فوائد وأضرار شرب الماء أثناء الأكل
الماء هو عصب الحياة وعمادها، فجميع الكائنات الحية تعتمد عليه لبقائها وعيشها. ويحتاج الانسان أن يشرب الماء بمقدار كافٍ يومياً لتعويض النقص والاحتياج منه.
في هذه المقالة عن شرب الماء أثناء الأكل سنتحدث عن ارتباط شرب الماء أثناء الأكل بزيادة الوزن وعملية هضم الطعام والصحة بشكل عام، كما سنتحدث عن إيجابيات وسلبيات شرب الماء أثناء الأكل وما هي أبرز النصائح والارشادات لشرب الماء عند تناول الطعام.
تشير الأبحاث إلى أن شرب الماء يسرع عملية التمثيل الغذائي بحوالي 24 سعرة حرارية لكل 17 أوقية (500 مل). ولكن هنالك فكرة مشهورة بأن شرب الماء أثناء تناول الأكل يسبب زيادة الوزن!
لم يثبت حتى اليوم من خلال الدراسات والأبحاث العلمية أن شرب الماء أثناء تناول الطعام يسبب زيادة في الوزن، بل على العكس قد يتسبب بتسهيل عملية الهضم وتنشيط الجسم وإذا تم شرب الماء قبل البدء بتناول الطعام بمقدار 20 دقيقة قد يتسبب ذلك بشعور الشخص بالشبع أي عدم زيادة حجم الوجبة التي سيتناولها وبالتالي مع استمرار تكرار هذه العادة يخسر الشخص الوزن وينظم جدوله الغذائي ونظامه. [1]
إن الجسم بشكل عام يحتاج شرب كميات كبيرة من الماء يومياً حيث أنه يجب تعويض الماء الذي يخرج من الجسم على شكل العرق والبول والإفرازات. وشرب الماء أثناء تناول الطعام لا يتعارض أبدا مع مبدأ احتياج الجسم لشرب كميات كبيرة من الماء بل على العكس هو أمر جيد للصحة ولتسهيل الهضم والبلع.
لفهم تأثير شرب الماء على عملية الهضم يجب فهم مبدأ عمل الجهاز الهضمي وآلية هضم الطعام عند الانسان. يبدأ الهضم في الفم عند بدء مضغ الطعام حيث يشير المضغ إلى الغدد اللعابية لبدء إنتاج اللعاب الذي يحتوي على إنزيمات تساعد على تكسير الطعام. في المعدة يتم خلط الطعام مع عصير المعدة الحمضي والذي يكسرها أكثر وينتج سائلًا سميكًا يعرف باسم الكيموس.
في الأمعاء الدقيقة يتم خلط الكيموس مع إنزيمات الهضم من البنكرياس وحمض الصفراء من الكبد لتحضير كل العناصر الغذائية لامتصاصها في مجرى الدم. يتم امتصاص معظم العناصر الغذائية أثناء انتقال الكيموس عبر الأمعاء الدقيقة في حين يبقى جزء صغير فقط يتم امتصاصه بمجرد وصوله إلى القولون. بعد ذلك تنتقل العناصر الغذائية إلى مناطق مختلفة من الجسم وتنتهي عملية الهضم عندما تفرز المواد المتبقية. وتستغرق العملية الهضمية من 24 إلى 72 ساعة. [2]
وهنا نجد أن شرب الماء يساعد في عملية تكسير الطعام وتسهيل هضمه، ويساعد في نقل المواد الغذائية بسلاسة حيث يمنع الانتفاخ والإمساك.
وهناك الكثير من الأفكار المغلوطة حول تأثير شرب السوائل عامة والماء من ضمنها على عملية الهضم، ومن أشهر الخرافات حول موضوع ضرر شرب الماء أثناء تناول الأكل ما يلي:
- تأثير الكحول والمشروبات الحمضية سلبًا على اللعاب: يعتقد بأن شرب المشروبات الحمضية أو الكحولية مع الوجبات يجفف اللعاب ويجعل عملية هضم الطعام أصعب. حيث يقلل شرب الكحول من تدفق اللعاب بنسبة 10-15٪ لكل وحدة من الكحول. بينما المشروبات الحمضية تزيد من إفراز اللعاب. (علمياً لا يوجد أي دليل علمي على أن شرب الكحول والحمضيات يؤثر على الهضم وامتصاص العناصر الغذائية).
- الماء وحمض المعدة وإنزيمات الهضم: يعتقد أن شرب الماء مع الوجبات يخفف حمض المعدة والإنزيمات الهاضمة ويجعل عملية هضم الطعام صعبة. وأن الجهاز الهضمي غير قادر على تكييف إفرازاته مع تناسق الوجبة (علمياً هذه الفكرة غير صحيحة أو مثبتة).
