إلى نتائج سلوكية جيدة.
- قصص الأطفال لتعليم الاحترام: التعليم بالقصص من طرق التعليم الفعالة خاصة في غرس القيم الأخلاقية، ابحث عن قصص الأطفال التي تظهر قيمة الاحترام أو تنتقد قلة الاحترام، اقرأها لطفلك وناقشه برأيه.
- لعبة الأقلام المحترمة: قم باستخدام مجموعة من الأقلام الملونة واربط كلّ منها بخيط، بحيث تمثّل هذه الأقلام مجموعة من الأشخاص في العمل أو أسرة تجلس على طاولة الطعام، اجعل طفلك مسؤولاً عن شخصين -قلمين- أحدهما محترم والآخر عديم الاحترام، وشاهدا كيف سيتصرف كلّ منهما.
- ملصقات عن الاحترام في البيت: قد تبدو طريقة تقليدية لكنها من الطرق الفعالة لغرس القيم الأخلاقية عند الأطفال، حاول أن تكون ملصقات الاحترام في غرفة الطفل أو في المنزل مبتكرة وجميلة ومحببة، اعتمد على الصور التي تظهر سلوكاً محترماً أكثر من الاعتماد على العبارات الرنانة.
- لعبة المرادفات والعكوس: ابدأ مع طفلك جولة في اللغة العربية من خلال استخراج مجموعة المرادفات لكلمة احترام وصفة محترم -مثل لطيف ومهذب ودمث- ثم أكملا القائمة بالصفات المعاكسة لصفة الاحترام -مثل وقح ومتكبر وفظ- واعملا على تحديد هذه المصطلحات بالعامية والفصحى.
- قائمة الأشخاص المحترمين: اطلب من طفلك وضع قائمة بالأشخاص ممّن يعرفهم ويعتقد أنهم "أشخاص محترمون" ثم اسأله عن السبب الذي جعله يضعهم في خانة المحترمين، وربما تريد أن يضع طفلك قائمة بالأشخاص غير المحترمين وإن كنا لا نفضل ذلك خشية أن يدخل القائمة بعض أفراد العائلة الأكبر سناً وقدراً!
- نشاط "ماذا يقول الشخص المحترم": على ورقة كبيرة ابدأ مع طفلك كتابة بعض الكلمات والعبارات التي يقولها الشخص المحترم، ثم حاولا تصميم بعض المواقف الخيالية التي يمكن أن تستخدم فيها عبارات وكلمات الشخص المحترم.
- صمم إعلاناً لبيع كبسولات الاحترام: اقترح على طفلك إنشاء مصنع لكبسولات الاحترام، ابدأ أولاً بتحديد مكونات كبسولات الاحترام وما هي الأشياء التي يجب وضعها ليصبح الشخص محترماً، ثم ابدأ بصناعة إعلان ترويجي لكبسولات الاحترام يتضمن الأشياء التي تجعل الناس ترغب باكتساب قيمة الاحترام.