صفات الزوج النكدي وطريقة التعامل مع الرجل النكدي
تبنى الحياة الزوجية على التفاهم والمحبة والوئام بين الزوجين، فكل منهما سند للآخر وشريك يرافقه على طول الأيام والسنين في جميع المشكلات والمواقف الصعبة التي يتعرض أي منهما لها، وغياب التفاهم يؤثر بشكل كبير على الشريك وخاصةً الزوجة كون المرأة تتميز بتركيبة عاطفية أكبر، وغياب الدعم النفسي والعاطفي من الرجل لزوجته ينعكس بصورة سلبية كبيرة على الزوجة والأسرة ككل وهذا ما قد يتسبب به الزوج النكدي، وسنتحدث في هذه المقالة عن صفات الزوج النكدي وتأثير النكد على الأسرة وكيفية إصلاح العلاقة بين الزوجة والزوج النكدي.
الزوج النكدي يتميز بالعديد من الصفات الأساسية التي تترافق مع صفة النكد، وهذه الصفات هي ما يعطي السلبية لشخصيته والتي تنعكس على محيطه، ومن هذه الصفات: [1]
- الزوج النكدي سريع الغضب: غالباً ما يتصف الزوج النكدي بعدم مقدرته على التحكم في غضبه كما يمكن أنه يغضب حتى في المواقف البسيطة التي قد تحدث مع أي شخص وفي أي وقت.
- يتصف الزوج النكدي بالجدل الدائم: غالباً ما يجادل الزوج النكدي ليس للوصول إلى حقيقة ما ولكن لمجرد هزيمة الطرف الآخر الذي ينظر إليه نظرة الخصم.
- الزوج النكدي غالباً ما يكون عديم الرضا: عادة الزوج النكدي يكون غير راضي عن أي تصرف تقوم به زوجته أو يصدر عنها كونه ينظر لنفسه أنه فقط من يتصرف بشكل صحيح.
- يتصف الزوج النكدي بالتكبر: الخلافات لا تأتي إلا بالتكبر لأن الغضب الناتج عن التكبر يعطي إحساسا بالقوة والسلطة التي يحاول من خلالها الزوج النكدي السيطرة على الآخرين.
- متقلب المزاج: في بعض الحالات يترافق النكد مع التغير في المزاج والإحساس بالذنب فتظهر عليه نوبات من لوم النفس ولكن سرعان ما يعود لطبيعته دون الشعور بمقدار الإرهاق النفسي الذي يتسبب به للآخرين وزوجته على وجه الخصوص.
- الرجل النكدي غير اجتماعي: عندما يكون الزوج غير اجتماعي هنا سوف تعاني الزوجة من الإحراج أمام الضيوف والأصدقاء بسبب تصرفاته غير اللائقة، وذلك ينعكس على حياته بالكامل.
- يتصف الزوج النكدي بالعناد: من الصعب جداً إقناع الزوج النكدي أنه على خطأ مما يزيد من حدة المشاكل التي تحدث مع الزوجة.
قد يكون التعامل مع مشاكل الزوج النكدي بطريقة صحيحة أمر صعب للغاية، خاصة وأن الضغوطات ممكن أن تأتي من نواحي مختلفة وهنا بعض الآثار للزوج النكدي على الأسرة: [2]
- الإجهاد اليومي للزوجة: أحد أهم العقبات التي تواجه الزوجة عند التعامل مع الزوج النكدي هي الإجهاد اليومي، ونقصد هنا الروتين النكدي وعدم الاستقرار والشجار الدائم مما يجعل الزوجة تدخل في عدم استقرار نفسي وتصبح غير قادرة على ممارسة أنشطتها اليومية.
- التوتر الدائم: وهذا بدوره يؤثر على العلاقة الزوجية والتواصل بين الزوجين فالنكد الدائم يدخل العلاقة بحالة توتر دائمة مما يؤدي لنشوء فجوة عاطفية بين الزوجين.
- الزوج النكدي والأطفال: من العقبات التي تواجه العلاقة مع الزوج النكدي أيضاً هي التعامل مع الأطفال، حيث أن اختلاق المشاكل وعدم الاستقرار المنزلي يجعل شخصية الأطفال تنمو بشكل غير صحيح مع احتمال أكبر لتشكيل عقد نفسية عند هؤلاء الأطفال نتيجة الشجار الدائم أمامهم.