- السوائل تزيد من سرعة خروج الأطعمة الصلبة من معدتك: يعتقد أن هذا يقلل من وقت ملامسة الوجبة لحمض المعدة والإنزيمات الهضمية مما يؤدي إلى ضعف عملية الهضم (علمياً لا يوجد أي دليل يثبت هذه الفكرة).
هنالك عدة فوائد وإيجابيات لشرب الماء أثناء الطعام منها: [3]
- الحد من زيادة الوزن عن طريق منع الإفراط في تناول الطعام.
- الشعور بالشبع بشكل أكبر عند شرب الماء أثناء تناول الطعام.
- تسهيل حركة الطعام في الجهاز الهضمي.
- منع الانتفاخ والامساك.
- تحسين الحالة المزاجية.
- تسهيل بلع الطعام.
- المساهمة في تفتيت وتكسير الطعام أثناء عملية الهضم.
- الشعور بامتلاء المعدة والاكتفاء بكميات قليلة من الطعام.
البعض من سلبيات شرب الماء يعتبر غير مثبت علمياً وبصورة عامة لا يوجد سلبيات حقيقية لشرب الماء أثناء تناول الأكل ولكن أشهر السلبيات المزعومة عند الناس: [4]
- شرب الماء أثناء تناول الطعام يمكن أن يؤدي إلى زيادة في مستويات الأنسولين.
- تسرب الطعام غير المهضوم أثناء امتصاصه من خلال جدران المعدة يؤدي إلى ارتجاع الأحماض.
- كثرة شرب الماء أثناء تناول الطعام قد تسدّ الشهية عن إكمال وجبة الطعام وبالتالي عدم الحصول على الكمية المطلوبة من العناصر الغذائية المتضمنة في الوجبة والنظام الغذائي بصورة عامة.
- كثرة شرب الماء تسبب إدرار البول عند بعض الأشخاص.
شرب الماء ضروري جداً وهنا نقدم مجموعة نصائح تتعلق بشرب الماء عند الأكل ومنها: [5]
- شرب كميات كبيرة من الماء: ينصح أن يتناول الفرد على أقل تقدير 4 ليتر يومياً للرجل البالغ أي بما يعادل 8 أكواب ماء و3 ليتر يومياً للمرأة البالغة أي بما يعادل 6 أكواب ماء.
- إبقاء زجاجة ماء بالقرب منك: فأحياناً يشعر البعض بالكسل حيال رغبتهم بشرب الماء والذهاب للمطبخ وإحضار كوب الماء، ولتسهيل العملية ينصح بإبقاء زجاجة ماء قريبةً من مكان تواجد الشخص وتنظيفها باستمرار وتعبئتها بماء صحي ونظيف. وخاصة عند الخروج إلى أماكن قد يتعذر فيها وجود ماء صحي.
- استبدال المشروبات الأخرى بالماء: فالماء أكثر فائدةً ونفعاً للشخص من أي مشروب سائل آخر سيتناوله. وحتى عند تناول الطعام فإن شرب الماء أفضل من شرب أي مشروب آخر.
- شرب كوب من الماء قبل تناول وجبة الطعام: وهذا ينظم احتياج الشخص للطعام ويحدد من كمية الطعام التي سيتناولها، حيث أن الماء سيشغل حيزاً في المعدة وبالتالي يشعر الشخص بالشبع مبكراً.
- يمكن شرب الماء المنكّه: يوجد في الأسواق ماء بنكهات مختلفة يمكن للشخص شراؤه وشربه في حال شعر بالملل من شرب الماء العادي أو تفضيل الشخص نكهات معينة فيمكن حينها الدمج بين فوائد الماء وتحقيق رغبته بتناول نكهة معينة، كما يمكن إضافة أوراق النعناع وشرائح الليمون إلى الماء ووضعه في الثلاجة.
- تناول الأطعمة الغنية بالماء جيد لكن لا يكفي: فالأطعمة الغنية بالماء مفيدة وتمد الجسم بكميات جيدة من الماء لكنها ليست كافية ولا تغني عن شرب الماء العادي.
- بعد الاستيقاظ من النوم مباشرة: شرب كوب من الماء بعد الاستيقاظ مباشرة يفيد في تنشيط الأعضاء الداخلية للجسم ويساعد في إزالة أي سموم قبل تناول وجبة الفطور.
- قبل تناول وجبة الطعام: شرب كوب من الماء قبل تناول وجبة الطعام بـ 20 - 30 دقيقة يساعد في عملية هضم الطعام ما أن شرب الماء بعد ساعة من الوجبة يسمح للجسم بامتصاص العناصر الغذائية.
- قبل الاستحمام: شرب كوب من الماء قبل الاستحمام يساعد على خفض ضغط الدم.
- أثناء التمارين الرياضية: فشرب الماء مهم جداً أثناء تأدية التمارين الرياضية.
- قبل النوم بساعة: شرب كوب من الماء قبل ساعة من موعد النوم يعمل على تعويض أي فقدان للسوائل يمكن أن يحدث أثناء النوم ليلاً.