كيف أعلم طفلي الكلام بسرعة؟
تنتظر الأم بفارغ الصبر مولودها بعد تسعة أشهر من الحمل وتبدأ بمراقبة حركاته وتصرفاته بشوق، وبعد الشهور القليلة الأول تبدأ بطرح بعض الأسئلة مثل: كيف أعلم طفلي الكلام بسرعه؟ وكيف أساعد طفلي على النطق؟ متى سيمشي طفلي؟ وماذا أطعمه؟ كيف أتحدث معه وهو بعمرٍ صغير؟ وما هي الأمور التي تجعله متنبهاً لما يدور حول؟ وغيرها الكثير من الأسئلة.
وبعد شهور طويلة من العناية بطفلك حديث الولادة سيكون من المفرح جداً سماع كلماته الأولى تتعثر في لسانه مثل قوله "ماما" أو "بابا" أو حتى أي كلمة أخرى، وعلى الرغم من أن هذه العملية جزء طبيعي من تطور النمو لدى الرضع إلا أن التحدث مع طفلك مباشرة منذ ساعة ولادته لن يساعدة فقط في تعلم الكلام بسرعة بل سيمنكه من تركيب مفردات قوية وكثيرة، حيث تعتبر قدرة الطفل على معالجة الكلمات والتلفظ بها هي مهارة كأي مهارة أخرى، فكلما زادت ممارسة الاستماع للكلمات كلما زادت قدرة الطفل على لفظها.
ووجد البحث الذي أجرته بيتي هارت و وتود ريسلي - Todd Risley and Betty Hart الذي نُشر في كتابهما (Meaningful Differences in the Everyday Experience of Young American Children) أن الأطفال الذين يعيشون مع عائلة متكلمة أو عائلة تتجاذب أطراف الحديث مع أطفالها هم أكثر ذكاءاً بعمر الثلاث سنوات مقارنة مع الأطفال بعمر التسعة سنوات والذين يعيشون بعائلة هادئة أو ملتزمة الصمت وليس لديهم أي تواصل مع أطفالهم.
كيف أعلم طفلي الكلام بسرعة؟
إليكم الجواب في النقاط التالية:
- البدء باكراً: كيف أعلم طفلي الكلام بسرعة؟ يمكنك ذلك عن طريق البدء بالتحدث معه منذ ولادته، قد يبدو التحدث إلى الطفل حديث الولادة أمراً عديم الجدوى ولكن أذنيّ طفلك وجزء من دماغه يستجيب للصوت ويتم تطويره جيدًا بعد الولادة مباشرة، لذلك كلما بدأنا الحديث باكراً مع أطفالنا كلما استجاب دماغهم للفهم والإدراك أسرع وكذلك الأمر بالنسبة لنطق الأحرف والكلمات. تصفحي أيضاً أهمية اللعب عند الأطفال
- مراقبة الإشارات: من السهل على الأم أن تتحدث مع رضيعها خلال قيامها بالأعمال الروتينية اليومية معه من إرضاع أو تغيير ملابس وغيره، ويمكن أن يدور الحوار بينهما حول هذه الأمور مثل: " هيا بنا يا أمي قد حان وقت القيلولة"، ولكن هنالك أمر آخر سيعزز مهارته اللغوية إذا قامت به الأم وهو تتبع نظراته ومراقبة ما يثير اهتمامه والاستجابة له، فمثلاً إذا كان يحاول الوصول إلى طبق الفاكهة قومي بإعطائه المزيد من المعلومات حول هذا الشيء باستخدام كلمات بسيطة عن لون الفاكهة التي جذبته أو حجمها أو نكهتها.
- الكتب والقصص: كيف أعلم طفلي الكلام بسرعة؟ قراءة القصص والكتب بشكل عام لن تسرع في عملية النطق لدى الطفل فقط بل ستطور الإبداع لديه في كل المناحي، حيث يمكنك قراءة الكتب له بدايةً من الأشهر الأولى، فيمكنك اختيار القصص المصورة الخالية من النص وتأليف قصة خاصة بكما، وهنالك القصص المخصصة للمس والإحساس والتي يمكن استخدامها في الشهور الستة الأولى والتي تتكون من أقمشة مختلفة وبداخلها مجموعة مجسمات وألعاب يمكن للطفل لمسها والتفاعل معها.
- الحوار: كيف أساعد طفلي على النطق؟ الحوار هو شيء مهم جداً لتعليم طفلك النطق بشكل صحيح وسريع، أعط طفلك فرصة للسؤال وللرد، قومي بخلق حوار من لا شيء بكل بساطة مثل: هل ترى الكلب؟ ما لونه ؟ هل هو جميل؟ ودعيه يبدع في نطق كلماته المتواضعة.
- لا للتلفاز: التلفاز جماد لن يتفاعل مع طفلك إذا ابتسم أو تحرك أو أشار إلى شيء ما، ردود أفعالك أنت هي من ستطور النطق لدى طفلك وستوسع مداركه، فعندما يبتسم وتبادليه الإبتسامة فهذا يعني أنك تبادلتي معه المشاعر، وعندما يصفق ستفرحين وستثنين عليه وسيفهم أن هذا أمر جيد وسيعيد هذا الأمر مرة أخرى ولكن التلفاز لن يفعل ذلك كله.
لجميع الأمهات اللواتي يسألن: كيف أعلم طفلي الكلام بسرعة؟ نقول عليكن الالتزام قدر المستطاع بالنصائح السابقة، فجميع الدراسات تؤكد أن التواصل الاجتماعي هو من أهم الأمور التي تطور تفكير الطفل وبالتالي سينعكس ذلك على تصرفاته وعلى تركبيه للمفردات، كما أن الدراسات تؤكد أن الطفل من عمر 8 أشهر وحتى 16 شهر يعرف من 6 – 8 كلمات على الأقل، لذلك يجب أن نعتني بهذا الأمر جيداً وننمي قدرات أطفالنا بعيداً عن التلفاز والأجهزة الإلكترونية الأخرى.