أسرار القراءة الناجحة وأساليب القراءة المفيدة
القراءة هي إحدى أعمدة الثقافة فهي مصدر رئيسي لاستسقاء المعلومات والأخبار وفهم ما يدور حولنا، كما أنها تعتبر من الهوايات المفضلة لدى الكثيرين حيث يمضون ساعات مخصصة للقراءة. في هذه المقالة عن أسرار القراءة الناجحة سنقدم لك مجموعة نصائح وأسرار لتحقق أعلى استفادة من قراءتك ومعلومات.
للقراءة فوائد صحية وعقلية ونفسية وفكرية كثيرة على الإنسان لذا نجد أن من يهتم بالقراءة تصبح مع الوقت جزءاً أساسياً من حياته وليست فقط هواية في أوقات الفراغ وذلك بسبب الآثار الإيجابية التي يلاحظها القارئ من فوائد وأهميات القراءة ونذكر منها: [1]
- المساعدة على اكتشاف الذات: تساعد القراءة في تحقيق معرفة الذات من خلال الخوض في عوالم وتفاصيل مختلفة ما يجعل القارئ يفكر ويسقط الأمور على نفسه ليحلل ويفكر ويربط الأمور ليصل لاكتشاف أعمق لذاته.
- تحسين مستوى التركيز: تساعد القراءة على رفع كفاءة التركيز لدى الشخص ونقصد القراءة المعمقة الصحيحة وليس مجرد الاطلاع أو القراءة المسحية السريعة التي يلقي فيها الشخص النظر على المادة المكتوبة.
- تحسين الحالة العاطفية: بشكل خاص الكتب والروايات العاطفية والإنسانية تحمل الكثير من المشاعر والعواطف في رواية شخوصها والمواقف التي يمرون بها ما يؤثر على الحالة العاطفية للقارئ اذ أنه يندمج مع النص ويستشعر مواقف وأحاسيس الشخصيات.
- تحسين مستوى الذاكرة: القراءة الصحيحة تحتاج تركيزاً وفهماً للمادة النصية المكتوبة ما يرتبط برفع مستوى الذاكرة حيث أن القارئ سيحتفظ بالتفاصيل والأسماء والنقاط المهمة في المادة التي قرأها ومع استمرار القراءة يظهر تحسن واضح في مستوى الذاكرة لدى القارئ.
- توسيع المعارف وزيادة الذكاء: القراءة تحفز العقل على التفكير والتحليل كما الخيال ما يساهم في رفع مستويات الذكاء وتوسيع المعرفة والإدراك حيث أن القارئ يصبح على اطلاع بتفاصيل وأمور لم يكن يفكر فيها من قبل ما يمكن أن ينعكس على طريقة تفكيره وتحليله وتخيله للأمور المختلفة في حياته اليومية.
- تعزيز الخيال الإبداعي: القراءة في مجالات الإبداع والابتكار والتحفيز كما بعض الروايات وقصص ملهمة لأشخاص ناجحين تعزز الخيال الإبداعي لدى القارئ فحتى عندما يطلب منه إيجاد حل لمشكلة تواجهه في الواقع فإن مخزونه الفكري والخيالي والمعرفي الذي جمعه من خلال القراءة يساعده في ابتكار حلول إبداعية ومبتكرة.
- تحفيز التفكير الناقد والابداعي: من فوائد القراءة أنها تجعل القارئ يفكر خارج الصندوق فعند اتساع إدراكه ومعارفه ومخزونه الفكري والفلسفي والعلمي والمعرفي فإنه يصبح أقدر على التفكير الناقد والتفكير التحليلي المنطقي والواعي والإبداعي أيضاً ما ينعكس على نجاحه في حياته وعمله وعلاقاته الشخصية والمهنية وسهولة قدرته على حل المشكلات التي قد تواجهه في أي بيئة كان متواجداً فيها.
- تقليل التوتر والضغط النفسي: من طرق تخفيف الضغط النفسي والتوتر العصبي هي القراءة حيث أن القارئ يفرغ طاقته ومشاعره السلبية في القراءة والتفكير المتعمق والتحليل ما يساعده في تعديل مزاجه وتحسين حالته النفسية.