- برودة العلاقة بين الزوجين: كما أن صعوبة التعامل مع الزوج النكدي تجعل العلاقة الزوجية باردة ومن الممكن أن تؤدي هذه المشاكل في نهاية المطاف إلى الانفصال في حال عدم تغيير الوضع القائم.
- تردي وضع الأسرة المادي: وأحد العقبات التي تزيد الأمر سوءً هي العقبات الاجتماعية كالفقر بسبب المشاكل الاجتماعية التي تواجه الزوج النكدي مع محيطه، مما يجعل المشاكل اليومية في ازدياد دائم.
ينعكس تأثير الزوج النكدي بصورة كبيرة على الحالة النفسية للزوجة ما يتسبب بإصابة الزوجة بالاكتئاب، وهذه مجموعة عوامل تزيد من الاكتئاب لدى الزوجة نتيجة الضغوطات النفسية التي تتعرض لها من الزوج النكدي:
- تعامل الزوج السيء مع الزوجة ينعكس بصورة سلبية كبيرة على الصحة الجسدية والنفسية للزوجة والتركيب العاطفي للمرأة يساعد على زيادة هذا الشعور السلبي حيث أن المرأة تحتاج بشكل دائم للدعم العاطفي والنفسي من الزوج، وهذا ما تفتقده مع الزوج النكدي.
- القلق والتوتر الدائم الذي تعانيه الزوجة بصورة مستمرة يساعد في نمو الاكتئاب لديها ورؤيتها للحياة بطريقة سلبية تنعكس على صحتها النفسية وعلى صحة باقي أفراد الأسرة.
- تحمل الزوجة لهموم الأسرة بمفردها حيث أن الوالد النكدي كثيراً ما يغيب عن الاحداث التي يتعرض لها الأطفال خلال مراحلهم العمرية المختلفة بدءً بمرحلة الطفولة والمدرسة إلى مرحلة المراهقة والدارسة الجامعية، وهذا بدوره يزيد الضغوط على الزوجة كونها الوحيدة التي تقوم بتقديم الدعم العاطفي والنفسي للأطفال.
- غالباً ما يعاني الزوج النكدي من تردي الوضع المادي والذي ينعكس على الأسرة بصعوبات اجتماعية قد تصل إلى الحاجات الأساسية للزوجة والأطفال، وهذا بدوره يزيد من سوء الحالة النفسية للزوجة ويعرضها أكثر للإصابة بالاكتئاب.
يتوجب التفكير مطولاً لحين الوصول للطريقة الأمثل لامتصاص غضب الزوج النكدي وإيجاد أفضل طريقة للتعامل معه والتغيير من طباعه النكدية، وهذه بعض الطرق للتعامل مع الزوج النكدي: [3]
- الصبر: إن التعامل مع الزوج النكدي والشجار المستمر ليس أمراً سهلاً لذلك يجب أن تتحلى الزوجة بالصبر والتسامح لكي تستطيعي الحفاظ على العلاقة الزوجية، وعند انتقاد الزوج للزوجة من الأفضل تقبل انتقاده بطريقة مرحة من أجل السيطرة على الوضع ومحاولة تغير مزاج الزوج السيء للأفضل.
- الهدوء: على الزوجة تجنب الهجوم اللفظي كرد فعل على غضب الزوج ومحاولة الحفاظ على الهدوء والحرص على استخدام كلمات تهدئ من الغضب وتجنب الجدل بعد المشكلة، ولكن مع الابتعاد عن استخدام الهدوء للاستفزاز.
- اختيار الوقت الجيد للحديث: في حال الرغبة بالحديث مع الزوج بأمر قد يسبب له التوتر، فمن الأفضل اختيار الوقت الذي يكون فيه متقبل للحديث ولا يكون مجهد مثل عودته من العمل أو في الصباح الباكر، فاختيار الوقت المناسب للنقاش شيء هام للتفاهم بين الزوجين.