مع اختلاف اهتمامات الأشخاص في القراءة حيث يوجد عدد كبير من الخيارات المتاحة يكون التساؤل هنا كيف يمكن اختيار المادة الأفضل للقراءة ومن هنا نقدم مجموعة من النقاط المتعلقة بكيفية اختيار الكتب والمقالات والقصص وأي نص للقراءة: [2]
- تحديد مجالات الاهتمام الخاصة بالقارئ: فيوجد خيارات كثيرة من المقالات إلى الكتب والروايات والقصص والتقارير والنشرات الطبية والعلمية والمجلات الترفيهية والمواضيع الرياضية والسياسية والاقتصادية والنفسية والاجتماعية والإنسانية والفنية وغيرها الكثير. لذا يتوجب على الشخص بداية تحديد ما هي المجالات التي تثير اهتمامه أكثر من غيرها.
- الاطلاع على جو نص المادة المكتوبة: حيث يوجد في العادة ملخص لكل كتاب أو مقدمة تشويقية للمواد النصية لتوضيح المسار الذي تمت كتابة المادة عبره وما هي أبرز الأفكار المطروحة كما يمكن الاطلاع على العناوين والفهرس والمانشيتات.
- التوصيات: حيث أننا نجد مثلاً على الفيسبوك عدداً من الصفحات والمجموعات المتخصصة بالقراءة والتي يتم فيها مشاركة مقترحات وآراء لكتب ومقالات ونصوص أدبية وصحفية وعلمية ويعطي الأشخاص انطباعاتهم وتوصياتهم وقد تختلف الأذواق والأحكام والآراء باختلاف كل شخصية لكن بالمجمل قد تكون دليلاً جيداً لاختيار مادة للقراءة.
- الاعتماد على اسم الكاتب: لبعض الكتاب اسم لامع ناتج عن مهنية ومصداقية وحرفية في مجال الكتابة لذا فقد يكون هو المرجع لثقة القارئ بجودة المادة التي يود قراءتها.
للقراءة الصحية والجيدة والمفيدة يجب الانتباه للنقاط التالية: [3]
- ينصح بقراءة الكتب الورقية أكثر من الكتب الرقمية لأن ملمس الورق يعطي شعوراً بالتقارب من المادة التي يتم قراءتها لدى كثير من الأشخاص.
- الجلوس بشكل معتدل لتجنب الإصابة بأمراض الديسك والرقبة والعمود الفقري وتعب الجسد في حال الجلوس بوضعيات غير مريحة لفترات طويلة أثناء قراءة المادة.
- التركيز على وجود إضاءة جيدة لتجنب حدوث مشاكل في البصر والعينين على المدى البعيد، لذا ينصح بعدم القراءة في العتمة والإضاءة الخافتة.
- ارتداء النظارة الطبية: للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في البصر يجب عدم ثني الظهر والانحناء أثناء القراءة في حالة وجود مشكلة في البصر لذا يجب ارتداء النظارة الطبية الخاصة بالقراءة في حال الحاجة لها.
- الابتعاد عن الإزعاج حيث يجب الجلوس في غرفة هادئة بعيداً عن الضوضاء والأصوات والإزعاج والمشتتات التي تقطع حبل الأفكار ولا تمكنك من الاسترسال في عملية القراءة ما يجعل أفكارك متقطعة وغير مترابطة.
للقراءة الناجحة التي يخرج منها القارئ ممتلئاً بزخم من المعلومات والمشاعر المفيدة له نقدم لكم مجموعة من الأسرار الخاصة بالقراءة وهي: [4]
- عدم الاكتفاء بقراءة السطور: تقول إحدى الحكم المشهورة بما معناه أنك إذا صدّقت كل ما تقرأ فلا تقرأ! فالكتاب الذي يكتب نصاً أو مادة للقراءة ليس نبياً أو معصوماً عن الخطأ أو الزلل بل هو إنسان له فكره وأيدولوجيته التي يحاول الترويج لها في نصوصه، لذا لا يجب الاكتفاء بقراءة السطور وتصديقها بل يتوجب عليك قراءة ما وراء السطور وتحليل ما يقصده الكاتب ثم التفكير فيه وتحديد رأيك وموقفك منه دون أخذ أعمى لما قاله الكاتب.
- فك التشفير: في بعض المستويات المرتفعة من الكتابة يرنو الكاتب لأبعاد أكثر عمقاً من الكلمات الصريحة ويستخدم أسلوب الدلالة والكناية والتشبيه المباشر وغير المباشر ولتحقيق القراءة الصحيحة يجب عليك فك تشفير المكتوب وفهم المغزى والمعنى الذي يشير إليه النص المكتوب وعدم الاكتفاء فقط بفهم الكلام الصريح.
- التفرغ والتركيز: يجب عليك التفرغ للقراءة وتخصيص وقت خاص لها فقط بشكل يناسب طبيعة عملك ومهماتك الحياتية اليومية، حيث أن التفرغ مرتبط بالتركيز لتحقيق الفائدة المرجوة من القراءة. كما يمكن التعامل مع القراءة على أنها عنصر أساسي ثابت ضمن روتين اليوم للفرد ولها وقت يجب احترامه وعدم تجاوزه إلا في الحالات الطارئة.
- الابتعاد عن عناصر التشتت وإغلاق الهاتف النقال: كثيرة هي العناصر المشتتة في حياتنا اليومية وأبرزها الهاتف النقال ومنصات التواصل الاجتماعي التي تحتل نسبة كبيرة من وقتنا في اليوم، إذا أردت أن تحقق الفائدة من القراءة الصحيحة والصحية يتوجب عليك الابتعاد عن مصادر الازعاج والتشتت كإغلاق هاتفك النقال أو إبعاده عنك أثناء القراءة والجلوس في بيئة هادئة ومحفزة للقراءة والتركيز والتحليل والتفكير.
هنا نقدم لكم مجموعة من النصائح العامة المفيدة والعملية لتحقيق الفائدة القصوى من القراءة الناجحة والصحيحة وهي: [5]
- عدم وضع أهداف عالية: لا ترهق نفسك بعدد المواد التي تقرأها والكتب والمقالات فالموضوع غير مرتبط بالكمية بل هو معتمد بشكل رئيسي على النوعية والجودة. فقراءة كتاب واحد جيد وهادف ويحمل أفكاراً مفيدة خير من قراءة 10 كتب بلا أي معلومة أو فائدة تذكر أو قيمة مضافة.
- لا تجبر نفسك على مادة لا تعجبك: فكما أسلفنا وذكرنا أن اهتمامات الأشخاص تختلف وبناء عليها تختلف مجالات القراءة لكل شخص، لذا إن لم تكن مرتاحاً بقراءة كتاب عن العلوم النووية فلا داعي لهدر وقتك فإنك لن تعطيه اهتمامك وتركيزك، واختر بدلاً عنه كتاباً عن الطبخ إن كانت هذه هي اهتماماتك وأولوياتك.
- اجعل الكتاب قريباً منك دائماً: سواءً أكان كتاباً أو رواية أو مقالاً أو تقريراً أو أي مادة نصية تود قراءتها فوجودها بالقرب منك يبعد عنك التقاعس والكسل في جلب المادة والبحث عنها ما يجعلك متحفزاً أكثر لقراءتها في أي وقت متاح لك.
- المشاركة في تحديات القراءة: فالتحدي يشكل حافزاً ودافعاً أكبر للقراءة والمواظبة عليها، كأن تدخل في تحدٍ مع صديق أو شخص مقرب أو المشاركة في المسابقات والتحديات على مستوى مجموعة من الأفراد في منطقة أو دولة ما.
- لا مشكلة في استخدام التكنولوجيا: حيث يمكن الاعتماد على الجهاز اللوحي والأجهزة الخاصة بالقراءة في حال كنت تحب استخدامها ولا مشكلة لديك في الاستغناء عن المواد الورقية والمطبوعة حيث تعتبر هذه المواد الرقمية أكثر سلاسة وسهولة في الانتقال والوصول إليها سريع ولا يشكل عبء النقل والوزن وغيرها من الأمور التي قد تكون من المآخذ والنقاط السلبية في الطرق التقليدية للقراءة. كما أن البعض يرى أن القراءة باستخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة يعتبر عملياً أكثر وممكناً في مختلف الظروف خاصة أنه يمكن أيضاً القراءة من خلال الهاتف الذكي مباشرة.