- تعزيز التفاهم: هذه العلاقة تتعرض فيها الزوجة لإرهاق نفسي شديد، لذلك يجب على الزوجة أن تتوقف عن التفكير في كيفية التعامل مع غضبه وبدل ذلك تحاول تعزيز النقاش المحترم لحل أي خلاف، لأن التفاهم والنضج هو أساس أي علاقة ناجحة.
- الصدق: الكثير من الزوجات تلجأ إلى إخفاء الحقيقة عن الأزواج خوفاً من التوتر والغضب الذي يبديه الزوج، لكن ذلك لن يؤدي إلا لتأجيل المشكلة وتعقيدها، لذلك احرصي عن التحدث بشكل صريح مع الزوج حتى يبني الزوج ثقة تجاه الكلام الذي تخبريه فيه.
- في معظم الأحيان يكون سبب نكد الرجل هو الضيق النفسي وهذا يتطلب عدم إضافة الوقود على النار، ويتوجب على الزوجة أن تعطي الزوج الشعور بالأمان والثقة بأن الزوجة يمكن أن تكون سند حقيقي له في الأزمات المختلفة التي يمكن أن يتعرض لها.
مهما كانت طباع الزوج تتصف بالصعوبة والنكد فيمكن مساعدته على التخلص من غضبه الذي يسبب له هذه المشاعر، ومن طرق المساعدة هذه ما يلي: [3,4,5]
- ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء: ممارسة أنشطة الاسترخاء والرياضة لها فوائد لكلا الزوجين، فهي طريقة ممتازة حتى ينفس الزوج عن غضبه كما أنها تساعد الزوجة في التخلص من مشاعر الاكتئاب وتخفف من الضغوط النفسية عليها.
- محاولة معرفة السبب وراء غضب الرجل: البحث عن الأسباب التي تجعل الزوج يفتعل المشاكل ومحاولة تجنبها، ففي حال كان العمل للزوجة يتسبب ببعض التوتر للزوج يمكن زيادة أيام العطل وقضاء بعض الوقت مع الزوج حل مناسب.
- دعم الزوج النفسي والاجتماعي: حاولي تقديم الدعم للزوج أمام الأهل والأصدقاء ولا تخبري أحد بالمشاكل التي تحصل بينكما، فذلك يجعل الزوج يرى أخطائه ويحاول إصلاحها ويعزز ثقته بك.
- القيام بالأنشطة المشتركة للزوجين: الحرص على القيام بالأنشطة المفيدة لكلا الزوجين مثل قضاء بعض الأوقات في الخارج والتنزه أو صنع بعض الأطعمة اللذيذة في المنزل ومشاهدة الأفلام وغيرها من الأنشطة التي تساعد في تقوية العلاقة الزوجية وتخفض من التوتر..
- عناية الزوجة بنفسها: يجب على الزوجة عدم إهمال الجانب الأنثوي من شخصيتها مهما كانت حجم المشاكل كبيرة مع الزوج، اللمسات الأنثوية تجعل الزوج دائم معجب بزوجته وهذا من شأنه أن يخفف من توتره أو غضبه ويدفعه للقيام بالتقرب أكثر من الزوجة.
- وضع الحدود بين الزوجين: مهما يكن الزوج صالحاً ومحباً في بعض الأوقات لا يجب أن تتحمل النكد والمشاكل للدرجة التي تجعله يتجاوز حدود الاحترام بينكما، لأن ذلك سوف يصبح عادة للزوج وستتحول علاقتكما الزوجية للأسوأ لذلك من الأفضل وضع حدود للأفعال التي يمكن تقبلها من الزوج.
- استشارة مختص نفسي: في حال الشعور باليأس مع فشل كل المحاولات في تغيير طبع الزوج، في هذه المرحلة يجب استشارة أخصائي نفسي أو اجتماعي فربما يساعد ذلك في التعامل مع غضب ونكد الزوج بطريقة جديدة نافعة.
- الابتعاد لفترة من الوقت: بعد فشل جميع الطرق الممكنة فهنا يكون الابتعاد لفترة هو الحل الأفضل حيث أن ذلك سوف يساعد الزوج في إعادة تفكيره بالأخطاء التي يقوم بها ويدفعه إلى تغير طباعه بشكل جدي.